PDA

View Full Version : ( امنحني تجربتك.. ) .. حــالـة ضــيق ..!!


بو عبدالرحمن
01-01-2005, 11:27 AM
قال الراوي :
سبحانَ من يدّبرُ هذا الكونَ بحكمتهِ ، ويديرُ أمورَ الخلائقِ بقدرته ورعايته ورحمته ..

حين تمرُ بي ضائقةٌ نفسيةٌ تكدرُ عليّ يومي وتنغّصه ،
أجدُ متنفسي في السيرِ على قدميّ منفرداً وحيداً بعيداً عن أعين الناس ..
أناجي ربي ، وأعاتب نفسي ، وأقلّبُ أمري في ذهني ، كما أقلبُ وجهي في السماء ،
أبحث فيها عن خيط أملٍ يُخرجني مما أنا فيه ،
لا سيما حينَ اشعرُ أن الدنيا قد ضاقتْ عليّ بما رحبت،
وأني أود معها لو أني أنخلعُ من هذا العالم كله ..!!

ذات صباحٍ ،
وكنتُ يومها في عطلتي الرسمية ، وكان الجو ربيعياً جميلاً صافيا ،
في ذلك الصباح وجدتُ نفسي أستيقظُ متأخراً على غير عادتي ،
فهالني أن أتلقى ضربتين موجعتين في يومٍ واحدٍ ، الأولى أن صلاةَ الفجر فاتتني في جماعةٍ ،
والثانية أن أعودَ للنوم إلى هذه الساعة ، التي قاربتْ العاشرة !!!
يا إلهي ..!! أيمضي أكثر العمر في الفراش !!!!

وسحبتُ نفسي من السريرِ وأنا اشعرُ أن جبالاً من الهمّ تجثمُ على صدري ،
وشعرتُ بانقباضٍ في قلبي ، وضيقٍ في صدري ، وحالة كدرٍ تغمرُ أرجاء روحي ..!
لبستُ ملابسي على عجلٍ ، ومضيتُ خارجاً لا ألوي على شيءٍ ،
كأنما أريد أن أفرّ من نفسي التي بين جنبيّ ،
حتى لقد نسيت أن أصلي الضحى ، هذه الصلاة التي أحببتها حباً جما ،
أو لعلي يومها سوفتْ في أمر القيام بها ، ورأيت أن أؤجلها إلى حين أعود ..

وعلى ما جرتْ به العادةُ ،
أخذتُ أمشي وتمشي معي خواطري ، أقلّبها وأعيدُ النظرَ فيها ، وأعاتبُ نفسي وأوبّخها ،
حاولُ أن أعرفَ سر هذهِ الحالة النفسية وسببها أو حكمتها ،
ثم أرفعُ طرفاً خفياً إلى السماء ، لأناجيَ الله سبحانه
وأشكو إليه غدرَ هذه النفس ، ومكرها بي ، وخذلانها لي ،
وانحيازها إلى معسكر الشيطان ، وهو يتربص بي على طول الرحلة ..!!

ربما لو رآني إنسانٌ من بعيدٍ ، لضربَ كفاً بكف ، ولوى شفتيهِ ، وحكمَ عليّ بالجنون ..!!
لأن حديثي لنفسي يكادُ يكون مسموعاً ..!
ولذا تراني أنزوي بعيدا عنهم ، فإذا قربَ مني إنسانٌ ،
فإني أتوقفُ عن السير ، لتتوقفَ خواطري بدورها عن حالةِ الغليان التي هي فيها ..!!

أخذتُ أسير يومها على غير هدى ،
أهيمُ على وجهي ، يساعدني هذا الجو الربيعي الجميل ،
كنتُ أشبه ما أكون بحجرٍ يتدحرج ولا يدري أين سينتهي به المطاف ..!
ولذا فقد سيرت شوطاً طويلاً ..

