PDA

View Full Version : الدوائين القرآني و المــــــا دي..


ma3gool
25-09-2000, 03:18 PM
هذه خطبه للشيخ عبد العزيز القاري...ياليت تقرأونها للفائده والعنو الشيطان..


أما بعد:

فإن الإنسان هذا المخلوق المكرم، إن الإنسان معرض للآفات والعوارض من الأمراض والحوادث وغير ذلك من الأحوال المكروهة وبذلك يظهر ضعفه ويتبين قدره وأنه خُلق ضعيفًا، وأنه خُلق من ضعف فإن هذا الإنسان كلما أحس بالعافية والقوة أو أوتي شيئًا من الجاه والسلطان، أو أوتي شيئًا من المال هو في الغالب يطغى ويتجبر على الناس ويشمخ بأنفه وينسى نفسه وينسى ربه عز وجل، فإذا ما هجم المرض على جسده أو على نفسه أو على عقله اشتد جزعه وانهارت قوته فذهب يضرب في الأرض يمينًا وشمالاً يبحث عن الطب والدواء ويتذلل للأطباء وربما تذلل للدجالين والمشعوذين: إن الإنسان خُلق هلوعًا إذا مسه الشر جزوعًا وإذا مسه الخير منوعًا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون [المعارج:19-23]. نعم إلا المؤمنين، والمؤمنون هنا وصفهم الرب عز وجل بالمداومة والمحافظة على الصلاة فهم يذكرونه سبحانه دائمًا.

وصفهم بهذا الوصف تنويهًا بعظم شأن هذه العبادة وعظم شأن قدرها وعظم بركتها على أصحابها فالمؤمنون من أبرز سيماهم ذكر الله عز وجل والمداومة على الصلاة والمحافظة على الصلاة.

ولذلك فإنهم يستمتعون دائمًا في جميع أحوالهم ببركات هذه العبادة العظيمة الشأن.

المؤمن المحافظ على ذكر الله وعلى الصلاة يُبتلى كغيره من الناس، قد يبتليه الله عز وجل بالمرض في جسده أو في نفسه أو في عقله ليرفع من درجاته ويعظم ثوابه ويطهره من ذنوبه حتى إذا قدم على ربه يقدم عليه وهو نقى من الذنوب. فالله عز وجل يبتلي المؤمن كما يبتلي غيره.

إلا أن من أبرز سمات المؤمن أنه إذا اُبتلي صبر، ورضى بقضاء الله وآمن بقدره وبأنه سبحانه يفعل في ملكه ما يشاء: لا يُسئل عما يفعل وهم يُسألون [الأنبياء:23].

له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار سبحانه وتعالى. والمؤمن مع ذلك من شأنه أيضًا أن يتخذ الأسباب لرفع بلاء المرضى عن جسده أو نفسه أو عقله، يتخذ الأسباب بالتداوي امتثالاً لأمر النبي المصطفى فقد أمر بذلك فقال((عباد الله تداووا فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء))[1].

فالتداوي أي طلب الدواء لإزالة المرض هو من اتخاذ الأسباب واتخاذ الأسباب من لوازم التوكل، ولوازم حسن الظن بالله عز وجل ولذلك فإن سيدنا رسول الله وهو أعظم المتوكلين إيمانًا وأعلمهم بالله عز وجل تداوي طلب الدواء لنفسه ووصفه لغيره.

وقد أرشد الرسول لأمته الدواءين الدواء المادي والدواء القرآني أما الدواء المادي فخبره لدى الأطباء والمستشفيات والجراحين هم أهل هذا الشأن.

لكن سيدنا رسول الله لقلة الأطباء في زمنه وندرته في عهده وشفقته على أمته أرشد الناس إلى بعض الأدوية المادية وصفها لهم وأقر بعضًا ممن كان موجودًا من قبل.

فأرشد إلى العسل[2] وأرشدهم إلى القد العود الهندي[3] وأرشدهم إلى السنا المكي[4] ووصف التلبينة[5] أي مرق اللحم الممزوج باللبن، ووصف الاغتسال بالماء البارد للمحموم[6].

ووصف الحجامة[7]، وذكر الكي من أنواع الدواء لكنه جعله آخر الدواء.

فأرشد الناس إلى هذه الأدوية المادية وهي بعضًا من الدواء المادي فإضافة إلى ما أخبرنا به الصادق الأمين المبلغ عن رب العالمين من هذه الأدوية المادية.

فإن الدواء المادي في زماننا هذا قد تطور بتطور الطب والجراحة تطور تطورًا كبيرًا وهذا من أعظم نعم الله على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون فالمؤمن يتخذ الأسباب إذا ابتلي بالمرض أو بغيره، يتخذ الأسباب يبحث عن الدواء المادي، يذهب إلى الأطباء والمستشفيات وهذا أمر لا يحتاج الناس إلى تحريضهم عليه هم أحرص على أجسادهم وعلى مصالحهم.

إلا أننا نريد بذلك أن ننفي عن الأذهان. عن ما يقوم في أذهان بعض الناس بأن من لوازم التوكل في شريعتنا ترك الدواء وترك طلب الدواء هذا خطأ فادح فإن التداوي من لوازم التوكل لأنه من اتخاذ الأسباب هو من لوازم التوكل ومن لوازم حسن الظن بالله عز وجل، ولو كان ترك الدواء من التوكل لما فعله سيد المتوكلين والمؤمنين رسول الله ، فقد تداوى بنفسه طلب الدواء لنفسه ووصفه لغيره .

