بو عبدالرحمن
31-05-2001, 10:09 AM
-
رابط الحلقة السابقة ، لمن لم يطلع عليها :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=37214
أيها الناس .. يا أهل العقول .. يا أهل القلوب ..!!
اذكروا الأم بالإحسان إليها .. لا بمجرد الثناء المجرد عليها ..
اذكروها بالحب لها .. لا بمجرد كلمات الإعجاب العابرة فيها ..
اذكروها إذا قرأتم عن رحمة الله سبحانه ..فلعل تذكركم لها ، يقرب إليكم الصورة قليلاً ، فتدركوا أن رحمة الله فوق ما يصف الواصفون ..
اذكروا هذه الأم العظيمة ، مع كل شدة تصيب الناس ، فقد حملتموها أثقالاً من الآلام تنوء عنها الجبال ، فقابلتكم بقلبها الكبير بقناطير مقنطرة من ألوان الحب والحنان والعطف ، تعجز عن تسجيل حسناته الملائكة إلا إذا علمها الله سبحانه كيف تسجلها .. ..
اذكروها بقلوب دامية ، وعيون دامعة ، وألسنة داعية ، فطالما أدميتم قلبها المتلألئ ،
وعصرتم دمعها الهطال ، وأطلقتم لسانها بسيل من الدعاء لكم .. وأنتم الذين جرحتم مشاعرها ، وأدميتم قلبها .. !!
اذكروها بقلوب ترجف حنانا .. وأرواح تهتز حياء ..
فطالما أبكيتموها في ليال طويلة ، وهي ساهرة على رؤوسكم تمرضكم ،
وطالما تضرعت بكلية قلبها بين يدي ربها :
أن يحفظكم ويرعاكم ، ويكون في عونكم ويلطف بكم ، ويفتح لكم كل باب مغلق ، وأن يرفع عنكم كل هم وغم ….
ثم تأخذ في البكاء أن لا يرد ربها دعواتها من أجلكم _ وأنتم الذين فعلتم بها ما فعلتم _ .. !
اذكروا هذه الإنسانة العظيمة ..
اذكروا أمهاتكم أيها العقلاء ..فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟؟
لقد وصاك الله بها وصية خاصة فقال : ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن ،
وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير )
وحذرك أشد التحذير من مجرد إيذاء مشاعرها بأقل كلمة يمكن أن تقال ..
( فلا تقل لهما أفٍ … ولا تنهرهما .. وقل لهما قولاً كريما )
قال علماؤنا : لو كان هناك كلمة أقل من هذه الكلمة ( أف ) لذكرها القرآن ..!
وفي الحديث الشريف سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك ؟ قال : ثم من ؟ قال : أمك ؟ قال : ثم من ؟ قال : أمك ؟
قال : ثم من ؟ قال : أبوك .
أيها العاقل اينما كنت .. أيها المسلم من باب أولى ..
اعمل عملك ، واجهد جهدك ، واتعب تعبك ..
واشرع منذ الآن لتقرع أبواب الجنة من خلال أعمال متنوعة تراها عيون الدنيا ،
أعمال ملموسة مستمرة تقدمها من أجل هذه الإنسانة العظيمة ، التي تستحق منك أن تتعب من أجلها ..
ها أنا أضع بين يديك برنامجا مقترحا مبسطا ميسورا ..
وعليك أن تضيف عليه ( ألوانا أخرى ) من الأعمال ، تطيّب بها هذا القلب الكبير ..
برمج يومك منذ أن تفتح عينيك ،
ولسانك يلهج بحمد ربك أن أعطاك فرصة جديدة للحياة على هذه الأرض ، لتعمل عملك فيها ،
من أجل أن تهيئ لنفسك منزلا عند مليك مقتدر ..
مختصر القصة في هذا البرنامج ، والقول الجامع فيه :
( أن تعمل كل شيء_ مشروع _ مهما كان صغيرا ، تافها في نظرك ..
ترى أنه سيدخل السرور والمسرة والحبور إلى قلب أمك .. )
** منذ اليوم لا تجوّز لنفسك ألبته أن تخرج من بيتك قبل أن تطبع على جبينها قبلة الصباح ..!
أهذه صعبة على نفسك لأنك لم تعتدها ؟
تذكر إذن .. كم قبلت المسكينة جسمك كله طولا وعرضا ، ليلا ونهارا ..!