قالَ الراوي :
أثناء هذه الرحلة التي أحاول خلالها أن أتنفس الصعداء ،
لاحتْ لي بقعةٌ من الأرضِ ، في غاية الروعةِ والجمالِ البهجة ،
كأنها قطعةٌ من الجنةِ أنزلها الله لتكونَ مذكراً للعباد بما أعد لهم ! ..
مساحة من الأرض ليست واسعة غير أنها لوحةٌ سماويةٌ فريدة ،
زينها الله جل جلاله بألوانٍ تسرّ الناظرين ، وتبهرُ أولي الألباب ،
وتهيج أشواقهم إلى مولاهم سبحانه ، وتلوي أعناقهم ليتأملوا فيها
ويطلقوا تسبيحةً مديدةً لمبدعِ هذا الجمال المبهر الخلاّب ..!

ربما لأني أحبّ الرسمَ ، وأهوى الشعرَ ،
وربما لأنّ الفطرةَ كانتْ قد استيقظتْ ساعتها ، وقد فجأها هذا المشهدُ المبهرُ،
وجدتُ نفسي مشدوهاً أمامَ هذه اللوحة ، أردد في انبهار :

( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ..) ..

وأرددُ وأعيدُ : سبحااانك .. سبحاانك .. سبحانك ...!!

بل إني لم أملك نفسي من الجلوس في زاويةٍ من هذه البقعةِ ،
أقلّب نظري فيها ، وأمتعُ قلبي بها ، وأسبحُ بروحي في أجوائها العطرة ، ويا لها من سباحة ..!
يا إلهي ..!!
ما أروع وأبدع هذه اللوحة المتناسقة ، المبهرة الجمال ..!

هاهنا ألوانٌ متنوعة من الورد ، وباقة ساحرة من الأزهار بألوانها المختلفة ،
وأريجها المعطر المتعدد ، ومنظرها الساحر المتجدد ..
ونسيتُ نفسي ونسيتُ ما كنتُ فيه ، ونسيتُ ما خرجتُ لأجله ..!!!

بل أكاد أجزم أن فضلَ الله عليّ يومها كان عظيماً ، حيثُ أخرجني بتلك الطريقة ،
وعلى تلك الحالةِ النفسيةِ الصعبة ، ليسوقني شيئا فشيئا ، لأقفَ على بوابةِ الجنةِ ،
حين وقفتُ أمام هذه اللوحة التي تهتزُ فيها مسحةُ جمالِ السماء !!

يا إلهي !!
ماذا يمكنُ أن يفعل مثل هذا المشهد بالقلب ، إذا هو تفتحَ له ومعه ..!!

أقسمُ أن حالتي النفسية انقلبت تماماً بعد دقائق معدودةٍ
من سياحةِ روحي وقلبي في هذه الجنة المخملية ..!!

إن أريجَ الأزهار ، واختلافَ أشكالها ، وتنوعها ، ليفعل بالقلب ما لا تفعله
عشرات المحاضرات وعشرات الدروس ..!!

لقد شعرتُ شعوراً واضحاً ، أن هذا المشهدَ المبهر حرّك أوتاراً في قلبي المتعب وقتها ،
وأيقظ مشاعرَ في نفسي ، وهيّجَ روحي لترقى ثم ترقى ثم ترقى ..!

كنتُ أحدّقُ في هذه ( اللوحة ) البديعةِ الإتقان ،
وتتوالدُ في نفسي أسئلةٌ كثيرةٌ
عن أسرار جمالها ، وعظمةِ مبدعها جلّ في علاه ، وتباركَ اسمه ..!!

أرضٌ واحدة .. وتربة واحدة .. وسماء واحدة .. وشمس واحدة ..
وماء واحد .. وسماد واحد .. وهواء واحد ..

