ابن الرومي
27-02-2001, 11:35 AM
وصف عاصفة...
للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي.....المتوفي سنة911هــ
"
"
"
((أتى عارِضٌ في ليلةِ الجمعة التاسعة من جمادى الآخرة، وكانت فيه ظُلماتٌ متكاثِفة وبُروقٌ خاطفة ورياحٌ عاصِفة، فقوِيَتْ أهويتُها، واشتَدَّ هبوبها فتدافعت لها أعِنَّةٌ مُطلقات، وارتفعت لها صواعِقُ مُصعِقات، فرجفت لها الجُدران واصطفقت، وتلاقت على بُعدها واعتنقت، وثارَ بين السماءِ والأرضِ عجاجٌ فقيلَ لعلَّ هذه على هذه أُطبِقت، وتحسبُ أنَّ جهنمَ قد سالَ منها وادٍ وعدا منها عادٍ، وزادَ عصْفُ الرِّياحِ إلى أن انطفأت مصابيحُ النُّجوم، ومُزِّقَ أدِيمُ السماءِ ومُحيَ ما فوقهُ من الرُّقوم، لا عاصِمَ من الخطْفِ للأَبصار، ولا ملجأَ من الخطْبِ إلا معاقِلُ الإستغفار، وفرَّ النَّاسُ نساءَ ورجالاً، ونفروا من دُورِهم خِفافاَ وثِقالاً، لا يستطيعون حيلة، ولا يهتدونَ سبيلاً، فاعتصموا بالمساجِدِ الجامعة، وأذْعنوا بأعناقٍ خاضِعة، ووجوهٍ عانِية، ونُفوسٍ عن الأهلِ والمالِ سالية، ينظرونَ من طرفٍ خفِيٍّ، ويتوقعونَ أيَّ خطْبٍ جليّ، قد انقطعت من الحياةِ عُلُقُهم، وعَمِيتْ عن النجاةِ طرقُهم، ووقعتِ الفكرةُ فيما هم عليهِ قادمون، وقاموا إلى صلاتهم ووَدُّوا أن لو كانوا من الذين هم عليها دائمون، إلى أن أّذِنَ اللهُ في الرُّكود، وأسعفَ الهاجِدينَ بالهُجُود.
وأصبحَ كلٌّ يُسلِّمُ على رفيقه، ويُهنِّئَهُ بسلامةِ طريقه، ويرى أنَّه قد بُعِثَ بعدَ النفخة، وأفاقَ بعدَ الصَّيحةِ والصَّرخة، وأنَّ اللهَ قد ردَّ له الكرَّة، وأدَّبهُ بعدَ أن كادَ يأْخُذه على غِرَّة، ووردَتْ الأَخبارُ بأن كُسِرتْ المراكِبُ في البحار، والأشجارُ في القِفار، وأُتلِفَ خلْقٌ كثير من السُّفار، ومنهم من فرَّ فلمْ ينْفَعُه الفِرار)).
"
"
"
"
"
همسات عابرة:
فاقْبَلْ منَ الدَّهرِ ما أتاكَ بهِ...
... منْ قـــرَّ عَيناً بعيشهِ نـــفَعَه
...((الأضبط بن قُريع)).
للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي.....المتوفي سنة911هــ
"
"
"
((أتى عارِضٌ في ليلةِ الجمعة التاسعة من جمادى الآخرة، وكانت فيه ظُلماتٌ متكاثِفة وبُروقٌ خاطفة ورياحٌ عاصِفة، فقوِيَتْ أهويتُها، واشتَدَّ هبوبها فتدافعت لها أعِنَّةٌ مُطلقات، وارتفعت لها صواعِقُ مُصعِقات، فرجفت لها الجُدران واصطفقت، وتلاقت على بُعدها واعتنقت، وثارَ بين السماءِ والأرضِ عجاجٌ فقيلَ لعلَّ هذه على هذه أُطبِقت، وتحسبُ أنَّ جهنمَ قد سالَ منها وادٍ وعدا منها عادٍ، وزادَ عصْفُ الرِّياحِ إلى أن انطفأت مصابيحُ النُّجوم، ومُزِّقَ أدِيمُ السماءِ ومُحيَ ما فوقهُ من الرُّقوم، لا عاصِمَ من الخطْفِ للأَبصار، ولا ملجأَ من الخطْبِ إلا معاقِلُ الإستغفار، وفرَّ النَّاسُ نساءَ ورجالاً، ونفروا من دُورِهم خِفافاَ وثِقالاً، لا يستطيعون حيلة، ولا يهتدونَ سبيلاً، فاعتصموا بالمساجِدِ الجامعة، وأذْعنوا بأعناقٍ خاضِعة، ووجوهٍ عانِية، ونُفوسٍ عن الأهلِ والمالِ سالية، ينظرونَ من طرفٍ خفِيٍّ، ويتوقعونَ أيَّ خطْبٍ جليّ، قد انقطعت من الحياةِ عُلُقُهم، وعَمِيتْ عن النجاةِ طرقُهم، ووقعتِ الفكرةُ فيما هم عليهِ قادمون، وقاموا إلى صلاتهم ووَدُّوا أن لو كانوا من الذين هم عليها دائمون، إلى أن أّذِنَ اللهُ في الرُّكود، وأسعفَ الهاجِدينَ بالهُجُود.
وأصبحَ كلٌّ يُسلِّمُ على رفيقه، ويُهنِّئَهُ بسلامةِ طريقه، ويرى أنَّه قد بُعِثَ بعدَ النفخة، وأفاقَ بعدَ الصَّيحةِ والصَّرخة، وأنَّ اللهَ قد ردَّ له الكرَّة، وأدَّبهُ بعدَ أن كادَ يأْخُذه على غِرَّة، ووردَتْ الأَخبارُ بأن كُسِرتْ المراكِبُ في البحار، والأشجارُ في القِفار، وأُتلِفَ خلْقٌ كثير من السُّفار، ومنهم من فرَّ فلمْ ينْفَعُه الفِرار)).
"
"
"
"
"
همسات عابرة:
فاقْبَلْ منَ الدَّهرِ ما أتاكَ بهِ...
... منْ قـــرَّ عَيناً بعيشهِ نـــفَعَه
...((الأضبط بن قُريع)).