ma3gool
27-05-2000, 11:09 AM
موضوع منقول من شبكة سحاب للكاتب...الرجل الممتاز
http://www.sahab.net:81/manaber/showflat.pl?Cat=&Board=general&Number=147209&page=0&view=collapsed&sb=5
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ما من أحد منا إلا ويمر به مواقف مع الثقلاء الذين يكتمون على الأنفاس أحيانا ، وتزداد شدة ثقلهم كلما كان الضحية حريص أكثر على اغتنام الوقت .
وكثيرا ما يحتار المرء في أن يتخلص من هذا الثقيل بالصراحة ويطلب منه المغادرة أو يرفض لقاءه وكلا الأمرين لهما سلبيات كثيرة ، وكلنا نعلم صعوبة ذلك خصوصا مع من يكون ثقيلا بحسن نية و طيبة قد تصل إلى حد السذاجة أحيانا ، ولكن ليس لنا من فكاك مع بعض الإخوة من هذا النوع وفقنا الله وإياهم لاغتنام الأوقات .
وهناك أساليب تمت تجربتها وأبدت نجاحا باهرا بحمد الله ،وحيث أنني أعرضها هنا فالقصد أن يستفيد من تجربتي من عانى ولا يزال يعاني من الثقلاء ، وفي نفس الوقت فأنا حريص على الاستفادة من خبرات الإخوة أيضا فربما كان لديهم طرقا أفضل وعلاج أنجع !!
طبعا لا داعي لذكر كرم الضيافة وحسن الحفاوة بالضيف لأن الحديث عن الثقلاء وهم يختلفون عن باقي الأضياف لأنهم يكثرون التردد ويضيعون أوقاتك الثمينة كثيرا وأنت تعلم يقينا أنهم ليس لديهم فائدة أتوا من أجلها في الغالب ، بل أرادوا التنفيس و إماتة الوقت بالجلوس والحديث فيما لا ينفع ..ولو كان لديهم أمر ذو بال فستعرف بعد قليل من دخولهم عليك وبالتالي فستتصرف بما تقتضيه الحاجة والحكمة .
لعل أفضل طريقة أن نجعل لوقتنا قيمة لدى الآخرين بحيث يكون لنا هيبة أمام من يحاول تضييع أوقاتنا وهذا ديدن السلف - رحمهم الله – كما سنرى في نهاية المقال .
لكن ماذا لو لم نتمكن من بناء هذه الهيبة بعد و كان حالنا لا يمكن فيه استخدام هذه الطريقة ؟؟
أظن أن هناك طرقا ربما تساعد على التخلص من الثقلاء بالتدريج وبالتالي فسنصل إلى ما نريد من احترام أوقاتنا من قبل الآخرين وهذه الطرق يمكن تلخيصها فيما يلي:
طرق التخلص من الثقلاء :
1- عندما يدخل الثقيل بيتك ( أو غرفتك لطلاب الجامعة ) وأنت لديك أمور تود إنهائها فعليك ألا تجلس وبالتالي فستسأله عما يريد وهو واقف بالباب ، وعندما يوهمك بأن لديه أمر مهم وبالتالي يدخل ويجلس فانتقل إلى الطريقة التالية .
2- عندما يجلس فاستعن بالله ولا تحزن ، و عليك بالطريقة الثانية وهي ألا تفتح معه أي موضوع جديد ، وعليك أن تغلق كل موضوع يفتحه مادام قد ثبت لديك أنه يريد إضاعة الوقت فقط ..وإن تمادى ولم يفهم فاستعن بالله وانتقل إلى الطريقة الثالثة .
3- عندما لاتنفع الطريقة السابقة فحاول التشاغل عنه بالنظر إلى الساعة بين الفينة والفينة لعله ينتبه إلى أنك لديك موعد أو أمر مهم ولا وقت لديك للحديث معه فربما يفهم ، وإن لم يفهم فاستعن بالله وانتقل إلى الطريقة الرابعة .