فكيف تعددت ألوانها ؟ وكيف اختلفت أشكالها ؟
وكيف تباينتْ روائح أريجها المعطر الساحر ؟؟!
جل شانك وتباركت وتعاليت يا مبدع الخلائق ..!
إنّ أعظم رسامي العالم على الإطلاق ، لا يملكونَ سوى التقليد والمحاكاة
لمثل هذه اللوحات الربانيةِ المبهرة .. !!

ومع هذا نجدُ أنفسنا منبهرينَ أمامَ لوحةٍ يرسمها أحدهم ؟؟!!
مع أنه غشاش ..!!!!!!!!!!

نصف ساعة أو يزيد وأنا مسحورٌ أمام هذا المشهد ،
لا تغادره عيني ، ولا ألتفتُ عنه ذات اليمين أو اليسار ،
نسيت نفسي ونسيت أني في هذا العالم أصلاً..!!
وظللتُ أسبحُ بروحي في هذه الأجواء المعطرة ، أتنفسُ الصعداء ، وأطلقُ الآهةَ وراء الآهة ،
تسبيحاً لله جل جلاله ، وتبارك اسمه ..!

لقد شعرتُ أن خفقان قلبي لم يعدْ مجرد دقات قلب المرء قائلة له .. !!

بل لقد أصبحتْ تلك الخفقات هتافات تتعالى أكاد أسمعها :

الله .. الله .. أمد بها صوتي مدا طويلا ..!
الله ..الله .. ربي ..وخالقي .. ورازقي ..ومولاي .. وسيدي ..
ومالك أمري .. والكفيل بي .. ومدبر شؤوني كلها .. الله .. الله ...

ما ألطفكَ بي مع عظيم جهلي !! وما أرحمك بي مع قبيح فعلي !!
وما أقربك مني ، وما أبعدني عنك !!
وما أرأفك بي ، فكيف لا يمتلئ قلبي كله بحبك وحدك يا مبدع كل بديع .. وخالق كل جميل ..!!

ولم أشعر بتحدر دموعي إلا حين وصلَ زحفها إلى خدي ..!!

نعم ، أقولها وأعيدها وأكررها ، من خلال تجربةٍ عشتُ تفاصيلها وذقت بركاتها :

إنّ وقفةً متأنيةً متأملةً أمامَ مشهدٍ ربانيٍ من مشاهد هذا الكون الفسيح ،
في أرضه أو سمائه _ كالمشهد الذي وقفت به يومها _ قد يزرعُ في القلب ربيعاً معطراً ،
تهب نسائمه بوضوح على أجواء روحك ، حتى لتكاد تقسمُ أن الكونَ من حولك ،
أصبح في حالةِ ابتسامٍ لك ، ابتسامة تجد صداها في قلبك ولابد ..!!

تتأملُ رقةَ الوردِ وهو يتمايلُ طرباً مع النسائمِ التي تداعبه_ كأنما تدغدغه ليضحك _!!
فتصيبكَ العدوى ، فإذا بقلبك يرقّ ..!! فإذا رقّ راق ..!!
وإذا راقّ رقى ..!! وإذا رقى انكشفتْ له الدنيا على حقيقتها ..!!

تتأملُ اهتزازَ هذهِ الأزهار ، فتراها سابحةً في النور ، أو هي تستجمُ بالضياء ،
وتنتشي بالنسيم ، فتنتشي أنت بانتشائها ..!!

حتى لتكاد تتمايل روحكَ معها ها هنا وها هنا في طربٍ ، ربما تحسدُ نفسكَ عليه !
أين الباحثون عن المتعة النفسة عن هذا المهرجان !!

أين المخدوعون بوهمِ السعادةِ ، وهم ينغمسون في وحلِ المعصية ،
فيتعرضون لسخطِ الله تعالى ، جبار السماوات والأرض ..
أين هم عن هذا الفيض من النور ..!؟

أعودُ فأقولُ :
إذا وافقتَ في تلك الساعة _ أمام مشهدٍ من مشاهدِ الكون المبهرة _
من قلبكَ تفتحاً ، رأيتَ أصداءَ ذلك على قلبك ولابد ..!

ولو ارتقيتَ معارجَ أبعد ، فانكشفتْ لك الحجبُ ، ربما لهالكَ أن ترى هذه الأزهارَ
تصلي وتركعُ وتسجد ، وتهتفً بالتسبيح الشجي ، والتمجيد الندي
لخالق هذه البدائع جل في علاه ..!!

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )
سورة النــور ..

ثم تسأل نفسك سؤالاً لابد منه :
فلماذا الهم ، وعلامَ الغم ، على أمورٍ من الدنيا حقيرة !؟
والدنيا كلها بكل ما فيها ، لا تساوي عند الله جناح بعوضة ..!!؟

لماذا لا تغدو كهذه الأزهار .. تعطي بلا حدود .. ولا تمنع خيرها عن أحد يمر بها ،
فإذا هي تعطره ، وتفيض عليه من خيرها ، لا تنتظر جزاءً ولا شكورا ..!!؟

أخيراً أقول :
إن هذا الكونَ كله يفيضُ بالنورِ ، فيمنحُ القلبَ اليقظَ ألواناً من المعاني ،
التي تشده بقوة إلى الله سبحانه ، حيثما التفت يقلبُ وجهه في السماء ..
وتمنحهُ فيضاً من الدروسِ التي ينتفعُ بها وهو يواجهُ أحداثَ الحياة وفتنها الملونة !
وتصبحُ مشاهدُ هذا الكونِ البديع معارجَ ترتقي بها الروح طبقاً بعد طبق ..!

ومن ثمّ فكلما أصابتك حالة ضيق وكدرٍ ، تذكّرْ ابتسامةَ هذه الورود ،
فلعلها تصيبُ روحك بعدوى الابتسام ..!

وهي على كل حال ( إصابة ) لا تقتل .. بل تحيي بإذن ربها ..!!

قال الراوي :
وهذا ما كان معي يومها ، ولقد عدتُ إلى منزلي بغير الروحِ التي خرجت بها ،
عدتُ جديدا كأنما أضاءت روحي المظلمة ، وأشرقت أرض قلبي بنور ربها ..!

إنّ مشاهد الإبداع لا تقتصر على مثل ( اللوحةِ ) التي مررتُ أنا بها فانتفعتُ ،
بل لو تأملتَ لهالكَ أن ترى ( لوحاتٍ ) لا تعدّ ولا تحصى على يمينك ، وعلى شمالك ،
وبين يديك ومن خلفك ، ومن فوقك ، وتحت قدميك أيضاً ..!!

المهمُ .. أن تفتحَ عينيكَ أيها المبصر .!! ومع عينيك لا تنسَ أن تُحضرَ قلبك .. !!

ولله در القائل :

لِمَ لا يرى الإنسـانُ آيةَ ربهِ ** وبديـعَ صنعِ اللهِ في إتقانهِ
فعساهُ حينَ يرى الزهورَ تبسمتْ ** لا يلتوي شوكاً على إخوانهِ
وعساهُ إنْ سمعَ البلابلَ أطربتْ ** لا يستعير اللحنَ من أقرانـهِ
وعساهُ يمضي كالجداولِ مسرعاً ** متدفقاً بالخيرِ في أوطـانهِ
فالروضُ إنْ حجبَ الثمارَ فلن ترى ** إلا وريفَ الظلِ من أفنانهِ
والطيرُ يُهـدي لحنهُ صوتاً بلا ** حرفاً ، فلا يؤذي امرأً بلسانهِ
وجـهُ الطبيعةِ مشرقٌ متجددٌ ** كصفاءِ قلبِ الحرّ في إيـمانهِ
.....


على الرابط التالي .. تجد الموضوع نفسه بتنسيق أجمل ..
http://www.alwahah.net/book1/amnhni/am6.htm

فإن انتفعت بما قرأت ..
فأعد قراءته مرة أخرى من الرابط .. ولا تنسني من دعواتك الطيبة ..

