بو عبدالرحمن
24-08-2006, 12:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
= = =
هذه الفتوح القلبية التي يتحدث عنها العارفون ، فتراهم يذكرون
ألوانا من المسرات القلبية ، والأفراح الروحية التي تهز أجواء قلوبهم ،
ليس لها طريق سوى الذكر الكثير ، والكثير جداً ،
بحيث يصبح اللسان في حالة وقف لله سبحانه !!
ومع الذكر جرعات مكثفة من الفكر :
في كتاب الله المقروء ، وكتاب الله المنظور ،
وفي أحوال الدنيا وحقيقتها ، والموت وما بعده ، ونحو هذا ..
ويظل عاملاً في تحريك القلب بهذين المفتاحين :
حتى تنقدح فيه نيران محبة شديدة لله سبحانه ، تجعل هذا القلب
لا يلتفت إلا إلى الله وحده ،
وكأنه مغيّب عن كل شيء سوى الله !!
محبة تحمل الإنسان حملا على الإقبال بهمة على الطاعات ، فرائض وكثرة نوافل ..
محبة تدفعه إلى أن يترسم خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خطوة في إثر خطوة ،
حتى كأنه يراه ، يعيش في صحبته قريبا منه ، مراقبا له ..!
محبة تجعل الله منه دائما على بال لا يغفل عنه ،
فإذا غفل عنه ساعة ، استشعر أن قيامته قد قامت .. !
محبة تغلي غليانها تهون معها وبسببها ولأجلها مجاهدة الإنسان لنفسه من أجل الله
هنالك تتكشف أسرار النفس ، وتتجلى فيوضات أنوار القلب على الجوارح عامة ‘
وعلى اللسان خاصة ، ولا يزال يشعر هذا القلب بمسرات تتجدد ، وبهجة تتزايد ،..
وفي هذه الحال :
لن يضيره إقبال الخلق عليه أو انصرافهم عنه ،
ولا يعنيه ثناؤهم عليه ، أو ذمهم إياه ،
ما دام يعلم أنه ماضٍ بهمة مع الله ولله سبحانه ..
بل إن هذا الصنف من الناس لا يبالي بالدنيا أقبلت عليه أو أدبرت عنه ،
فإن هي أقبلت فذلك فضل الله عليه ، وعليه أن يؤدي حق الله فيها ،
بل قد يعد هذا محنة وابتلاء ، لينظر الله ماذا يصنع ؟!!
وإن هي أدبرت عنه ، حمد الله سبحانه ،، رضى ما قسم له ،
وثقة منه أن اختيار الله له ،،خير من اختياره لنفسه ..
إن الحب يصنع المعجزات
، فلا يزال مثل هذا المحب عاملا لله حيثما كان ، مجتهدا في خدمته ، يقوم بذلك كله وهو في حالة فرح قلبي لا يوصف ،
لأن الله اختاره أن يكون من أوليائه وخدام دينه ، وحملة لوائه ..!
فهل بعد هذا شيء ؟!
فإذا واصل الطريق على هذا التألق ، فإن معنى ذلك :
أنه لا يزال في حالة ترقٍ مستمر ، طبق بعد طبق ،
فإذا المقام السابق بالنسبة لما وصل إليه ، ليس شيئا يذكر
فيستحق الفرح به بل هو نقص لما بعده ، فيستحق الاستغفار منه ..
والحمد والشكر على ما وصل إليه ..!
وهكذا يطوي رحلة الحياة في فرح مستمر ، لأنه:
في حالة عروج في مراقي الجنات ، وهو بعد يمشي بين الناس على قدميه !!
وربما مر به الآخرون ولا يكترثون به ..
أما هو فلا يعنيه عدم اكتراثهم له لأنه :
هائم بقلبه في ملكوت الله سبحانه ،
ومعية ربه ذي الجلال والإكرام ،
وصحبة ملائكته الكرام البررة .. !
وهو يعلم أن الالتفات إلى شيء آخر غير ما هو فيه :
إنما هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير .. !!
قال صاحبي : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
قلت :نعم هو كذلك ، ولكن الله سن سنناً فمن سار على سننه أوصله إلى ما يريد ،
ومن اكتفى بعلك الأماني سيبقى حيث اختار لنفسه من الهوان !!
