View Full Version : عام 2000 (( بقلم أبو سارة )) من منتدى الساحة..
أبو الفهود
01-01-2000, 01:11 AM
عام 2000 (1)
نحن اليوم على أبواب عام 2000م، وليس بيننا وبينه إلا أياما معدودة، وقد أعد العالم النصراني له الاحتفال العظيم والاهتمام الكبير، والكل يلحظ عناية وسائل الإعلام بهذا الحدث بشكل مبالغ على كافة الأصعدة: السياسية والدينية والثقافية والاقتصادية والإجتماعية، مما يدفع المرء أن يتساءل عما وراء هذا الحدث؟، وما الذي يجري هناك في العالم الغربي استعدادا للعام القادم؟، ولم كان هذا العام بالذات له هذه الاهتمام والاختصاص الكبير والهام دون سائر ما مضى من الأعوام؟.. كلامنا سيجري حول عدة نقاط هي: غفلتنا عما يجري. الصراع بين الأديان الثلاثة وفكرة المهدي المنتظر. سبب الوئام بين اليهود والنصارى. استعدادات اليهود لعام 2000م. اجتماع كثيف للعالم النصراني في بيت لحم عام 2000م.
# غفلتنا عما يجري…
يبدو أننا نحن المسلمون دائما آخر من يعلم، على الرغم من اتصالنا الوثيق بوسائل الإعلام، ولا أدل على ذلك من أن كل واحد منا يملك في بيته إما جهاز تلفاز أو إذاعة أو دش ويطلع على الصحف والمجلات كل يوم، ومع ذلك فنحن لا ندرك شيئا عن حقيقة ما يدور في العالم، لأن عنايتنا منصبة دائما على الترويح والتسلية، أما الأحداث المهمة والتي تستلزم الانتقاء فتلك لا نملك أن نصبر على البحث عنها، إذن فنحن لم نستفد شيئا من اقتناء هذه القنوات الفضائية ولن نستفيد شيئا أبدا، لأنها قاصرة عن تغطية وملاحقة الأحداث الهامة التي تتعلق بنا، ربما لعدم رغبتها في ذلك، أو ربما لكونها لا تميز ولا تدري ما الذي يجب الاهتمام به، وربما لأنها لم تنشأ أصلا لإيقاف المشاهدين على حقائق ما يجري في الدوائر الغربية خاصة والعالم عموما!!..
# الصراع بين الأديان الثلاثة وفكرة المهدي المنتظر..
إن قضية عام2000 قضية كبيرة وخطيرة للغاية، إنها تتعلق تعلقا مباشرا بأهل الديانات الثلاثة: الإسلام واليهودية والنصرانية، فاليهود يرون العصر القادم عصر العودة الجماعية إلى أرض الميعاد ـ فلسطين ـ والعلو الكبير والسيطرة الكاملة على العالم بعد خروج مسيحهم الدجال، والنصارى يرون فيه عصر العودة للمسيح عليه السلام ونشر الدين النصراني في كافة الأرض، وكل ذلك عند الفريقين لا يكتمل إلا بمعركة فاصلة، فأما عند اليهود فإن المسيح الدجال سيقودهم إلى النصر على أعداء اليهود، وأما عند النصارى فإن المسيح عيسى عليه السلام سيقودهم إلى النصر على أعداء النصرانية، أما المسلمون فهم مستهدفون من وراء تلك النبوءات اليهودية والنصرانية، فهم يعدون العدة لقتال المسلمين وإفنائهم.
والحقيقة أن الصراع بين الأديان الثلاثة لا ينتهي إلا بنزول عيسى عليه السلام الذي يقتل الدجال ملك اليهود المنتظر، ويكسر الصليب شعار النصارى، فلا يبقى في الأرض إلا الإسلام لا النصرانية كما يزعم النصارى، أما قبل أن ينزل فالصراع على أشده، لكن ما سبب هذا الصراع وكيف بدأ؟. اقتضت حكمة الله تعالى إرسال الرسل لهداية الناس إلى عبادة الله وحده، فأرسل موسى عليه السلام لدعوة بني إسرائيل ونزل عليه التوراة فيها هدى ونور، وأوكل إلى الأحبار حفظها، لكنهم عبثوا بها وحرفوها: { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه}، فاستوجب ذلك أن يرسل الله إليهم أنبياء لدعوتهم إلى الدين الصحيح، فكلما جاءهم رسول بما لاتهوى أنفسهم استكبروا، ففريقا كذبوا وفريقا يقتلون، حتى أرسل الله إليهم عيسى بن مريم عليه السلام داعيا إلى الله، فكذبوه وعادوه وأغروا به بيلاطس الحاكم الروماني فأرادوا قتله فألقى الله شبهه على يهوذا الأسخريوطي فصلبوه وهم يظنون أنهم قتلوا عيسى بن مريم:{ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه وإن اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما}، ثم تتبع اليهود أتباع عيسى عليه السلام تقتيلا وتعذيبا، فحل العداء بين الفريقين، ثم جاءت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة أن يعبدوا الله وحده، فعاداها كل اليهود وجل النصارى، وانحاز كل فريق إلى طائفته، وبدأ الصراع بين الثلاث فرق.
وبالرغم من أن التوراة والإنجيل قد حرفتا إلا أنه بقي فيهما شيء من الأخبار الصحيحة التي لم تنلها أيدي التحريف، ومن ذلك خروج مهدي منتظر في آخر الزمان يقام عليه يديه الحق والدين الصحيح، كما جاء في دين الإسلام إخبار عن مثل ذلك، والسبب في التشابه بين ما في دين الإسلام وتلك الأديان من أخبار المهدي المنتظر أن تلك الكتب التي في أيديهم أصلها من عند الله وتلك الأخبار بقيت سالمة من التحريف، ولذا وافقت ما جاء في دين الإسلام من خبر المهدي، وإذا كان الأحبار والرهبان لم ينالوا أخبار المهدي بالتحريف لفظا ـ لحاجة في نفوسهم ـ إلا أنهم حرفوا معناها وأولوها، فاليهود جعلوا المهدي المنتظر هو المسيح الدجال الذي به يملك اليهود العالم ويكون سائر الناس لهم خدما وعبيدا، والنصارى كذلك جعلوا المهدي المنتظر عيسى عليه السلام الذي به يكون علو النصارى على الأمم كلها وإدخالها في النصرانية بعد معركة كبيرة دامية يهلك فيها كل أعداء النصارى، وهكذا خرجوا بالخبر عن معناه الحقيقي وهو علو دين الإسلام وانتشار عبادة الله وحده وإعزاز العدل وحصول الأمن والسلم، إلى علو الكفر وزوال العدل وحصول الظلم والعدوان، وما ذلك إلا من تحريفاتهم للكتب المنزلة، فما لم يحرفوه باللفظ حرفوه بالمعنى… ومن هنا جاءت قضية عام 2000م، فمن فكرة المهدي المنتظر نشأت قضية العناية البالغة بعام 2000م، حيث يرى النصارى خاصة أن هذا الألف الثالثة هي بداية نزول المسيح بن مريم ليحقق أطماعهم في تعميد وتنصير جميع شعوب العالم بعد معركة كبيرة يهلك فيها أعداء النصارى وعلى رأسهم المسلمون.
# سبب الوئام بين اليهود والنصارى
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان اليهود لهم مهديهم المنتظر والنصارى لهم مهديهم المنتظر وكل فريق له آمال وطموحات خاصة تفارق الآخر، فما الذي جمع الفريقين على التآلف والاتحاد حتى صار العالم النصراني يقف مع اليهود بالعون والتأييد في احتلال فلسطين واعتبار القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية، هذا بالرغم من العداء التاريخي والعقدي الذي لا يخفى بين الفريقين؟.. إن الجواب عن هذا السؤال المهم يحتاج إلى استعراض تاريخي لمراحل العلاقة بين اليهود والنصارى..
إن أتباع عيسى عليه السلام ظلوا ينظرون تاريخيا إلى اليهود على أنهم أعداء المسيح ، وأنهم أولى برسالة موسى عليه السلام التي جاء عيسى عليه السلام مصدقا بها ومتمما لها، وآلت إليهم بمقتضى ذلك المقدسات التي دعت التوراة والإنجيل إلى تقديسها، ومن ثم فقد نشأ ارتباط وجداني وعقدي بالأرض المقدسة عند النصارى، جعلهم ينظرون إليها على أنها إرث المسيح لأتباعه، بعد أن دنسها اليهود وتسببوا في هدم هيكلها بإفسادهم مرتين، كما جاء في سورة الإسراء، واعتبروا القدس الوطن المقدس الذي ورّثه المسيح لهم واستودعهم إياه حتى يعود ثانية، وقد برهنوا على هذا الارتباط عبر عشرين قرنا مضت، اختلفوا خلالها في كل شيء ـ حتى في ذات الإله ـ ولكنهم لم يختلفوا على تقديس بيت المقدس وما حوله خاصة مدينة بيت لحم التي فيها ولد المسيح، والناصرة التي فيها ترعرع، ومكان قبره المزعوم في القدس، وقد كانت الحروب الصليبية أبرز المعالم التاريخية الدالة على مكانة القدس في قلوب النصارى، توحدت لأجلها كل عروش أوربا وكنائسها من أجل احتلال القدس حتى تحقق ذلك، وأقاموا فيها وسيطروا على المسجد الأقصى طيلة تسعين عاما 492ـ583هـ، ثم أتى صلاح الدين رحمه الله فأخرجهم منها، لقد كان بيت المقدس محل عناية النصارى، وما كانوا يأذنون لليهود في الاستحواذ عليها، وهم في نظرهم أنجاس كفرة دم المسيح في أعناقهم، لكن ما أن حل القرن السادس عشر الميلادي حتى حدث انقلاب جذري في النصرانية باسم الإصلاح والتجديد عرف بالحركة البروتستانتية، غير هذا الانقلاب معالم الديانة النصرانية تجاه اليهود من الكراهية إلى الوئام.. فقد كانت الكنيسة تحتكر تفسير الكتاب المقدس، فثارت تلك الحركة على هذا الاحتكار وتمردت عليه ونجحت في الاستقلال بفهم الكتاب المقدس دون الرجوع إلى الكنيسة، وبدأت المفاهيم النصرانية تخترق بالمفاهيم اليهودية وتختلط بها بعد أن ضم البروتستانت التوراة إلى جانب الإنجيل وجعلوهما مصدرا أوليا وحرفيا للتلقي، فاجتمع كتاب اليهود التوراة وكتاب النصارى الإنجيل فصارا كالكتاب الواحد يتلقى منه ويتدين كل أولئك لذين تسموا بالبروتستانت، وبفعل ذلك تبدلت النظرة إلى اليهود أعداء الأمس، فقد دعا البروتستانت إلى احتضان اليهود والتمكين لهم في العودة إلى الأرض المقدسة، على اعتبار أن مساعدتهم في ذلك سوف تعجل بمجيء المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلى الأرض مرة أخرى، فالتفسيرات الحرفية لنصوص التوراة والإنجيل بعيدا على تأويلات الكنيسة أظهرت لهم أن خلاصة اليهود سوف يدخلون في ديانة المسيح عندما يعود، وبقيتهم يقتلون مع باقي أعداء المسيح.. فعودة المسيح ـ حسب زعمهم ـ لا تكون إلا بثلاثة أمور: 1ـ أنها تكون في بيت المقدس. 2ـ وعلى رأس ألف سنة، وهذا يفسر اهتمامهم بعام 2000م. 3ـ وسوف تكون في زمان يكون لليهود فيه وجود على الأرض التي سيعود إليها المسيح، أي وجود في أرض فلسطين وبالتحديد في بيت المقدس. ( حمى سنة 2000 ص 139ـ143)
فالنصارى يعتقدون أن هناك عدوا كافرا طاغيا من اليهود سيخرج قبيل عودة عيسى عليه السلام وستلتهم جيوشه العالم بعد أن يخرج من سوريا من قبيلة دان، ويؤمنون أنه يبدأ دعوته بالإصلاح وينتحل شخصية المسيح المخلص، ثم لا يلبث أن يدعي الربوبية وتكون له الخوارق من إنزال المطر وإنبات الزرع وإحياء الموتى، ثم ينزل عيسى عليه السلام ليقتله وأتباعه من اليهود، وهذا يتفق مع أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن المسيح الدجال، فكما قلنا إن هؤلاء لازالوا يحتفظون ببعض الأخبار الصحيحة في التوراة والإنجيل
العوضي
01-01-2000, 10:42 AM
جزاك الله أخي الحبيب خير الجزاء، وأرجوا من كل الأخوة الأنتباه لهذا الموضوع
العضوي
------------------
من كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة