مدردش متقاعد
31-12-2000, 09:31 PM
استغليت فترة تواجدي في مطار هيثرو اللندني في كتابة جزء من هذه السطور و أنا في طريق عودتي إلى أرض الدولة، فبالرغم من أن عطلة (الكريسماس) التي خصصتها جامعتنا لا تتجاوز الأسبوعين إلا أنني فضلت أن أعود خلالها إلى أرض الوطن العزيز و أن أقضيها وسط الأهل و الأحباب على أمل أن ألحق بالأيام المتبقية من شهر رمضان الكريم الذي مر علينا في الغربة مرور الكرام بلا طعم و لا رائحة و دون أن نحس أو نشعر به فلا الجو العام يساعد و لا (الإنجليز) المحيطون بك يشجعون ،و مما زاد الطين بلة توافق توقيت أداء امتحانات نهاية الفصل مع الشهر المبارك ، ولكني آمل أن يساهم قضائي لأيام عيد الفطر المبارك هنا في تخفيف الضغط الذي سببته تلك الامتحانات (المستعصية)!:(
و لكن ما كان يشغل بالي و يؤرق مضجعي خلال نومي قبل عودتي مبالغ (العيدية) الكبيرة التي يتوجب علي صرفها خلال أيام هذا العيد المبارك خاصة مع الازدياد الطردي الكبير نسبيا في عدد أطفال العائلة و الأقارب و (الفريج) أيضا ،ففي اعتقادهم أن حصولي على راتب مبتعث يعطيهم الحق بمطالبتي بعيديات فوق (العشرة و العشرين) بالرغم من أني لست سوى طالب مسكين؛ ما يدخل إلى جيبي الأيمن يخرج من الجيب الأيسر و بالعكس قبل أن ينتصف الشهر حالي مثل حال معظم الموظفين ذوي الدخل المحدود و الالتزامات غير المحدودة! و (ياخوفي) أن يطالبني (اليهال) بأن أعطيهم عيدياتهم (بالإسترليني)!!:(:(:(
ما لبث أن نفضت هواجس (العيدية) بعيدا بعد أن قمت بعمل حساباتي لميزانية السنة الجديدة فوجدت أن المبلغ الذي سأصرفه كعيديات متفرقة أقل بكثير من مبالغ الغاز و الكهرباء المخصصة للتدفئة خلال اسبوعي الكريسماس خصوصا مع البرد القارص الذي يكتنف البلاد في مثل هذا الوقت من السنة فلم تفلح السنين الأربع التي قضيتها في بريطانيا في تغير دمائي العربية الحارة إلى دماء إنجليزية باردة ؛كيف ..و أنا الذي نشأت و ترعرت في جو السونا الطبيعيي!:D:p:D
و لا أخفي عليكم أن ما شجعني على العودة في هذه الإجازة القصيرة افتقادي للأكلات و الوجبات الرمضانية الشهيرة من سمبوسة و لقيمات و ثريد…. إلخ فباعتقادي أننا أكثر الناس احتياجا لها في الغربة مع الجو البارد و ندرة الأكل الحلال هذا بالرغم من أن الصيام هناك يسير جدا و خاصة أننا في فصل الشتاء فالنهار قصير جدا ؛ فالشمس تأوي إلى مغربها الساعة الثالثة و أربعين دقيقة !! و يدخل وقت العشاء الساعة الخامسة على أكثر تقدير!:p
و يوافق عيد الفطر المبارك لهذه السنة مناسبة الكريسماس و رأس السنة لدى الانجليز و الغربيين بصفة عامة فالتجهيزات تجري هناك على قدم و ساق حالها كحال استعداداتنا للعيد هنا، فحركة التسوق و المبيعات تصل إلى أعلى معدلاتها في السنة و الكل يمني نفسه بهدايا الكريسماس و يرسم لنفسه أحلاما وردية عن ماهية و نوعية ما سيهدى إليه، و في أثناء رحلتي بالطائرة قرأت في إحدى الصحف المحلية المشهورة استطلاعا أجراه أحد المراسلين مع مجموعة من الأشخاص من الجنسين عن أفضل و أثمن هدية تلقوها الكريسماس الماضي و ما يتمنون الحصول عليه