= = =
هذه الفتوح القلبية التي يتحدث عنها العارفون ، فتراهم يذكرون
ألوانا من المسرات القلبية ، والأفراح الروحية التي تهز أجواء قلوبهم ،
ليس لها طريق سوى الذكر الكثير ، والكثير جداً ،
بحيث يصبح اللسان في حالة وقف لله سبحانه !!
ومع الذكر جرعات مكثفة من الفكر :
في كتاب الله المقروء ، وكتاب الله المنظور ،
وفي أحوال الدنيا وحقيقتها ، والموت وما بعده ، ونحو هذا ..
ويظل عاملاً في تحريك القلب بهذين المفتاحين :
حتى تنقدح فيه نيران محبة شديدة لله سبحانه ، تجعل هذا القلب
لا يلتفت إلا إلى الله وحده ،
وكأنه مغيّب عن كل شيء سوى الله !!
محبة تحمل الإنسان حملا على الإقبال بهمة على الطاعات ، فرائض وكثرة نوافل ..
محبة تدفعه إلى أن يترسم خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خطوة في إثر خطوة ،
حتى كأنه يراه ، يعيش في صحبته قريبا منه ، مراقبا له ..!
محبة تجعل الله منه دائما على بال لا يغفل عنه ،
فإذا غفل عنه ساعة ، استشعر أن قيامته قد قامت .. !
محبة تغلي غليانها تهون معها وبسببها ولأجلها مجاهدة الإنسان لنفسه من أجل الله
هنالك تتكشف أسرار النفس ، وتتجلى فيوضات أنوار القلب على الجوارح عامة ‘
وعلى اللسان خاصة ، ولا يزال يشعر هذا القلب بمسرات تتجدد ، وبهجة تتزايد ،..
وفي هذه الحال :
لن يضيره إقبال الخلق عليه أو انصرافهم عنه ،
ولا يعنيه ثناؤهم عليه ، أو ذمهم إياه ،
ما دام يعلم أنه ماضٍ بهمة مع الله ولله سبحانه ..
بل إن هذا الصنف من الناس لا يبالي بالدنيا أقبلت عليه أو أدبرت عنه ،
فإن هي أقبلت فذلك فضل الله عليه ، وعليه أن يؤدي حق الله فيها ،
بل قد يعد هذا محنة وابتلاء ، لينظر الله ماذا يصنع ؟!!
وإن هي أدبرت عنه ، حمد الله سبحانه ،، رضى ما قسم له ،
وثقة منه أن اختيار الله له ،،خير من اختياره لنفسه ..
إن الحب يصنع المعجزات
، فلا يزال مثل هذا المحب عاملا لله حيثما كان ، مجتهدا في خدمته ، يقوم بذلك كله وهو في حالة فرح قلبي لا يوصف ،
لأن الله اختاره أن يكون من أوليائه وخدام دينه ، وحملة لوائه ..!
فهل بعد هذا شيء ؟!
فإذا واصل الطريق على هذا التألق ، فإن معنى ذلك :
أنه لا يزال في حالة ترقٍ مستمر ، طبق بعد طبق ،
فإذا المقام السابق بالنسبة لما وصل إليه ، ليس شيئا يذكر
فيستحق الفرح به بل هو نقص لما بعده ، فيستحق الاستغفار منه ..
والحمد والشكر على ما وصل إليه ..!
وهكذا يطوي رحلة الحياة في فرح مستمر ، لأنه:
في حالة عروج في مراقي الجنات ، وهو بعد يمشي بين الناس على قدميه !!
وربما مر به الآخرون ولا يكترثون به ..
أما هو فلا يعنيه عدم اكتراثهم له لأنه :
هائم بقلبه في ملكوت الله سبحانه ،
ومعية ربه ذي الجلال والإكرام ،
وصحبة ملائكته الكرام البررة .. !
وهو يعلم أن الالتفات إلى شيء آخر غير ما هو فيه :
إنما هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير .. !!
قال صاحبي : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
قلت :نعم هو كذلك ، ولكن الله سن سنناً فمن سار على سننه أوصله إلى ما يريد ،
ومن اكتفى بعلك الأماني سيبقى حيث اختار لنفسه من الهوان !!