PDA

View Full Version : الدوائر المفرغة (1)


سردال
01-01-2001, 10:10 PM
تأملت في حياتنا ملياً، فرأيت أننا نسير في دوائر مفرغة، وحلقات لا منتهية، وفي كل موسم نناقش ونتكلم حول مشكلة مرتبطة بهذا الموسم، وبعد هذا انتهاء الموسم نوقف النقاش والكلام، ونبدأ في الحديث عن الموسم الذي بعده، ولم نستوف الحديث حول الموسم السابق، ولم نضع خطوات عملية تقدمنا نحو الإصلاح والتطوير، وعادة ما نكتف بالكلام والحديث، وهذا الأمر مرتبط بالكثير من القضايا الدينية والاجتماعية.

ورأيت أيضاً أن مجموعة من الناس همهم الإصلاح والتطوير، لكن تأثيرهم على غيرهم محدود لعدة أسباب، من هذه الأسباب ما هو مرتبط بالمصلحين أنفسهم، ومنه ما هو مرتبط بالشيء المراد إصلاحه، وبسبب محدودية تأثيرهم نجد أن أهدافهم لم ترتقي لما هو أفضل، وخططهم لم تتغير، وأساليبهم لم تتطور، وذلك نتيجة لإحساسهم بأن شيء لم يتغير.

ورأيت أوضاع المجتمع لا تتيح لمن يريد التعاون في الإصلاح والتطوير الفرصة لعمل ذلك، اعني أن جهود المصلحين عادة ما تتفرق في أعمال فردية شخصية لا يتعدى تأثيرها إلى ما هو أعلى من العلاقات الشخصية، وهذا ما يجعل عملية الإصلاح والتطوير عملية بطيئة لا تسير إلا في خطوات قصيرة غير مؤثرة.

ورأيت الجهود الجماعية متخبطة في عثرات إدارية وجهالة في أساليب الإدارة الفعالة، ورأيتها كذلك متعثرة في المصالح الشخصية والأنانية وحب الإستئثار بكل النجاح، ورأيتها أيضاً متعثرة في سوء التخطيط وسوء تقدير الظروف المحيطة بالعملية الإصلاحية. أما الجهود الحكومية فرأيتها متأخرة بتأثير البيروقراطية والروتين القاتل، والقوانين والإجراءات المتأخرة، والشخصيات المتجمدة والمتصلبة على كل ما هو قديم وعتيق.

ولا أعمم هذا على كل الجهود الإصلاحية، إذ هناك جهود إصلاحية تطويرية أثمرت عن نتائج فاقت التصور، لكن هذا الحديث لا يتحدث عن الشواذ من القاعدة.

أتمنى أن أجد الآراء سواء المؤيدة أو المخالفة لما قلته في مقالتي هذه، فهل توافقوني على ما قلته في مقالتي أم أنكم ترون أن الجهود الإصلاحية سواء الفردية أو الجماعية فعالة وتؤتي أكلها والشواذ من القاعدة هي الجهود التي لم تثمر؟

مدردش متقاعد
02-01-2001, 12:11 PM
شكرا يا سردال على طرح هذا الموضوع الجاد..
و عندي تعقيب بسيط عن كيفية الاصلاح..

أخي الكريم مثلما عنونت في الأعلى اليد الواحدة لا تصفق .. فالاصلاح لن يتم أبدا بجهود فردية متناثرة هنا و هناك.. بل لابد من تكاتف الجهود من كافة أفراد المجتمع.. لكن البداية يجب أن تكون من الأسرة نفسها التي هي لبنة هذا المجتمع. .

قد تفلح بعض الجهود الفردية.. لكن في نطاق محدود جدا.. و لنضرب مثال على ذلك.. لو أنت أردت نصح و إصلاح شخص ما... من ستبادر إلى نصحه و محاولة اصلاحه؟ بالتأكيد سيتبادر إلى ذهنك أخوك أو أحد اقاربك أو لنقل صديقك المقرب إليك.. يعني على نطاق محدود قد لا يتعدى البيت أو الحي الذي تسكن فيه.. لكن لو أسسنا جمعيات للإصلاح..لها ميزانية خاصة و فيها كوادر متخصصة من مصلحين اجتماعيين و خبراء في شؤون الأسرة و أطباء نفسيين.. إلخ..
ستتسع الدائرة شيئا فشيئا.. و هذا ما تطبقه بعض الدول الشقيقة على رأسها دولة الكويت فماشاء الله سمعت عن كثير من مراكز الإصلاح..و التي على يرأسها دكاترة و أساتذة على مستوى مثل الأستاذ جاسم المطوع و غيرهم و قد أتت بنتيجة و لو أنها معظمها مقتصر على شؤون الزواج و الطلاق..لكنها بداية مشجعة للتوسع..

و نقطة أخرى.. في رأيي أن المصلح الاجتماعي لايقل دوره عن الداعية الاسلامي.. فكلاهما هدفه صالح.. بلرغم من اختلاف التوجه.. فلأول يصلح في المجتمع.. و الثاني يضيف فردا سوياللمجتمع.. سواء عن طريق الدعوة إلى الإسلام أو نصح المنحرفين و العصاة.. لكن الشرط الأهم الذي يجب توافره في كلا الشخصين هو النية الصافية و أن يكون عمله و جهوده في سبيل التقرب لله تعالى

و الله الموفق

ريمانه
02-01-2001, 04:10 PM
أخي الكريم

أنا جديدة على سوالف
وقد أعجبني موضوعك كثيرا
نظرتك متفحصة ودقيقة للواقع من حولناوهذا شئ طيب
ويذكرني موضوعك بالمثل القائل " لقد أسمعت لو ناديت
حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي !!!!