هذه السنة و بالطبع تنوعت الإجابات باختلاف أعمار المشاركين في الاستبيان لكنها لم تخلو من الطرافة و الغرابة في نفس الوقت فإحدى المراهقات الاسكتلنديات أجابت عن أفضل هدية تلقتها أنها فرحت كثيرا عندما قام والدها بدفع تكاليف رسم وشم (تاتو) لشعار نادي سيلتيك الإسكتلندي الشهير الذي تشجعه بجنون على إحدى ساقيها! و عن الهدية التي تتمناها لهذا العام أجابت أنها تأمل أن يقوم والدها بدفع تكاليف وضع وشم آخر في الساق الأخرى! و لا أستبعد أن تطالب والدها السنة القادمة بدفع تكاليف وضع وشم ثالث و ربما على (قفاها) هذه المرة و للناس فيما يعشقون مذاهب!!:D:D:p:p
و طبعا في مثل هذا الوقت تكثر (سوالف) بابا نويل الشهير و كرمه في توزيع هدايا أعياد الميلاد للأطفال كما أن المنافسة تشتد بين العائلات الإنجليزية في اقتناء الأضخم من أشجار الأرز الذي يعتبر رمزا من رموز الكريسماس فلا يكاد يخلو منها بيت من البيوت بعد تجميلها و تزيينها، و لا تكتمل هذه السعادة و الفرحة إلا بنزول الثلج في ليلة الكريسماس فهم يتفاءلون كثيرا بذلك بالرغم من أني لم أشاهد الثلج إلا نادرا في بلدتنا نظرا لوقوعها على الساحل حيث أن الرطوبة مرتفعة نسبيا (ورانا..ورانا)!:(:(
ولما وجدت نفسي تائها وسط هذه الأهازيج و الاحتفالات لم أجد مفرا من العودة فعيدنا أولى أن يحتفل به فلا وجود لمثل هذه التعقيدات (الاحتفالية) التي لا داعي لها، فالموضوع هنا لا يتعدى أن تقوم بسحب مبلغ محترم من المال من حسابك ليلة العيد يتعدى نصف الراتب بقليل لكن لا تنسى أن تأتي مبكرا حتى تتجنب الوقوف لساعات طويلة في طوابير أجهزة الصراف الآلي، و قم بوضع هذا المبلغ في جيب كندورتك الجديدة التي للتو ارتديتها، و بعد فراغك من أداء صلاة العيد ما عليك سوى توزيع هذا المبلغ على (كتيبة) الأطفال الذين سيهجمون لطلب العيدية ؛فقط كن على ثقة أن هذا المبلغ سيتلاشى قبل مغيب شمس يوم العيد!!:)
و كل عام و أنتم بخير:)
و لكن ما كان يشغل بالي و يؤرق مضجعي خلال نومي قبل عودتي مبالغ (العيدية) الكبيرة التي يتوجب علي صرفها خلال أيام هذا العيد المبارك خاصة مع الازدياد الطردي الكبير نسبيا في عدد أطفال العائلة و الأقارب و (الفريج) أيضا ،ففي اعتقادهم أن حصولي على راتب مبتعث يعطيهم الحق بمطالبتي بعيديات فوق (العشرة و العشرين) بالرغم من أني لست سوى طالب مسكين؛ ما يدخل إلى جيبي الأيمن يخرج من الجيب الأيسر و بالعكس قبل أن ينتصف الشهر حالي مثل حال معظم الموظفين ذوي الدخل المحدود و الالتزامات غير المحدودة! و (ياخوفي) أن يطالبني (اليهال) بأن أعطيهم عيدياتهم (بالإسترليني)!!:(:(:(
ما لبث أن نفضت هواجس (العيدية) بعيدا بعد أن قمت بعمل حساباتي لميزانية السنة الجديدة فوجدت أن المبلغ الذي سأصرفه كعيديات متفرقة أقل بكثير من مبالغ الغاز و الكهرباء المخصصة للتدفئة خلال اسبوعي الكريسماس خصوصا مع البرد القارص الذي يكتنف البلاد في مثل هذا الوقت من السنة فلم تفلح السنين الأربع التي قضيتها في بريطانيا في تغير دمائي العربية الحارة إلى دماء إنجليزية باردة ؛كيف ..و أنا الذي نشأت و ترعرت في جو السونا الطبيعيي!:D:p:D
