PDA

View Full Version : عندما يبكى الرجال


ريمى
05-10-2004, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


شعرت بقلبي ينفطر و ضلوعي تتكسر، جف حلقي، انخلعت عظامي…لحظات لا يمكن أن تقرأ
أو توصف ….شعور لا يمكن إن يصور بكلمات جرداء. اختلط الحق مع الباطل الحقد مع
المحبة، الحياة مع الموت، انهارت القيم وتبددت الأخلاق وتساوى الحزن مع الفرح
…..عندما رأيته يبكى وتنهار دموعه كشلال من الدماء. جف حلقي، وتوقفت الكلمات
وإنزرعت على شفتي لكنها أبت أن تخرج وأخذت الأفكار تتزاحم شعرت بضغط شديد على
أذني حاولت إن اهرب .. بلا جدوى ….لم استطع أن أنسى هذه المشاعر فقد حفرها
الدهر في ذاكرتي فأصبحت لا تفترق ناظري………………..
انه اليوم العشرون من شهر مايو 2004 عندما رن جرس الموبايل لزميل لنا
في العمل …وبحركة كسولة امتدت يده إليه هاتفا بتراخي : ألو ….وفجأة تحول
الكسل إلى جدية متناهية و انقلب التراخي إلى تشنج واختلفت نبرات الصوت احمر وجهه وتدفق
الدم إلى أذنيه وارتجفت يداه واغرورقت عيناه بالدموع وجفت كلماته تاهت نظراته
وانهار على ارض الشموخ ارض رفح البطولة ……………………………………………………
انه طبيب يعمل معنا في مركز صحي العودة - رفح - التابع لاتحاد لجان العمل الصحي كنا
نعمل على إسعاف المصابين لم نعرف طعم النوم منذ 48 ساعة لم نشعر بالنعاس ولا
حتى بالجوع. هول المناظر والمأساة طغى على احتياجات الإنسان. استغاثات المصابين , آهات
النساء صرخات الأطفال و الجثث الملقاة على الأرض كانت تكفى بان تلغي ديناميكية الاحتياج الفسيولوجي للبشر.

كان الدكتور إبراهيم قد سخر حياته للعمل من اجل الإنسانية دائم الابتسامة
متفائل ضحوك، يبحث عن الابتسامة ويغوص إليها في أعماق بحار الدموع.
ما الأمر ..ما الذي يحدث …ما كاد يسقط على الأرض حتى التف عليه مجموعة من
الزملاء محاولين تقديم المساعدة . وبحركة خفيفة التقطت الموبايل حيث كان يقتلني
الفضول لمعرفة سر ما يحدث وهنا انقشع الغبار عن الكارثة وبدت معالمها عندما
كان صوت فتاة تصرخ عمي! ..عمي !..إلحقونا إننا نموت …هدموا البيت إخواني سمية،
فلسطين، عبدالله …كلهم تحت الأنقاض. استجمعت ما تبقى لدى من قوة …وسألتها
أين أنت الآن ؟ فأجابت تحت الدرج . ..البلدوزر هدم البيت فوق رؤوسنا …سألتها
وأين أبوك وإخوانك الكبار ؟ فقالت بصوت يتسم الاحتجاج: لقد قيدوهم وأخذوهم في
الدبابة وعندما احتجت أمي أطلقوا عليها النار وكانت تنزف في المطبخ لا اعرف ما
حصل وما كادت تنهى حديثها حتى سمعت صوت انفجار وانقطع الصوت ………… صرخت بصوت
هستيري الو….. الو….. ولكن بلا جدوى وحينها أيقنت أن كل شيء قد
انتهى……………………………………………………!
بجانب سرير صديقي د. إبراهيم تناولت مقعدا وألقيت بنفسي عليه وقد تاهت أفكاري
وتبددت حواسي حاولت أن ابكي ولكن الدموع جفت……… و الكلمات تصلبت في حلقي
وتزاحمت الأفكار في رأسي وأخذت تدق بقوة كل جوارحي ما أعز دموع الرجال …
هذه صورة من صور الحياة لشعب يسطر بيديه العاريتين ملاحم البطولة التي افتقدتها
الأمة منذ سنين …صورة من صور المعاناة في مدينة رفح التي تواجه اليوم أعظم
قوة عسكرية في الشرق الأوسط . إحدى صور المجازر التي ترتكب ضد شعب اعزل إلا من
إيمانه بعدالة قضيته مجزرة ترتكب بدم بارد يقتل فيها 56 شخص 20 منهم من الأطفال
دون الـ 18 أما فما يقتلني هو ذلك الصمت الرهيب الذي يسود الأمة العربية
وأتساءل هل نحن رقعة ثوب سوداء تشوه ثوب الأمة العربية الأبيض ألهذا انتم
صامتون على هذه المجزرة ؟ والله لو ذقتم طعم الكرامة لعزت عليكم دموع الرجال….. قد لا أجد ماء أو طعام ولكن هذا والله أهون علي من أن يبكي الرجال .............................!!!!!!!!!!

القسام
05-10-2004, 11:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://lolo.fqaqee3.net/images/media/2405.jpg



(( الا ان نصر الله قريب ))

crash
06-10-2004, 01:22 PM
في البداية أختي أحيك على الكلام الجميل بس ما عرفت انت كاتبيته والا هو نقل وهي قصه واقعية ولا كيف :cool: ..

بس والله بدون أي مجاملة من أجمل ما قرأت في حيــاتي ..

والله يا أختي الله يعينا وزي ما قال أخوي رحلة أمل في قوله تعالى (( الا ان نصر الله لقريب )) ..

وان شاء الله يصبر الدكتور : إبراهيم .. ويحتسب .. وجايلهم يوم ال ...

تحياتي .

ريمى
06-10-2004, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر لكم ردودكم

وثانيا : هذا الكلام ليس كلامى انما اتانى بالاميل وهى قصة واقعية