** قبل أن تخرج من بيتك إلى عملك أو مدرستك..
احرص على أن تطلب منها الدعاء لك بظهر الغيب _ كلما خرجت _ .. أشعرها أن يومك سيطيب ، بسبب دعائها لك ..!
** قبل أن تخرج من بيتك . احرص على أن ترسم على وجهها الطيب ابتسامة رضى عريضة ، وأنت تودعها بفيض حب ملحوظ ..
** قبل أن تخرج سلها في حنو عن كانت ترغب في شيء ما ، أثناء عودتك ..
** أثناء غيابك في عملك .. ما يضيرك أن تتصل بها لتطمئن عليها ، وتسأل عنها ، وتطرفها ببعض طرائفك …!!
ألا تفعل ذلك في كثير من الأحيان مع زوجك !!؟
** أتعجز أن تحمل إليها في طريقك شيئا بسيطا مما تجود به نفسك ، تقول لها :
تذكرت أنك تحبين الشيء الفلاني فجلبته لك قبل أن تطلبي ..!! أو نحو هذا ..
** إذا ما عدت إلى بيتك . ومهما كنت مكدودا .. لا تنس أن تقابل هذا الوجه الحبيب بالابتسام والود والإشراق …
دع همومك خارج بيتك ، بل ارمها خلف ظهرك لاسيما إذا لقيت أمك الحبيبة .. لا تحملها هما جديدا حين تراك مهموما ..
** ماذا يضيرك عند عودتك أن تبادر إلى طبع قبلة على جبينها ورأسها ويدها ..؟
** اعزم عزما أكيدا على أن لا تريها منك تكشيرة ،أو عبوسا ،أو تجهما ،أو غضبا
** احرص الحرص كله على أن تبقى معها عسلا مصفى ، لأنها عسلك المصفى ..!
** سل عنها دائما بلهفة المشتاق كلما غابت عنك ولو ساعة من نهار ..وهرول إليها ،
وسارع نحوها ، إذا ما أقبلت بعد غياب مهما كان قصيرا .. هرول إليها هرولة المشتاق إلى الحبيب العائد من سفر طويل ، يتلقاه في فرح …!
** أرها منك طاعة العبد لسيده الذي يحبه …_ في غير معصية لله _
** ارفق بها في كل كلمة توجهها إليها ، فطالما رفقت بك ، يوم كنت شقيا تخمش بيديك في وجهها الطيب كالقطة ..!
** راعها مراعاة من يخاف أن يفقدها ، فطالما كانت تراعيك حتى على نفسها ..
** أعطها من فضل الله الذي أعطاك ، لا تنس نصيبها وأنت تقبض راتبك ..
** اجهد جهدك أن تقدم إليها كل صور الإحسان التي تستطيعها …ابتكر ألوانا من صور الإحسان إليها ..
قدم إليها الهدية في إثر الهدية بمناسبة وبلا مناسبة ..
** احرص على ان تجعل كل ساعاتها أعياد .. فلعل دعوة خالصة من قلبها من أجلك تقفز بك إلى الفردوس رأساً ..! فهل هذا قليل .؟
** احرص على أن تدخل البهجة والسرور والحبور إلى نفسها ، ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وعند كل فرصة متاحة ….
** اشعر الجميع من حولك أنها ملكة متوجة ذات مكانة خاصة متميزة عندك ،
لا يشاركها في قلبك أحد ممن حولك .. بل أشعرها هي ابتداء بذلك ..
** كن محاميها الخاص ، المدافع عنها ، المنافح عنها .. !!
** حدثها في أدب جم ، وتخشع واضح ، وإجلال وذوق ..
** إذا ما رأيت خطأ منها ، أو تصرفا لا ترضاه منها ، فلمّح لها في ود ،
واضرب لها الأمثلة من بعيد ، وقص عليها ما يشير إلى ذلك الخطأ وصوابه ..
** إياك أن تجرح هذا القلب الكبير ، فيكفي ما صنعته يداك معها ، مما أدمى فؤادها
** هل تستطيع أن تلقمها بيدك لقيمات وأنت إلى جانبها على المائدة ؟؟
لا تستطيع !!؟ عجبا لك ، أنسيت أنها طالما أطعمتك بيديها ، وأسقتك براحتيها و….و….و…… بيديها كذلك !!
( أحسبك تفهمني ماذا أعني هنا !!! ) فلماذا تتكبر اليوم أن تناولها لقمة بيدك !؟ قد ترفض هي ، لا بأس المهم أن تحاول ..
** اسهر على رأسها إذا لزمت فراشها ، والهج وأنت بقربها بألوان من الدعاء لها ..
** تشجع وتقدّم لتمسد رجليها في حب وحنان .. تعطف معها ولن واخضع وتخشع ،
وأرها ألوانا من صور الإكرام ، التي تهز قلبها وقلبك معاً ..!
** ضع بين يديها شريطا نافعا __ حببها فيه أولا _ حببها إلى دروس العلم والمشاركة فيها ،
حبب إليها أن تستمع إلى صفحات تقرأها عليها ( أركز هنا على أن تحببها أولا ) ..
** كن مستعدا لنقلها إلى حيث تشاء ، طالما أن ذلك لا يشكل مخالفة شرعية ..
** وكما بدأت يومك بالابتسامة وقبلة الصباح ، انهي يومك بمثل ما بدأته : قبلة وابتسامة ودعابة ودعاء ..
هذه بعض الأعمال المقترحة ، ولن يعجزك أن تولد صورا أخرى كثيرة على هذه الشاكلة ..
ولا تحتقرن شيئا من المعروف تقدمه لهذا القلب الكبير ، فرب عمل صغير في عينيك ، يكون عظيما في نفسها ، وعند الله تعالى ..
أقسم غير حانث ..
أن أحد الشباب _ بعد أن كان شقيا مع أمه ، متعبا لها _ انقلب ليؤدي إليها ألوانا من الطاعة
_ على ضوء البرنامج السابق وزيادة عليه _ وشجع أخوته لينافسوه في ذلك .. يقول : ودخلت يوما عليها فوجدتها تبكي ،
وهالني ما رأيت ، وجلست استرضيها فما راعني إلا أنها قالت لي : الآن شعرت أنني أنجبت أناسا …!
قلت لها باسما : فماذا كنا قبل ذلك ؟ ابتسمت من وراء دموعها وقالت : كنتم .. كنتم ….لن أقول ..!
فألححت عليها باسما ، فقالت : لم تكونوا سوى حيوانات تأكل وترب وتستمع ولا تعرف حقا لأحد ..!
قلت : بل كنا أسوأ منها يا أماه ....!!
من هنا أقول :
إنني كفيل لك أيها القارئ العزيز .. إذا أنت شمرت لتنفذ ما اقترحناه عليك ،
وتضيف عليه ما تستطيع ، كفيل بحدوث انقلاب هائل تجد ثمرته عيانا بيانا ..
انقلاب هائل في حياتك وحياتها معاً .. وجرب ولن تخسر شيئا ..!
ويبقى سطر في الختام ..
إذا لم تعمل عملك في حياتك معها ، مكافأة لإحسانها لك ..
فاعمل عملك معها على اعتبار أنها جواز مرورك لتحصيل مرضاة الله عليك..
وعلى اعتبار أن رضاها من رضا الله سبحانه وتعالى ..
بل إني أهمس في أذنك ..بقاعدة احفظها عني ..
إذا لم تبر والديك الآن ، فإن الله سيسلط عليك من أبنائك في مستقبل الأيام من يريك العجائب وأخواتها من أفانين العقوق !!
فارحم نفسك ابتداء إن كنت ذا عقل ..!
برهما أحسن وأروع صور البر ، لعل الله سبحانه ، يسخر لك من يعرف حقك ، ويقوم بواجبه معك ، حين تبلغ من العمر عتيا ..
فكما تدين تدان ،وبالكأس الذي تسقي ، سوف تسقى..واحدة بواحة والبادئ أظلم !
في الختام تذكر أن رسولك الكريم قد أخبر أن من أحب الأعمال عند الله تعالى ، إدخال السرور إلى قلب مسلم ..
فبالله عليك : كيف إذا كان هذا المسلم هو أمك التي أضناها التعب من أجلك ؟؟
إن أجرا عظيما ينتظرك ، قد تفاجأ به يوم تلقى الله إذا أنت أحسنت بر والديك ..
ألا سلام عليك أيتها الأم في الأولين .. وسلام عليك في الآخرين ..
وسلام عليك يوم الدين .. ورحمة الله تغشاك كل وقت وحين ..
بقيت حلقة الختام فقط … تابعونا يرحم الله أمهاتكم وآباءكم أحياء وأمواتا
رابط الحلقة السابقة ، لمن لم يطلع عليها :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=37214
أيها الناس .. يا أهل العقول .. يا أهل القلوب ..!!
اذكروا الأم بالإحسان إليها .. لا بمجرد الثناء المجرد عليها ..
اذكروها بالحب لها .. لا بمجرد كلمات الإعجاب العابرة فيها ..
اذكروها إذا قرأتم عن رحمة الله سبحانه ..فلعل تذكركم لها ، يقرب إليكم الصورة قليلاً ، فتدركوا أن رحمة الله فوق ما يصف الواصفون ..
اذكروا هذه الأم العظيمة ، مع كل شدة تصيب الناس ، فقد حملتموها أثقالاً من الآلام تنوء عنها الجبال ، فقابلتكم بقلبها الكبير بقناطير مقنطرة من ألوان الحب والحنان والعطف ، تعجز عن تسجيل حسناته الملائكة إلا إذا علمها الله سبحانه كيف تسجلها .. ..
اذكروها بقلوب دامية ، وعيون دامعة ، وألسنة داعية ، فطالما أدميتم قلبها المتلألئ ،
وعصرتم دمعها الهطال ، وأطلقتم لسانها بسيل من الدعاء لكم .. وأنتم الذين جرحتم مشاعرها ، وأدميتم قلبها .. !!
اذكروها بقلوب ترجف حنانا .. وأرواح تهتز حياء ..
فطالما أبكيتموها في ليال طويلة ، وهي ساهرة على رؤوسكم تمرضكم ،
وطالما تضرعت بكلية قلبها بين يدي ربها :
أن يحفظكم ويرعاكم ، ويكون في عونكم ويلطف بكم ، ويفتح لكم كل باب مغلق ، وأن يرفع عنكم كل هم وغم ….
ثم تأخذ في البكاء أن لا يرد ربها دعواتها من أجلكم _ وأنتم الذين فعلتم بها ما فعلتم _ .. !
اذكروا هذه الإنسانة العظيمة ..
اذكروا أمهاتكم أيها العقلاء ..فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟؟
لقد وصاك الله بها وصية خاصة فقال : ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن ،
وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير )
وحذرك أشد التحذير من مجرد إيذاء مشاعرها بأقل كلمة يمكن أن تقال ..
( فلا تقل لهما أفٍ … ولا تنهرهما .. وقل لهما قولاً كريما )
قال علماؤنا : لو كان هناك كلمة أقل من هذه الكلمة ( أف ) لذكرها القرآن ..!
وفي الحديث الشريف سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك ؟ قال : ثم من ؟ قال : أمك ؟ قال : ثم من ؟ قال : أمك ؟
قال : ثم من ؟ قال : أبوك .
أيها العاقل اينما كنت .. أيها المسلم من باب أولى ..
اعمل عملك ، واجهد جهدك ، واتعب تعبك ..
واشرع منذ الآن لتقرع أبواب الجنة من خلال أعمال متنوعة تراها عيون الدنيا ،
أعمال ملموسة مستمرة تقدمها من أجل هذه الإنسانة العظيمة ، التي تستحق منك أن تتعب من أجلها ..
ها أنا أضع بين يديك برنامجا مقترحا مبسطا ميسورا ..
وعليك أن تضيف عليه ( ألوانا أخرى ) من الأعمال ، تطيّب بها هذا القلب الكبير ..
برمج يومك منذ أن تفتح عينيك ،
ولسانك يلهج بحمد ربك أن أعطاك فرصة جديدة للحياة على هذه الأرض ، لتعمل عملك فيها ،
من أجل أن تهيئ لنفسك منزلا عند مليك مقتدر ..
مختصر القصة في هذا البرنامج ، والقول الجامع فيه :
( أن تعمل كل شيء_ مشروع _ مهما كان صغيرا ، تافها في نظرك ..
ترى أنه سيدخل السرور والمسرة والحبور إلى قلب أمك .. )
** منذ اليوم لا تجوّز لنفسك ألبته أن تخرج من بيتك قبل أن تطبع على جبينها قبلة الصباح ..!
أهذه صعبة على نفسك لأنك لم تعتدها ؟
تذكر إذن .. كم قبلت المسكينة جسمك كله طولا وعرضا ، ليلا ونهارا ..!
