متدبر
23-09-2007, 02:16 AM
http://www.libi.mobi/i3jaz/file9876/shababi.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو عاشر موضوع في سلسلة مواضيع "مأدبة الصائمين" التي نويت بعون الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ، والتي ستنشر في موقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات العربية.
موضوعنا اليوم عن أكبر تجمع شبابي في المنطقة
أحدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها روسيا الآن هي تناقص عدد السكان لدرجة أنهم يقولون أنه قد يأتي وقت لن يكون فيه أي روس.
وللعلم فإن سكان روسيا الآن يبلغ 143 مليون ولكن مع حلول عام 2050 فمن المتوقع أن يتناقص عدد السكان ليصل إلى 109 مليون .
بالمقارنة فعدد سكان مصر يبلغ الآن 80 مليون ، ومع حلول عام 2050 فمن المتوقع أن يزداد عدد السكان ليصل إلى 127 مليون مصري أي أن تتفوق على روسيا في عدد السكان على الاقل.
الاسوأ من هذا أن أغلب الفقد في سكان روسيا هو في فئة الشباب من سن 22 إلى 49 من الذكور والاناث بمعنى أن أكبر نقص هو في القوة العاملة.
هذه القوى التى من المتوقع من ذكورها أن يحموا البلاد بإلتحاقهم بالجيش، أو يشغلوا المصانع ،والمتوقع من إناثها أن تسير المستشفيات كممرضات ،أو تعلم الاطفال كمدرسات.
ويعزي سبب هذا التناقص السكاني لتناقص معدل إنجاب النساء الروسيات اللواتي يفضلن العمل على الانجاب وتربية الاطفال ، والسبب الآخر هو الوفيات المتزايدة بين الشباب بسبب الامراض مثل الايدز والسل ، بالاضافة إلى الخمر والمخدرات والتدخين والإجرام.
هذا الوضع الخطير أجبر الدولة على تقديم معونات نقدية للامهات ، وهناك تفكير لالغاء نظام التقاعد لاخضاع الروس على الاعتماد على الاولاد ليهتموا بهم في كبرهم بدلا من إعتمادهم على مرتب التقاعد.
بل وصل الامر بأحد حكام المقاطعات أن يخصص أحد الايام كعطلة من أجل الانجاب فيما سمى بيوم التزاوج أو sex day وخصص جوائز قيمة مثل السيارات وأجهزة التلفزيون لمن ينجبوا أطفال بعد تسعة أشهر من تاريخه أي في ذكرى اليوم الوطني الروسي في الثاني عشر من شهر يونيو (6) من العام القادم.
ولعلكم تتسائلون الآن وما علاقتنا نحن بهذا .
هذا الامر يستحق منا ان نقول الحمد لله
لأنه لا توجد لدينا مثل هذه المشكلة بل ما لدينا في الواقع هو العكس تماما.
ففي كافة الدول العربية يوجد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه بالفعل فائض في الشباب لدرجة أن الدول العربية تعتبره مشكلة.
سبحان الله.
تصورا دول لديها ثروة نفطية تحتار في كيفية إستثمارها ولديها شباب يقذف بنفسه في البحر محاولا السباحة لدول أخرى ولديها أراضي شاسعة ، ولديها مناخ معتدل.
ربما يود الرئيس الروسي بوتين أن يبدل مشكلته بمشاكل العرب.
وفي كل يوم تقريبا نسمع عن شباب من المغرب العربي ومن مصر يحاولون الهرب عبر البحر إلى أوروبا مدركين أن هذه المحاولة قد تؤدي بحياتهم
والامر المحير فعلا هو أن من ينجو منهم من الغرق يصر على إعادة المحاولة مرة أخرى ، حتى بعد رأى الموت أمام عينيه.
فهؤلاء الشباب هم شباب يافعون وليهم عزيمة وتصميم وإرادة قوية.
فما الذي يدفع بهم يا ترى للفرار من بلدانهم ؟
نعود مرة أخرى للجانب الآخر
فلقد بلغ معدل الانجاب في ألمانيا إلى أقل معدل بين كل الدول الاوروبية إذ وصل إلى 8.5 من كل ألف نسمة ، ووصل المعدل في الجزء الشرقي منها أي في ألمانيا الشرقية سابقا إلى أقل رقم في العالم أي 6.9
أحد المفكرين الالمان قال أن الدور التقليدي للمرأة الالمانية في القرن الماضي بدء من الخمسينيات حتى الثمانينيات كان هو دور الام أو ربة البيت ، إلا أن تفكير المرأة الآن هو في المهنة والوظيفة .
فهل في هذا رسالة لنا يا ترى ؟
قلة الانجاب في ألمانيا أدى بالحكومة إلى تقديم إعفاءات ضريبية تصل إلى 3،000 يورو لمن تنجب طفلا.
تصوروا أن يصبح الاطفال وليس الشباب عملة صعبة وشيئ مرغوب بشدة.
في المقابل نجد الشباب اليافع يرمي بنفسه في البحر وهو في كامل قواه الجسدية و العقلية .
لقد حز في نفسي ما شاهدته في إحدى دول المغرب العربي من مظاهرة لمن يحملون شهادة الدكتوراة فيما يقوم الشرطة التي ربما لم يصل تعليم بعض أفرادها مرحلة الثانوية العامة بتفريقهم وضربهم.
فأين الخلل يا ترى؟
العائلة العربية تمكنت رغم كل الصعوبات من تربية أطفالها ليصلوا لسن الشباب .
فهل إرتكبت خطأ يا ترى ؟
في أمريكا يحدث كثيرا أنه عندما يبلغ الشاب سن الثامنة عشر يطلب منه أبوه أن يغادر البيت ويبحث له عن عمل .
ولكن هذا لم يحدث في دولنا بل إن الاب يتوسل لآبنه أحيانا كي لا يهاجر.
فأين الخلل ؟
المولى عز وجل يعدنا بالرزق لنا ولأولادنا
"نحن نرزقكم وإياهم" و "نحن نرزقهم وإياكم"
والحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام يحثنا على الانجاب والتكاثر.
لعل الخلل في الادارة ، أي في الحكومات التي لم تعرف كيف تستثمر هذه الامكانيات البشرية والمادية.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو عاشر موضوع في سلسلة مواضيع "مأدبة الصائمين" التي نويت بعون الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ، والتي ستنشر في موقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات العربية.
موضوعنا اليوم عن أكبر تجمع شبابي في المنطقة
أحدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها روسيا الآن هي تناقص عدد السكان لدرجة أنهم يقولون أنه قد يأتي وقت لن يكون فيه أي روس.
وللعلم فإن سكان روسيا الآن يبلغ 143 مليون ولكن مع حلول عام 2050 فمن المتوقع أن يتناقص عدد السكان ليصل إلى 109 مليون .
بالمقارنة فعدد سكان مصر يبلغ الآن 80 مليون ، ومع حلول عام 2050 فمن المتوقع أن يزداد عدد السكان ليصل إلى 127 مليون مصري أي أن تتفوق على روسيا في عدد السكان على الاقل.
الاسوأ من هذا أن أغلب الفقد في سكان روسيا هو في فئة الشباب من سن 22 إلى 49 من الذكور والاناث بمعنى أن أكبر نقص هو في القوة العاملة.
هذه القوى التى من المتوقع من ذكورها أن يحموا البلاد بإلتحاقهم بالجيش، أو يشغلوا المصانع ،والمتوقع من إناثها أن تسير المستشفيات كممرضات ،أو تعلم الاطفال كمدرسات.
ويعزي سبب هذا التناقص السكاني لتناقص معدل إنجاب النساء الروسيات اللواتي يفضلن العمل على الانجاب وتربية الاطفال ، والسبب الآخر هو الوفيات المتزايدة بين الشباب بسبب الامراض مثل الايدز والسل ، بالاضافة إلى الخمر والمخدرات والتدخين والإجرام.
هذا الوضع الخطير أجبر الدولة على تقديم معونات نقدية للامهات ، وهناك تفكير لالغاء نظام التقاعد لاخضاع الروس على الاعتماد على الاولاد ليهتموا بهم في كبرهم بدلا من إعتمادهم على مرتب التقاعد.