و لا أخفي عليكم أن ما شجعني على العودة في هذه الإجازة القصيرة افتقادي للأكلات و الوجبات الرمضانية الشهيرة من سمبوسة و لقيمات و ثريد…. إلخ فباعتقادي أننا أكثر الناس احتياجا لها في الغربة مع الجو البارد و ندرة الأكل الحلال هذا بالرغم من أن الصيام هناك يسير جدا و خاصة أننا في فصل الشتاء فالنهار قصير جدا ؛ فالشمس تأوي إلى مغربها الساعة الثالثة و أربعين دقيقة !! و يدخل وقت العشاء الساعة الخامسة على أكثر تقدير!:p
و يوافق عيد الفطر المبارك لهذه السنة مناسبة الكريسماس و رأس السنة لدى الانجليز و الغربيين بصفة عامة فالتجهيزات تجري هناك على قدم و ساق حالها كحال استعداداتنا للعيد هنا، فحركة التسوق و المبيعات تصل إلى أعلى معدلاتها في السنة و الكل يمني نفسه بهدايا الكريسماس و يرسم لنفسه أحلاما وردية عن ماهية و نوعية ما سيهدى إليه، و في أثناء رحلتي بالطائرة قرأت في إحدى الصحف المحلية المشهورة استطلاعا أجراه أحد المراسلين مع مجموعة من الأشخاص من الجنسين عن أفضل و أثمن هدية تلقوها الكريسماس الماضي و ما يتمنون الحصول عليه هذه السنة و بالطبع تنوعت الإجابات باختلاف أعمار المشاركين في الاستبيان لكنها لم تخلو من الطرافة و الغرابة في نفس الوقت فإحدى المراهقات الاسكتلنديات أجابت عن أفضل هدية تلقتها أنها فرحت كثيرا عندما قام والدها بدفع تكاليف رسم وشم (تاتو) لشعار نادي سيلتيك الإسكتلندي الشهير الذي تشجعه بجنون على إحدى ساقيها! و عن الهدية التي تتمناها لهذا العام أجابت أنها تأمل أن يقوم والدها بدفع تكاليف وضع وشم آخر في الساق الأخرى! و لا أستبعد أن تطالب والدها السنة القادمة بدفع تكاليف وضع وشم ثالث و ربما على (قفاها) هذه المرة و للناس فيما يعشقون مذاهب!!:D:D:p:p
و طبعا في مثل هذا الوقت تكثر (سوالف) بابا نويل الشهير و كرمه في توزيع هدايا أعياد الميلاد للأطفال كما أن المنافسة تشتد بين العائلات الإنجليزية في اقتناء الأضخم من أشجار الأرز الذي يعتبر رمزا من رموز الكريسماس فلا يكاد يخلو منها بيت من البيوت بعد تجميلها و تزيينها، و لا تكتمل هذه السعادة و الفرحة إلا بنزول الثلج في ليلة الكريسماس فهم يتفاءلون كثيرا بذلك بالرغم من أني لم أشاهد الثلج إلا نادرا في بلدتنا نظرا لوقوعها على الساحل حيث أن الرطوبة مرتفعة نسبيا (ورانا..ورانا)!:(:(
ولما وجدت نفسي تائها وسط هذه الأهازيج و الاحتفالات لم أجد مفرا من العودة فعيدنا أولى أن يحتفل به فلا وجود لمثل هذه التعقيدات (الاحتفالية) التي لا داعي لها، فالموضوع هنا لا يتعدى أن تقوم بسحب مبلغ محترم من المال من حسابك ليلة العيد يتعدى نصف الراتب بقليل لكن لا تنسى أن تأتي مبكرا حتى تتجنب الوقوف لساعات طويلة في طوابير أجهزة الصراف الآلي، و قم بوضع هذا المبلغ في جيب كندورتك الجديدة التي للتو ارتديتها، و بعد فراغك من أداء صلاة العيد ما عليك سوى توزيع هذا المبلغ على (كتيبة) الأطفال الذين سيهجمون لطلب العيدية ؛فقط كن على ثقة أن هذا المبلغ سيتلاشى قبل مغيب شمس يوم العيد!!:)
و كل عام و أنتم بخير:)