4- عندما تفشل كل وسائل التلميح المؤدب فما أمامك حيلة غير التصريح المؤدب أيضا ، ولا ننس أننا يجب ألا نخسر بعض الإخوة بالغلظة والشدة لأن بعض الناس لا يستطيع التحكم بنفسه ولا يستطيع مجاهدتها لاغتنام الوقت ولديه ميل للجلوس مع الغير فيما ينفع وما لا ينفع ..ولنتذكر أننا لا يجب أن نكون منفرين فالصبر على الإخوة فضيلة عظيمة .. ولنحرص على إفادتهم وتقويم اعوجاجهم بالرفق واللين … وحتى لا نستطرد فيما أنتم خير من يعلمه نلخص هذه الطريقة فيما يلي : علينا تنبيه الثقيل بأسلوب مؤدب إلى أننا ليس لدينا وقت الآن للجلوس معه و سيكون لنا لقاء آخر بإذن الله وما كان الرفق في شيء إلا زانه . ولكن لو لم ينفع استخدام هذه الطريقة و لو استخدمناها فسنخسر ذلك الأخ الثقيل - في الغالب - فليس أمامنا إلا الصبر وطلب الله تعويض الوقت الذي سوف يضيع مع هذا الثقيل ، وعلينا أن ننتقل للطريقة الخامسة التي ليس ورائها حيلة فيما أعلم.
5- الطريقة الخامسة والأخيرة فيما أعلم هي أن تجهز من أشغالك ما لايحتاج لتركيز التفكير وتؤجلها لحين قدوم ذلك الثقيل ، وبالتالي فستستطيع الجلوس والتحدث معه مرغما ، وفي نفس الوقت أنت تستفيد من وقتك في تخليص هذه الأمور البسيطة التي تستطيع إنجازها حال تحدثك إليه ، ومن أمثلة تلك الأعمال : تصفيف الكتب وتنظيمها في مكتبتك ، ترتيب مكتبك و توزيع الأوراق والملفات الخاصة و ….الخ
ورحم الله الامام ابن الجوزي حيث كان يخصص مثل هذه الأعمال لينجزها حال جلوسه مع الثقلاء وكان يقوم بحزم الكتب وبري الأقلام .. الخ كما ذكر ذلك في أحد مصنفاته .
ومن يطالع سير السلف يجد فيها الكثير من المواقف التي كانوا فيها حريصين على اغتنام كل لحظة ولم يصانعوا أحدا لعلمهم أن الوقت أثمن من أي شيء
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أكثر ما عليك يضيع
(( ..وقد دخل قوم على رجل من السلف فقالوا : لعلنا أشغلناك ؟ ، فقال : أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم ..!! (هذا وهم مؤدبون بسؤالهم إياه فكيف بالثقلاء الذين ربما لا يخطر على بالهم مثل ماقال هؤلاء ؟؟!! وربما قالوها من باب ذر الرماد…)
وجاء رجل من المتعبدين إلى سريّ السقطي فرأى عنده جماعة فقال : صرتَ مناخ البطّالين ، ثم مضى ولم يجلس !!
ومتى لان المزور طمع فيه الزائر ، فأطال الجلوس ولم يسلم من أذى.
وقد كان جماعة قعودا عند معروف فأطالوا ، فقال : إن ملَك الشمس لايفتر في سوقها أفما تريدون القيام ؟
وممن كان يحفظ اللحظات عامر ابن عبد قيس قال له رجل : قف أكلمك ، قال : فأمسك الشمس !….)) ( من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي رحمه الله )..
وبعد أخي في الله .. لعل لديك طرقا أخرى في التخلص من الثقلاء أو ربما كان لديك ملاحظات على ماذكرتُ أعلاه ، فلا تبخل علينا والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
وبما أننا في عصر التطور فربما كان في المحادثات " الانترنتية " - بجميع أشكالها - ثقلاء أيضا جعلنا الله وإياكم ممن يحرص على اغتنام العمر ، ونسأله تعالى أن يجعلنا الله وإياكم ممن تثقل موازينهم في طاعته .وألا نكون من الثقلاء ..
