PDA

View Full Version : ( أطفــالــنا ..... أكبــــادنـــــــا تمشي على الأرض !! )


بو عبدالرحمن
05-06-2007, 12:43 PM
من فجائع الدهر أن ترى أطفالاً كالأيتام وما هم بأيتام ،
آباؤهم وأمهاتهم أحياء يتحركون ويضحكون ،وما هم بأحياء في الحقيقة !
تجد جيوب هؤلاء الأطفال ملأى ، غير أن قلوبهم خاوية ،
وترى أفواههم باسمة ، ولكن أرواحهم خربة من داخلها !

والسر في هذا يكمن في تعامل آباء هؤلاء الأطفال وأمهاتهم معهم ،
وذلك أمر تعجب له ، ولا يزال عجبك يكبر كلما تأملته ،

أيعقل أن يعامل أب وأم طفلهما كقطعة أثاث في بيت ؟
فلا يلتفتان إليه بنظرة حنان ، ولا يجد منهما لهفة شوق ، ولا بسمة حب ،
ولا ضمة عطف تصب في فؤاده معان خاصة لا يجدها بغير هذا الأسلوب ،
وغير هذا كثير ؟؟

ولكن هل يعقل أن يلتفت إنسان إلى كرسي أو منضدة في البيت بشيء من هذه المشاعر الإنسانية ؟ !!
كلا ، فهؤلاء مع أطفالهما هذا حالهما ، لقد نفضوا أيديهما عن هذه البراعم
وأوكلوا أمر العناية يهم إلى الخادمات من كل جنس ،
ولا يدري هذان الأبوان أنهما يرتكبان جرماً خطيراً في حق هؤلاء الأبناء ،
وأنهما بهذا يزرعان في نفوسهم بذور الانحراف مع الحليب الذي يرضعونه بأيدي الخادمات !

إن فريقاً من الآباء والأمهات يحسبون أن إغداق المال بلا حساب ،
وإطلاق اليد للمصروفات اليومية بلا عد ولا متابعة ،
هو الذي يسقط عنهما المسئولية أمام الله سبحانه ،

ويظنان _ وساء ظنهما _ أن هذا الأسلوب كفيل بتحقيق تربية مثالية لهؤلاء الأبناء والبنات ،
وذلك كله وهم وخطأ فاحش ..

بل إن بعض الآباء لا يكاد يجد الوقت _ بزعمه _ حتى لمجرد رؤية أطفاله !
ولا يزال يقول لك إذا عاتبته على ذلك :
ولمن أتعب تعبي في الحياة ؟ أليس من أجلهم !؟ إنما أجهد جهدي لأضمن لهم مستقبلاً جيداً !!

إن هذه البراعم الإنسانية شأنها شأن الزهور ،
تحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام والمتابعة ، لتشيع أجواءها الربيعية على من حولها ،
بصفاء الفطرة وبراءتها ، فينطلق عبيرها يملأ أجواء البيت كله ، بعبق سماوي حبيب ،

ومن ثم تتنزل الرحمات على أهل هذا البيت بسبب هؤلاء الصغار ،
والتعب من أجلهم ، وإدخال السرور إلى قلوبهم ..

أما الزهور التي يهملها أصحابها ، فإن آفات الحديقة كفيلة أن تمد إليها يد الموت ولو بعد حين ،
وكذلك حال هؤلاء الصبية :
إن عدم الاكتراث بهم ، وعدم الالتفات إليهم ، يجعلهم عرضة لأيد كثيرة تتخطفهم ،
ثم تفتح الأم عينيها فإذا فلذات أكبادها قد ضاعوا في مفارق طرق الحياة ،
فتشرع تعض أصابع الندم ، ويلطم الأب وجهه بقوة ، وهو يرى ثمرة فؤاده وقد تخطفته الشياطين ..!

ولكن هل ينفع الندم هاهنا ؟؟
لقد خرجت العربة عن الطريق السوي ، وانحدرت إلى الهاوية في عنف ،
بعد أن دفعتها أيد أصدقاء السوء إلى مصيرها المفجع ..

