PDA

View Full Version : هل الجبن وراثة؟... وكيف نتعلم الشجاعة والقوة؟


أمير أبوظبي
12-12-2003, 03:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه المقاله اعجبتني فأحببت ان اشارك بها في قسم الاصدقاء :)


كتابات - سمير عبيد

تخاف الفأرة من الهر، ويخاف الهر من الكلب، ويخاف الكلب من الرجل، ويخاف الرجل من المرأة، وتخاف المرأة من الفأرة!



يخاف العرب من أشقائهم، وأشقائهم يخافون من معاراضاتهم، ومعارضاتهم تخاف من الممول، والممول يخاف من أميركا ، وأميركا تخاف من بن لادن!.



أعطيت أعلاه جدليتين ، الأولى تجسد فيها الخوف على شكل دورة، من خلال التعامل... والثانية تجسد فيها الخوف على شكل دورة، من خلال السياسة... ولو أتينا على الخوف أو لماذا يخاف صاد من سين؟.. عندما تخاف من الموت ، يعني أنك مقصّر أتجاه الله، ويعني أنك ليس لديك القوة على رد الموت، وأذا خفت من جهاز في دولة يعني أنك منتمي الى فئة مغضوب عليها، أو أنك تبيت شيئا ضد من صنع هذا ال جهاز... وأن كان سين يخاف من صاد، فمعنى صاد يعرف عن سين أسرار خطيره، أو صاد يمتلك السطوه أو القوة أو النفوذ... ولكن أهم عنصر في الخوف عندما يُعرف // كود نمبر الخوف في شخصك// فبهذا ستكون أسيرا للخوف، ومن يعرف أن يحرّك هذا // الكود// ليجعلك مرعوب في جميع الأوقات!.



الجبن!

الجبن أنواع ولكن أهم أقسامه هو جبن اليد / البخل//، وجبن الفعل ، وجبن القول، والجبن مقابل الشجاعة.

فالجبان أو بخيل اليد لم يتوقع ولم يصدق أن هناك شخص كريم ، يذبح حصانه الى الضيف كما فعل المرحوم حاتم الطائي...

وجبان الفعل لم يصدق هو الآخر أن هناك شخص يسافر من مدينة الى أخرى كي يصلخ ذات البين، أو كي يناصر سيد مظلوم أو عائلة مظلومة...

وجبان القول لم يصدق أن هناك شخص يقول الحق، ويشهد بالحقيقة حتى لو جاءه مليون تهديد، كونه صادق وينطلق من ذلك...

والجبان ( الخواف) هذا أيضا لم يصدق بحكايات عنتر بن شداد، ولم يصدق بأن الحسين عليه السلام قاتل آلاف حتى قُتل، ولم يصدّق أن فلان قاتل عن أرضه حتى قُتل، ولم يُصدق أن هناك من يقاتل في سبيل وطنه، بل يعتقد كل الناس يبيعون المواقف والشجاعة بالأموال، والمصالح ، والمناصب، ويعتقد كل الناس ميالين للهدنة حتى ولو على حساب مصالحهم وأهلهم وذويهم... وهناك لم يصدق أن شخصاً مات من أجل شرف زوجته أو من أجل شرف أخته أو جارته ويعتبرها تخاريف، ويقول // غض النظر نصف ساعة ـ قابل أنقلبت الدنيا!!//.. هناك من يحمل هذا النفس الجبان والمداهن والأنبطاحي...

ولكن مالسبب؟ .. أتمنى أن يكون هذا الموضوع خاضع للنقاش!

أعتقد للوراثة جزء من هذا الشيء، كما للبيئة والعائلة الجزء الأكير.. فالشاب الذي ينشأ في بيئة مخملية، وليس فيها غير رائحة العطر وصبغ الأظافر سوف يكون مهادن ومتراخي، ويكون ميال للتنازل عن كثير من المسميات المهمة ويسمي ذلك سلام وسكينة... والشاب الذي يعيش في بيئة شعبية مختلطة في اللعب والجلسات تراه يتعلم الكلام، والقوة ، وعد م الخجل المرضي، ويكون قادر للدفاع عن حقه... والشاب الذي ينشيء في بيئة بدوية أو قروية تراه يحب الفروسية والسلاح والليل ، ويحب المغامرة ، وتتجسد عنده روح التضحية، كونه يسمع منذ طفولته قصص البطولات والشجعان، أما في المجال المخملي لايسمع ألا كيف كان شهريار، وكيف كانت صوفيا لورين، وكيف أصبحت شكيرا وصاحباتها..

أذن الجبن والشجاعة خاضعان للمارسة، ولكن الشجاعة هي الأكثر صقلا في الممارسة والمخالطة والتقليد.... نحن أخذنا الجانب الشائع ولم نأخذ جوانب الأمراض النفسية، والنكبات العائلية والأسرية وغيرها.



كيف تكتسب القوة؟

بأمكانك أن تكون قويا لو أخذت الأمثلة من الطبيعة التي حولك، وليس بالضرورة أن تتعلم من عنتر بن شداد، أو محمد علي كلاي، أو تتعلم من المرحومة تيريزا... وهل يعلم الأنسان أنه يعيش وسط أمثلة مجانية تعلمه القوة، وتعلمه صقل الشخصية عند المصاعب، وعند الأهوال... لكن الأنسان مشغول بأهوائه، ونزواته، وطمعه، وأستحواذه، لهذا غاب عنده التأمل.. لأن كل أنسان لو يدرب نفسه على التأمل سوف يجد الحلول لكثير من مشاكله دون أستشارة طبيب أو محلل أو صديق.. وسوف ينتصر على كثير من أزماته النفسية والحياتية...ولكن المشكلة معظمنا أميّون في التأمل والأستكشاف.. وهنا أعطيك مثلين بسيطين يعلمانا القوة والعبرة.

الشجـــــــــــــــــرة!

لو نظرنا الى // الشجرة// نراها مدرسة في كشف أنانيتنا، ومدرسة في تعليمنا أن نكون أقوياء، ومدرسة في تعليمنا عدم اليأس ليحل محله الأمل.. كيف؟

الشجرة الخضراء.. كم تغنى بها الشعراء، وكم زينت البيوت والحدائق والمتنزهات والشوارع والمدن، وكم كانت حضناً دافئاً للطيور ولأعشاشها وصغارها، وكم كانت معطاءه بحطبها كي تدفينا، وكم كانت معطاءه لتقينا حر الصيف، وكم معطاءه عندما تزين أجواء العاشقين بأوراقها وأغصانها، وتزين للطيور عزفها في تغريدها.....

ولكن هذه الشجرة / عندما يأتي الشتاء وتتحول الى // عمود فقري ـ جذع يابس ـ // ترى الأنانيون يهربون منها، والشعراء يقولون عنها الجرداء، والحطابون يقولون عنها اليابسه، وتغادرها الطيور، وتبتعد عنها الناس، ولا يريدها العشاق ، ولكنها تبقى واقفه مستهزئة بالجميع وتقول لهم في سرّها // ستعودون أيها المنافقون// وتبقى شامخة... هل تعرفون لماذا؟

لأنها متأكدة أن هناك ربيع قادم، والحياة لن تتوقف ، بقدان الأعزاء من أوراق وأعشاش ، وطيور، وعشاق ، وقصور..... ويأتي ربيع وتخضر ويعاود الناس والطيور لرحلة جديدة.... لماذا لا نتعلم من شموخ وصبر وصمود هذه الشجرة؟

لماذا لا نتعلم عندما تصيبنا النكبات وفقدان الأعزاء والأوطان ، أن الحياة لن تتوقف وهناك ربيع قادم لا محال.



الأعشــــــــــــــــــــــاب!

لو نظرنا الى الأعشاب البسيطة، والتي لم نعير لها أي أنتباه، بل نسحقها بأحذيتنا طول الوقت، ولم نكترث لها.. هل تعلمون أن // الأعشاب// هي أقوى من الأشجار، والشبابيك، وأقوى من الأعمدة!!؟

نعم أنها كذلك... ولو راقبتم الأعشاب عند العواصف ، سوف تجدون هناك أشجار تتكسر، وهناك شبابيك تتحطم، وهناك أعمدة تتلوى وتنكسر،..... ولكن عندما تشاهدون / الأعشاب/ تجدونها ، مائلة فقط وغير مكسورة!!

هل نتعلم من ميلان الأعشاب أثناء العواصف؟

هل نتعلم أن نكون أقوياء في عواصف ومشاكل الحياة ، وننحني فقط ولكن لا ننكسر؟

هذه هي الأمثلة التي أعطانا أياها الله مجاناً، ولكننا مسافرون عنها لضيم الحياة، ولنكد الحياة.. أذن علينا التأمل في الحياة وجميع المخلوقات حولنا، لنكن أقوياء، ولنكن شجعان، ولنكن نحن المدرب لأرواحنا وأجسادنا.



فالخلاصة: أن القوة هي بالتدريب والصبر والثبات، والتحلي بالزهد والقناعة الثابتة.. وليعلم كل الناس أن ساعات الشدّة دائما قليلة وقصيرة، ولكن الأنسان ليس له الصبر لهذا يقع في منحدرات الأنحراف، والجبن، والخيانة، والعمالة، وغض النظر عن الحق وتشجيع الباطل.

أبو نايف
13-12-2003, 12:09 PM
موضوع رائع

شكرا لك على أختيارك المتميز:)

أمير أبوظبي
13-12-2003, 12:46 PM
أبو نايف

جزاك الله خير:)

أسير الليل
14-12-2003, 05:44 PM
تسلم أخوي مسولفي

اختياااااااااااااار جميل .. قرءته اكثر من مره :)

تسلم

أمير أبوظبي
17-12-2003, 10:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسير الليل
معك حق الموضوع يستحق القرائه اكثر من مره :)

انا قرأته تقريبا 4 مرات :p