مدردش متقاعد
02-01-2005, 08:40 AM
ٍأستاذي الفاضل أبو عبدالرحمن..




الدينا و مشاغلها أخذت الكثيرين منا و لم تجعل له فرصة للتفكير من حوله، فحولت حياته إلى روتين على روتين يستيقظ في الصباح ..يتناول إفطاره ثم يولي نحو عمله ...و بعد ساعات من الروتين يعود مرة أخرى إلى بيته .. لينشغل بأعمال روتينية أخرى قبل أن يخلد إلى فراشه و هكذا دواليك .. و على هذا المنوال..

و رتم الحياة السيريع في الفترة الأخيرة زاد من نسياننا لهذه العبادة الجليلة و هي نعمة التفكر...
و ما نحتاج إلى قليل من الفرامل كي نحس بما يدور حولنا و نتذوق جزءا من طعمه..


موضوع رائع كالعادة يحذب القارئ و يشده منذ البداية و حتى النهاية..فلك مني كل التحية و التقدير...

بو عبدالرحمن
03-01-2005, 07:57 AM
أخي الحبيب / مدردش
......... رعاك الله وحفظك حيثما كنت

أسأل الله سبحانه كما ملأ وجه هذا النهار

بالضياء والإشراق أن يملأ قلبك كله بنور معرفته ونور محبته سبحانه

حتى يتوهج قلبك بمحبته جل جلاله ...

فلا يلتفت إلا إليه سبحانه
.. ولا يتعلق إلا به وحده .. اللهم آمين

نعم أخي ..
ألهتنا الدنيا ومشاغلها أن نلتفت إلى قلوبنا فنحركها بالنظر في ملكوت السماء والأرض ..

مع أن هذه الوسيلة من أروع ما يقوي الإيمان ويزيد رصيده في القلب

ولهذا نرى الله سبحانه أكثر الحديث عنها في كتابه الكريم

نسأله سبحانه أن يحيي قلوبنا بأنوار الإيمان واليقين

ويثبتنا على ذلك حتى نلقاه وهو راضٍ عنا ..اللهم آمين

لا تنس أخاك من دعواتك الطيبة المباركة ..

لعل الله ينفعني بها ...

زمردة
06-01-2005, 01:30 PM
جزاك الله خيراً .. شيخنا الفاضل أبوعبدالرحمن ..

على ما تنور به بصيرتنا من هدي في معالجة ما يعترينا من هموم الحياة ..

ومن تجربتي في حالة ضيق ..

الالتجاء إلى الله بالصلاة والدعاء ..

حيث أفوض أمري إلى الله وأسأله أن يدبرني فإني لا أحسن التدبير ..

وألج بــــ .. حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ..

وفي الوقت نفسه آخذ بالأسباب فأبحث عن حلول لما سبب لي الضيق ..

ثم أحاول أن أشغل نفسي بأمر شرعي ينسيني ما أنا فيه من ضيق .. كالذكر وقراءة القرآن الكريم والاطلاع على ما يطرح في الانترنت مما يهم هذه الأمة ..

وأكيد أني أفضفض لقريب ( وأتمنى ألا أفعل ) ولكني أشعر بالراحة بعدها .. وكأني أخذت بكل الأسباب .. والأمر بعد ذلك لله ..

والحمدلله أي أمر يحدث بعد ذلك أشعر بعده بالرضا .. حيث أني فوضت أمري لله فيه .. ثم قمت بما يجب علي ..

بو عبدالرحمن
08-01-2005, 05:59 PM
الأخت الكريمة / زمردة
............... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

نعم .. هذا ما كنت أبحث عنه وأرمي إليه من طلاح

مثل هذه الموضوعات تحت هذا العنوان

أن يطرح كل منا تجربته الشخصية .. أو تجربة سمعها أو قرأ عنها

لننتفع من بعضنا البعض ، ونتكامل بإذن الله

وقد اطلع على تجربة لغيري فينفعني الله بها أعظم الانتفاع

فجزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك ..