إن القاعدة التي يحفظها الجميع :
أن الكأس المملوءة ، على قدر ما يخلو الماء منها ، فإن الهواء يحل محله بشكل تلقائي ،
وكذلك الحال هاهنا :
على قدر إهمال الوالدين لأبنائهما ، يتولى تربية الصغار آخرون ،
ولكن على طريقة قد لا تسر صديقاً ، ولكنها تقر بها عين العدو الشامت !!
هذه من هذه ولابد ..

إن هؤلاء الأطفال مسئولية ضخمة ، والتفريط في رعايتهم والاهتمام بهم ،
وتنشئتهم التنشئة الطيبة ، سيعرضنا لأهوال السؤال والجواب بين يدي الله سبحانه ،
في موقف صعب ننسى فيه ملذاتنا التي جرفتنا بعيداً عن أحبابنا الصغار ،

في الحديث الشريف ، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( كلكم راع ، وكل راع مسئول عن رعيته )
والمعنى : أن كل من فرط ، فلينتظر الحساب ، يوم الحساب !؟
وهو تهديد مبطن تقشعر له القلوب الحية ..
فيا من تتهالكون على ماديات الحياة ، وفتن الدنيا ، وتنسون خلال ذلك فلذات أكبادكم :
تذكروا أنكم موقوفون بين يدي جبار السماوات والأرض يسألكم عن الصغير والكبير ،
والنقير والقطمير ..! فماذا أعددتم لذلك الموقف الرهيب ؟..

إن الطير لا يزال يتعهد فراخه في عشه كل حين ،
يغذوهم ، ويحنو عليهم ، ويظلهم بجناحيه ، ولا يزال يحوم حولهم ويرعاهم ،
فإذا كبروا قليلاً شجعهم على الطيران وبقي قريباً منهم يحميهم ،
ويحثهم حتى إذا تمكنوا من الطيران الجيد بسلام يكون للقصة فصل آخر ..

فهل أبناؤنا أقل في عيوننا من فراخ الطير ؟
وهل أنزل فريق من الآباء والأمهات منزلة أقل وأحط من الطير !؟
ما أحوجنا إلى أن نتعلم من الطير هذا الدرس الكبير ..
فأبناؤنا هم قوتنا التي نعتمد عليها _ بعد الله _ في مستقبل الأيام ،
وهم امتدادنا الذي سيخلد أسماؤنا ، وذكرنا ،
فإن كانوا صالحين أعزة كرماء ، بقي لسان الحمد والذكر الحسن يتوالى علينا
ونحن بين أطباق الثرى ..

أما في حال انحرافهم _ والعياذ بالله _
فإننا سوف نستجلب لأنفسنا لعنات الناس والملائكة كلما طلع صباح ، أو حل مساء !

أيها الآباء ، أيتها الأمهات ،
أرحموا أنفسكم قبل أن ترحموا أبناءكم !!
ارحموا أنفسكم بمزيد من رحمتكم لأبنائكم ، تستجلبون رحمات ربكم عليكم ،

فمن لا يرحم لا يُرحم ، والراحمون يرحمهم الرحمن ..

وإنما نعني بالرحمة هاهنا :
مزيد من العناية والاهتمام والرعاية والعطف ونحو هذه المعاني الإنسانية ..
اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد .

عقد الياسمين
05-06-2007, 03:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
التربية و الاهتمام بالصغار و رعايتهم
من أكثر الموضوعات التي يدمى لها القلب و تتألم لها النفس
فكثير من أبناء المجتمع ضحية لإهمال الأهل لهم
وكثير من الأباء اعتقد أن كمال التربية في توفير الطلبات و الماديات
والحقيقة التي يجب أن يدركها الأهل أن أبناء هذا الزمن ليسوا بحاجة إلى المادة بقدر حاجتهم إلى
الفهم و الإدراك بهم وانهم شيء يذكر في هذه الحياة
في بعض الأحيان أقول اصعب شيء يواجه المرء هو التربية
كيف تعد و تبني إنسان يكون له كيان وذات و عطاء في المحيط
كيف تحمي طفل صغير بين يديك وتدافع عنه و تجاهد من اجل أن يكون شيء في الحياة
كيف تجعل إنسان يعيش حياة لها معنى في هذه الدنيا
فعلا
عندما يتخل المرء كيف يمسك بالصغير بين يديه ثم يربيه
ويكبر لحظة بلحظة أمامك فيكون كيف تشاء أنت
فعلا جميل هذا الشيء أن تربي إنسان بقيم أنت تريدها و بأخلاق أنت تحبها
شيء في غاية الجمال
ولكن قليل بل الكثير من الناس يحزنك حالهم مع الصغار فقد تجد ام لا هم لها إلا ان تبيض كما تبيض السحلية و تترك هؤلاء الصغار للشوارع تربيهم ولا يمكن ان تفيق من غفلتها مهما يحدث لابنائها من مصائب و حوادث و كأن حالها يقول دوري فقط ان انتج لا ان اعتني
موضوع التربية و الاهتمام موضوع مهم ولابد من الحديث عنه في كل وقت و التذكير به لانه مهم جدا
فمصير الأمة ومستقبلها مرتبط بهذه الأجيال
ولكن يبدوا أننا في زمن الأباء هم من يحتاجون لتربية
فو الله ضياع الأبناء ناتج من ضياع الأباء
فالطفل مهما كان لا يعكس الا صورة أهله و لا يترجم الا حياتهم
فاذا أردت أن تعرف أيها الأب من أنت تابع أبنك فهو مرآتك
و أنت أيتها الام إذا أردت أن تري صورتك و أخلاقك فانظري إلى ابنتك فهي أنت
نسيت أن أضيف نقطة مهمة وهي
أن صور العقوق التي نراها اليوم هو ناتج لما زرعه الأباء في هذه النفوس منذ الصغير
فكيف يطلب الأب من ابنه البر وهو لا يعرف معنى البر ؟
و كيف يريد منه الحب و هو لم يزرعه في النفوس ؟
وكيف يريد أن يستظل تحت ظلال ابنه وهو لم يجد منه الظل في الصغر ؟؟
اذا المربي لم يستطع أن يغرس الشجرة و يهتم بها فلن يجنى منها ثمرا و لا ظل
وهذا هو واقعنا اليوم

وبالله التوفيق

زهرة الكركديه
05-06-2007, 09:33 PM
موضوع مهم ويلمس وترا حساسا جدا في بنيان المجتمع
كوني أم اشعر بان هذه اعظم مسؤولية ألقيت على عاتقي حتى هذه اللحظة إلى ان يسترد الله امانته وكم هي صعبة تربية الأبناء بل إنها شاقة مشقة عظيمة .

وكما قالت أختى عقد الياسمين فإن البنت تتطبع بطباع امها والفتى يأخذ الكثير من أبيه ألا يقول المثل " أقلب الجرة على فمها تطلع البنت لامها " ومن شابه أباه فما ظلم ,,
إن ابنتي أخذت الكثير من صفاتي وكلما انظر إليها تتحدث أو تتكلم أو تصرخ أو تتضايق أو كيف هي طريقة تعاملها معنا في البيت ألتفت إلى أبيها وأقول :

شوف بنتك..! أنامستغربة ,, على منوه هيه طالعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فينظر إلي بنصف عين ويقول بمرح :
عليج .. بعد على منوه :D ؟؟؟
:D

البحاري
06-06-2007, 10:41 AM
صباح الورد .. بوعبدالرحمن

موضوع جميل كعادة كل مواضيعك ..

أجمل اللحظات التي اقضيها في البيت .. عندما العب ولدي " عمر "
استمتع بكلماته وحركاته ..
استمتع بالتغير الذي يطرأ عليه ..
في فكره ..
في تعابير وجهه ..
في زعله ..
حتى وهو يبكي :)

وكلما يتعبني أو يضايقني .. أتذكر تعب والدي ووالدتي بسببي فأشعر بالتقصير في حقهم بعد أن كبرت :(

تحياااااااتي لك ..

زهرة الكركديه
07-06-2007, 01:05 PM
صباح الورد .. بوعبدالرحمن

موضوع جميل كعادة كل مواضيعك ..

أجمل اللحظات التي اقضيها في البيت .. عندما العب ولدي " عمر "
استمتع بكلماته وحركاته ..
استمتع بالتغير الذي يطرأ عليه ..
في فكره ..
في تعابير وجهه ..
في زعله ..
حتى وهو يبكي :)

وكلما يتعبني أو يضايقني .. أتذكر تعب والدي ووالدتي بسببي فأشعر بالتقصير في حقهم بعد أن كبرت :(

تحياااااااتي لك ..


والله يا البحاري بعدك ما شفت شي تبا الصدق..

كما قرأت فلك ابن ماشاء الله تبارك الرحمن عمره خمسة أو ستة أشهر " الله يحفظه لكم .... لكن تذكر كلام أختك زهرة بعد عشر أو خمسة عشر سنة...... أو كلما مر الوقت وكبر أبناؤك .. حينها بالفعل ستقدر التعب والمعاناة التي عاناها والداك لتربيتك انت وإخوتك..

أما الآن فأنت .. فانت مرتاح جدا.. إسألني انا المجربة

وبارك الله لك في عيالك وحالك ومالك

بو عبدالرحمن
07-06-2007, 01:48 PM
الأخت الفاضلة / عقد الياسمين ... رحم الله والديك

رائع والله ما سطره قلمك ..

والحق أن نعقيبك يصلح أن يكون موضوعا قائما براسه ..

لعلنا نراه قريبا ، كموضوع ستقل ، بعد أن ينسى هذا الموضوع
فنجدد الكلام عن القضية مرة أخرى

جزاك الله خير الجزاء ..

بو عبدالرحمن
08-06-2007, 08:02 AM
الأخت الفاضلة / زهرة الكركدية ... رحم الله والديك الكريمين

صدقت والله بقولك ( وانت الصادقة دوما ) :
(كوني أم اشعر بان هذه اعظم مسؤولية ألقيت على عاتقي حتى هذه اللحظة ... )

نعم أعظم أمانة تلقى على كاهل الآباء والأمهات ( خاصة ) هي أمانة تربية الأبناء والبنات

على ما يحب الله ويرضى ...

ويظن كثيرون أن المتاعب تكون في تربيتهم عند الصغر ..

وهذا خطأ ..يكبرون وتكبر معهم مشاكلهم .. ويعظم معها تعب الأم والأب ..

الله يعين كل اب وأم .. وييسر لهما إحسان تربية ابنائهما

= =
جزاك الله خير على المرور من هنا

أسد الدين شيركوه
20-06-2007, 08:14 PM
الله يجزيك عنا خير الجزاء ،، دوم ننتفع بموضوعاتك ،، اسأل الله أن يتقبل منك جهدك الطيب
= = = =
ابو عبدالرحمن ،، اذكرك أنك غفلت عن التعقيب على أخونا البحاري :D

ترى غفلة الشاطر بعشر ة :D

الطارق
20-06-2007, 11:47 PM
الفاضل بو عبد الرحمن .. حفظه الله

الموضوع جداً مهم والله ..
اليوم التقيت بأحد كبار السن وسلمت عليه
وسألته عن صحته وقد سمعنا أن عارض صحي قد ألمه
عندما رأيته كان وضح عليه التعب والإرهاق !
وكان يتشكى والله من أولاده ومشاكلهم !
بعض الرجال هكذا ما شاء الله لا يزال يحنو على ابناءه حتى ومع كبرهم
ولا تنتهي شفقته عليهم أحتى أخر العمر !

والعكس يحدث مع أخرين في تعاملهم مع أبناءهم ولو كانوا أطفال !
فقد حدثني أحدهم عن مشهد لشخص وهو يضرب
أحد أطفاله بعنف ، قال عنه صاحبنا أنه ذكره بما يحدث في فلسطين !

في ذات الوقت هناك حالات أيضاً يخطأ فيها الأب في تعامله من أطفاله
ويتهاون في تربيته لدرجة أن يبلغ ببعض الأبناء الجراءة على اباءهم بالاعتداء ..

وما ذكرته أخي الفاضل فيه لا شك الفوائد الكثير لنا ولمن عمل عليها سواء للأب أو الأبن
فجزاك الله خير على هذه المقال ففيه من الفوائد الكثير ..

البحاري
21-06-2007, 01:16 AM
صباح الورد .. اختي زهرة سوالف

كلامك صحيح ..
كلما مرت الأيام وزادت المسؤولية والشعور بأهمية التربية والخوف من كل شئ على سلامة ابني ..

أشعر بأسف كبير في حق والدي رحمه الله ثم في حق والدتي حفظها الله
نسأل الله الكريم أن يغفر لنا ..

كنا غافلين على الرغم من ظننا أننا متعلمين وفاهمين
ولا علم إلا ما تقدمه لنا الحياه من درووووس

شكرا لك على دعواتك الطيبة ..