الطارق
26-05-2001, 05:32 PM
الجزء الرابع على هذا الرابط :
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=93465
======
الطارق : حسناً .. سنتحدث الآن عن أثارك وأعمالك العظيمة ، بداية الأمر نود أن نتعرف على الكتب التي ألفتها ؟!
ابن خلدون : نعم ألفت عد كتب منها :
1-شرح قصيدة البردة
2-تلخيص مجموعة من كتب ابن رشد
3-تلخيص محصل الإمام فخر الدين الرازي
4-وكتاب في الحساب
5-تعريف مفيد في المنط
6-وشرعت في شرح الرجز لصديقنا ابن الخطيب
7- وشفاء السائل لتهذيب المسائل
8- لباب المحصل في أصل الدين
9- لكن أهم مؤلفاتي هو العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم البربر ومن عاصرهم من السلطان الأكبر ( 1 )
الطارق : حسنا وسيكون مجال حديثنا كتاب العبر المعروف بتاريخ ابن خلدون ، أحببنا أن نعرف متى بدأت في تأليفه ؟!
ابن خلدون : بدأت في تأليف الكتاب سنة 776هـ بعد أن ندبني أبو حمو للطواف بإرجاء المملكة لدعوة القبائل وكنت قد مللت السياسة وما حدث لي بسببها فتظاهرت بالموافقة فذهبت إلى منازل أصدقائي من بني عريف الذين أضافوني في قلعة ابن سلامة وتوسطوا عند السلطان ليعفوا عني ، قد ذكرت هذا من قبل في حوارا ..
الطارق : نعم .. نعم
ابن خلدون : وكانت في ذلك الوقت في الخامسة والأربعين من عمري فبدأت ألف هذا الكتاب ، وقد شرعت في تأليفه في أواخر سنة 776 هـ وانتهيت من تأليف كتاب العبر في أواخر سنة 780هـ أي مدة أربعة سنين وقد شرعت في كتابة المقدمة بعد فراغي من تأليف الأقسام التاريخية من كتاب العبر وانتهيت منها في منتف سنة 779هـ وقد استغرقت في كتابتها مدة خمسة أشهر ( 2 )
وقد أتممتها في قلعة ابن سلامة وكل تلك المدة ، ثم احتجت لتنقيح هذا الكتاب الاستفادة من المراجع والكتب في تونس فاستأذنت سلطان تونس أبو العباس فأذن لي وغفر لي ذنبي رحمه الله بل ووفر لي الراحة ومصدر العيش حتى أتممت مؤلفي ونقحته وهذبته ورفعت نسخة للسلطان أبو العباس وكان ذلك سنة 784 هـ ( 3 )
الطارق : وقد استمريت في تنقيح كتابك حتى وفاتك سنة 808هـ بعدة أشهر ( 4 )
ابن خلدون : نعم .. وقمت بإهداء نسخة للسلطان برقوق ولسلطان المغرب
السلطان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن وكان ذلك حوالي سنة 799هـ ( 5 )
الطارق : حسناً سنتحدث الآن عن الكتاب أود أن تعرفنا على أقسام الكتاب ؟!
ابن خلدون : حسنا .. يتكون الكتاب من ثلاث كتب :
الكتاب الأول : المقدمة وهي التي عليها المعول في تقويم شخصيتي
والكتاب الثاني : خصصت بأخبار العرب ودولهم من مبدأ الخليقة حتى عصري تناولت بالحديث الأمم المعاصرة لهم كالسريان والفرس واليونان والروم والترك
الكتاب الثالث : ويشمل على أخبار البربر في أصولهم وأجيالهم وملوكهم بعامة ..
الطارق : حسنا لوحظ أن أهم ما في الكتاب هو المقدمة كما أن مستوى هذا التاريخ الخاص بالشرق أدنا مستوى في التاريخ في المغرب والبربر ( 6 )
ابن خلدون : نعم .. لأنه لم يسبقني أحد في تأليف مثيلا للمقدمة كما أن معرفتي بتاريخ المغرب والبربر أوسع من معرفتي بتاريخ المشرق
الطارق : حسناً سنتحدث عن المقدمة لأنها سبب عبقريتك وشهرتك ..ولأنك أنشأت بسببها علم جديد هو علم العمران ( الاجتماع )
ابن خلدون : تفضل ..
