النعمان
31-05-2001, 01:32 AM
سئل الشيخ / سلمان العودة ....فاجاب وفقه الله ....
س. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فضيلة الشيخ الفاضل / سلمان بن فهد العودة وفقه الله إلى كل خير وطاعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
أولاً : جزاك الله خيراً على حرصك واهتمامك بأمور المسلمين ، وإني أشكرك بعد شكر الله عز وجل فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وقد لمست حرصك حفظك الله من ردك على رسالتي أكثر من مرة ولكن لم تصلك الرسالة كاملة .
ثانياً : أنا يا فضيلة الشيخ عشت طوال حياتي تقريباً في المنطقة الشرقية ، حيث منّ الله عليّ بصبحة رفقة صالحة – نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً – وذلك منذ بداية المرحلة الثانوية عام 1407هـ ، وتعلمت وتربيت على بعض الأساتذة من المربين الأفاضل في المنطقة فجزاهم الله عني كل خير وأجزل لهم المثوبة ، وكذلك من المشايخ الأفاضل الذين تعلمت منهم الكثير والكثير جداً ، وحصل لي بعض الظروف التي أجبرتني على الانسجاب من الجامعة والبحث عن العمل ولكن لم أنقطع عن الأعمال الدعوية مع الشباب والحمد لله ، حيث الزيارات الأخوية والتواصي على تدارس كتب العلماء وتدارس أحوال الواقع والجلسات الإيمانية والعلمية إضافة إلى التواصي على الأمور التربوية والدعوية ، وأوكل إليَّ الأخوة الإشراف على نشاط طلاب مرحلة متوسطة مع الاستمرار في باقي الأمور المتواصي عليها وإمامة أحد مساجد المنطقة ، وكانت لي بعض الكلمات اليومية في المسجد .
بحثت عن عمل وجاء نصيبي في جدة في إحدى الشركات فاضطررت إلى الانتقال لأن من الواجب عليَّ النفقة ، وتعرفت على أخوة أفاضل والحمد لله واستلمت إمامة وخطابة أحد الجوامع بجدة ، ولكن فقدت أشياء كثيرة وكثيرة جداً بهذا الانتقال سببت لي المشكلة التي ألخصها في النقاط التالية :
1. انقطعت عن المشايخ الفضلاء وبذلك عن المحاضرات التي تعودت عليها وكانت محاضرة كل أسبوع على الأقل الأمر الذي لا أجد منه إلا أقل من القليل في جدة.
2. انقطعت تلك الجلسات التي تنمي ثقافتنا وتربينا وتجعلنا نعيش بوعي في الواقع من حولنا .
3. انقطعت تلك الصفوة من الأخوة التي عشت معها طوال عمري في الدعوة والتربية.
4. واجهت فتن شتى في جدة من النساء الفاتنات اللاتي لا يتقين الله تعالى ، فلا أكاد أقف عند إشارة مرورية أشاهد امرأة متكشفة وذلك من كل جهة ، ولا أستطيع الذهاب إلى السوق إلا والتبرج والسفور هو العلامة البارزة فيه بل إن المنظر الغريب والغريب حقاً أن أرى امرأة لا أقول بكامل حجابها ولكن ساترة وجهها ، كثيراً ما شاهدت ما يقطع القلب ألما وحسرة من سفور النساء فأغلبهن ممن يلبسن البنطلون والقميص الذي يفصل كل عضو في جسدها ، والعباءة المفتوحة ذات الألوان الزاهية ، بل رأيت في المحلات فساتين جميلة فلما سألت البائع عنها قال لي هذه عباءة نسائية ، ويأتي في صلات التراويح عندنا في المسجد من النساء من هن بهذا الوصف لأن الأمر أصبح مألوفاً ومألوفاً جداً ، فلا تكاد تجد من ينكر هذا المنكر إلا من رحم الله ، بل ولما تكلمت مرة مع إحدى الأخوات العاملات في حقل الدعوة بعد اتصالها بي وطلبت منها أن تنبه الأخوات المصليات ، فوجئت بقولها إن هذا هو الطبع العادي في المنطقة بل إن أكثر من يحضر إلى حلقات تحفيظ القرآن بهذا الوصف ، وغير ذلك كثير جداً من فتن النساء وإن شئت أرسلت لك حفظك الله رسالة أشرح لك فيها مظاهر فتن النساء وسفورهن.
5. الأخوة الذين أعمل معهم في حقل الدعوة في جدة وجدت عندهم نوعاً من التساهل في قضية الصور والعلم الشرعي على سبيل المثال لا الحصر ، وقد وضعت في ذهني علامات استفهام عندما طُلب مني تقديم مسابقة على مجموعة من العاملين في حقل الدعوة ، فجهزت المسابقة وطلبت من البعض تجهيز بعض الكتب وهي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين رحمه الله ، وكذلك لمعة الاعتقاد ، والجواب الكافي للإمام ابن القيم رحمه الله وتفسير الإمام العلامة ابن سعدي رحمه الله ، وفوجئت أشد المفاجأة أن لمعة الاعتقاد لا يعرفه إلا شخص أو شخصين فقط والشرح الممتع أكثرهم لا يعرف أنه وصل إلى المجلد الثامن !!
هذا أبرز ما واجهني من مشاكل بعد انتقالي مع أني يا شيخ أعلم أن المؤمن الداعية يستفيد ويفيد في أي مكان كان ، ويعمل ولا ينظر إلى العقبات إلا لتجاوزها بل ويسعى في حلها ، ولكن النقلة الهائلة بهذه الصورة هي التي أوجدت عندي هذا الإشكال ، فما توجيهكم لي وفقكم الله . أخوكم سمير ج.
المكرم / الأخ سمير وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
تأملت في رسالتكم المعبرة عن نوع المعاناة التي تواجهونها بعد الانتقال إلى جدة والاختلاف الملحوظ بين البيئتين. وليس عليك أدني ملامة ، فإن الإنسان إذا اعتاد على شيء ثم انتقل إلى غيره يحتاج إلى وقت كي يتكيف مع هذا الوضع الجديد ، وخصوصاً إذا كان ما اعتاده أمراً حسناً طيباً . ولكن من المصلحة – فيما يبدو والله أعلم – أن ينتقل الإنسان ويجرب أكثر من نموذج ، وأكثر من بيئة ؛ لأن سنة الله في الحياة التغيّر والتبدل ، وإذا طال مكث الإنسان على حال ربما لم يستطع أن يفارقها ، ولو اضطر إلى ذلك لارتبك واضطرب ، أو فكر في الاعتزال ، أو تعرض لردود فعل غير متوقعة .
فاجعل من همك أن تتكيف مع الوضع الجديد . التكيف لا يعني الموافقة ، لكنه يعني التعامل معه من داخله ، وليس الهروب منه ، أو العجز عن معايشته .
واستخدام أسلوب طرح الأسئلة على نفسك . - هل يلزم أن يتعرف الجميع على لمعة الاعتقاد ؟ أو على الشرح الممتع ؟ يمكن أن يكونوا درسوا شيئاً آخر أفضل وأمتن ؟ - هل يوجد في بيئتك الجديدة أشياء فاضلة لا توجد في البيئة التي غادرتها ؟ أعتقد : نعم ، ولابد ، فتأمل هذه الأشياء واعمل على تثميرها وتنميتها واستحضارها حتى تعتدل الكفة عندك . - هل بعض هذه المشاعر السلبية التي تحس بها مرتبط بعواطف شخصية وذكريات جميلة؟ - اعتقد أيضاً : نعم . - فابحث إذاً عن النفوس الطيبة الصالحة واستفد منها واجعلها بديلاً مناسباً لما فقدت . - هل ثمت مشكلات أخرى طرأت عليك في جدة حيث منزلك الجديد . . لم تبح بها في الرسالة لاعتقادك أنه لا علاقة لها بالأمر ؟ كمشكلات في البيت أو في العمل أو . . ؟ - ربما … - فالمشكلات ، كما يقال : لا تأتي فرادى ، فاعمل على تذيلها وكن واقعياً منصفاً حليماً في تعاطيك معها . - ثم ما المانع من البحث عن فرص نشاط مكثف لك حيث تقيم تجعلك تشعر أنك انتقلت من مرحلة التلقي والتعلم إلى مرحلة العطاء والتعليم .
أوصيك أخي بالنظر بإيجابية إلى الواقع القريب منك ، حتى الظواهر السلبية فكّر كيف تغيرها أو تخفف منها واعتبر أنك أمام تجربة جديدة ستكون مفيدة لك تماماً إذا أحسنت التعامل معها.
وأكثر من الدعاء والتضرع بأن يعينك الله ، واستعينوا بالصبر والصلاة . تفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
س. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فضيلة الشيخ الفاضل / سلمان بن فهد العودة وفقه الله إلى كل خير وطاعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
أولاً : جزاك الله خيراً على حرصك واهتمامك بأمور المسلمين ، وإني أشكرك بعد شكر الله عز وجل فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وقد لمست حرصك حفظك الله من ردك على رسالتي أكثر من مرة ولكن لم تصلك الرسالة كاملة .
ثانياً : أنا يا فضيلة الشيخ عشت طوال حياتي تقريباً في المنطقة الشرقية ، حيث منّ الله عليّ بصبحة رفقة صالحة – نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً – وذلك منذ بداية المرحلة الثانوية عام 1407هـ ، وتعلمت وتربيت على بعض الأساتذة من المربين الأفاضل في المنطقة فجزاهم الله عني كل خير وأجزل لهم المثوبة ، وكذلك من المشايخ الأفاضل الذين تعلمت منهم الكثير والكثير جداً ، وحصل لي بعض الظروف التي أجبرتني على الانسجاب من الجامعة والبحث عن العمل ولكن لم أنقطع عن الأعمال الدعوية مع الشباب والحمد لله ، حيث الزيارات الأخوية والتواصي على تدارس كتب العلماء وتدارس أحوال الواقع والجلسات الإيمانية والعلمية إضافة إلى التواصي على الأمور التربوية والدعوية ، وأوكل إليَّ الأخوة الإشراف على نشاط طلاب مرحلة متوسطة مع الاستمرار في باقي الأمور المتواصي عليها وإمامة أحد مساجد المنطقة ، وكانت لي بعض الكلمات اليومية في المسجد .
بحثت عن عمل وجاء نصيبي في جدة في إحدى الشركات فاضطررت إلى الانتقال لأن من الواجب عليَّ النفقة ، وتعرفت على أخوة أفاضل والحمد لله واستلمت إمامة وخطابة أحد الجوامع بجدة ، ولكن فقدت أشياء كثيرة وكثيرة جداً بهذا الانتقال سببت لي المشكلة التي ألخصها في النقاط التالية :
1. انقطعت عن المشايخ الفضلاء وبذلك عن المحاضرات التي تعودت عليها وكانت محاضرة كل أسبوع على الأقل الأمر الذي لا أجد منه إلا أقل من القليل في جدة.
2. انقطعت تلك الجلسات التي تنمي ثقافتنا وتربينا وتجعلنا نعيش بوعي في الواقع من حولنا .
3. انقطعت تلك الصفوة من الأخوة التي عشت معها طوال عمري في الدعوة والتربية.
4. واجهت فتن شتى في جدة من النساء الفاتنات اللاتي لا يتقين الله تعالى ، فلا أكاد أقف عند إشارة مرورية أشاهد امرأة متكشفة وذلك من كل جهة ، ولا أستطيع الذهاب إلى السوق إلا والتبرج والسفور هو العلامة البارزة فيه بل إن المنظر الغريب والغريب حقاً أن أرى امرأة لا أقول بكامل حجابها ولكن ساترة وجهها ، كثيراً ما شاهدت ما يقطع القلب ألما وحسرة من سفور النساء فأغلبهن ممن يلبسن البنطلون والقميص الذي يفصل كل عضو في جسدها ، والعباءة المفتوحة ذات الألوان الزاهية ، بل رأيت في المحلات فساتين جميلة فلما سألت البائع عنها قال لي هذه عباءة نسائية ، ويأتي في صلات التراويح عندنا في المسجد من النساء من هن بهذا الوصف لأن الأمر أصبح مألوفاً ومألوفاً جداً ، فلا تكاد تجد من ينكر هذا المنكر إلا من رحم الله ، بل ولما تكلمت مرة مع إحدى الأخوات العاملات في حقل الدعوة بعد اتصالها بي وطلبت منها أن تنبه الأخوات المصليات ، فوجئت بقولها إن هذا هو الطبع العادي في المنطقة بل إن أكثر من يحضر إلى حلقات تحفيظ القرآن بهذا الوصف ، وغير ذلك كثير جداً من فتن النساء وإن شئت أرسلت لك حفظك الله رسالة أشرح لك فيها مظاهر فتن النساء وسفورهن.
5. الأخوة الذين أعمل معهم في حقل الدعوة في جدة وجدت عندهم نوعاً من التساهل في قضية الصور والعلم الشرعي على سبيل المثال لا الحصر ، وقد وضعت في ذهني علامات استفهام عندما طُلب مني تقديم مسابقة على مجموعة من العاملين في حقل الدعوة ، فجهزت المسابقة وطلبت من البعض تجهيز بعض الكتب وهي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين رحمه الله ، وكذلك لمعة الاعتقاد ، والجواب الكافي للإمام ابن القيم رحمه الله وتفسير الإمام العلامة ابن سعدي رحمه الله ، وفوجئت أشد المفاجأة أن لمعة الاعتقاد لا يعرفه إلا شخص أو شخصين فقط والشرح الممتع أكثرهم لا يعرف أنه وصل إلى المجلد الثامن !!
هذا أبرز ما واجهني من مشاكل بعد انتقالي مع أني يا شيخ أعلم أن المؤمن الداعية يستفيد ويفيد في أي مكان كان ، ويعمل ولا ينظر إلى العقبات إلا لتجاوزها بل ويسعى في حلها ، ولكن النقلة الهائلة بهذه الصورة هي التي أوجدت عندي هذا الإشكال ، فما توجيهكم لي وفقكم الله . أخوكم سمير ج.
المكرم / الأخ سمير وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
تأملت في رسالتكم المعبرة عن نوع المعاناة التي تواجهونها بعد الانتقال إلى جدة والاختلاف الملحوظ بين البيئتين. وليس عليك أدني ملامة ، فإن الإنسان إذا اعتاد على شيء ثم انتقل إلى غيره يحتاج إلى وقت كي يتكيف مع هذا الوضع الجديد ، وخصوصاً إذا كان ما اعتاده أمراً حسناً طيباً . ولكن من المصلحة – فيما يبدو والله أعلم – أن ينتقل الإنسان ويجرب أكثر من نموذج ، وأكثر من بيئة ؛ لأن سنة الله في الحياة التغيّر والتبدل ، وإذا طال مكث الإنسان على حال ربما لم يستطع أن يفارقها ، ولو اضطر إلى ذلك لارتبك واضطرب ، أو فكر في الاعتزال ، أو تعرض لردود فعل غير متوقعة .
فاجعل من همك أن تتكيف مع الوضع الجديد . التكيف لا يعني الموافقة ، لكنه يعني التعامل معه من داخله ، وليس الهروب منه ، أو العجز عن معايشته .
واستخدام أسلوب طرح الأسئلة على نفسك . - هل يلزم أن يتعرف الجميع على لمعة الاعتقاد ؟ أو على الشرح الممتع ؟ يمكن أن يكونوا درسوا شيئاً آخر أفضل وأمتن ؟ - هل يوجد في بيئتك الجديدة أشياء فاضلة لا توجد في البيئة التي غادرتها ؟ أعتقد : نعم ، ولابد ، فتأمل هذه الأشياء واعمل على تثميرها وتنميتها واستحضارها حتى تعتدل الكفة عندك . - هل بعض هذه المشاعر السلبية التي تحس بها مرتبط بعواطف شخصية وذكريات جميلة؟ - اعتقد أيضاً : نعم . - فابحث إذاً عن النفوس الطيبة الصالحة واستفد منها واجعلها بديلاً مناسباً لما فقدت . - هل ثمت مشكلات أخرى طرأت عليك في جدة حيث منزلك الجديد . . لم تبح بها في الرسالة لاعتقادك أنه لا علاقة لها بالأمر ؟ كمشكلات في البيت أو في العمل أو . . ؟ - ربما … - فالمشكلات ، كما يقال : لا تأتي فرادى ، فاعمل على تذيلها وكن واقعياً منصفاً حليماً في تعاطيك معها . - ثم ما المانع من البحث عن فرص نشاط مكثف لك حيث تقيم تجعلك تشعر أنك انتقلت من مرحلة التلقي والتعلم إلى مرحلة العطاء والتعليم .
أوصيك أخي بالنظر بإيجابية إلى الواقع القريب منك ، حتى الظواهر السلبية فكّر كيف تغيرها أو تخفف منها واعتبر أنك أمام تجربة جديدة ستكون مفيدة لك تماماً إذا أحسنت التعامل معها.
وأكثر من الدعاء والتضرع بأن يعينك الله ، واستعينوا بالصبر والصلاة . تفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .