PDA

View Full Version : سلطان الخير.. يد تبني وأخرى تصافح للسلام


AhMaD_1
29-06-2008, 11:35 AM
سلطان الخير.. يد تبني وأخرى تصافح للسلام
د. عبدالله مرعي بن محفوظ

الأمير سلطان بن عبدالعزيز يمتلك قدرة مشهودة في الاحتفاظ بانسجامه الذاتي مع ابتسامته الصافية في أحلك المواقف الإقليمية والدولية، إضافة إلى مهارات العمق الاجتماعي التي فطر بها والقيم الأصيلة التي تربى عليها ليحوز على ثقة قادة العالم وإعجابهم بطاقاته التي لا تنضب
حين كتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز مقدمة كتاب (ملك نحبه) في أول مؤلف عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، استنطق كل حواسه الإنسانية كمواطن لولي الأمر عبَّر عنها بالتالي:
يحظى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمكانة كبيرة في نفوس أبناء الشعب السعودي الأبي، كما يحظى بمحبَّة العرب والمسلمين، واحترام زعماء العالم، وليس أدلَّ على ذلك من احتفاء كلِّ مناطق بلادنا الطاهرة به، منذ مبايعته خادمًا للحرمين الشريفين وملكًا للمملكة العربية السعودية وإلى الآن، واستبشارهم بمزيد من الخير والازدهار على يديه المباركتين، وكذلك الترحيب الذي لقيه من حكومات وشعوب البلدان التي طاف بها شرقًا وغربًا، منذ مبايعته ملكًا على البلاد، بل والرحلات التي سبقت مبايعته بسنوات طويلة، كان فيها عبدالله بن عبدالعزيز أميرًا وملكًا، رجل سلام يتجول داعيًا للسلام بين مختلف الدول، وحريصًا إلى ما يثمر الإنجازات المفيدة والعظيمة.
شخصيًا ومن خلال مجالات عملي التي عشتها في مجلس الغرف السعودية وكذلك من خلال الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات، وقفت مع زملائي أعضاء المجلس وفي مقدمتهم الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي شهود عيان على جوانب إنسانية للأمير سلطان، حيث يسعى في كل زيارة داخلية لأن يضع بصمة شخصية بتأسيس مركز علمي أو مشروع بيئي أو مستشفى كبير للمنطقة، وفي كل زيارة خارجية يكون تصريحه السياسي (عبارات) إنسانية، تتصدر عناوين الصحف، يعبقها دائمًا بعمق العلاقات وإزالة الخلافات وصنع تعاون مثمر ينعكس دائمًا على اقتصاد البلدين، دائمًا (أبو خالد) يكرِّس مفهومًا اجتماعيًا خاصًا به في كل دولة يزورها، ويستطيع صناعة المستقبل في دول الجوار اقتصاديًا واجتماعيًا.
لذلك حين يدوِّن قادة دول العالم والشخصيات الدولية مذكراتهم عن السعودية وينشرونها في الإعلام، تجد للأمير سلطان موضعًا هامًا فيها، متحدثين عنه دومًا بصفة الصديق الودود الموثوق، والشخصية السياسية اليقظة، والفطنة الحاضرة، والشخصية القادرة على إشاعة روح التفاؤل في الاجتماعات السياسية، وهو ما اعتبره السياسيون ذكاءً لامعًا من القيادة السعودية في الاعتماد على شخصية الأمير سلطان في التواصل مع العالم الخارجي خاصة في المهمات البالغة الإستراتيجية مع المجتمع الدولي، وهي المشاعر نفسها التي يحملها عنه قادته المباشرون بدءًا من والده المؤسس وكذلك من تولى مقاليد الحكم من بعده، إذ كان الملك سعود يرتاح لطبيعة الأمير سلطان الإنسانية ويأخذ برأيه ورؤيته، وكذلك الأمر مع الملك فيصل الذي ارتبط بأخيه الأمير سلطان على وثاق الصداقة المتينة والتناغم، الذي كان له دور مؤثر في إدارة الشأن الخارجي للوطن في بداية السبعينيات، والملك فيصل قال عنه حبًا وإعجابًا «إنه الرجل الذي يقدر على نفسه، ومن يقدر على نفسه يقدر على الناس»، ومفهوم الإعجاب والثقة السياسية كانت أيضًا حاضرة في علاقته مع الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، وهو الأمر الذي دفع بالملك الراحل فهد بن عبدالعزيز منذ أن كان وليًا للعهد وحتى نهاية حكمه، بأن يكرسه شخصيًا في تعميق علاقتنا الدولية، وهو الأمر المستمر اليوم حين نرى علاقة الوفاء والثقة تترجم عمليًا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتأتي ثمارها سريعًا كما حصل في زيارته الأخيرة إلى دولة قطر الشقيقة، حتى أن وكالة الأنباء القطرية صرحت بأنها زيارة (عائلية) بين إخوة وأبناء عمومة، أخذتها في اليوم التالي الجرائد القطرية بأنها زيارة مودَّة ومحبَّة أكثر منها زيارة رسمية، نعم.. الأمير سلطان بن عبدالعزيز يمتلك قدرة مشهودة في الاحتفاظ بانسجامه الذاتي مع ابتسامته الصافية في أحلك المواقف الإقليمية والدولية، إضافة إلى مهارات العمق الاجتماعي التي فطر بها والقيم الأصيلة التي تربى عليها ليحوز على ثقة قادة العالم وإعجابهم بطاقاته التي لا تنضب.
يد سلطان بن عبدالعزيز في الداخل بنت كثيرًا من المشاريع التنموية، يفرح بها دائمًا أبناء المناطق حين يُعلن عن بدء زيارته، تشتاق الأرض لخطواته، إذ طالما وضعت يده حجر أساس مئات المشاريع الحيوية إن لم تكن بالآلاف، يد سلطان بن عبدالعزيز مهرت توقيع أهم القضايا المتعلقة بشأن المواطنين من خلال سهره المتواصل على المشروع الإستراتيجي لإعادة النظر في الأنظمة وتطويرها للقضاء على البيروقراطية الإدارية التي لا تتوافق مع روح السرعة وديناميكية العصر، يد سلطان بن عبدالعزيز شاركت وجدان المواطنين من شرورة أقصى جنوب الوطن والتي أطلق عليها (سرورة) حبًا في أبنائها الذين يدخلون السرور على نفسه الكريمة، إلى شرقها في القصيم التي مازالت تتنفس كلماته العطرة في زيارته الأخيرة لهم، وإلى غربها في المدينة المنورة التي أحبها سكنًا وقدر أهلها مكانة، وإلى العاصمة المقدسة مكة المكرمة الذي اختار شهر رمضان في كل عام ليطلق مشاريع خيرية عبر مؤسسة الأمير سلطان الخيرية لتسمع صداها في ليلة القدر بجوف قلوب المؤمنين، لينطلق بعدها في شوال إلى شمال الوطن تبوك، ليؤسس مشروعًا خلاقًا ومؤثرًا تضع يده حجر أساسه، ثم بعد حين تعود اليد نفسها لتفتتح ثمار المشروع بعد اكتماله.
ختامًا الأمير سلطان يجوب كل عام أغلب مناطق الوطن ولا يتوقف عند أي منطقة إلا ويزرع الفرحة في قلوب أبنائها وإن تألم تعبًا، ولكن يشفيه ابتسامتنا ويسعد بسعدنا، وأجمل وصف لرحلة ولي العهد سلطان داخل الوطن شعر خالد الفيصل حين قال:
ما لوم رجلك لو شكت كايد الكود
أتعبتها ترقى سنود المعالي
للجسم حدٍ وغايتك مالها حدود
ظلمت نفسك من قديمٍ وتالي
تمشي وعرها كنَّه سهود ومهود
لله درك ما تعاليت عالي
ما تنتظر للجود يا شيخ مردود
تشرب مرارٍ وتسقي الغير حالي
يا طيب طابت لك البيض والسود
أسرت في حبك قلوب الرجالي
* نقلاً عن صحيفة "المدينة" السعودية، الأربعاء، 25/يونيو/2008م.