الطارق : حسنا أحببنا أن توضح لنا ما احتواه كتابك من تقسيم ؟!
ابن خلدن : بدأت بخطبة الكتاب وافتتاحيته وقد عرضت فيها بعد حمد الله
لبحوث المؤرخين من قبلي ووجوه النقص في بحوثهم وشرحت أسباب تأليفي الكتاب وختمتها بإهداء النسخة .
ثانيا : ثم كتبت مقدمة في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلمام لما يعرض للمؤرخين من أغلاط . ( 7 )
الطارق : وقد انتقدت الكثير من الأخطاء الأغلاط التي وقع بها المؤرخين العرب كالمسعودي والطبري وغيرهم وأعدت هذه الأخطاء لأسباب أحببنا أن تذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم .. من بين الأسباب .. التشيع للآراء المذاهب الثقة بالناقلين الذهول عن المقاصد وتوهم الصدق والجهل بتطبيق الأحوال على الوقائع ما يقوم به البعض المتملقين من نشر الأخبار الكاذبة وأهمها هو أن المؤرخين لم يحاولوا دراسة المجتمعات و ما يسودها من قوانين و نزعة المبالغة عند الناس خلال نقل الأخبار و وأن يقيس المؤرخ الذي ينقل الأخبار عن الأعصر الماضية بالأخبار الحاضرة .. ( 8 )
الطارق : حسنا نكمل فصول الكتاب ..
ابن خلدون : حسنا .. ثالثا : الكتاب الأول في طبيعة العمران في الخليقة وما يعرض فيها من البدو والحضر والتغلب والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ونحوها ( 7 )
الطارق : وهو القسم الرئيسي للمقدمة ؟!
ابن خلدون : نعم .. وقد اهتممت بهذا الفصل لأن من أهم أسباب أخطاء المؤرخين نجمت عن عدم اهتمامهم بدراسة المجتمعات البشرية واستخلاص القوانين لها .... ( 9 )
وقد شمل هذا على ما يأتي :
1- تمهيد تكلمت فيه عن التاريخ وموضوعه وأسباب الخطأ في رواية حوادثه ..
2- وستة بحوث رئيسية أو أبواب تدرس ظواهر الاجتماعي الإنساني وهي :
الباب الأول : في العمران البشري على الجملة : ويشتمل على ست مقدمات : المقدمة الأولى في أن الاجتماع الإنساني ضرورة ، والمقدمة الثانية إلى الخامسة في بحوث جغرافية وأثر البيئة الجغرافية في ألوان البشر وأخلاقهم وطرق معاشهم ، والمقدمة السادسة في الوحي والرؤيا وفي أصناف المدركين للغيب من البشر بالفطرة أو الرياضة وفي حقيقة النبوة والرؤيا والكهانة والعرافين .. ( 7 )
الطارق : قد ذكرت في هذا الباب أن الاجتماع الإنساني ضرورة وأن الإنسان مدني بالطبع ؟!
ابن خلدون : نعم .. فضرورة الاجتماع ناتجة عن ضرورة التعاون بين الناس لتأمين حاجتي الغذاء والدفاع عن النفس ، فبالحصول عليهما تتم الحياة ويستمر البقاء وبدونهم تزول الحياة ويفنى البشر .. ( 10 )
الطارق : وقد تحدثت عن تأثير البيئة الجغرافية في شئون الاجتماع .. وقد أخذ عليك البعض مبالغتك لهذا التأثير ؟!
ابن خلدون : قد يختلف البعض معي في هذا الأمر .. وقد قد أكون بالغت في الأمر .. رغم هذا فإن للبيئة تأثير مهم في شئون الاجتماع .. ( 11 )
الطارق : حسنا .. نكمل بقية فصول المقدمة ..
ابن خلدون : حسنا ..الباب الثاني : في العمران البدوي والأمم المتوحشة والقبائل : ويشتمل على تسعة وعشرين فصلا فرعيا ، تشمل الفصول العشرة الأولى للشعوب البدوية ونشأتها بعض شئونها الاجتماعية وأصول المدنيات
وتعرض الفصول التسعة عشر الأخيرة لطائفة من نظم الحكم والسياسة المتعلقة بالشعوب البدوية وغيرها .. ( 7 )
الطارق : وقد ذكرت أن أحوال الأمم تتبدل وتتطور بتبدل الأعصار ؟1
ابن خلدون : نعم فالمجتمع كائن حي يتطور تدريجيا عبر مراحل النشوء والنمو والشباب ثم يميل إلى الكهولة والاضمحلال ، والمجتمع إبان تطوره يمر بطورين : الطور البدوي ، الطور الحضري ...
