PDA

View Full Version : حقوق المرأة التي نريدها ...( ماذا نريد للمرأة 3 )


المهاجر3
21-02-2001, 05:06 AM
مكانة المرأة وحقوقها:
وهكذا اتضح لنا أنه حـتـى في المسائل التي أثارها أعداء الإسلام زعماً منهم أن فيها إهانة للمرأة إنما في الحقيقة هي في مصلحة المرأة وحماية حقوقها.
وحينما نبحث عن نظرة الإسلام للمرأة وتكريمه لها في جوانب أخرى نجد أن الإسلام قد أعلى من شأنها وأعطاها مـن الحـقــوق مـــا لم يعطه لها الغرب الأوربي المتمدن. فما بالك بالأمم الأخرى قبل الإسلام!!.
فلو نظرنا إلى الأمم الأخرى قبل مجيء الإسلام لرأيناها-في مجملها-تحط من مكانة المرأة ، وتحرمها أبسط حقوقها. فاليهودية المحرفة: تعتبر حواء ومن ثَم المرأة عموماً سبباً في شقاء الإنسانية لأنها أخرجت آدم - بزعمهم - من الجنة.
وجاءت النصرانية المحرفة: فـتـبـعت اليهودية في احتقارها للمرأة ، حتى أن المجتمعات الأوربية النصرانية- حتى نـهـايــة العصور الوسطى-كانت تشك في إنسانية المرأة هل هي إنسان أم لا ؟!.
وبلغ من ظلم بعض المجتمعات للمرأة أن أوجبت عليها إحراق نفسها إذا مات زوجها كما في البرهمية بالهند.
أما في المجتمع العربي قبل الإســــــلام: فقد وجدت عادة وأد البنات عند بعض القبائل العربية (أي: دفنهن وهن أحياء خوف العار) ، كما أن المرأة عندهم لا تَرث بل قد تورث كأي سلعة أو مال.
وجاء الإسلام ليعطي للمرأة حقوقها الكاملة ، ويكرمها ، ويرفع من مكانتها. ويتضح ذلك مما يلي:
1- أعلن المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في الإنسانية والإيمان. يقول تعالى: ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ)) ، وقــولـــــه تـعـالـى: ((الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ والْقَانِتِينَ والْقَـانـِـتـــَاتِ والصَّادِقِينَ والصَّادِقَاتِ والصَّابِرِينَ والصَّابِرَاتِ والْخَاشِعِينَ والْخَاشِعَاتِ والْمُتَصَدِّقِينَ والْمُتـَـصـَـدِّقَــاتِ والصـَّــائِمِينَ والصَّائِمَاتِ والْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ والْحَافِظَاتِ والذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً والذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً)).
2- رفع الإسلام الظلم الذي كان يقع على المرأة في الجاهلية؛ فحرّم وأد البنات ، وألغى نظام وراثتها كسائر السلع ، وأشركها في الميراث مع الرجل ، وإذا كان قــد جعل نصيبها من الميراث نصف ميراث الرجل فإن هذا لم يكن إلا تقديراً للواجبات والـتـكـــاليف المالية التي أوجبها الإسلام على الرجل من النفقة على الأولاد والزوجة والوالدين ومن يـعـولـهـم شـــرعــــاً. فلو مات ميت عن ابن وبنت مثلاً :فإن للإبن ثلثا المال وللبنت ثلث المال. لكن يــترتـب على الابن أن يدفع مهراً عند زواجه ونفقة على زوجته وأولاده ، بينما البنت: سيُدفع لها مهر ولا تجب عليها أي نفقة حتى على نفسها ، بل تكون النفقة على زوجها. وهكذا.
3- أعطى الإسلام للمرأة حقوقها الشخصية ، مثل:حق التصرف بمالها شراءً وبيعاً وهبةً دون أن يكون للرجل -حتى زوجها-سلطة على مالها أو أخذ شيء منه إلا برضاها. وهذا الحق لم تمنحه حتى القوانين الوضعية في البلاد الأوربية التي تدعي التحضر والتمدن. ففي فــرنـســـا حتى عام 1939م: لا يسمح القانون هناك للمرأة بالتصرف بمالها إلا بإذن زوجها ، ثم عـــدِّل القانون بإعطاء المرأة شيئاً من الحرية في التصرف بمالها لكن مع بعض القيود أيضاً. وفي ألمانيا الغربية: لم يعط القانون هناك للمرأة حق اقتناء الممتلكات حتى عام 1957م(6) ، بل إن نــظــــام العمل والأجور في أوربا وأمريكا لازال حتى الآن ينقص أجر المرأة المالي بالنسبة للرجل. فيصل في بريطانيا مثلاً إلى75% من أجر الرجل مع تساويهما في الوظيفة ونوع العمل(7).
4- الإسلام كفل للمرأة الحياة الكريمة في جميع مراحل حياتها بنتاً أو زوجةً أو أماً. فــالــبـنـت: لـهـا على والدها حق النفقة والرعاية التامة كأخواتها ، والزوجة: لها على زوجها حق النفقة والرعاية والمعاملة بالمعروف قولاً وعملاً ، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي"(8).
أما الأم: فقد أعطى الإسلام لها حقوقاً كبيرة من التكريم والنفقة والعطف وخفض الجناح. يقول تعالى عن حق الوالدين: ((وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً إمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)) [الإسراء:24]. بل حق الأم يفوق حق الأب بنسبة 3 : 1 ، فقد جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:"يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أبوك".
وهكذا نرى أن الإســــلام يزيد من تكريم المرأة كلما كبرت وأصبحت بحاجة إلى الرعاية، بينما نرى في المجتمعات غير الإسلامية اهتماماً بالمرأة مادامت في جمالها وشبابها ، ثــم نسيانها بعد أن تتقدم بها السن. ولهذا تكثر في المجتمعات الأوربية العجائز اللاتي يسكن لوحدهن ، وكثيراً ما تمرض أو تموت دون علم أولادها بها قربوا في المسافة أم بعدوا؟.
5- ونـتـيـجــة لشدة عاطفة المرأة وتأثرها الشديد بالمواقف :جعل الإسلام شهادتها نصف شهادة الرجل: ((أَن تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى)) [البقرة:282]. ويقول -صلى الله عليه وسلم- عن النساء:"... وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن. قالت امرأة: يا رسول الله ؛ وما نقصان العقل والدين؟؛ قال:أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل؛ فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي لا تصلي ، وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين"(9).
6- وأخيراً ؛فإن الإسلام يجعل من رعاية الرجل لابنته أو أخته عبادة يؤجر عليها. يقول -صلى الله عليه وسلم-:"من ابتلي من البنات بشيء ، فــأحْــسـن إليهن :كن له سِتراً من النار". وقال أيضاً:"من عال جاريتين حتى تــبــلــغــــا :جاء يوم القيامة أنا وهو ؛ وضم أصابعه"(10).
الهوامش:
1- رواه الجماعة. (والباءة): المهر. (وجاء): كاسر لحدة الشهوة.
2- رواه الترمذي.
3- انظر مثلاً كتاب النكاح في زاد المستقنع للحجاوي.
4- حديث. "أبغض الحلال إلى الله الطلاق ، ليس صحيحاً. (التحرير).
5- عن كتاب علم الاجتماع ، تأليف د. عبد الكريم عثمان وآخرون ، ص 142 ، 145.
6- عن كتاب علم الاجتماع ، تأليف د. عبد الكريم عثمان وآخرون ، ص 143 ، 145.
7- عن مجلة البيان ، العدد الخامس ، ص 54.
8- رواه الترمذي ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
9- 10- رواه مسلم 4 / 27 0 2.