ويكفي أن أن أقول لك :

أن ما تفضلتِ به هاهنا .. سأرفعه إلى الموقع ضمن هذه السلسلة

في قسم ( امنحني تجربتك ) ..

وأحسب أنك لا تمانعين في هذا ..

لأني على ثقة أن موضوعك هناك سيكون أكثر نفعا

وكل من قرأه ومر به وانتفع منه سيكون في رصيد حسناتك

بارك الله فيك ..

ولا تنسني من دعواتك الطيبة ..

اديب
08-01-2005, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل ..

عقارب الساعة تدور ..
وحلقات الحياة تتفلت ..

ونحن أبعد ما نكون عن العبادة ..
فما بالك بالتدبر والتفكر ..

كم من آية أبتدأت بقوله تعالى (( أفلا ))
وهي حث مع سرعة المبادرة
ولكن هيهات ..

نتسابق في أمور الدنيا ..
وتهبط عزيمتنا عند أمر آخرتنا ..

وكأننا اشبه بطفل يبحث عن لامع قريب
ويتجاهل ثمين بعيد ..

اللهم أرزقنا الجنة ..

بارك الله بك وبقلمك ونفع بك ..

رااحيل
10-01-2005, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما المرء كئيبٌ موجعٌ :::: جاءه الله بروحٍ فابتهج

الحمدلله الذي جعل بعد الشدة فرجا
ومن الضيق سعة ومخرجا

قال لي صاحبي يوماً محدثني عندما لمح بعض الكدر ترسمه بحة صوتي في كلماتي :
... فكنت كلما اتجرع حزن القلب وضيقه وكدره بأمور ألمتني وآلمتني أجد نفسي وكالعادة مستسلماً خاضعاً للمولى عزوجل
أحمل همي واتجه أجر الخطى الى تلك الغرفه الخالية من أي مصدر كهربائي يضيؤها حيث أن أشعة الشمس لا تأبى ولا تستسلم من الدخول إليها يومياً فسقفها قد بني من زجاج فأصبح كالنوافذ لترفع رأسك فلا تجد غير السماء تسطع فيها شمس الحق اشراقاً ونورا
فكلما شعرت بشيء من الضيق يعتريني اتجهت الى هناك حيث لا أنيس الا الله
وقد تستغرب إن قلت لك أني زينت جدار تلك الغرفة بأوراق بيضاء كتبت في بعضها والبعض الآخر ما زال يتمتع ببياضه فكلما هممت بالخروج من تلك الغرفه بعد جلسة ربانيه استشعر فيها ضعفي وهزلي لمولاي كنت اسطر بعض ما يلهمني إياه خالقي لأخرج من تلك الغرفه وكأن همومي قد بددت
وبدأ يحدثني عن جلساته الربانية الرائعه في تلك الغرفه التي يحس ما إن يدخلها وكأنه يلج جنة من جنات الدنيا حتى رغبت نفسي برؤية تلك الغرفه وبعد اصرار شديد وافق على أن يصطحبني معه لأراها
...