واسلموا لأخيكم
الرجل الممتاز …إن شاء الله
ليس اليتيم الذي قد مات والده *** بل اليتيم يتيم العلم والأدب
------------------
كل شي معقول
http://www.sahab.net:81/manaber/showflat.pl?Cat=&Board=general&Number=147209&page=0&view=collapsed&sb=5
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ما من أحد منا إلا ويمر به مواقف مع الثقلاء الذين يكتمون على الأنفاس أحيانا ، وتزداد شدة ثقلهم كلما كان الضحية حريص أكثر على اغتنام الوقت .
وكثيرا ما يحتار المرء في أن يتخلص من هذا الثقيل بالصراحة ويطلب منه المغادرة أو يرفض لقاءه وكلا الأمرين لهما سلبيات كثيرة ، وكلنا نعلم صعوبة ذلك خصوصا مع من يكون ثقيلا بحسن نية و طيبة قد تصل إلى حد السذاجة أحيانا ، ولكن ليس لنا من فكاك مع بعض الإخوة من هذا النوع وفقنا الله وإياهم لاغتنام الأوقات .
وهناك أساليب تمت تجربتها وأبدت نجاحا باهرا بحمد الله ،وحيث أنني أعرضها هنا فالقصد أن يستفيد من تجربتي من عانى ولا يزال يعاني من الثقلاء ، وفي نفس الوقت فأنا حريص على الاستفادة من خبرات الإخوة أيضا فربما كان لديهم طرقا أفضل وعلاج أنجع !!
طبعا لا داعي لذكر كرم الضيافة وحسن الحفاوة بالضيف لأن الحديث عن الثقلاء وهم يختلفون عن باقي الأضياف لأنهم يكثرون التردد ويضيعون أوقاتك الثمينة كثيرا وأنت تعلم يقينا أنهم ليس لديهم فائدة أتوا من أجلها في الغالب ، بل أرادوا التنفيس و إماتة الوقت بالجلوس والحديث فيما لا ينفع ..ولو كان لديهم أمر ذو بال فستعرف بعد قليل من دخولهم عليك وبالتالي فستتصرف بما تقتضيه الحاجة والحكمة .
لعل أفضل طريقة أن نجعل لوقتنا قيمة لدى الآخرين بحيث يكون لنا هيبة أمام من يحاول تضييع أوقاتنا وهذا ديدن السلف - رحمهم الله – كما سنرى في نهاية المقال .
لكن ماذا لو لم نتمكن من بناء هذه الهيبة بعد و كان حالنا لا يمكن فيه استخدام هذه الطريقة ؟؟
أظن أن هناك طرقا ربما تساعد على التخلص من الثقلاء بالتدريج وبالتالي فسنصل إلى ما نريد من احترام أوقاتنا من قبل الآخرين وهذه الطرق يمكن تلخيصها فيما يلي:
طرق التخلص من الثقلاء :
1- عندما يدخل الثقيل بيتك ( أو غرفتك لطلاب الجامعة ) وأنت لديك أمور تود إنهائها فعليك ألا تجلس وبالتالي فستسأله عما يريد وهو واقف بالباب ، وعندما يوهمك بأن لديه أمر مهم وبالتالي يدخل ويجلس فانتقل إلى الطريقة التالية .
2- عندما يجلس فاستعن بالله ولا تحزن ، و عليك بالطريقة الثانية وهي ألا تفتح معه أي موضوع جديد ، وعليك أن تغلق كل موضوع يفتحه مادام قد ثبت لديك أنه يريد إضاعة الوقت فقط ..وإن تمادى ولم يفهم فاستعن بالله وانتقل إلى الطريقة الثالثة .
3- عندما لاتنفع الطريقة السابقة فحاول التشاغل عنه بالنظر إلى الساعة بين الفينة والفينة لعله ينتبه إلى أنك لديك موعد أو أمر مهم ولا وقت لديك للحديث معه فربما يفهم ، وإن لم يفهم فاستعن بالله وانتقل إلى الطريقة الرابعة .
