PDA

View Full Version : الــذيب والســـعلوة ....


سديم
20-08-2000, 11:45 AM
كل منا يصنع خوفه بطريقة ما وقد تحيك التجربة والحياة مواقف الخوف داخلنا ..وإن كانت عملية الحديث عن الخوف – هنا – ليس من باب عرض التحليلات السيكولوجية ، ولكن ما يهمني طرحه : هو الخوف الذي يصنع الأمان وكيف يتأتى لنا عن طريقه عمل موازنة ومهادنة مع الحياة لنحيا فيها بسلام أكثر وطمأنينة، فقديما قالوا : " من خاف سلم " و " ومن قرصته الحية يخاف من الحبل " فالخوف في هذه الحكم وغيرها كثيرا ما يتم تشجيعه وتنميته حتى يصل إلى حد السلبية عند البعض فنراه يردد : " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " و "ندمت على الكلام كثيرا ولم أندم على السكوت مرة " وأنا هنا لست بصدد الاعتراض على الصمت أحيانا ولكن الاعتراض على الصمت الذي مبعثه الخوف من قول الحقيقة أو مواجهة المرؤوس أو المطالبة بالحق أو المشاركة في الدفاع عن الآخر … فحينها يصبح الخوف داء يؤدي بصاحبه إلى الجبن والتخاذل .. وقد يكون هذا جانب من جوانب الخوف التي يحياها الإنسان بشكل أو بآخر وبنسب متفاوتة ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم عالج الخوف بما يدل على معرفة كاملة بخفايا النفس الإنسانية حين قال الله تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فهو إن خاف من الظلمة أضاءها بالكلمات القرآنية، وان خاف الناس اتقى شرهم بترديد أذكار الصباح والمساء وان خاف المرض، استعان عليه بالله ،، إن هلع من الأشباح استعاذ منهم بكلمات الله التامات، وهكذا نرى الكلمات الصادقة المؤمنة علاج سحري أبدا لخوف يصنعه خيالنا بكلمات – ما هي بالكلمات – و إضافة لما سبق أود أن أتطرق للخوف المؤنس الذي يجعل لحياتنا قيمة نتمسك بها ونحارب لبقائها ، فالخوف الذي نتلقنه صغارا ونعرف خلاله قيمة الحياة … والخوف للمرأة جمال يزيدها بهاء عند كثير من الرجال ، والخوف الذي يصل حد الهلع أحيانا أسلوب ندرسه أطفالنا الصغار ونسيجهم به كما فعل آباؤنا قبلنا … ربما ليعرفوا قيمة الحياة وربما لأننا في زمن أصبح الإنسان فيه وحش كبير لا نعرف متى وكيف ولماذا يهاجم أخيه الإنسان ؟!

ملاحظه -
السعلوة : هي اسم اسطوري ( قد تكون حقيقيه ) للجنيه آكله لحوم البشر ...