أسد الدين شيركوه
20-07-2007, 11:43 AM
نشر طه حسين كتاباً تهجم فيه على قصص القرآن ، فأثار ضجة كبيرة وقتها .
يصف الكاتب هنا :
موقف مصطفى صادق الرافعي رحمه الله من كتاب طه حسين الذي شكك في ثنايه في قصص القرآن الكريم ...
فجن جنون الرافعي ، وكان أول من شن حملة شعواء على طه حسين وكتابه ...
قال :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(.. ما كان يكتب يومها _ يقصد الرافعي _ نقداً ، بل كان يصب لهيباً وحمماً وقذائف ، لا تبقي على شيء ،
وكان ميدانه في جريدة كوكب الشرق ، وكوكب الشرق يومئذ هي جريدة الأمة ، وجريدة سعد ،
فمن ذلك لم يبق في مصر قارئ ، ولا كاتب إلا صار له رأي في طه حسين ، وفي دينه !
وبلغت الصيحة العنيفة آذان شيوخ الأزهر ، فذكروا أن عليهم واجباً للدفاع عن الدين والقرآن ، فجمعوا جماعتهم إلى للنزول في ميدان الجهاد هذا ...
... ومضى الرافعي في حملته ، تؤيده كل القوى ، وتشد أزره ،
ونشطت النيابة العمومية ، لتنظر في شكاوى العلماء ، وتحدد الجريمة ، وتقترح العقاب !
.... وكما ترى البدوي الثائر لعرضه ، كان الرافعي يومئذٍ ، فمضى يستعدي الحكومة والقانون ، ويحرك علماء الدين ويهيجهم ...!
وترادفت مقالاته ثائرةً مهتاجة ، تفور بالغيظ وبالحمية الدينية ، وبالعصبية للإسلام ، كأن فيها معنى الدم !
.... ولم تجد الجامعة بداً من جمع نسخ الكتاب من المؤلف ومن المكتبات ، لعل ذلك يرد الفتنة ،
التي توشك أن تعصف بكل شيء حتى الجامعة !
.... على أن هذه المقالات النارية ، بإقبال الناس عليها _ لسبب أدبي أو لسبب سياسي _
قد بعثت روحاً دينية كانت راقدة ، وأذكت حمية كانت خامدة ، وألفت قلوباً كانت أشتاتاً لتعمل للذود عن دين الله تعالى ...
....وفيها _ أي في تلك المقالات _ تطالعك صورة جهمة للرافعي ، الثائر المغيظ المحنق ، جاحظ العينين ، كأنما يطالب بدم !
مزبد الشدقين كالجمل الهائج ، منتفخ الأنف كأنما يشم ريح الدم ، سريع الوثب ،
كأن خصماً تراءى له بعد ما دار عليه طويلاً ، فهو يخشى أن يفر ، وهو هنا يعني طه حسين وحده ..!
.... وبعيدا عن هذه المعارك ، كان رحمه الله يبذل غاية نفسه ، لينشئ أدباً يسمو بضمير الأمة ،
ويشرع لها طريقاً تسير فيه ، إلى عظمة الخلد ، وسعادة الأبدية ، ومجد التاريخ ...
- - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
__ رحم الله الرافعي ورفع قدره
يصف الكاتب هنا :
موقف مصطفى صادق الرافعي رحمه الله من كتاب طه حسين الذي شكك في ثنايه في قصص القرآن الكريم ...
فجن جنون الرافعي ، وكان أول من شن حملة شعواء على طه حسين وكتابه ...
قال :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(.. ما كان يكتب يومها _ يقصد الرافعي _ نقداً ، بل كان يصب لهيباً وحمماً وقذائف ، لا تبقي على شيء ،
وكان ميدانه في جريدة كوكب الشرق ، وكوكب الشرق يومئذ هي جريدة الأمة ، وجريدة سعد ،
فمن ذلك لم يبق في مصر قارئ ، ولا كاتب إلا صار له رأي في طه حسين ، وفي دينه !
وبلغت الصيحة العنيفة آذان شيوخ الأزهر ، فذكروا أن عليهم واجباً للدفاع عن الدين والقرآن ، فجمعوا جماعتهم إلى للنزول في ميدان الجهاد هذا ...
... ومضى الرافعي في حملته ، تؤيده كل القوى ، وتشد أزره ،
ونشطت النيابة العمومية ، لتنظر في شكاوى العلماء ، وتحدد الجريمة ، وتقترح العقاب !
.... وكما ترى البدوي الثائر لعرضه ، كان الرافعي يومئذٍ ، فمضى يستعدي الحكومة والقانون ، ويحرك علماء الدين ويهيجهم ...!
وترادفت مقالاته ثائرةً مهتاجة ، تفور بالغيظ وبالحمية الدينية ، وبالعصبية للإسلام ، كأن فيها معنى الدم !
.... ولم تجد الجامعة بداً من جمع نسخ الكتاب من المؤلف ومن المكتبات ، لعل ذلك يرد الفتنة ،
التي توشك أن تعصف بكل شيء حتى الجامعة !
.... على أن هذه المقالات النارية ، بإقبال الناس عليها _ لسبب أدبي أو لسبب سياسي _
قد بعثت روحاً دينية كانت راقدة ، وأذكت حمية كانت خامدة ، وألفت قلوباً كانت أشتاتاً لتعمل للذود عن دين الله تعالى ...
....وفيها _ أي في تلك المقالات _ تطالعك صورة جهمة للرافعي ، الثائر المغيظ المحنق ، جاحظ العينين ، كأنما يطالب بدم !
مزبد الشدقين كالجمل الهائج ، منتفخ الأنف كأنما يشم ريح الدم ، سريع الوثب ،
كأن خصماً تراءى له بعد ما دار عليه طويلاً ، فهو يخشى أن يفر ، وهو هنا يعني طه حسين وحده ..!
.... وبعيدا عن هذه المعارك ، كان رحمه الله يبذل غاية نفسه ، لينشئ أدباً يسمو بضمير الأمة ،
ويشرع لها طريقاً تسير فيه ، إلى عظمة الخلد ، وسعادة الأبدية ، ومجد التاريخ ...
- - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
__ رحم الله الرافعي ورفع قدره