** قبل أن تخرج من بيتك إلى عملك أو مدرستك..
احرص على أن تطلب منها الدعاء لك بظهر الغيب _ كلما خرجت _ .. أشعرها أن يومك سيطيب ، بسبب دعائها لك ..!
** قبل أن تخرج من بيتك . احرص على أن ترسم على وجهها الطيب ابتسامة رضى عريضة ، وأنت تودعها بفيض حب ملحوظ ..
** قبل أن تخرج سلها في حنو عن كانت ترغب في شيء ما ، أثناء عودتك ..
** أثناء غيابك في عملك .. ما يضيرك أن تتصل بها لتطمئن عليها ، وتسأل عنها ، وتطرفها ببعض طرائفك …!!
ألا تفعل ذلك في كثير من الأحيان مع زوجك !!؟
** أتعجز أن تحمل إليها في طريقك شيئا بسيطا مما تجود به نفسك ، تقول لها :
تذكرت أنك تحبين الشيء الفلاني فجلبته لك قبل أن تطلبي ..!! أو نحو هذا ..
** إذا ما عدت إلى بيتك . ومهما كنت مكدودا .. لا تنس أن تقابل هذا الوجه الحبيب بالابتسام والود والإشراق …
دع همومك خارج بيتك ، بل ارمها خلف ظهرك لاسيما إذا لقيت أمك الحبيبة .. لا تحملها هما جديدا حين تراك مهموما ..
** ماذا يضيرك عند عودتك أن تبادر إلى طبع قبلة على جبينها ورأسها ويدها ..؟
** اعزم عزما أكيدا على أن لا تريها منك تكشيرة ،أو عبوسا ،أو تجهما ،أو غضبا
** احرص الحرص كله على أن تبقى معها عسلا مصفى ، لأنها عسلك المصفى ..!
** سل عنها دائما بلهفة المشتاق كلما غابت عنك ولو ساعة من نهار ..وهرول إليها ،
وسارع نحوها ، إذا ما أقبلت بعد غياب مهما كان قصيرا .. هرول إليها هرولة المشتاق إلى الحبيب العائد من سفر طويل ، يتلقاه في فرح …!
** أرها منك طاعة العبد لسيده الذي يحبه …_ في غير معصية لله _
** ارفق بها في كل كلمة توجهها إليها ، فطالما رفقت بك ، يوم كنت شقيا تخمش بيديك في وجهها الطيب كالقطة ..!
** راعها مراعاة من يخاف أن يفقدها ، فطالما كانت تراعيك حتى على نفسها ..
** أعطها من فضل الله الذي أعطاك ، لا تنس نصيبها وأنت تقبض راتبك ..
** اجهد جهدك أن تقدم إليها كل صور الإحسان التي تستطيعها …ابتكر ألوانا من صور الإحسان إليها ..
قدم إليها الهدية في إثر الهدية بمناسبة وبلا مناسبة ..
** احرص على ان تجعل كل ساعاتها أعياد .. فلعل دعوة خالصة من قلبها من أجلك تقفز بك إلى الفردوس رأساً ..! فهل هذا قليل .؟
** احرص على أن تدخل البهجة والسرور والحبور إلى نفسها ، ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وعند كل فرصة متاحة ….
** اشعر الجميع من حولك أنها ملكة متوجة ذات مكانة خاصة متميزة عندك ،
لا يشاركها في قلبك أحد ممن حولك .. بل أشعرها هي ابتداء بذلك ..
** كن محاميها الخاص ، المدافع عنها ، المنافح عنها .. !!
** حدثها في أدب جم ، وتخشع واضح ، وإجلال وذوق ..
** إذا ما رأيت خطأ منها ، أو تصرفا لا ترضاه منها ، فلمّح لها في ود ،
واضرب لها الأمثلة من بعيد ، وقص عليها ما يشير إلى ذلك الخطأ وصوابه ..
** إياك أن تجرح هذا القلب الكبير ، فيكفي ما صنعته يداك معها ، مما أدمى فؤادها
** هل تستطيع أن تلقمها بيدك لقيمات وأنت إلى جانبها على المائدة ؟؟
لا تستطيع !!؟ عجبا لك ، أنسيت أنها طالما أطعمتك بيديها ، وأسقتك براحتيها و….و….و…… بيديها كذلك !!
( أحسبك تفهمني ماذا أعني هنا !!! ) فلماذا تتكبر اليوم أن تناولها لقمة بيدك !؟ قد ترفض هي ، لا بأس المهم أن تحاول ..
** اسهر على رأسها إذا لزمت فراشها ، والهج وأنت بقربها بألوان من الدعاء لها ..
** تشجع وتقدّم لتمسد رجليها في حب وحنان .. تعطف معها ولن واخضع وتخشع ،
وأرها ألوانا من صور الإكرام ، التي تهز قلبها وقلبك معاً ..!
** ضع بين يديها شريطا نافعا __ حببها فيه أولا _ حببها إلى دروس العلم والمشاركة فيها ،
حبب إليها أن تستمع إلى صفحات تقرأها عليها ( أركز هنا على أن تحببها أولا ) ..
** كن مستعدا لنقلها إلى حيث تشاء ، طالما أن ذلك لا يشكل مخالفة شرعية ..
** وكما بدأت يومك بالابتسامة وقبلة الصباح ، انهي يومك بمثل ما بدأته : قبلة وابتسامة ودعابة ودعاء ..
هذه بعض الأعمال المقترحة ، ولن يعجزك أن تولد صورا أخرى كثيرة على هذه الشاكلة ..
ولا تحتقرن شيئا من المعروف تقدمه لهذا القلب الكبير ، فرب عمل صغير في عينيك ، يكون عظيما في نفسها ، وعند الله تعالى ..
أقسم غير حانث ..
أن أحد الشباب _ بعد أن كان شقيا مع أمه ، متعبا لها _ انقلب ليؤدي إليها ألوانا من الطاعة
_ على ضوء البرنامج السابق وزيادة عليه _ وشجع أخوته لينافسوه في ذلك .. يقول : ودخلت يوما عليها فوجدتها تبكي ،
وهالني ما رأيت ، وجلست استرضيها فما راعني إلا أنها قالت لي : الآن شعرت أنني أنجبت أناسا …!
قلت لها باسما : فماذا كنا قبل ذلك ؟ ابتسمت من وراء دموعها وقالت : كنتم .. كنتم ….لن أقول ..!
فألححت عليها باسما ، فقالت : لم تكونوا سوى حيوانات تأكل وترب وتستمع ولا تعرف حقا لأحد ..!
قلت : بل كنا أسوأ منها يا أماه ....!!
من هنا أقول :
إنني كفيل لك أيها القارئ العزيز .. إذا أنت شمرت لتنفذ ما اقترحناه عليك ،
وتضيف عليه ما تستطيع ، كفيل بحدوث انقلاب هائل تجد ثمرته عيانا بيانا ..
انقلاب هائل في حياتك وحياتها معاً .. وجرب ولن تخسر شيئا ..!
ويبقى سطر في الختام ..
إذا لم تعمل عملك في حياتك معها ، مكافأة لإحسانها لك ..
فاعمل عملك معها على اعتبار أنها جواز مرورك لتحصيل مرضاة الله عليك..
وعلى اعتبار أن رضاها من رضا الله سبحانه وتعالى ..
بل إني أهمس في أذنك ..بقاعدة احفظها عني ..
إذا لم تبر والديك الآن ، فإن الله سيسلط عليك من أبنائك في مستقبل الأيام من يريك العجائب وأخواتها من أفانين العقوق !!
فارحم نفسك ابتداء إن كنت ذا عقل ..!
برهما أحسن وأروع صور البر ، لعل الله سبحانه ، يسخر لك من يعرف حقك ، ويقوم بواجبه معك ، حين تبلغ من العمر عتيا ..
فكما تدين تدان ،وبالكأس الذي تسقي ، سوف تسقى..واحدة بواحة والبادئ أظلم !
في الختام تذكر أن رسولك الكريم قد أخبر أن من أحب الأعمال عند الله تعالى ، إدخال السرور إلى قلب مسلم ..
فبالله عليك : كيف إذا كان هذا المسلم هو أمك التي أضناها التعب من أجلك ؟؟
إن أجرا عظيما ينتظرك ، قد تفاجأ به يوم تلقى الله إذا أنت أحسنت بر والديك ..
ألا سلام عليك أيتها الأم في الأولين .. وسلام عليك في الآخرين ..
وسلام عليك يوم الدين .. ورحمة الله تغشاك كل وقت وحين ..
بقيت حلقة الختام فقط … تابعونا يرحم الله أمهاتكم وآباءكم أحياء وأمواتا