دخلت الغرفة وهالني ما رأيت من روعة ما فيها حتى أجزمت أن ما فيني من ضيق قد بدأ يتلاشى شيئاً فشيء
فما إن دخلت الغرفه إلا وأراني انجذب نحو سجادته ومصحفه الكريم فبمجرد أن رأيتهما أحسست بفرحه لا أعرف سببها ربما هو رغبة التقرب الى الله تعالى
وهناك في زاوية من زوايا الغرفه قد وضعت مكتبة صغيره مملوؤة بالكتب التي تنصب حول محور واحد وهو الفرج بعد الشده ومن تلك الكتب التي مرت عليها عيناي سريعاً سلسلة كتب الفرج بعد الشدة والضيقه لابراهيم بن عبدالله الحازمي وكتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني وكتاب الفرج القريب للسيوطي وغيرها الكثير الكثير.... إلا أن صاحبي قد كتب على سطح هذه المكتبه "" لا تتوقع أن كتب الدنيا ستفرج عنك بقدر كتاب الله "" أتوقع انه قد كتب هذه العبارة ليلمح لنفسه ويذكرها بأن هذه الكتب ما هي إلا كقطرات ندى تنصب عليه لتريح قلبه بعد كتاب الله فينفس بها عن خاطره
كما شد انتباهي مسجله الذي انثر حوله بعض اشرطةٍ من القرآن والمحاضرات الرائعه وكلها أيضاً تتحدث عن الفرج بعد الشده وقد فجأني حينما اتجه صوبي وهو يحمل بين يديه شريطاً من أروع ما سمعه كما يصف ليهديني اليه وهو شريط " يا سامعاً لكل شكوى " للشيخ ابراهيم الدويش
ابتسمت حينها وحمدت الله أن وهبني صاحباً مثله
...
توجهت وأنا احمل شريطي إلى جدار الغرفه لأقرأ بعض تلك الأوراق المعلقه والتي خط عليها عبارات وكأنها تنقذ غرقاناً في وسط البحر فكل من يرى سطوره يعلم انها قد خرجت من قلب كان يئن لمولاه حتى احسست انها توجع قلبي في ابنيتها فذرفت معها الدموع واستعرت منه ورقة وقلم وبدأت ادون كل ما كتبه ومنه:
"" عندما نعرف أن الدنيا لحظات قصار سرعان ما تنقضي سنفرح لأن البلاء والمصائب ستتجسد في صور جميلة نثاب عليها مستقبلاً ولن يكون الموت حزن وكرب إلا للذي ظن الخلود في الدنيا وارتع فيها واقتطف من ثمارها الحلال والحرام لأنه يدرك أن هناك من سيذكره بهذه الدقائق التي تغافل عنها ""
وكتب أيضاً:
"" في غمرة حزني جعلت أسأل نفسي كيف يضيق بالحياة من مصيره الى الممات ,, وكيف يتكدر بالمعاش من سيفارق الحياة .. فكلنا سنشرب من كأس المنون ونقبر في مقابر لا يوجد فيها إلا الظلمات وتضمنا لحود أضيق الحفرات يلحقنا عند النزع غلة العطش والأواموتغض أنفاسنا غصة الحمام وتمسك لهواتنا عن الكلام .... فلماذا الضيق والكدر ؟؟!!""

وشرعنا في الكلام وأنا أتأمل تلك الغرفه وروعتها وما تخفيه بين ازقتها من سعادة فجئت أسأله إلا أنه قاطعني بسؤاله الغريب أتدري ما هو أروع يوم مر بي في هذه الغرفه فاندهشت من سؤاله هذا لا لشيء وإنما لأنه نفس السؤال الذي وددت أن اطرحه عليه

قال لي: كنت أمر بظرف عصيب يوماً ما لدرجة اني حسبت أنه لا مخرج منه فجئت لغرفتي هذه وجلست اشكو الى الله وابث حزني اليه وفقري وحاجتي له حتى غلبني النوم فاستسلمت عيناي بعد ان ارتاح قلبي فقد افرغت كل ما في جعبتي بين يدي من لا يخذل أحدا
ولم اصحى حينها إلا بطارق يطرق زجاج السقف ففتحت عيناي لأرى شبه جنة مرسومة أمامي فسبحان الخالق وكأني أرى ما لا عين رأت ... فعهدي بالسماء قبل ان انام أنها لم تكن ملبدة بالغيوم وعهدي بالشمس انها ساطعة لوحدها لم يرسم بجانب بصيص من ضوئها زخارف ألوان شتى من قوس قزح أما قطرات المطر المتبقيه التي انعكس عليها بعض نور لتتلألأ بألوان قوس قزح فصارت كلؤلؤ دري رأيتها تضفي جمالاً على نوافذ غرفتي وهي تتدحرج عليها .. وبينما اتأمل هنا واتفكر هنا وانظر هناك احسست أن هاتفاً يهتف بي : .. وزالت سحابة صيف وجاء فرج الله ... فلن تخلو محنة من محنه ولا نغمة من نعمه ولا نكبة من موهبة وعطيه فاطلقت ابتسامة لم اتعود على مثلها من قبل لأخرج من غرفتي هذه لأعيد كتابة ما هتف بي ...فلن تخلو محنة من محنه ولا نغمة من نعمه ولا نكبة من موهبة وعطيه....
....