بل وصل الامر بأحد حكام المقاطعات أن يخصص أحد الايام كعطلة من أجل الانجاب فيما سمى بيوم التزاوج أو sex day وخصص جوائز قيمة مثل السيارات وأجهزة التلفزيون لمن ينجبوا أطفال بعد تسعة أشهر من تاريخه أي في ذكرى اليوم الوطني الروسي في الثاني عشر من شهر يونيو (6) من العام القادم.
ولعلكم تتسائلون الآن وما علاقتنا نحن بهذا .
هذا الامر يستحق منا ان نقول الحمد لله
لأنه لا توجد لدينا مثل هذه المشكلة بل ما لدينا في الواقع هو العكس تماما.
ففي كافة الدول العربية يوجد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه بالفعل فائض في الشباب لدرجة أن الدول العربية تعتبره مشكلة.
سبحان الله.
تصورا دول لديها ثروة نفطية تحتار في كيفية إستثمارها ولديها شباب يقذف بنفسه في البحر محاولا السباحة لدول أخرى ولديها أراضي شاسعة ، ولديها مناخ معتدل.
ربما يود الرئيس الروسي بوتين أن يبدل مشكلته بمشاكل العرب.
وفي كل يوم تقريبا نسمع عن شباب من المغرب العربي ومن مصر يحاولون الهرب عبر البحر إلى أوروبا مدركين أن هذه المحاولة قد تؤدي بحياتهم
والامر المحير فعلا هو أن من ينجو منهم من الغرق يصر على إعادة المحاولة مرة أخرى ، حتى بعد رأى الموت أمام عينيه.
فهؤلاء الشباب هم شباب يافعون وليهم عزيمة وتصميم وإرادة قوية.
فما الذي يدفع بهم يا ترى للفرار من بلدانهم ؟
نعود مرة أخرى للجانب الآخر
فلقد بلغ معدل الانجاب في ألمانيا إلى أقل معدل بين كل الدول الاوروبية إذ وصل إلى 8.5 من كل ألف نسمة ، ووصل المعدل في الجزء الشرقي منها أي في ألمانيا الشرقية سابقا إلى أقل رقم في العالم أي 6.9
أحد المفكرين الالمان قال أن الدور التقليدي للمرأة الالمانية في القرن الماضي بدء من الخمسينيات حتى الثمانينيات كان هو دور الام أو ربة البيت ، إلا أن تفكير المرأة الآن هو في المهنة والوظيفة .
فهل في هذا رسالة لنا يا ترى ؟
قلة الانجاب في ألمانيا أدى بالحكومة إلى تقديم إعفاءات ضريبية تصل إلى 3،000 يورو لمن تنجب طفلا.
تصوروا أن يصبح الاطفال وليس الشباب عملة صعبة وشيئ مرغوب بشدة.
في المقابل نجد الشباب اليافع يرمي بنفسه في البحر وهو في كامل قواه الجسدية و العقلية .
لقد حز في نفسي ما شاهدته في إحدى دول المغرب العربي من مظاهرة لمن يحملون شهادة الدكتوراة فيما يقوم الشرطة التي ربما لم يصل تعليم بعض أفرادها مرحلة الثانوية العامة بتفريقهم وضربهم.
فأين الخلل يا ترى؟
العائلة العربية تمكنت رغم كل الصعوبات من تربية أطفالها ليصلوا لسن الشباب .
فهل إرتكبت خطأ يا ترى ؟
في أمريكا يحدث كثيرا أنه عندما يبلغ الشاب سن الثامنة عشر يطلب منه أبوه أن يغادر البيت ويبحث له عن عمل .
ولكن هذا لم يحدث في دولنا بل إن الاب يتوسل لآبنه أحيانا كي لا يهاجر.
فأين الخلل ؟
المولى عز وجل يعدنا بالرزق لنا ولأولادنا
"نحن نرزقكم وإياهم" و "نحن نرزقهم وإياكم"
والحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام يحثنا على الانجاب والتكاثر.
لعل الخلل في الادارة ، أي في الحكومات التي لم تعرف كيف تستثمر هذه الامكانيات البشرية والمادية.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني