بو عبدالرحمن
03-06-2007, 11:44 AM
هذا العرض خلاصة لحوار طويل أمتد وتشعب وتفرع وأصبح حديقة ذات بهجة !!
وهذه قطوف من تلك الحديقة ..
نسأل الله أن يتقبل منا ، وأن يرضى عنا .. اللهم آمين - - -
سألني أخ فاضل يوما بنبرة مملوءة حزناً :
أتعجب من حالي يا أخي .. أكون في قمة إقبالي على الله وفي حال صفاء رائع ..
ثم فجأة أجد نفسي في السفح .. وقد كنت في قمة الهرم ؟
ولقد تكرر معي ذلك مرارا ...!!
فهل هذا علامة على أني لست صالحا للسير في هذا الطريق ؟
ثم ما تفسير ما يقع لي .. ؟؟!
وأنا أعرف أن الإنسان عندما يكون في حال قلبي رائع فإنه يكون مع الله ..
بمعنى يكون في حالة إشراق ..
فكيف انقلب حاله هكذا فجأة ؟
ثم هل أنا في هذا شاذ ..؟؟!
أو أن أمثالي ممن يصيبهم هذا لا يعتد بهم ؟
ثم هل يمكن أن يعود الإنسان إلى وضعه السابق بعد هذه الوهدة .. ؟؟
ولن أقول الانتكاسة ..!؟
وأسئلة مثل هذه أخذت تتوالى على لسانه ...
قلت : استعين بالله سبحانه وتعالى .. وابدأ معك بضرب مثال ،
أرجو أن يكون هذا المثال في مكانه .. فإن كان كذلك فهذا فضل الله علي وعليك ..
( لأني لم أقرأ هذا المثال ولم اسمعه . وإنما هو توفيق من الله سبحانه )
قال هات ..
قلت : ركز جيدا معي في هذا المثال ..
لأني أحسب أنه سيختصر الطريق علينا ، وسيوضح الصورة في جلاء إن شاء الله .
قال وقد تجلت على وجهه مسحة من أمل : نعم تفضل أنا بكلي معك .
قلت :
لك أن تتخيل ، سائق سيارة يمشي بها في طريق رئيسي .. مفتوح .. واسع ..
يغري بالسرعة عليه .. وانفتحت نفسه ولم يشعر إلا وهو يدوس بقوة منطلقا نحو هدفه البعيد ...
وهناك على جانب الطريق منحدر ترابي .. ليس سحيقاً بحيث تتدهور السيارة ،
فهو لا يشكل هاوية ، ولكنه منحدر ترابي متدرج ،
سيجعل السيارة تهرول نحو الأسفل إن لم يكن سائقا ماهرا يوقفها عن الانحدار ..
قال : نعم .. الصورة واضحة ، واصل ..
قلت : تخيل معي الآن ..
هذا السائق وقد أغراه الطريق بالسرعة ، وهو ماض يتبسم ( هكذا .. :D :D ) ...
فجأة غمضت عيناه قليلا ..انحرفت السيارة نحو المنحدر الترابي ..
فلم ينتبه إلا والسيارة ترتج بقوة وترتفع بقوة ، ورأسه يضرب في سقفها ..!
ففتح عينيه في دهشة وفزع وهلع ..!
السؤال الآن ..
ماذا على هذا الإنسان أن يفعل ليواصل رحلته ؟؟
قال :
أمر بديهي .. عليه أن يحاول العودة إلى الطريق السابق .. الذي كان عليه..
هذه بديهية واضحة وضوح الشمس ... !
قلت : ولكن قد يكون في المحاولة تعب وجهد .. ؟
قال :
وليكن ..!!! لابد من ذلك اذا أراد أن يصل إلى غايته التي ينشدها ..
قلت : معنى ذلك أنه قد يتعب للعودة إلى الطريق الذي كان ..؟
قال : ربما .. ممكن .. وليكن .. المهم أن عليه أن يعود إلى الطريق !
قلت : طيب لنفترض أنه عاد .. ومضى هذه المرة بكامل الحذر والانتباه واليقظة
.. ولكن مع كل هذه الاحتياطات غفل مرة أخرى ، في لحظة خاطفة ..
ولأن السيارة مندفعة بقوة .. وجد نفسه للمرة الثانية في المنحدر الترابي ...
فماذا عليه أن يفعل ..؟؟
قال :
مرة ثانية يلزمه أن يحاول العودة إلى الطريق الرئيسي..!!
قلت : ولا حل آخر هناك ؟
قال :
ولا حل آخر أمامه إلا أن يحاول أن يعود للطريق ..
لأنه لو بقي في سفح ذلك الوادي لما وصل إلى هدفه أبداً ..
لا سيما وأنت تقول أن هذا الطريق هو وحده الموصل إلى الغاية ..
فتوقفه في سفح الوادي حماقة كبيرة .. عليه أن يعمل المستحيل ليعود إلى الطريق ..
قلت . لنفترض أنه كلما عاد ، وسار شوطا طيبا ، عاد إلا غفلة تجعله في المنحدر من جديد ..
صاح صاحبي وقال :
ولو تكرر منه ذلك ألف مرة .. !!!
لا سبيل أمامه إلا أن يجاهد نفسه ليعود إلى حيث كان ..
القضية كلها أنه سيتأخر عن الوصول بدلا من أن يكون سابقا ..
وقد قالوا : لئن تصل متأخرا ، خير من أن لا تصل !!!
فعليه إذن أن يحاول الخروج من هذا المأزق كلما وقع فيه ،
ثم إذا وجد نفسه في الطريق عليه أن يكون حذرا ، حتى لا يقع من جديد ،
فإن وقع فيلزمه المحاولة من جديد .. وهكذا .. حتى يصل أو يموت في الطريق !!!
قلت : رااائع .. الآن وصلت ..!
قال في دهشة : كيف ؟
قلت :
انت ذلك السائق ... وفي لحظة غفلة .. تجد نفسك تتعثر وتتكدر روحك بعفونة معصية ما !!!
وتنتكس ، وتتلطخ بالوحل ، !!
فلا سبيل أمامك إلا أن تحاول وتجاهد لتعود .. ولا ترضى لنفسك أن تستسلم أو تيأس ..
شأنك ، شأن ذلك السائق تماماً بتمام !
قال وقد بدت على وجهه علائم المفاجأة : الله أكبر .. مثال رائع ..
قلت :
إذن لا تستسلم لإيحاءات الشيطان وهو يوسوس لك أن :
لا فائدة ترجى منك ، ولا خير فيك ، ولا أمل في إصلاحك ونحو هذه الأوهام الشيطانية ..!!!
قال : صدقت.. فما أكثر ما يضغط علي اللعين بمثل هذه الظنون ..!!
قلت :
تذكر دائما أن ذلك السائق لو قرر أن لا يحاول من جديد ،
لبقي في السفح ولن يصل أبداً إلى حيث يريد ..
وبقي يلوم نفسه ويبوخها ، بلا محاولة جادة للعودة بها ..!!!
قال وهو يتبسم :
لقد قررنا قبل قليل أن السائق لو فعل لك : لقلنا بأنه أحمق !
قلت :
فلا تكنه يا صاحبي !!!
كلما انحرفت سيارتك ، اعزم وبكل قوة أن تعود إلى الطريق
من جديد ، مهما شق ذلك على نفسك ..
قال مقاطعاً :
وهل يشق على النفس محاولة العودة إلى الحال القلبي الذي كنت عليه ؟
قلت :
نعم .. قد يشق عليها النهوض للطاعة كما كانت ..
فاحمل عليها حملاً .. وصح في وجهها بقول القائل :
أقسمت يا نفس لتنزلنه ** لتنزلنه أو لتكرهنه
قد أجلب الناس وشدو ا الرنة ** ما لي أراك تكرهين الجنة
قال مبتهجاً : الله ، الله .. جميل هذا الشاهد وفي مكانه !
قلت : بل أكثر من هذا ..
قال : وماذا بعد ؟
قلت :
بعد أن تفيق من خمرة الهوى التي كدرت عليك حالك مع الله ،
وغيرت أجواء قلبك .. اعزم على أن تقوم بعمل لم تكن تقوم به من قبل..!
قال : مثل ماذا ؟
قلت :
..............
= = =
[ للحديث صلة فتابعونا ... نعلقكم .. من باب التشويق .. :) ]
وهذه قطوف من تلك الحديقة ..
نسأل الله أن يتقبل منا ، وأن يرضى عنا .. اللهم آمين - - -
سألني أخ فاضل يوما بنبرة مملوءة حزناً :
أتعجب من حالي يا أخي .. أكون في قمة إقبالي على الله وفي حال صفاء رائع ..
ثم فجأة أجد نفسي في السفح .. وقد كنت في قمة الهرم ؟
ولقد تكرر معي ذلك مرارا ...!!
فهل هذا علامة على أني لست صالحا للسير في هذا الطريق ؟
ثم ما تفسير ما يقع لي .. ؟؟!
وأنا أعرف أن الإنسان عندما يكون في حال قلبي رائع فإنه يكون مع الله ..
بمعنى يكون في حالة إشراق ..
فكيف انقلب حاله هكذا فجأة ؟
ثم هل أنا في هذا شاذ ..؟؟!
أو أن أمثالي ممن يصيبهم هذا لا يعتد بهم ؟
ثم هل يمكن أن يعود الإنسان إلى وضعه السابق بعد هذه الوهدة .. ؟؟
ولن أقول الانتكاسة ..!؟
وأسئلة مثل هذه أخذت تتوالى على لسانه ...
قلت : استعين بالله سبحانه وتعالى .. وابدأ معك بضرب مثال ،
أرجو أن يكون هذا المثال في مكانه .. فإن كان كذلك فهذا فضل الله علي وعليك ..
( لأني لم أقرأ هذا المثال ولم اسمعه . وإنما هو توفيق من الله سبحانه )
قال هات ..
قلت : ركز جيدا معي في هذا المثال ..
لأني أحسب أنه سيختصر الطريق علينا ، وسيوضح الصورة في جلاء إن شاء الله .
قال وقد تجلت على وجهه مسحة من أمل : نعم تفضل أنا بكلي معك .
قلت :
لك أن تتخيل ، سائق سيارة يمشي بها في طريق رئيسي .. مفتوح .. واسع ..
يغري بالسرعة عليه .. وانفتحت نفسه ولم يشعر إلا وهو يدوس بقوة منطلقا نحو هدفه البعيد ...
وهناك على جانب الطريق منحدر ترابي .. ليس سحيقاً بحيث تتدهور السيارة ،
فهو لا يشكل هاوية ، ولكنه منحدر ترابي متدرج ،
سيجعل السيارة تهرول نحو الأسفل إن لم يكن سائقا ماهرا يوقفها عن الانحدار ..
قال : نعم .. الصورة واضحة ، واصل ..
قلت : تخيل معي الآن ..
هذا السائق وقد أغراه الطريق بالسرعة ، وهو ماض يتبسم ( هكذا .. :D :D ) ...
فجأة غمضت عيناه قليلا ..انحرفت السيارة نحو المنحدر الترابي ..
فلم ينتبه إلا والسيارة ترتج بقوة وترتفع بقوة ، ورأسه يضرب في سقفها ..!
ففتح عينيه في دهشة وفزع وهلع ..!
السؤال الآن ..
ماذا على هذا الإنسان أن يفعل ليواصل رحلته ؟؟
قال :
أمر بديهي .. عليه أن يحاول العودة إلى الطريق السابق .. الذي كان عليه..
هذه بديهية واضحة وضوح الشمس ... !
قلت : ولكن قد يكون في المحاولة تعب وجهد .. ؟
قال :
وليكن ..!!! لابد من ذلك اذا أراد أن يصل إلى غايته التي ينشدها ..
قلت : معنى ذلك أنه قد يتعب للعودة إلى الطريق الذي كان ..؟
قال : ربما .. ممكن .. وليكن .. المهم أن عليه أن يعود إلى الطريق !
قلت : طيب لنفترض أنه عاد .. ومضى هذه المرة بكامل الحذر والانتباه واليقظة
.. ولكن مع كل هذه الاحتياطات غفل مرة أخرى ، في لحظة خاطفة ..
ولأن السيارة مندفعة بقوة .. وجد نفسه للمرة الثانية في المنحدر الترابي ...
فماذا عليه أن يفعل ..؟؟
قال :
مرة ثانية يلزمه أن يحاول العودة إلى الطريق الرئيسي..!!
قلت : ولا حل آخر هناك ؟
قال :
ولا حل آخر أمامه إلا أن يحاول أن يعود للطريق ..
لأنه لو بقي في سفح ذلك الوادي لما وصل إلى هدفه أبداً ..
لا سيما وأنت تقول أن هذا الطريق هو وحده الموصل إلى الغاية ..
فتوقفه في سفح الوادي حماقة كبيرة .. عليه أن يعمل المستحيل ليعود إلى الطريق ..
قلت . لنفترض أنه كلما عاد ، وسار شوطا طيبا ، عاد إلا غفلة تجعله في المنحدر من جديد ..
صاح صاحبي وقال :
ولو تكرر منه ذلك ألف مرة .. !!!
لا سبيل أمامه إلا أن يجاهد نفسه ليعود إلى حيث كان ..
القضية كلها أنه سيتأخر عن الوصول بدلا من أن يكون سابقا ..
وقد قالوا : لئن تصل متأخرا ، خير من أن لا تصل !!!
فعليه إذن أن يحاول الخروج من هذا المأزق كلما وقع فيه ،
ثم إذا وجد نفسه في الطريق عليه أن يكون حذرا ، حتى لا يقع من جديد ،
فإن وقع فيلزمه المحاولة من جديد .. وهكذا .. حتى يصل أو يموت في الطريق !!!
قلت : رااائع .. الآن وصلت ..!
قال في دهشة : كيف ؟
قلت :
انت ذلك السائق ... وفي لحظة غفلة .. تجد نفسك تتعثر وتتكدر روحك بعفونة معصية ما !!!
وتنتكس ، وتتلطخ بالوحل ، !!
فلا سبيل أمامك إلا أن تحاول وتجاهد لتعود .. ولا ترضى لنفسك أن تستسلم أو تيأس ..
شأنك ، شأن ذلك السائق تماماً بتمام !
قال وقد بدت على وجهه علائم المفاجأة : الله أكبر .. مثال رائع ..
قلت :
إذن لا تستسلم لإيحاءات الشيطان وهو يوسوس لك أن :
لا فائدة ترجى منك ، ولا خير فيك ، ولا أمل في إصلاحك ونحو هذه الأوهام الشيطانية ..!!!
قال : صدقت.. فما أكثر ما يضغط علي اللعين بمثل هذه الظنون ..!!
قلت :
تذكر دائما أن ذلك السائق لو قرر أن لا يحاول من جديد ،
لبقي في السفح ولن يصل أبداً إلى حيث يريد ..
وبقي يلوم نفسه ويبوخها ، بلا محاولة جادة للعودة بها ..!!!
قال وهو يتبسم :
لقد قررنا قبل قليل أن السائق لو فعل لك : لقلنا بأنه أحمق !
قلت :
فلا تكنه يا صاحبي !!!
كلما انحرفت سيارتك ، اعزم وبكل قوة أن تعود إلى الطريق
من جديد ، مهما شق ذلك على نفسك ..
قال مقاطعاً :
وهل يشق على النفس محاولة العودة إلى الحال القلبي الذي كنت عليه ؟
قلت :
نعم .. قد يشق عليها النهوض للطاعة كما كانت ..
فاحمل عليها حملاً .. وصح في وجهها بقول القائل :
أقسمت يا نفس لتنزلنه ** لتنزلنه أو لتكرهنه
قد أجلب الناس وشدو ا الرنة ** ما لي أراك تكرهين الجنة
قال مبتهجاً : الله ، الله .. جميل هذا الشاهد وفي مكانه !
قلت : بل أكثر من هذا ..
قال : وماذا بعد ؟
قلت :
بعد أن تفيق من خمرة الهوى التي كدرت عليك حالك مع الله ،
وغيرت أجواء قلبك .. اعزم على أن تقوم بعمل لم تكن تقوم به من قبل..!
قال : مثل ماذا ؟
قلت :
..............
= = =
[ للحديث صلة فتابعونا ... نعلقكم .. من باب التشويق .. :) ]