ودعت صاحبي هذا والسعادة تغمرني فقد عرفت أخيراً دواء ضيقي وكدري فنهر جرى فيه الماء لا بد أن يعود إليه من جديد :)
.....
.....




هذا ما نحتاجه والله
جرعة من تفكر وكوب من صبر
بارك الله فيك شيخي الفاضل وأثابك على ما تقدمه لنا وجزاك جنة المولى ونعيمها

بو عبدالرحمن
17-01-2005, 02:42 PM
الأخ الحبيب / أديب
....... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

حياك الله وبياك
وجعل جنة الفردوس مأوانا ومأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب .. اللهم آمين

جزاك الله خير الجزاء على متابعتك الكريمة
نعم كم هي الآيات في كتاب الله سبحانه
التي تحثنا على ضرورة إعمال عقولنا في هذه الكائنات من حولنا ،
ولكن أكثر الناس لا يعقلون !!

نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا

بارك الله فيك حيثما كنتِ
اللهم آمين

بو عبدالرحمن
10-02-2005, 02:36 PM
الأخت الفاضلة / راحيل
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

هذه قطعة أدبية بديعة ..
ويبدو أن قلمك عرف طريقه إلى بوابة الإبداع ..
استمري على هذا النمط ، واكتبي كثيرا ،

واحرصي في كل مرة إلى إضافة ولو قليلة ،
وتعديل ولو يسير على ما سبق ..

وبهذا وهذا ستجدين نفسك سائرة بكل ثبات وشموخ في طريق الإبداع
ولعلنا نرى قريبا قطع أدبية بديعة ومؤثرة وقوية .. إن شاء الله

جزاك الله حير الجزاء وبارك فيك حيثما كنت

الشهيدة
13-02-2005, 10:21 AM
السلام عليكم

حقا لو فكر كل واحد منا قليلاً ماذا قدم لدينة ونفسه من عمل صالح لخاف ورتجف قلبة
وما يدرينا قد تكون نهايتنا بعد دقائق



نسيت ان اقول ان اسلوبك جعلني اعيش الموقف واتخيله

مااجمل هذا النوع من الكتابة والمواضيع

اشكرك على التنبيه

واستأذنك باالنقل

بو عبدالرحمن
16-11-2005, 05:02 PM
الأخت الفاضلة / الشهيدة
....... رعاك الله وبارك فيك

حياك الله وبياك

وجعل الجنة مأوانا ومأواك

من غير سابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب

اللهم آمين

نعم والله ..
( لو فكر كل واحد منا قليلاً ماذا قدم لدينة ونفسه من عمل صالح
لخاف وارتجف قلبة
وما يدرينا قد تكون نهايتنا بعد دقائق ...)

شكر الله لك حسن المتابعة

واسأل الله سبحانه أن ينفعك وينفع بك حيثما كنتِ

وجزاك الله خير الجزاء على كلماتك المعطرة حول أسلوبي ..

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم

وأن يرضى عنا وعنكم

وأن يغفر لنا ولكم

اللهم آمين .. اللهم آمين

أما النقل .. فلكل مسلم يريد الانتفاع ونفع الآخرين

ونسأل الله أن يتقبل منا برحمته