فلا أحد يريد الاستماع رغم كثرة المنادين بالإصلاح والتعديل
ولكن ليس معنى ذلك الاستسلام والإنزواء بعيدا واهمال الواقع
بل الاستمرار والمثابة حتى الوصول لتغيير الواقع المؤلم شيئا فشيئا

وقد استشهدت أخي بمثال حي رائع وهو مراكز الإصلاح في دولة الكويت .. نعم هناك الكثير من الأخيار في تلك الدولة الشقيقة استطاعوا إفادة مجتمعهم بأفكارهم وجهودهم الطيبة ... وقد استفدنا نحن ولله الحمد الكثير من دعواتهم ومؤلفاتهم أمثال " جاسم المطوع / فهد الثويني / صلاح الراشد / محمد العويد / صالح البارود .. جزاهم الله خيرا ...

أعتذر على الإطالة
وتحياتي

سردال
02-01-2001, 05:30 PM
مدردش: هذه النقطة التي أريد الوصول لها، ألا وهي حشد الجهود في مشروع جماعي لتثمر عن نتائج أكثر فاعلية من الجهود الفردية، ولا تعليق على إضافاتك الأخرى وجزاك الله خير.

رمانه: شكراً أختي على المشاركة، وهناك حياة ولا بد، وهناك من سيسمعنا لكن علينا تركيز جهودنا، وعلينا أيضاً التعاون والتكاتف في جمع هذه الجهود لتكون النتائج أكثر فاعلية.

ملاحظة: هناك فكرة عملية تطبيقية أريد الخروج بها من هذه السلسلة لكن انتظروا الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة :)

حرف
02-01-2001, 06:52 PM
السلام عليك والرحمه

أخي سردال السلام عليك والرحمه أخي العزيز .


موضوعك مهم جدا واشتاق اليه منذ ايام لم اناقش مثل هذه الامور وقد عودتني اختي جيون علي مثل هذه المواضيع .


أخي سردال.


سوف اضع القواعد اولا للعمل (في رايي الخاص، وحسب ماطرحته في موضوعك ) اما المناقشه فهي تأتي لاحقا.

1- القاعده هي العمل الاسلامي لابد أن يبدأ من الجهود الفرديه .

اولا وليس الجماعيه ، وانظر اخي الكريم الي كل الاعمال التي علي الساحه منذ الازل الي الان بدأت فرديه ثم انتهت جماعيه.

سيدنا محمد بدأ الدعوه الاسلاميه لوحده، الجماعات الاسلاميه التي علي الساحه.

جماعت التبليغ:(الشيخ محمد الياس لوحده في الهند)
جماعت السلف: ( الشيخ محمد عبد الوهاب السعوديه)
جماعت الاخوان المسلمين( الشيخ حسن البنا مصر)
حتي الشيعه والروافض اذا تتبعت الي بداياتها سوف تجدها جهود فرديه ولاختصار الوقت لن اذكر بداياتها.
حتي الجماعات البعثيه ، الماركسيه..الخ

2- القاعده الثانيه ليس كل الاعمال الاسلاميه واوغيرها تنجح .
أغلب دعوات الانبياء كانت فاشله لم تنجح في مجتمعاتهم.

اذا ليس المهم ان ينجح العمل الاسلامي بقدر ماهو مهم ان يكون هناك من يعمل عمل اسلامي.


3- التخطيط الناجح يقود الي عمل اسلامي.

اذا اردت عمل اسلامي ناجح عليك بالنظر الي واقع الناس فهو الذي ينجح العمل ويفشله، (همومهم ، حاجاتهم ، رغباتهم.............)

هذه القاعده تحتاج الي توضيح ولكن لضيق الوقت اكتفي بهذا.

4- اي عمل اسلامي ناجح لابد وان يوجد له عراقيل(مصائب ، مشاكل.........)


5- أهم قاعده علي الطلاق هي(:. ليس هناك دخل بين قبول المجتمع ورفضه للعمل الاسلامي )

فمهما يكون المجتمع لابد وان يتقبل العمل الاسلامي ولكن............ حسن اختيار العمل الناجح


أعذرني علي عدم مناقشتي للقواعد هذه لضيق الوقت عندي ولكن احببت ان اضع مشاركتي في هذا الموضوع المهم.


أخيرا أشكرك اخي علي السماح لي بلكتابه معك،

وأعتذر ان اكتب هنا حيث تعودت الكتابه في سوالف اسلاميه ولكن التجربه هنا فلربما تكون أمتع.


حـــــــــــرف

سردال
10-01-2001, 01:25 AM
أخي حرف، حقيقة الكل متفق على أن العمل الإصلاحي لا بد من أن يبدأ من الفرد، وقد استدللت بجماعات قامت على جهود أفراد، وهذا ما أوافق الجميع عليه.

مسألة النجاح أو الفشل، فهذه لها جانبين، الأول الجهد، وأعني أن الإنسان يبذل قصار جهده ويخطط ويحاول بكل إمكانياته أن يتخذ الأسباب لنجاح عمله الإصلاحي، والثاني هو التوفيق من الله، فعندما تبذل كل جهد وتتوكل على الله، فلا يسعك إلا انتظار النتائج، فإن نجحت فالحمدلله وعليك بإكمال العمل، وإن لم تنجح فعليك أن تغير أسلوبك لتحقيق هدفك، فالإنسان ليس له علاقة بالنتائج، لكنه هو المسؤول عن اتخاذ الأسباب.

القاعدة 3 و4 و5 أوافق عليها، وكل عمل لا بد أن يكون له عراقيل، والتخطيط الناجح هو الذي يقدر كيف سيتجاوز هذه العراقيل.