View Full Version : ( صلاة خارج الكرة الأرضية ...!! )
بو عبدالرحمن
10-07-2001, 06:03 PM
-
هذا موضوع ، أحسبه سينال إعجابكم ، ويحظى برضاكم ،
وأحسبكم ستجدون فيه ما يثلج قلوبكم ، وتقر به عيونكم ،
وأسأل الله أن ينفعكم به ، وترون أثره وبركته حين يقوم كل منكم بين يدي الله عز وجل للصلاة ..
فإذا أنت تعيش حالة روحية فريدة تهز قلبك هزا ..
فأرجو أن تقرأ هذا الموضوع بتدبر وعناية وتركيز ..
واحتسب هذه الدقائق لله سبحانه ، فإني على ثقة أنك ستخرج منها بغنيمة باردة ، ، وأجر وافر ، وزاد عظيم
بل إني أتوقع أن تجد لذة خاصة للصلاة إذا قمت إليها بين يدي مولاك سبحانه ..
لأنك ستجد نفسك ( لأول مرة ) خارج الكرة الأرضية .. تنظر إلى الدنيا من بعيد جدا ، فلا تراها ، مهما حاولت أن تحدق !!
وإليك الموضوع فأجمع قلبك خلال قراءته ، وانظر أثره في نفسك للتو..
واحتفظ به وعاود النظر إليه بين الحين والحين ..
وتذكر هذه المعاني وأنت تقف بين يدي الله سبحانه .. دعواتي لكم بالتوفيق .
.. أفضل أن تصور الموضوع أولاً ، لتقرأه من ورقة بين يديك ..
وليتك تعاونني على نشره وتوزيعه ما استطعت إلى ذلك سبيلا ..
لتكون شريكا معي في الأجر .. فالدال على الخير كفاعله ..
- - - -
الموضوع في مكان التعقيب .. فاربط الحزام جيداً ..:)
فإنك توشك أن تغادر مجال الكرة الأرضية كلها ..
بو عبدالرحمن
10-07-2001, 06:04 PM
-
قال الشيخ الجليل _ وهو يحدثنا عن بعض ذكرياته _ :
تعرفت على شاب في أول طلبي للعلم .. كان له بالغ الأثر على نفسي ..
كانت معرفتي بهذا الشاب رحمه الله أن حدثني يوماً حديثاً أخذ بمجامع قلبي كله ، فعلى كثرة ما سمعت من هنا وهناك ، وعلى كثرة ما قرأت ، غير أني لم يشدني شيء مثلما شدني هذا الشاب يومها ..
أقبل عليّ وأنا جالس في ركن من أركان المسجد ، وكانت معرفتي به لا تزال في بداياتها ، وجلس إليّ بعد أن ألقى السلام ، وتجاذبنا أطراف الحديث ، ثم قال :
قرأت حديثاً شريفاً يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من توضأ وضوءاً صحيحاً ، ثم صلى في خشوع وخضوع ، غُفر له ما تقدّم من ذنبه .. بادرت أقول له : أحفظ هذا الحديث بسنده ..! ..
فابتسـم ثم قال : اسرده عليّ فكلماته تشرح نفسها ، وتفيض بمعانيها .
قلت كأنما أقرأ من كتاب : عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها ، وركوعها ، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، ما لم تؤت كبيرة ،وذلك الدهر كله ) رواه مسلم .
تهلل وجه صاحبي وهو يقول :
أحسنت ، أحسنت بارك الله فيك .. ثم قال : حين قرأت هذا الحديث جمعت أمري مع نفسي على أن أحقق ذلك بتمامه ، لاسيما ونحن في شهر مبارك له مزية خاصة ، وفيه نفحات ربانية كثيرة _ كنا في العشر الأوائل من شهر رمضان _
قال : ما إن انقدحت هذه النية في قلبي بقوة ، حتى استشعرت أن فجراً رائعاً قد أشرق في شغاف قلبي ، فقلت في نفسي : هذه الأولى ، وما أحلى وأروع هذه البشرى .. إنه إحساس عجيب بأن إضاءة واضحة قد حدثت ،لمجرد النية الصادقة ، فاهتز لهذه الملاحظة قلبي ، وتهللت معها روحي ..
وفي أثناء غسل أعضائي بماء الوضوء ، حدث شيء عجيب آخر :
لقد انثالت على عقلي أحاديث كثيرة في فضل الوضوء ، مثل الحديث المشهور :
( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات ، هل يبقى من درنه ( أي وسخه وقذره ) شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء . قال : فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الخطايا ) .. وأحاديث أخرى ..
فما راعني _ لحظتها إلاّ وأنا أستشعر شعوراً حقيقياً قوياً لا أعرف كيف أعبر لك عنه ، شعرت أنني لا أغتسل بماء الناس العادي ، الذي يعرفونه ، ولكنني هذه المرة أغسل أعضائي بالنور ، بالنور الخالص مباشرة ..!
ولذا فقد كنت أشعر شعوراً عجيباً أن قلبي _ لحظتها _ كان يغتسل غسلاً شديداً بأنوار السماء لا بماء الأرض …! فقلت في نفسي : وهذه الثانية ..
ثم أقبلت على صلاتي وماء الوضوء لا يزال يقطر من أعضائي ..
وفي اللحظة التي كنت أقف فيها في المحراب جمعت قلبي كله في يدي ، ووضعته على أعتاب الله عز وجل ،
وقبلها بقليل ، كنت قد جمعت الدنيا _ كل الدنيا ، بما فيها ومن فيها _ جمعتها في يدي ووضعتها تحت قدمي . ..!!