هذا عن الدواء المادي وأما الدواء القرآني فإن الله عز وجل أنزل هذا القرآن شفاءً لما في الصدور، شفاءً لمرض الشهوات والشبهات وهذا هو الأصل في القرآن العظيم أنه إنما أُنزل ذكرًا قرآنًا مبينًا أي كلامًا يُتقرب للرب عز وجل بقراءته وتلاوته.

وأُنزل حكمًا لقوم يوقنون أي دستورًا ونظامًا إذا التزم الناس بأحكامه وقوانينه وآدابه في حياتهم أفلحوا في الدارين.

ولكن الرب عز وجل من رحمته بعباده أودع في كلامه العظيم في قرآنه الكريم، مع ذلك أودع فيه من أسرار البركة والخير أن جعل فيه الشفاء من الأمراض عضوية كانت أو غير عضوية.

جعل فيه الشفاء من الأمراض، الشفاء من العين، الشفاء من السحر، والشفاء من مس الجن ومن غير ذلك من الأمراض.

جعل في كلامه العظيم الشفاء من الأمراض معنوية كانت أو غير عضوية فعلى المسلم أن يلجأ إلى الدواءين الدواء المادي والدواء القرآني بدلاً من أن يذهب إلى الكهنة والسحرة والدجالين والمنجمين والمشعوذين فيقع في الإثم العظيم يقع في الكفر بما أُنزل على محمد ولا تُقبل له صلاة أربعين يومًا.

بدلاً من ارتكاب هذا الإثم العظيم وبدلاً من ارتياد الكهنة والدجالين والعرافين على المسلم أن يلجأ إلى الأسباب التي أرشده إليها نبينا وسيدنا محمد أن يلجأ إلى الدواءين، الدواء المادي والدواء القرآني.

الدواء المادي المتاح لدى الأطباء والمستشفيات، والدواء القرآني المتاح في هذا الكتاب العظيم المبارك الكريم فيقرأه على نفسه.

يقرأ منه ما تيسر به على نفسه أو يرقيه به غيره من المؤمنين الصالحين الصادقين، فينفع بإذن الله عز وجل.

ومن هنا شُرعت الرقية الشرعية بهذا القرآن العظيم.

ولكن على المسلم أن يكون متبصرًا في أمور دينه، متبصرًا في أمور نفسه لا يسلم نفسه للدجالين والعرافين والمشعوذين فقد كثروا في الآونة الأخيرة وكلهم يزعم أنه يقرأ بالقرآن ويرقي بالقرآن وما كل من زعم ذلك صادق فيه فإن الرقية بالقرآن إنما تنفع إذا رقى بها المؤمن الصادق الصالح أما المشعوذون الكذابون الذين يستغلون الناس باسم القرآن ويأكلون أموالهم بالباطل فعليك أيها المسلم أن تحذر منهم لا تسلم نفسك إليهم فيستغلونك وينهبونك ويفرّغون جيوبك وعلامة هؤلاء الدجالين وإن زعموا أنهم يقرأون القرآن ويرقون بالقرآن أنهم يتحدثون عن أنفسهم دائمًا في المجالس والمناسبات والصحف والمجلات يشهرون بأنفسهم كأنما يقول كل واحد منهم هاأنذا أيها الناس لدي هذه الأسرار فأقبلوا علىّ حتى أملأ جيوبي من أموالكم ومن علامة هؤلاء الدجالين المشعوذين الذين يستغلون كتاب الله عز وجل لأكل أموال الناس طمعهم وجشعهم وظلمهم وجورهم على الناس وعلى أموال الناس فإن الشارع الحكيم وإن أباح للراقي بالرقية الشرعية أن يأخذ على رقيته أجرًا إلا أنه لم يبح له أن يظلم الناس ويجور على أموالهم ويرهقهم بل على العكس من ذلك أمر النبي المؤمن صاحب القرآن الذي أوتي الرقية أن ينفع أخاه وأن يعين المسلمين وينفعهم أمره النبي بذلك مع إباحته له أن يأخذ أجرًا إذا احتاج إلى ذلك في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة أو نملة"[8].

أما العين وتسمى النفس ويعرفها الجميع وأما الحمة فهي لدغ العقرب وما أشبهها من الحشرات السامة وأما النملة فهي جروح أو قروح الإنسان أعاذنا الله وإياكم من ذلك جميعًا.

وليس المراد من هذا الحديث حصر الرقية في هذه الإصابات الثلاث وإنما معنى هذا الحديث أنه لا دواء لهذه الإصابات الثلاث أفضل من الرقية بالقرآن وهي إذا تأملتم واحد منها سببه غير عضوي وهي عين العائن والحاسد واثنان سببهما عضويان وهي الحمة وهي لدغ العقرب والنملة الجروح التي تصيب جنبي الإنسان.

فالرقية بالقرآن العظيم تنفع بإذن الله عز وجل من الإصابات العضوية وغير العضوية.

نسأل الله عز وجل لنا ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

aziz2000
25-09-2000, 03:36 PM
جزاك الله خير أخوي مــعــقــول على هذا المجهود الكبير اللي

بذلته .. والله يجعل لك في كل حرف حسنة إن شاء الله ..

وجعلنا الله و إياك من أهل الجنة ...

ma3gool
25-09-2000, 04:40 PM
العفو اخوي عزيز وجزاك الله خير ونفعنا واياك ..:)

aziz2000
26-09-2000, 02:49 PM
موضوع قيم جدا .. جزى الله خيرا من قاله ومن نقله هنا ..

ma3gool
26-09-2000, 02:54 PM
شكرا لك اخي عزيز 2000 وجزاك الله خير..:)