PDA

View Full Version : فــــــرصـــــة للـــــتـــــعـــــويــــــض ....


عابر99
03-05-2000, 05:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

امتحان الدنيا أسوأ ما يمكن أن يحصل فيه أن يرسب الطالب ، ويخفق في الامتحان ..

وغالباً يكون لديه فرصةٌ أخرى وكرَّة ثانية ، بدورٍ ثان أو بإعادة المحاولة سنةٌ أُخرى حتَّى يتمَّ له النجاح ، أو بتغيير مجال الدراسة والبحث ، ولعلَّ في ذلك خيراً كثيراً لا يدركه ، وفضلاً عظيماً لا يعلمه ...

فكم من بابٍ أغلق في وجه صاحبه ، وكان الخير في غلقه ، ولو أنَّه ولج فيه لوقع في البلايا والمحن ، والرزايا والفتن .

قال تعالى :{ وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }

أمَّا امتحان الآخرة فلا فرصة ثانية ولا كرَّة آتية ..
وإنما هي رحلة عمل تنتهي لحظاتها ، وتنقضي أوقاتها ، ثمَّ تحين ساعة الانتقال إلى العظيم المتعال !

قال تعالى :{ ثمَّ ردُّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين }

وعند ذلك ينادي المفرِّط المخلِّط في كمد ونكد { ربِّ ارجعون }

لِمَ أيُّها الغافل ؟! { لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }

فهل يجاب له سؤله ويحقق له أمله ؟!

{ كلاَّ . إنَّها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون }

وعندما يخفقون في الاختبار ، ويدخلون النَّار ، يُعذَّبون بها ، ويصلون سعيرها ، ويحرَّقون بحرارتها ..

ينادون { وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل غير الذي كنَّا نعمل }

فيأتيهم التقريع والتوبيخ الذي يزيد في حسراتهم ، ويضاعف من لوعاتهم :{ أولم نعمرِّكم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير }

والجزاء في يوم الجزاء :{ فذوقوا فما للظالمين من نصير }

رحلة العمر انتهت ، وفرصة الزرع انقضت ، وقد حان أوان الحصاد !

فوا بشرى للزارعين بما حصدوا ..!

ووا أسفاه على الخاملين يوم جدَّ المشمِّرون وهم رقدوا ..!

وفاز بالغنائم طُلاَّبها ، وبالمعالي أربابها !
أمَّا أولئك البطَّالون فقد حيل بينهم وبين ما يشتهون ، فإنَّ الله الذي يعلم ما كان ، وما هو كائن ، وما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، يعلم أنَّهم لو ردوا إلى الدنيا ، وفسح لهم في الأجل ، لعادوا لما نُهوا عنه من المعاصي والموبقات والخمول والكسل !

قال تعالى :{ ولو ردُّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنَّهم لكاذبون }

فيا لهذا الإنسان ؛ ما أشدَّ ظلمه لنفسه ! وما أعظم جهله بعاقبة أمره !

{ إنَّه كان ظلوماً جهولاً }

وكتبه
عبد اللطيف الغامدي