ثم شرعت أقول ( الله أكبر ) أمد بها صوتي ، فوجدت لهذه الكلمة صدى عجيباً في نفسي هذه المرة ، لم أكن أتذوّقه خلال سنوات طويلة من ترديده بقلب لاهٍ غافل ، قلت في فرح : وهـذه الثالثة .
إن الأحاسيس والمشاعر والمعاني والأنوار التي كنت أتشربها وأتذوقها في تلك اللحظات الربانية ، من خلال تلاوة القرآن الكريم وفي لحظات الركوع والسجود ، كانت فوق وصف الواصف ، ويعجز اللسان عن التعبير عنها ، ويقصر كل بيان من الوفاء بها ،
ولذا فما أسرع ما قفزت إلى ذاكرتي تلك الحكمة المُشرقة التي تقول :
كفى جزاء على الطاعة ، ما الله مورده على قلوب المقبلين عليه من أنوار وأمداد ولذاذات روحية لا يعرفها إلاّ أهلها ..فقلت في نفسي : وهذه الرابعة ..
ولذا فلا عجب أن أشعر لحظتها أنني قد انتقلت إلى خارج الكرة الأرضية ، فإذا بي أركع وأسجد وأتلو وأدعو فوق سحابة بعيدة عن الأرض كلها ، فلا عين لمخلوق يمكن أن تصل إليّ ، ويعجز خيال بشر أن يتخيّل أين أكون لحظتها ..!
وكنت أثناء الركوع والسجود أرمق بطرف عيني على جانبي ، فإذا فراغ هائل سحيق ، وفضاء ممتد رهيب ، والنور يحيط بي من كل مكان ، وعرفت ساعتها أن التعلّق بالدنيا وشهواتها هو باطل الأباطيل ، وقبض ريح ، ومتاع غرور ، وليس سوى وهم ، وركض في غير طائل ، وتعب وعناء للإمسـاك بما لا يمكن المسك به ..!
وعدت إلى نفسي فقلت : وهذه الخامسة ..
ولما بلغت جلسة التشهد ، وأخذت وضعية التورك فيها ، وشرعت في ( التحيات المباركات والصلوات لله… ) كنت أحسب أن نوراً كان يخرج من بين شفتيّ لا مجرد كلمات وحروف مما اعتاد الناس أن يخرجوه من أفواههم …! فقلت : وهذه السادسة ..
في تلك اللحظة حدث أمر عجيب دار له رأسي كله ، وانتفض بدني ، وذرفت له عيناي بدمعات حارة شقت لها مسيلاً على طول وجهي ،
ولكنها دمعات في الوجه ، وأثرها لا يقع إلاّ في القلب مباشرة ،
ولو أني أقسمت ساعتها ، أن قلبي كان يغتسل بطريقة ربانية عجيبة ومثيرة ، أحسها إحساساً مباشراً ، لو أني أقسمت على ذلك ما حنثت ولا كذبت ..!
فكانت هذه هي السابعة ..
الذي حدث هو : لقد حانت مني نظرة إلى الفضاء الرحب تحتي ، فأخذت أدور في هذا الفضاء السحيق أبحث عن نقطة صغيرة بين هذه الملايين الكثيرة من النقاط التي ملأت الفضاء كله ، كنت أبحث عن نقطة تُسمى .. تسمى ( الكرة الأرضية ..!) ،
ولما خيّل لي أنني عثرت عليها ، كدت أن أطير من الفرح ، وشرعت أتفحص فيها بدقة ، وانقّب لعلي أرى _ بعينيّ المجردتين _ هذا العالم الكبير الذي تضج فيه الشهوات ، ويكاد أهلها أن يخرجوا من عقولهم بسببها ..
أخذت أبحث بعناية عن الدول العظمى _ ولا عظيم إلا الله _ ناهيك عن الدول الصغرى ، وأخذت أنقّب عن آبار البترول ، وترسانات الأسلحة المختلفة ،
وعن هوليود ومفاسدها ، وعن الطواغيت والفراعنة الصغار ، وعن الظلمة والمتكبرين ، وعن المنتفشين المغرورين ، وعن الجيوش الجرّارة في كل مكان
وعن الشهوات الهائجة الطاغية ، وصويحباتها من الكاسيات العاريات ،
وعن أصحابها من قاصري العقل ، ومطموسي البصيرة ، الذين يتقّذفون بسببها في النار وهم يضحكون ،
كما أخذت أبحث عن الفضائيات والأقمار الصناعية ، وما تتقيأ به على عقول الناس من أقذار ومفاسد ،
كما أخذت أنقّب عن الوسط الفني في هذا العالم العريض وعن أولئك النجوم ، الذين أفسدوا دنيا الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!
وعن .. وعن ..وعن ..وعن أشياء كثيرة لا تزال تبهر أكثر الخلق ..
وهالني للغاية أنني لم أعثر على شيء من هذا كله ، فلما استيأست ، ونفضت يدي يأساً ، سمعت صوتاً مهيباً جليلاً يملأ الفضاء كله ، غير أنه يصل إلى أذني هادئاً ناعما شجياً مؤثراً ، سمعته يقول :
إنك لن تجد شيئاً مما تبحث عنه ، لأنك تبحث في المكان الخطأ .. !!
قلت في فزع : أليست هذه هي الكرة الأرضية التي ملأها الناس بالشرور والفساد والإفساد ؟!
قال الصوت بعد لحظة صمت خلتها دهراً : كلا .. ثم سكت ..
فسارعت أسأل في لهفة : بالله عليك ألا أخبرتني عن هذه النقطة التائهة في هذا الكون الفسيح ..؟
قال الصوت : هذه هي المجرة ..! المجرة التي تضيع فيها مجموعتكم الشمسية كلها ، أما أرضك فهي بداخلها عدم في العدم ،ولذا فيستحيل أن تصل إليها بعينيك ، فلا تتعب ، ودع الخلق للخالق ….!
وارتجف بدني كله بطريقة مثيرة ، ثم سألت : فما هذه النقاط المتناثرة في كل مكان ؟
قال الصوت : كلها مجرات أكبر من مجرتكم ، وفي كل مجرة منها ملايين مملينة من النجوم ، وهناك ما لا تراه عينك ،
وكل ذلك إنما هو زينة الحياة الدنيــا ، ثم تتوالى سبع سماوات ، كل سماء أكبر من أختها ، بل كل سماء بالنسبة للأخرى كحلقة صغيرة في صحراء مترامية ، والله جل جلاله من وراء ذلك يمسكه ويدبّره ويرعاه ، سبحانه جل في علاه …!
أحسست أن رأسي الصغير يدور بقوة وفي عنف ، وأنني أكاد أسقط لاسيما وقد قفزت إلى ذاكرتي صورة هذا الإنسان الضعيف العاجز ، الهزيل ، وهو يعصي هذا الإله العظيم الجليل ، ويصر أن يُعرض عن تعاليمه ، ليتعلق بأذيال الشيطان وجنوده .. !
وسرعان ما وجدتني أردد ودمعاتي تسيل على وجهي :
(( يــا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك فعدلك .؟!)) ..
(( قُتٍل الإنسان ما أكفره ! من أي شيء خلقه ؟ من نطفة خلقه فقدره ، ثم السبيل يسره .. )) ..
وخرجت من صلاتي وأنا أهتز بحالة روحية حتى الذروة ، فلم أملك إلا أن أحمد الله وأشكره وعيناي لا زالتا ممتلئتين بالدموع ، غير أني أحسبها دموع فرح ، ممتزجة بدموع خوف .. !
قال الشيخ : قلت لصاحبي وأنا أحاوره :
الآن فقـط أحسب أني أدركت معنى قول الحق تبارك وتعالى :
(( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) .. وقوله عز وجل :
(( ولذكر الله أكبر ))
فوالله لو أن الإنسان أقبل على صلاته بهذه الكيفية ، وذاق هذه اللذة الروحية ، وانصبت في قلبه هذه المعاني السماوية ،
لأصبحت شهوات الدنيا _ مهما زخرفها الشياطين _ أحقر من أن يكلف نفسه الالتفات إليها ، فضلاً عن الإعجاب بها والتسقّط عند أعتابها ، والركض وراء سرابها
..وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .. ثم سكت الشيخ لحظة وحدق في وجوهنا ثم قال :
ما على الإنسان إلاّ أن يُعرّض نفسه لنفحات الله عز وجل كل حين ، وأن يجاهد نفسه في ذلك ولا ييأس حتى يتيسر له الطريق ، وما ذلك على الله بعزيز ..
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
- - - -
ابو سعود
10-07-2001, 08:16 PM
اخي الفاضل ابو عبد الرحمن
جزاك الله خيرا على ما قلت وجعله الله في موازين حسناتك
لقد كتبت ردا على الموضوع اطول من الموضوع نفسه ولكن عندما ارسلته لم يصل وضاع الرد
لم استطع كتابة الرد مرة اخرى لطوله
ولكن اردت ان اشير الى عظمة هذا الكون وان الانسان لا شئ بجانبه فكيف ياتي بعد 1لك ليعصي من خلق هذا الكون
نسال الله الهداية والرشاد وان يثيبك على موضوعك
البحاري
10-07-2001, 10:21 PM
مساء الخير .. بو عبد الرحمن
جزاك الله خيرا .. وحفظك لهذا المنتدى كاتبا وناصحا
أسال الله أن يرزقنا الخشوع في الصلاة .. وأن يطعمنا حلاوة العمل في الدنيا قبل الآخرة ..
صلاتنا اصبحت .. حركات .. لا نذكر منها .. غير شئ لا يذكر .. تنقضي الصلاة .. ونحن .. لاندري .. كم ركعة ركعناها ..
تحياتي لك ..
Huda76
10-07-2001, 11:43 PM
أخي الكريم بو عبدالرحمن
هلا بك والله ..
تسلم أخوي وجزاك الله ألف خير .. وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله ..
موضوع رائع جدا ..
" اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
تحياتي لك
aziz2000
12-07-2001, 07:35 AM
جزاك الله خيرا أخي في الله أبوعبدالرحمن
موضوعك فتح لنا آفاقا وجعلنا نسافر في الفضاء
عندما ندخل إلى الصلاة فإننا ندخل إلى معركة المراغمة مع الشيطان
ولاينتصر فيها إلا صاحب القلب السليم
بو عبدالرحمن
12-07-2001, 09:13 PM
-
أخي الحبيب / ابو سعود
......... رعاك الله وحفظك
شكر الله لك هذه المتابة الواعية
والتي أسأل الله أن تكون سببا من أسباب زيادة تنوير قلبك
ومزيد قرب من ربك
موضوع الصلاة أخي الحبيب
يحتاج منا دائما وأبدا إلى مزيد من تسليط الأضواء عليه
لعلنا نفلح أن نفتح شهية بعض أحبابنا..
للإقبال عليها بروح جديدة حية وحيويه فيجدون بركتها وثمرتها الرائعة
فإنها شجرة مباركة قطوفها دانية وكثيرة
شجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .. المهم أن نحسن الإقبال على الله فيها وخلالها ..
جزاك الله خير الجزاء
متابعتك تسعدني .. فاستمر بارك الله فيك
ولا تنسني يا أخي من دعائك الطيب
-- -
mouza
12-07-2001, 09:23 PM
ماشاء الله عليك
مواضيعك حلوة وتعجبني ودائما اتابعها وان كنت قليله الرد عليها
جزاك الله خير على هذا الموضوع الذي يرتقي بالنفس والروح
بو عبدالرحمن
13-07-2001, 11:15 AM
=
أخي الحبيب / البحاري
............. رفع الله قدرك وأعلى شأنك
ابتداء اشكرك على دعواتك الطيبة ، واسأل الله أن يستجيب لها
وينفعني بها ، وأوصيك أن لا تنسني من دعائك أيها الكريم
ثانيا .. شكر الله لك هذه المتابعة الواعية التي أسأل الله أن تكون سببا في زيادة تنوير قلبك بنور الإيمان ..
جزاك الله خير الجزاء ..
ونفعنا الله بك وبدعواتك
وأدعو بما دعوت :
أسال الله أن يرزقنا الخشوع في الصلاة .. وأن يطعمنا حلاوة العمل في الدنيا قبل الآخرة ..
--
بو عبدالرحمن
13-07-2001, 11:29 PM
-
الأخت الفاضلة/ Huda76
........... رعاك المولى وحفظك وبارك في أنفاسك
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
والتي أسأل الله أن يجعلها سببا من أسباب تنوير قلبك
بنور الإيمان واليقين ومحبة الله .. اللهم آمين
" اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
هايدي
14-07-2001, 10:02 AM
أخي الكريم .. بوعبد الرحمن
أولاً : جزاك الله عنا كل خير ...
موضوع جميل ورائع .. ماشاء الله لا قوة إلا بالله ...
أسأل الله أن لا يحرمنا من مثل هذه المواضيع النيرة بنور الإيمان ...
التي تحي القلوب وتعيد إليها الرمق بعد الإحتضار .. وتسمو بها الأرواح من بعد طول اشتياق في التحليق إلى ربى الإيمان ...
إيه والله ....
لقد جئتنا كالمنقذ ... ينقذ من وصل إلى حافة الهاوية وهمّ بالسقوط ... فيسقط في ظلمات ذنوبه ..
أصبحت الصلاة الآن يا أخي بمثابة هم وثقل على قلوب الكثير الكثير ... بعد أن كان روض ... وروح ورحيان ... وجنة نعيم ..
على قلوب الصالحين .. فيلجأون إليها ويهرعون .. وكأنة ماء يطفئ لهب الشوق إلى لقاء الكريم ..
سبحان الله !!!
الصلاة .. ما أعذب وأسمى هذه الكلمة ..
هي الحبل الموصل بين العبد وربه ... من قطعها .. قطع هذه الصلة ...
فيصبح قاطع هذه الصلة في همّ وكرب .. وضيق أينما ذهب ورحل ..
تضيق عليه الدنيا وما فيها ... ويضيق عليه قبره بعد الممات ..
ويأتي إلى الله خالِ الوفاض .. لا عمل .. ولا ذكر .. ولا صلاة ..
أعاذنا الله وإياكم من هذا الضيق والكرب ...
أخي الفاضل ...
موضوعك جعلني ألحق فعلاً إلى الفضاء البعيد .. وأرى دنياي أسفل مني .. تحت قدمي ...
شعرت بشعور لم أشعر به من قبل ..
تذكرت .. حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لو كانت الدنيا تساوي جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء ...
شعرت .. أن وصل إلى هذا الشعور وحلق مع النجوم تاركاً أوحال الدنيا وزحامها .. شعر كأنه ملك الدنيا وما فيها ...
شعر بسعادة حقيقية .. ونشوة .. تسري على كل خلية من خلايا جسده .. تعيد إليه الحياة ..
سبحان الله !!!!
في النفس أشياء كثيرة .. تعجز عن الخروج إلى هذا العالم ...
فهي تفضل البقاء ...
ولو كتبت ما كتبت فلن أستطيع أن أصل إلى ما أشعر به وأنا أقرأ هذه الكلمات المباركة ...
أسأل الله سبحانه أن يغفر لنا .. وأن يشملنا برحمته .. وأن يمنّ علينا بالهدايه..
فإننا لا حول لنا ولا قوة إلا به..
وأسأله تعالى أن ينير درب التائهين .. الحائرين ..
ويذيقهم لذة الأنس به .. ولذة مناجاته .. ليذيقوا حلاوة الإيمان .
اللهم آمين ...
---
تحياتي للجميع ...
:) :):)
بو عبدالرحمن
15-07-2001, 06:33 AM
-
أخي الحبيب / aziz2000
............ رعاك الله وحفظك
شكر الله لك هذه المتابعة التي أسأل الله أن تكون
سببا من أسباب زيادة تنوير قلبك بنور الإيمان واليقين
الحديث عن الصلاة حديث ذو شجون
وعلينا أن نعيد الحديث فيها مرارا وتكارا بأساليب متنوعة
لعل قلبا غافلا يستيقظ .. أو عقلا لاهيا يعي ..
جزاك الله خير الجزاء
لا تنسني من دعواتك الطيبة
- --
بو عبدالرحمن
16-07-2001, 12:20 AM
-
الأخت الفاضلة / mouza
............ رعاك الله وحماك من شر كل ذي شر
شكرا جزيلا على هذه الكلمات الطيبة المعطرة النقية
جزاك رب العباد خير الجزاء على هذه المتابعة لهذه المضوعات التي أسأل الله أن يتنفعك في دنياك وأخراك معا ..
لك خالص الدعاء أن يحفظك الله ويرعاك وأن يجعلك مباركة بنور الوحي .. حتى يقتبس منك الآخرون نورا يهتدون به في ظلمات الحياة ..
بو عبدالرحمن
16-07-2001, 11:41 AM
-
الأخت الفاضلة / هايدي
.......... رعاك الله وحماك من شر كل ذي شر
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ولا يزال هذا القلم يقوى في يدك في كل مرة
ومن ثم فقد اصبح لتعقيباتك نكهة خاصة مميزة رائعة
تثري الموضوع .. وتعزز الفكرة .. وتؤكد على الطرح ..
وتحبب في إعادة القراءة للموضوع مرة بعد مرة .
جزاك الله خير الجزاء ..
اقتطف من باقتك المعطرة هذه الزهرات الرائعة :
( .... الصلاة .. ما أعذب وأسمى هذه الكلمة ..
هي الحبل الموصل بين العبد وربه ... من قطعها .. قطع هذه الصلة ...
فيصبح قاطع هذه الصلة في همّ وكرب .. وضيق أينما ذهب ورحل ..
تضيق عليه الدنيا وما فيها ... ويضيق عليه قبره بعد الممات ..
ويأتي إلى الله خالِ الوفاض .. لا عمل .. ولا ذكر .. ولا صلاة ..
أعاذنا الله وإياكم من هذا الضيق والكرب ... )
ما أروع هذه الكلمات واصدقها وأدقها ..
بارك الله فيك .. ونفعنا الله بك وبدعواتك ..
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية التي أسأل الله أن تكون سببا من أسباب زيادة تنوير قلبك بنور الإيمان واليقين ..
لا تنسي أخاك من دعواتك الطيسبة المباركة
- --
بو عبدالرحمن
18-07-2001, 12:28 PM
-
-
من أبدع وأروع التعقيبات التي وصلتني على هذا الموضوع
رسالة حافلة حاشدة بديعة .. وصلتني عبر البريد ..
اعرضها هنا لما فيها من فوائد .. مع قليل من التصرف فيها ...
- -- - -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل / بو عبد الرحمن ... حفظك الله ورعاك ..
" صلاة خارج الكرة الأرضية " .. عنوان رائع ملفت للنظر ..
لا يشعر المرء بهذه الصلاة الراقية ، الا من جرب غير ذلك .. من صلاة جوفاء لا نبض للروح فيها ..
صلاة تسموا بالجسد الطيني الثقيل إلى العلياء فوق ما يتصوره ويحده عقل ..
أخي المؤمن
الروح من أمر ربي .. من روح الله فتبقى مشدودة الى أصلها إلى العلياء ..
أما الجسد فهو طيني ثقيل يعود إلى حيث خرج من الأرض وإليها..
وحين يدخل المؤمن في صلاته ويتمها كما أراد الله ، وأحب ..
أخذت تشده تلك الروح إلى السماء .. ليكون مع الله ..
فترتفع بالجسد خارج مقاييس الأرض ..
فإذا انتهى من صلاته .. عاد الى حقيقته و انه ما زال على أرضه ومادياتها.. لكنه يعود وغنيمته من تلك الرحلة لذة المناجاة يحدث بها نفسه شوقا .. فتكون له زادا رائعا في حياته ..
ومن هنا فالمؤمن الحق .. ينتظر الصلاة تلو الصلاة بصبر وفي شوق ..
سبحان الله خلق الإنسان آية عظيمة بارزه وقول الله تعالى :
( فلينظر الإنسان مما خلق ) دعوة من الله بالنظر .. والبحث .. ليس فقط خلق الجسد بل أكثر من هذا وأبعد ..
وما حديثك أخي عن صلاة خارج الكرة الأرضية الا دليل على ان في هذا الإنسان أعاجيب وغرائب .. قد تكون تلك نظرة متقدمة و حقيقة يشهد عليها من عرف وذاق صلاة غاب عنها حبس الزمان والمكان .
تلك روحانية متقدمة لا يدركها الا من شعر بها و بكل ركن من أركانها كما ذكرت ايها المبارك في مقالك المتميز بأسلوبه الأدبي المحبب للنفس ..
واسمح لي أن أضيف إضافة مكملة :
الأذان – نعمة ما عرفها الا من حرمها في بلاد غير مسلمة يجري أهلها في الدنيا وكأنهم لا حياة لهم سوى ما عرفوا من جريان وو تعب ونصب ..
و قد يدركون وقد لا يدركون هدف يومهم وهكذا ..
ولا شيء يجدد لهم الهواء حولهم بروحانية تغير مسارهم المبرمج المتهالك .. فيشعرون بالاختناق من ماديات تحاصرهم ..
أما من كان ينتظر الأذان فهو ينتظر الصلاة تلو الصلاة
فهو دائما في استعداد لتلك الرحلة بسعادة ..
ثم خطوة أخرى في طريق الارتقاء . . حيث يجدد الوضوء تلو الوضوء ، وفي كل مرة تتجدد الروح ، ويتطهر القلب ...
ويصبح بهذا كله وقلبه خاشع ساجد ، سجدة لا يقوم بعدها أبدا كما تكتبها دائما مستسلما بشوق وحب لله ..
أخي .. الصلاة للمرء حاجة فطرية لو عقل .. وزدادت حاجته إليها عندما واجه واقع مادي .. ومجتمع تجاهل الروح تماما ....
ان الله عزو جل غني عنا ونحن الفقراء اليه ..
فهو سبحانه تعالى غني عن صلاتنا وعباداتنا كلها ..
ونحن الفقراء لما أمرنا الله به .. فتلك والله هي السعادة والحياة الكريمة .. .. جزاك الله خيرا أخي و عذرا على الإطالة
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختك …….
زهر الليالي
18-07-2001, 01:12 PM
موضوع مؤثر وقصة عجيبة جعلتني أسبح معها في الفضاء
فعلا أخذت بمجامع قلبي وفكري
فعلا ماأتـفه هذه الدنيا حين نرى نور الآخرة
وطوبى لمن وهبه الخالق حلاوة الأيمان وقوة البصيرة
جزاك الله خيرا على هذه المواضيع التي أشعر أنها كالواحات بين صحاري قلوبنا القاحلة
أرجو أن لا تحرمنا من مثل هذه المواضيع
وتحياتي أخي الكريم :)
محب الشيخ العثيمين
04-03-2007, 12:48 AM
اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً
.... وقلباً خاشعاً
.... وعملاً متقبلاً
يا حي يا قيوم
يا ذا الجلال والإكرام
اللهم اجعلنا لك ذكارين
لك شكارين
لك مطواعين
لك رهابين
إليك أواهين منيبين
يا ودود يا ودود
يا ذا العرش المجيد
بو عبدالرحمن
18-03-2007, 06:11 AM
أخي الحبيب / محب الشيخ العثيمين
.... رحم الله والديك وبارك فيك
لا أملك إلا أن أقول لك :
رفع الله قدرك .. كما رفعت هذا الموضوع الذي كان له صدى عظيما على كثيرين
ولقد وجدته منتشرا في كثير من المنتديات
وذلك فضل الله وحده .. فله الحمد وله الشكر وله المنة ..
نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم
وأن يضع لنا ولها القبول في قلوب عباده لننال رضاه
مرة أخرى جزاك الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك حيثما كنت
محب الشيخ العثيمين
20-03-2007, 03:39 AM
ولقد وجدته منتشرا في كثير من المنتديات
وذلك فضل الله وحده .. فله الحمد وله الشكر وله المنة ..
نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم
وأن يضع لنا ولها القبول في قلوب عباده لننال رضاه
( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )
أسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك يا أخي الحبيب
وأن يكون لي أجر الدلالة على مثل هذه المواضيع القيمة
... وبهذه المناسبة أذكر نفسي وإياك بقول الله تبارك وتعالى :
" إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيئ أحصيناه في إمام مبين "
محب الشيخ العثيمين
20-03-2007, 04:17 AM
أخي الحبيب الفاضل بو عبد الرحمن
لقد قرأت التعقيبات التي كتبها الإخوة الكرام والتي أرسلوها لك بالبريد
واستوقفتني هذه العبارة
وكان لابد من التعقيب عليها
لأنها قد تسبب بعض اللبس
وربما توقع صاحبها في منزلق وخطأ عقدي كبير !!
وهو خطأ شائع ـ للأسف الشديد ـ عند كثير من المسلمين ... ويشبه الزلة التي زل فيها النصارى !!
فتعين تحديد المعنى الصواب ،
والعبارة هي :
-
-
الروح من أمر ربي .. من روح الله فتبقى مشدودة الى أصلها إلى العلياء ..
أما الجسد فهو طيني ثقيل يعود إلى حيث خرج من الأرض وإليها..
.
هذه العبارة يفهم منها قارئها أن الروح ـ روح الإنسان ـ هي جزء من الخالق ، وأن الإضافة في قولنا " من روح الله " هي إضافة صفة إلى موصوف " ... وهذا خطأ فاحش
يقول الله تبارك وتعالى ـ في قصة خلق آدم عليه السلام ـ : " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي "
ذكر الإمام القرطبي عند تفسيره لهذه الآية :
.... الروح جسم لطيف , أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم .
وحقيقته إضافة خلق إلى خالق [ وليس إضافة صفة إلى موصوف ] ;
فالروح خلق من خلقه [ سبحانه وتعالى ] أضافه إلى نفسه تشريفا وتكريما ;
كقوله : ( أرضي وسمائي وبيتي وناقة الله وشهر الله ) ., ومثله " وروح منه " ... ا.هـ
قال عز وجل : " وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين "
-------------
اللهم علـّمنا ما ينفعنا
وانفعنا بما علـّمتنا
وزدنا علماً وعملاً
يا أكرم الأكرمين
محب الشيخ العثيمين
03-04-2007, 01:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله
ما علقت على التعقيب الأخير يا أخي الحبيب بو عبد الرحمن ؟!!
كنت أريد أن أتعرف على رأيك في هذه النقطة تحديدا
... وهل تتفق معي فيهاأم أن لك رأيا آخر ؟
بو عبدالرحمن
06-04-2007, 10:07 AM
أخي الحبيب / محب الشيخين
أكرمك الله ورفع قدرك في الدارين
ابتداء . اعتذر إليك عن تأخري في الرد على تعقيبك ..
ولا أملك إلا أن أدعو لك بكل خير ..
فجزاك الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك حيثما كنت
ثانياً :
كنت قد قرأت ملاحظتك تلك قبل أكثر من عشرة أيام ..
غير أني لم أشأ أن أعلق عليها لأن بضاعتي مزجاة
وأنا من الذين يخافون أن يخوضوا فيما لا علم ( يقيني ) فيه
فأحببت أن أتثبت من ملاحظتك ، ثم أرد عليك
غير أني انشغلت كثيرا في الفترة السابقة
.. فإن الإنسان محاسب على كل كلمة يقولها أو يكتبها
ولست ممن يستعجل الكلام _ وإن كنت كثير الكلام ! غفر الله لي _
ثالثا .
ظاهر الأمر هو كما تقول ، وملاحظتك في محلها
ولكن هل تحتمل اللغة مثل هذه العبارة أم لا .. وماذا قال فيها
جمهرة علمائنا الثقات رحمهم الله .. وقد يقول أحدهم ما يؤكد ملاحظتك
ولكن من يدري ماذا عن الآخرين .. ؟ أرغب أن أحصل على كلمة قاطعة
من إمام جليل وعالم ثقة .. ولست سوى ( طويلب ) علم
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
وأخيراً ..
لمثل هذه الملاحظات ندخركم ، ولمثل هذا المذاكرات نحتاجكم
ومن أجل هذا وذلكم أحببناكم .. فبارك الله فيكم حيثما كنتم
أخي لا تنسني من دعواتك الطيبة
محب الشيخ العثيمين
08-04-2007, 04:38 PM
أخي الحبيب بو عبد الرحمن
بارك الله فيك
وأحبك الله الذي أحببتني فيه
وبالنسبة لتأخر الرد فلا عليك يا أخي العزيز
ولنأت الآن للحوار المثمر إن شاء الله تعالى :
أنت تفضلت بالقول :
...
ظاهر الأمر هو كما تقول ، وملاحظتك في محلها
ولكن هل تحتمل اللغة مثل هذه العبارة أم لا .. وماذا قال فيها
جمهرة علمائنا الثقات رحمهم الله .. وقد يقول أحدهم ما يؤكد ملاحظتك
ولكن من يدري ماذا عن الآخرين .. ؟ أرغب أن أحصل على كلمة قاطعة
من إمام جليل وعالم ثقة .. ولست سوى ( طويلب ) علم
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
....
أخي الحبيب
أولا :
قولك عن نفسك أنك لست سوى طويلب علم ، فهذا من تواضعك يا أخي الحبيب ،
ثانيا :
الخطأ ليس في اللفظ ، حتى نقول : هل اللغة تحتمل هذا اللفظ أم لا ؟؟ ( أعني قول المرء : إن الله تعالى نفخ في آدم من روحه ) فهذا اللفظ ورد في القرآن في الآية الكريمة " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " , .. ولكن الخطأ في المعنى الذي قد يكون في ذهن قارئ هذه العبارة ( طبعا لو فهمها قارئها بشكل صحيح فلا إشكال )
وإذا كان قائلها أو قارئها ، يكون في ذهنه هذا المعنى الخاطئ الذي نفيته في مشاركتي السابقة ، فإن هذا هو الخطأ الكبير الذي يتحتم على من يقع فيه أن يصحح عقيدته ،
واستدللت على كلامي بتفسير الإمام القرطبي رحمه الله تعالى ،
وسآتيك إن شاء الله بتفاسير أخرى للآية من كتب الأئمة الأعلام من أهل التفسير ، تؤكد هذا المعنى المذكور .
ثالثا :
بالنسبة لما ذكرته لك من أن هذا الخطأ شائع ... فإنني أود منك أن تجرب مناقشة أحد أقاربك أو أحبابك من عوام الناس ... وتستخرج ما عنده حول هذه الآية .... وفي الغالب ستجد عنده هذا اللبس ، فإن الكثير من المسلمين يظن أن الإنسان فيه نفخة من روح الله ... ويفهم من هذه الجملة أن في الإنسان جزءا من روح الله ( تعالى الله عن ذلك )
وأن كلمة روح الله معناها روح الرب جل وعلا التي هي صفة من صفاته
وهذا بلا شك خطأ فاحش
والحق هو ما سبق ذكره :
أن الروح خلق من خلق الله تعالى ، أضافه إلى نفسه تشريفا وتكريما ،
كقولنا : ( أرض الله وبيت الله وناقة الله وشهر الله ) ... إلى آخره
محب الشيخ العثيمين
09-04-2007, 08:22 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى :
... قال النبي صلى الله عليه وسلم : { الريح من روح الله }
أي من الروح التي خلقها الله عز وجل ،
فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك لا إضافة وصف
إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عينا قائمة بنفسها فهو ملك له
وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به فهو صفة لله .
فالأول كقوله : { ناقة الله وسقياها }
وقوله : { فأرسلنا إليها روحنا } وهو جبريل
{ فتمثل لها بشرا سويا }
{ قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا }
{ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا }
وقال : { ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } وقال عن آدم : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }
والثاني كقولنا : علم الله وكلام الله وقدرة الله وحياة الله وأمر الله
........