4- عندما تفشل كل وسائل التلميح المؤدب فما أمامك حيلة غير التصريح المؤدب أيضا ، ولا ننس أننا يجب ألا نخسر بعض الإخوة بالغلظة والشدة لأن بعض الناس لا يستطيع التحكم بنفسه ولا يستطيع مجاهدتها لاغتنام الوقت ولديه ميل للجلوس مع الغير فيما ينفع وما لا ينفع ..ولنتذكر أننا لا يجب أن نكون منفرين فالصبر على الإخوة فضيلة عظيمة .. ولنحرص على إفادتهم وتقويم اعوجاجهم بالرفق واللين … وحتى لا نستطرد فيما أنتم خير من يعلمه نلخص هذه الطريقة فيما يلي : علينا تنبيه الثقيل بأسلوب مؤدب إلى أننا ليس لدينا وقت الآن للجلوس معه و سيكون لنا لقاء آخر بإذن الله وما كان الرفق في شيء إلا زانه . ولكن لو لم ينفع استخدام هذه الطريقة و لو استخدمناها فسنخسر ذلك الأخ الثقيل - في الغالب - فليس أمامنا إلا الصبر وطلب الله تعويض الوقت الذي سوف يضيع مع هذا الثقيل ، وعلينا أن ننتقل للطريقة الخامسة التي ليس ورائها حيلة فيما أعلم.
5- الطريقة الخامسة والأخيرة فيما أعلم هي أن تجهز من أشغالك ما لايحتاج لتركيز التفكير وتؤجلها لحين قدوم ذلك الثقيل ، وبالتالي فستستطيع الجلوس والتحدث معه مرغما ، وفي نفس الوقت أنت تستفيد من وقتك في تخليص هذه الأمور البسيطة التي تستطيع إنجازها حال تحدثك إليه ، ومن أمثلة تلك الأعمال : تصفيف الكتب وتنظيمها في مكتبتك ، ترتيب مكتبك و توزيع الأوراق والملفات الخاصة و ….الخ
ورحم الله الامام ابن الجوزي حيث كان يخصص مثل هذه الأعمال لينجزها حال جلوسه مع الثقلاء وكان يقوم بحزم الكتب وبري الأقلام .. الخ كما ذكر ذلك في أحد مصنفاته .
ومن يطالع سير السلف يجد فيها الكثير من المواقف التي كانوا فيها حريصين على اغتنام كل لحظة ولم يصانعوا أحدا لعلمهم أن الوقت أثمن من أي شيء
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أكثر ما عليك يضيع
(( ..وقد دخل قوم على رجل من السلف فقالوا : لعلنا أشغلناك ؟ ، فقال : أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم ..!! (هذا وهم مؤدبون بسؤالهم إياه فكيف بالثقلاء الذين ربما لا يخطر على بالهم مثل ماقال هؤلاء ؟؟!! وربما قالوها من باب ذر الرماد…)
وجاء رجل من المتعبدين إلى سريّ السقطي فرأى عنده جماعة فقال : صرتَ مناخ البطّالين ، ثم مضى ولم يجلس !!
ومتى لان المزور طمع فيه الزائر ، فأطال الجلوس ولم يسلم من أذى.
وقد كان جماعة قعودا عند معروف فأطالوا ، فقال : إن ملَك الشمس لايفتر في سوقها أفما تريدون القيام ؟
وممن كان يحفظ اللحظات عامر ابن عبد قيس قال له رجل : قف أكلمك ، قال : فأمسك الشمس !….)) ( من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي رحمه الله )..
وبعد أخي في الله .. لعل لديك طرقا أخرى في التخلص من الثقلاء أو ربما كان لديك ملاحظات على ماذكرتُ أعلاه ، فلا تبخل علينا والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
وبما أننا في عصر التطور فربما كان في المحادثات " الانترنتية " - بجميع أشكالها - ثقلاء أيضا جعلنا الله وإياكم ممن يحرص على اغتنام العمر ، ونسأله تعالى أن يجعلنا الله وإياكم ممن تثقل موازينهم في طاعته .وألا نكون من الثقلاء ..
واسلموا لأخيكم
الرجل الممتاز …إن شاء الله
ليس اليتيم الذي قد مات والده *** بل اليتيم يتيم العلم والأدب
------------------
كل شي معقول