الطارق : وما الفرق بينهما ؟!
ابن خلدون : نعم البدو هم الذين يقتصرون على الضروريات في معيشتهم ويعجزون عما فوق ذلك من الكماليات ، أما الحضر فهم من تكون مكاسبهم أنمى وأرفه من أهل البدو لأن أحوالهم زائدة على الضرورة ومن ينعمن بالترف والكماليات فلذا فالعمران الحضري هو الامتداد الطبيعي للعمران البدوي .. ( 12 )
الطارق : وقد ذكرت عدة خصائص للعمران البدوي ؟!
ابن خلدون : نعم .. فأهم خاصية هي أنه أقدم من العمران الحضري كما أن أهل البدو اقرب للخير من أهل الحضر وأزهد نفسا وأشد شجاعة ويتميزون بالرحلة وعدم الاستقرار ..
ومن أهم مقوماتهم الأساسية هي العصبية وهي خاصة مميزة بالبدو ( 13 )
الطارق : حسنا نكمل مقدمتنا وفصولها .. ولكن ي الجزء السادس بإذن الله ..
-------
المصادر :
( 1 ) سلسلة المشاهير من علماء العرب والإسلام : ابن خلدون ص54 –56
( 2 ) عبقريات ابن خلدون : ص 74 ، 75
( 3 ) عبقريات ابن خلدون : ص 76 ، 77
( 4 ) عبقريات ابن خلدون : ص 107
( 5 ) عبقريات ابن خلدون : ص 108
( 6 ) المشاهير من علماء العرب والإسلام : ابن خلدون : ص 58
( 8 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 282- 285
( 9 ) دراسات غفي تاريخ الفلسفة العربية : ص 287
( 10 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 292
( 11 ) عبقريات ابن خلدون : ص 256
( 12 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 298 – 299
( 13 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 303 – 304
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=93465
======
الطارق : حسناً .. سنتحدث الآن عن أثارك وأعمالك العظيمة ، بداية الأمر نود أن نتعرف على الكتب التي ألفتها ؟!
ابن خلدون : نعم ألفت عد كتب منها :
1-شرح قصيدة البردة
2-تلخيص مجموعة من كتب ابن رشد
3-تلخيص محصل الإمام فخر الدين الرازي
4-وكتاب في الحساب
5-تعريف مفيد في المنط
6-وشرعت في شرح الرجز لصديقنا ابن الخطيب
7- وشفاء السائل لتهذيب المسائل
8- لباب المحصل في أصل الدين
9- لكن أهم مؤلفاتي هو العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم البربر ومن عاصرهم من السلطان الأكبر ( 1 )
الطارق : حسنا وسيكون مجال حديثنا كتاب العبر المعروف بتاريخ ابن خلدون ، أحببنا أن نعرف متى بدأت في تأليفه ؟!
ابن خلدون : بدأت في تأليف الكتاب سنة 776هـ بعد أن ندبني أبو حمو للطواف بإرجاء المملكة لدعوة القبائل وكنت قد مللت السياسة وما حدث لي بسببها فتظاهرت بالموافقة فذهبت إلى منازل أصدقائي من بني عريف الذين أضافوني في قلعة ابن سلامة وتوسطوا عند السلطان ليعفوا عني ، قد ذكرت هذا من قبل في حوارا ..
الطارق : نعم .. نعم
ابن خلدون : وكانت في ذلك الوقت في الخامسة والأربعين من عمري فبدأت ألف هذا الكتاب ، وقد شرعت في تأليفه في أواخر سنة 776 هـ وانتهيت من تأليف كتاب العبر في أواخر سنة 780هـ أي مدة أربعة سنين وقد شرعت في كتابة المقدمة بعد فراغي من تأليف الأقسام التاريخية من كتاب العبر وانتهيت منها في منتف سنة 779هـ وقد استغرقت في كتابتها مدة خمسة أشهر ( 2 )
وقد أتممتها في قلعة ابن سلامة وكل تلك المدة ، ثم احتجت لتنقيح هذا الكتاب الاستفادة من المراجع والكتب في تونس فاستأذنت سلطان تونس أبو العباس فأذن لي وغفر لي ذنبي رحمه الله بل ووفر لي الراحة ومصدر العيش حتى أتممت مؤلفي ونقحته وهذبته ورفعت نسخة للسلطان أبو العباس وكان ذلك سنة 784 هـ ( 3 )
الطارق : وقد استمريت في تنقيح كتابك حتى وفاتك سنة 808هـ بعدة أشهر ( 4 )
ابن خلدون : نعم .. وقمت بإهداء نسخة للسلطان برقوق ولسلطان المغرب
السلطان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن وكان ذلك حوالي سنة 799هـ ( 5 )
الطارق : حسناً سنتحدث الآن عن الكتاب أود أن تعرفنا على أقسام الكتاب ؟!
ابن خلدون : حسنا .. يتكون الكتاب من ثلاث كتب :
الكتاب الأول : المقدمة وهي التي عليها المعول في تقويم شخصيتي
والكتاب الثاني : خصصت بأخبار العرب ودولهم من مبدأ الخليقة حتى عصري تناولت بالحديث الأمم المعاصرة لهم كالسريان والفرس واليونان والروم والترك
الكتاب الثالث : ويشمل على أخبار البربر في أصولهم وأجيالهم وملوكهم بعامة ..
الطارق : حسنا لوحظ أن أهم ما في الكتاب هو المقدمة كما أن مستوى هذا التاريخ الخاص بالشرق أدنا مستوى في التاريخ في المغرب والبربر ( 6 )
ابن خلدون : نعم .. لأنه لم يسبقني أحد في تأليف مثيلا للمقدمة كما أن معرفتي بتاريخ المغرب والبربر أوسع من معرفتي بتاريخ المشرق
الطارق : حسناً سنتحدث عن المقدمة لأنها سبب عبقريتك وشهرتك ..ولأنك أنشأت بسببها علم جديد هو علم العمران ( الاجتماع )
ابن خلدون : تفضل ..
الطارق : حسنا أحببنا أن توضح لنا ما احتواه كتابك من تقسيم ؟!
ابن خلدن : بدأت بخطبة الكتاب وافتتاحيته وقد عرضت فيها بعد حمد الله
لبحوث المؤرخين من قبلي ووجوه النقص في بحوثهم وشرحت أسباب تأليفي الكتاب وختمتها بإهداء النسخة .
ثانيا : ثم كتبت مقدمة في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلمام لما يعرض للمؤرخين من أغلاط . ( 7 )
الطارق : وقد انتقدت الكثير من الأخطاء الأغلاط التي وقع بها المؤرخين العرب كالمسعودي والطبري وغيرهم وأعدت هذه الأخطاء لأسباب أحببنا أن تذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم .. من بين الأسباب .. التشيع للآراء المذاهب الثقة بالناقلين الذهول عن المقاصد وتوهم الصدق والجهل بتطبيق الأحوال على الوقائع ما يقوم به البعض المتملقين من نشر الأخبار الكاذبة وأهمها هو أن المؤرخين لم يحاولوا دراسة المجتمعات و ما يسودها من قوانين و نزعة المبالغة عند الناس خلال نقل الأخبار و وأن يقيس المؤرخ الذي ينقل الأخبار عن الأعصر الماضية بالأخبار الحاضرة .. ( 8 )
الطارق : حسنا نكمل فصول الكتاب ..
ابن خلدون : حسنا .. ثالثا : الكتاب الأول في طبيعة العمران في الخليقة وما يعرض فيها من البدو والحضر والتغلب والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ونحوها ( 7 )
الطارق : وهو القسم الرئيسي للمقدمة ؟!
ابن خلدون : نعم .. وقد اهتممت بهذا الفصل لأن من أهم أسباب أخطاء المؤرخين نجمت عن عدم اهتمامهم بدراسة المجتمعات البشرية واستخلاص القوانين لها .... ( 9 )
وقد شمل هذا على ما يأتي :
1- تمهيد تكلمت فيه عن التاريخ وموضوعه وأسباب الخطأ في رواية حوادثه ..
