PDA

View Full Version : إصرار على الصمت .....


نزار سليمان
13-03-2001, 11:20 AM
استحلفتني كثيراً أن أنطق.....

لكنها فشلت ..........

----------------------------------------------

لقد سئمت صوتك

ومللت حضورك الرتيب

فيم الكلام عزيزتي

معتمٌ حزن الكئيب ؟

دعيني متلحفاً بصمتي

ذاك أفضل من نطق رهيب

لاتجبريني أن أقول كارها

لانور للشمس بعد المغيب

نزار سليمان
13-03-2001, 11:20 AM
اعذريني إن سكتت أو صمتتُ

فلم يعد لك معنىً في وجودي

واعذري ما يبدو لك مني

لقد أحلتِ النار إلى جمودِ

كنت لي نار الجوى والهوى

كم ذرفت لك بوعودٍ وعهودِ

واللسان بغيرك لن ينطقَ

لكنني أعلم بأنك لن تعودي

لهذا أقسمت الصيام عن الكلام

لأنني عاهدت ولن أخلف بوعودي

اقبليتي كما أنا وانحتيني

فعظيم الفن منحوت بجلمود

نزار سليمان
13-03-2001, 11:21 AM
عذراً ... فلم تعودي سيدتي الجميلة

ولم تعد كلماتك تأسرني ولا تسهرني طويلا

أفضل الصمت حياً ..

على أن أصبح من البوح قتيلا

لم أعد أريد نورك ...

وهل بظلماتك تضيئين لي قنديلا؟!

كفاك هرجاً على الملأ...

كفاك بالله وأوقفي التضليلَ

تعري أمامهم بلا خجلٍ

عجباً للحقائق بين يديك

كيف تقبل التعديلَ ؟!

مثلك أيتها السيدة

لايتقن الضياع ... ولا الفراغ

بل يتقن التمثيلَ

كم كنت أصرخ في وجهك يوم الوصال

أرجوك حبيبتي .. إني أستحي

أرجوك حبيبتي .. أوقفي التسجيلَ

ماذا أقول لهم ؟

كيف أفسر ؟!

ماذا يقولون عمّن رأوه جليلا؟!

أوبعد كل هذا تريدين الكلام مني؟!

أوبعد كل هذا تطلبين من قلبي التبجيلَ؟!

توقفي .. واتركيني بصمتي مطبقاَ

فلن أعيش بعد اليوم ذليلا

نزار سليمان
13-03-2001, 11:23 AM
- مقدمة -


أيها الربان ...هلا أوقفت العاصفة ؟!

كسر إذا هذه الأشرعة

ولتكسُ رايات الحزن كل الموانئ

أيها الربان ...هلا أزحت الغيوم قليلا

فالشمس تريد أن تمد ضياءها

واللسان سينطق ....سأخرج عن صمتي

أيها الحشد الغفير ...هل كل معداتكم جاهزة؟!

أين سيارات الإسعاف...أين سيارات دفن الموتى

أين الشيخ الجليل..ذو اللحية البيضاء

أين القس والراهب...

فاليوم يوم النطق ....

وأنت أيتها السيدة...هل أنت جاهزة

اصعدي إذا فوق خشبة المسرح

اصمت أيها الملقم ...لم يعد لك دور يرتجى

افتحوا الستائر....ولتبدأ المهزلة.....


----------------------------------------------


- المشهد الأول -

يجرها الصمت إلى قفص الاتهام...الوجوه واجمة ... أقف أمام المنصة ....يشير الشخص بعباءته الغريبة إلى أنْ تكلم :

يا سادتي الكرام....

لم يعد لي قدرة على مواصلة الصمت

قررت الكلام....

( يسود الميناء صمت مطبق.. وتشخص الأبصار إلينا )

أنطق بكلمتي الأولى .... فتسقط يداي وتتحطمان

أتابع غير عابئ بما يحدث....

فتتكسر أرجلي .... أتابع ويعلو صوتي

يتداعى جسدي.....

يتدحرج رأسي ...ثم يتطاير شظاياً...

تتحرر السيدة من قفص اتهامها... تحاول الهروب مذعورة مدهوشة من الذي حصل....

تتلبد السماء في الغيوم ..... وتنتحر سفن الميناء باكية

لا أحد يعرف ما الذي حدث ...لكنهم يبدؤون بالتوجه باتجاه السيدة ...بصمت مطبق ... العيون غاضبة

يصرخون ...لماذا أصررت على نطقه...لماذا قتلته ...

من السماء يأتي صوت بعيد......طوبى لمن صمت ولم ينطق ...


أسدلوا الستائر.................


- المشهد الثاني -

في السماء ....سادة أجلاء ... وحكماء


رباه ...أحتى في السماء ؟!


دهاليز ....ولا أنوار

برد شديد......أغيثوني

وأعلو بالنحيب

صمت ... صمت ... صمت

الكل من حولي يبتسم با ستهزاء

أيها الفتى ما الذي أجبرك

لماذا نطقت في زمن الممنوع

لن تجد هنا ...مهما بحثت

إلا بقايا لنطق نادمٍ وفزعاً ....وجوع

ستبقى هنا .... حتى ينتهي الدهر

تصرخ بحشرجتك....يلفك القهر

ابق هنا....بقربنا

لادفء...ولا ظلام ... ولا سنا

لاسهاد...ولا وسن

ولا حنين.....ولا شجن

لم يعد لك وطن.....لم يعد لك ثمن

لم يعد لك زمن


- المشهد الأخير -

صرير عالي وصوت رعيد

وامرأة تكبلها السلاسل .... تزحف إلينا من بعيد

الكل ينظر بفضول التائهين

من هذه ...من هذا القادم الجديد

أقف مذهولاً

أطبق في صمتي.... إنها أنت

أركض إليك مسرعاً....وتزيد المسافة

ما الذي أتى بك إلى هنا...

تصرخين ...لقد كان صعب فراقك

أعرف بأنك تحبني....أعرف...

لكني دفعتك بيدي ....بدافع الأنا

وها أنا بقربك....

لايهمني إن وقف الزمان أو ضاع المكان

لا يهمني .... فهذا ما أريد

يكثر الضجيج من حولنا...

يهنئون ...يباركون ....يصرخون

نفق غريب .... ندخل فيه...آخره ضياء

لسنا ندري ماذا يحدث

وفجأة ...نتحول ...نتساقط فوق الأرض حبات مطر....

وننبت سنابل قمح

صوت وصورة
13-03-2001, 06:43 PM
الأخ نزار سليمان

جميلة .. جميلة .. لا اعلم يا أخي ولكن أشعر بهذه الكلمات أنها واقعية وكتبت قريبة جدا .. قد أكون مخطئ ولكن واضحة المشاعر الصادقة الحزينة بين السطور وضوح الشمس بكبد السماء .. ولأول مرة أرى إصرار على الصمت يبوح بوضوح من غزارة حزنه ..
أعجبتني يا نزار ....
لهذا أقسمت الصيام عن الكلام

لأنني عاهدت ولن أخلف بوعودي

اقبليتي كما أنا و انحتيني

فعظيم الفن منحوت بجلمود

تسلم يا نزار واصل بفصول الإصرار على الصمت لأنها جميلة جداً .

حروف تتحدث صادقة ً
مثيرة تتلاعب بأعصابي ..
حولت جفاف صحراء خيالي
لحديقة غناء
وروض أعشابِ
فرفقاً بنا يا حرف متمرد
فعواصف شتائك ..
قد حطمت أبوابي ..

صوت وصورة يرسمك دائماً بأجفاني
وجهك العربي الجميل أراهُ بفنجاني

حارس السراب
17-03-2001, 12:33 AM
مرحبا اخي نزار..

ارجو ان تقبل زيارتي لهذا النص ..


مدخل ..

كلنا نتفق على ان البوح هو محاولة للتعبير عن المكنونات

وهو ناتج عن تجربة .. افرزت شعورا .. تحول الى نص مكتوب


في محاولتنا للتعبير .. نحاول استخدام خريطة لتقديم النص للقارىء .. او لأنفسنا اذا - شئتم -


العبارات تدل على مخزون لغوي لكن توظيفها يصدم احيانا بالتعجل لنقل الشعور الى الورق ..


التجربة وصلت ناضجة تعبر عن الألم من المحبوب

لكن

حين ننظر في البداية نراقب تكرار خطأ يجنح اليه محبوا الشعر

وهو استخدام تراكيب شعرية غير ناضجة .. مع مقدرتهم على صياغة ما يودون في قالب نثري معبر ومتفوق


طبعا النص الأول يعاني من خلل في الأوزان


والميل الى السجع على أنه شعر موزون ومقفى وهذا خطأ

واتمنى على اخي ان يحاول دراسة بحور الشعر وقراءة الشعر

القديم منه على الأخص لانه يحاول محاكاة القصيدة العمودية

وان تغيرت بحور الشعر ..


كذلك المقطع الثاني يبحث عن الأوزان

رغم وجود ثروة لغوية نثرية .. لم؟؟ _ أسأل



ثم

أيها الربان هلا أزحت الغيوم قليلا


بداية حالمة وتصوير جميل

مختلف .. صياغة في قالب قصصي لحكاية ..

واستحضار موروثات تتباين فيها المشاعر


وحشد لحزن يراقبه الخلق


ثم تصوير متتالي لقصة موغلة في الجمال

حول العاشق الذي يختار الصمت ثم يدفع ثمنا غاليا

عليه ..


ثم تصوير لحالة نفسية يمتزج فيها المحسوس بالحلم


والخيال بالحقيقة تنتهي الى عقدة ملفتة فيها الكثير

من التأمل .. ونتيجة نهائية ..

مختلفة .. مليئة بالتفاؤل


..

اعلم ان الوقت لا يساعد على اعطاء هذا النص حقه



لكن اراه جميلا

لو ولو فقط

لم نحاول ان نقحم التراكيب الشعرية

فيه ..

فيه رؤية فانتازية .. وبعض اركان القصة القصيرة


التي لو اهتم بها اخي نزار لكان له شأن كبير


***

شكرا صديقي لاستضافتي

الناقد
17-03-2001, 10:34 AM
لله درك .... و بُلـّغت َ ما يسرك

و ابتعد عن هوى ً ضرك أو قد يضرّك

و اطو ِ شراعا إذا كان درب الرياح غير دربك




تحياتي لقلمك الفذ




الناقد

نزار سليمان
17-03-2001, 01:33 PM
أشكرك أخي الكريم ( صوت وصورة ) على زيارتك لموضوعي وتعقيبك عليه.

هي كلمات كتبت في القريب القريب ....

فيها صور واقعية ، قد لا تمثل بالضرورة تجربة شخصية...

سأسهب في شرح بعض الأمور في ردودي اللاحقة ، ولكنني أخطأت في طرح موضوع بشكل متصل ـ إذ كان من الواجب علي فصل أجزائه إلى مواضيع مستقلة كما فعلت في الساحة ، إذ أنني هنا دمجت بين موضوع نثري ومحاولة شعرية ...

عموماً ، ـسعدني ملاحظاتكم وتدفعني إلى الأفضل وأتعلم منها.

لك شكري وامتناني