سردال
10-01-2001, 03:36 PM
تخيل معي أخي الكريم أختي الكريمة، تخيلوا معي أن أطفالكم أو أخوانكم الصغار، أو أبناء إخوانكم الصغار، تخيلوهم وهم في يوم العيد لم يلبسوا الجديد، لم يشتروا ثياباً جديدة ولا حذاء ولا ألعاباً، تخيلوهم وهم في يوم العيد بثياب قديمة، تخيلوهم وهم لا يجدون ألعاباً يلعبون بها، تخيلوهم وهم لا يجدون أصدقاء وأطفالاً في سنهم يرضون اللعب معهم، أخبروني كيف تشعرون؟ أخبروني كيف سيكون حالهم وهم ينظرون إلى غيرهم من الأطفال قد ألبستهم أمهاتهم ثياباً جديدة؟ كيف سيشعرون وهم يرون الأطفال يلعبون ويمرحون وهم لا يجدون من يلعب معهم؟
نظر عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد التقي إلى ابنه عبد الملك في يوم العيد وهو لم يشتري جديداً مثل غيره ممن هم في مثل سنه، فتملكته شعور عطف الوالد على ابنه فبكى لحاله، وهو أمير المؤمنين في يده ملك لا يملكه أحد في زمانه، وهو المعروف عنه زهده في الدنيا وبغضه لزخارفها، لكن عاطفة الأبوة تملكته على ابنه حينما نظر لحاله.
إن أطفال الفقراء لا يعرفون النظافة إلا من رحم الله، لا يعرفون التنوع في المأكل ولا الملبس، ثيابهم بالية وطعامهم قليل، لا يجدون ألعاب يلعبون بها، ولا يلعب معهم أحد، لا لشيء إلا لأنهم فقراء، لأن الفقر كتب عليهم ولم يطلبوه، ومن منا يريد الفقر؟!
أخواني أخواتي! أتريدون السعادة الحقيقة؟ أتريدون سعادة ولذة لا تجدونها في كل متعة؟ ابحثوا في مناطقكم السكنية بين الحارات عن بيوت الفقراء، وألبسوا أطفالهم الجديد، واشتروا لأطفالهم ألعاباً وحلويات، وفي وقت الدراسة اشتروا لهم أدوات الدراسة من دفاتر وأقلام، أفعلوا هذا وأنتم تعطفون عليهم، أفعلوا هذا وفي وأنفسكم شعور العطف عليهم لا التكبر، وسترون كلمات الشكر تخرج من أفواه آبائهم لا تتوقف، وستجدون الدعاء الصالح الذي يخرجه أب أو أم أتعبهم الدهر: وفقك الله، جزاك الله خيراً.
والله إن هذا الدعاء ليساوي الدنيا بما فيها، سترون السعادة العظيمة في عيون أطفالهم، فأي شعور ستشعرون عنده وأي سعادة تلك السعادة التي تحصلون عليها مقابل دراهم وريالات معدودة، وأي أجر ستجدونه عند الله؟ ذلك شيء يعجز اللسان عن وصفه، ويجف مداد القلم عن الكتابة فيه.
ماذا تنتظرون؟ انطلقوا الآن وفكروا في جيرانكم وتأملوا في حالهم فلعلهم فقراء لكنهم يتعففون ولا يطلبون ولا يمدون أيديهم للناس.
نظر عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد التقي إلى ابنه عبد الملك في يوم العيد وهو لم يشتري جديداً مثل غيره ممن هم في مثل سنه، فتملكته شعور عطف الوالد على ابنه فبكى لحاله، وهو أمير المؤمنين في يده ملك لا يملكه أحد في زمانه، وهو المعروف عنه زهده في الدنيا وبغضه لزخارفها، لكن عاطفة الأبوة تملكته على ابنه حينما نظر لحاله.
إن أطفال الفقراء لا يعرفون النظافة إلا من رحم الله، لا يعرفون التنوع في المأكل ولا الملبس، ثيابهم بالية وطعامهم قليل، لا يجدون ألعاب يلعبون بها، ولا يلعب معهم أحد، لا لشيء إلا لأنهم فقراء، لأن الفقر كتب عليهم ولم يطلبوه، ومن منا يريد الفقر؟!
أخواني أخواتي! أتريدون السعادة الحقيقة؟ أتريدون سعادة ولذة لا تجدونها في كل متعة؟ ابحثوا في مناطقكم السكنية بين الحارات عن بيوت الفقراء، وألبسوا أطفالهم الجديد، واشتروا لأطفالهم ألعاباً وحلويات، وفي وقت الدراسة اشتروا لهم أدوات الدراسة من دفاتر وأقلام، أفعلوا هذا وأنتم تعطفون عليهم، أفعلوا هذا وفي وأنفسكم شعور العطف عليهم لا التكبر، وسترون كلمات الشكر تخرج من أفواه آبائهم لا تتوقف، وستجدون الدعاء الصالح الذي يخرجه أب أو أم أتعبهم الدهر: وفقك الله، جزاك الله خيراً.
والله إن هذا الدعاء ليساوي الدنيا بما فيها، سترون السعادة العظيمة في عيون أطفالهم، فأي شعور ستشعرون عنده وأي سعادة تلك السعادة التي تحصلون عليها مقابل دراهم وريالات معدودة، وأي أجر ستجدونه عند الله؟ ذلك شيء يعجز اللسان عن وصفه، ويجف مداد القلم عن الكتابة فيه.
ماذا تنتظرون؟ انطلقوا الآن وفكروا في جيرانكم وتأملوا في حالهم فلعلهم فقراء لكنهم يتعففون ولا يطلبون ولا يمدون أيديهم للناس.