2- وستة بحوث رئيسية أو أبواب تدرس ظواهر الاجتماعي الإنساني وهي :
الباب الأول : في العمران البشري على الجملة : ويشتمل على ست مقدمات : المقدمة الأولى في أن الاجتماع الإنساني ضرورة ، والمقدمة الثانية إلى الخامسة في بحوث جغرافية وأثر البيئة الجغرافية في ألوان البشر وأخلاقهم وطرق معاشهم ، والمقدمة السادسة في الوحي والرؤيا وفي أصناف المدركين للغيب من البشر بالفطرة أو الرياضة وفي حقيقة النبوة والرؤيا والكهانة والعرافين .. ( 7 )
الطارق : قد ذكرت في هذا الباب أن الاجتماع الإنساني ضرورة وأن الإنسان مدني بالطبع ؟!
ابن خلدون : نعم .. فضرورة الاجتماع ناتجة عن ضرورة التعاون بين الناس لتأمين حاجتي الغذاء والدفاع عن النفس ، فبالحصول عليهما تتم الحياة ويستمر البقاء وبدونهم تزول الحياة ويفنى البشر .. ( 10 )
الطارق : وقد تحدثت عن تأثير البيئة الجغرافية في شئون الاجتماع .. وقد أخذ عليك البعض مبالغتك لهذا التأثير ؟!
ابن خلدون : قد يختلف البعض معي في هذا الأمر .. وقد قد أكون بالغت في الأمر .. رغم هذا فإن للبيئة تأثير مهم في شئون الاجتماع .. ( 11 )
الطارق : حسنا .. نكمل بقية فصول المقدمة ..
ابن خلدون : حسنا ..الباب الثاني : في العمران البدوي والأمم المتوحشة والقبائل : ويشتمل على تسعة وعشرين فصلا فرعيا ، تشمل الفصول العشرة الأولى للشعوب البدوية ونشأتها بعض شئونها الاجتماعية وأصول المدنيات
وتعرض الفصول التسعة عشر الأخيرة لطائفة من نظم الحكم والسياسة المتعلقة بالشعوب البدوية وغيرها .. ( 7 )
الطارق : وقد ذكرت أن أحوال الأمم تتبدل وتتطور بتبدل الأعصار ؟1
ابن خلدون : نعم فالمجتمع كائن حي يتطور تدريجيا عبر مراحل النشوء والنمو والشباب ثم يميل إلى الكهولة والاضمحلال ، والمجتمع إبان تطوره يمر بطورين : الطور البدوي ، الطور الحضري ...
الطارق : وما الفرق بينهما ؟!
ابن خلدون : نعم البدو هم الذين يقتصرون على الضروريات في معيشتهم ويعجزون عما فوق ذلك من الكماليات ، أما الحضر فهم من تكون مكاسبهم أنمى وأرفه من أهل البدو لأن أحوالهم زائدة على الضرورة ومن ينعمن بالترف والكماليات فلذا فالعمران الحضري هو الامتداد الطبيعي للعمران البدوي .. ( 12 )
الطارق : وقد ذكرت عدة خصائص للعمران البدوي ؟!
ابن خلدون : نعم .. فأهم خاصية هي أنه أقدم من العمران الحضري كما أن أهل البدو اقرب للخير من أهل الحضر وأزهد نفسا وأشد شجاعة ويتميزون بالرحلة وعدم الاستقرار ..
ومن أهم مقوماتهم الأساسية هي العصبية وهي خاصة مميزة بالبدو ( 13 )
الطارق : حسنا نكمل مقدمتنا وفصولها .. ولكن ي الجزء السادس بإذن الله ..
-------
المصادر :
( 1 ) سلسلة المشاهير من علماء العرب والإسلام : ابن خلدون ص54 –56
( 2 ) عبقريات ابن خلدون : ص 74 ، 75
( 3 ) عبقريات ابن خلدون : ص 76 ، 77
( 4 ) عبقريات ابن خلدون : ص 107
( 5 ) عبقريات ابن خلدون : ص 108
( 6 ) المشاهير من علماء العرب والإسلام : ابن خلدون : ص 58
( 8 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 282- 285
( 9 ) دراسات غفي تاريخ الفلسفة العربية : ص 287
( 10 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 292
( 11 ) عبقريات ابن خلدون : ص 256
( 12 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 298 – 299
( 13 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 303 – 304