[ ا هـ من مجموع الفتاوى ]
محب الشيخ العثيمين
09-04-2007, 10:42 PM
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى : عن قول ما يقول إن الإنسان يتكون من عنصرين عنصر من التراب وهو الجسد، وعنصر من الله وهو الروح ؟ .
فأجاب بقوله : هذا الكلام يحتمل معنيين :
أحدهما : أن الروح جزء من الله .
والثاني : أن الروح من الله خلقاً .
وأظهرهما أنه أراد أن الروح جزء من الله لأنه لو أراد أن الروح من الله خلقا لم يكن بينها وبين الجسد فرق إذ الكل من الله – تعالى – خلقا وإيجاداً.
والجواب على قوله أن نقول : لا شك أن الله أضاف روح آدم إليه في قوله – تعالى - : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي )
وأضاف روح عيسى إليه فقال : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا )
وأضاف بعض مخلوقات أخرى إليه كقوله : ( وطهر بيتي للطائفين والقائمين ) .
وقوله : ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ) . وقوله عن رسوله صالح : ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها )
ولكن المضاف إلى الله نوعان :
أحدهما : ما يكون منفصلاً بائنا عنه ، قائما بنفسه أو قائما بغيره ، فإضافته إلى الله تعالى إضافة خلق وتكوين ، ولا يكون ذلك إلا فيما يقصد به تشريف المضاف أو بيان عظمة الله – تعالى - ، لعظم المضاف ، فهذا النوع لا يمكن أن يكون من ذات الله – تعالى - ، فلأن ذات الله تعالى واحدة لا يمكن أن تتجزأ أو تتفرق ، وأما كونه لا يمكن أن يكون من صفات الله فلأن الصفة معنى في الموصوف لا يمكن أن تنفصل عنه ، كالحياة ، والعلم ، والقدرة ، والقوة ، والسمع ، والبصر ، وغيرها . فإن هذه الصفات صفات لا تباين موصوفها ، ومن هذا النوع إضافة ا لله – تعالى – روح آدم وعيسى إليه ، وإضافة البيت وما في السموات والأرض إليه ، وإضافة الناقة إليه ، فروح آدم ، وعيسى قائمة بهما ، وليست من ذات الله – تعالى - ، ولا من صفاته قطعاً ، والبيت وما في السموات والأرض ، والناقة أعيان قائمة بنفسها ، وليس من ذات الله ولا من صفاته ، وإذا كان لا يمكن لاحد أن يقول : إن بيت الله ، وناقة الله من ذاته ولا من صفاته ، ولا فرق بينهما إذ الكل بائن منفصل عن الله – عزل وجل – وكما أن البيت والناقة من الأجسام فكذلك الروح جسم تحل بدن الحي بإذن الله، يتوفاها الله حين موتها ، ويمسك التي قضى عليها الموت ، ويتبعها بصر الميت حين تقبض ، لكنها جسم من جنس آخر .
النوع الثاني من المضاف إلى الله : ما لا يكون منفصلا عن الله بل هو من صفاته الذاتية أو الفعلية ، كوجهه ، ويده ، سمعه ، وبصره ، واستوائه على عرشه ، ونزوله إلى السماء الدنيا ، ونحو ذلك ، فإضافته إلى الله – تعالى – من باب إضافة الصفة إلى موصوفها ، وليس من باب إضافة المخلوق والمملوك إلى مالكه وخالقه .
وقول المتكلم (إن الروح من الله ) يحتمل معنى آخر غير ما قلنا إنه الأظهر ، وهو :
أن البدن مادته معلومة ، وهي التراب ، أما الروح فمادتها غير معلومة ، وهذا المعنى صحيح . كما قال الله – تعالى - ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) . – وهذه والله أعلم – من الحكمة في إضافتها إليه أنها أمر لا يمكن أن يصل إليه علم البشر بل هي مما استأثر الله بعلمه كسائر العلوم العظيمة الكثيرة التي لم نؤت منها إلا القليل ، ولا نحيط بشيء من هذا القليل إلا بما شاء الله – تبارك وتعالى - .
فنسأل الله – تعالى - ، أن يفتح علينا من رحمته وعلمه ما به صلاحنا ، وفلاحنا في الدنيا والآخرة .
[ المصدر : موقع الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجته في المهديين ]
بو عبدالرحمن
11-04-2007, 06:14 PM
أخي الحبيب / محب الشيخين
.... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك
اتضحت الآن القضية ... بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا على التنبيه
وأهم ما نعتني به هو عقائدنا .. لعلنا نلقى الله بقلب سليم ..
فشكر الله لك هذا التنويه والتنبيه .. ولهذا أحببناكم .. ولهذا آخيناكم ..
ولا تنسني من دعائك ايها الطيب
= =
ومعذرة على التأخر في الرد .. لأن دخولي المنتدى قليل هذه الأيام
محب الشيخ العثيمين
21-04-2007, 03:02 PM
بارك الله فيك يا أخي الحبيب
وجعلني وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
لقد كتبت التعليق الأول على الكلمة التي أشرت إليها أنها قد يلتبس معناها على كثير من الناس ،
كتبت تعليقي عليها ثم وجدت كلام فضيلة الشيخ الوالد الشيخ ابن عثيمين ــ رحمه الله تعالى ــ يؤكد هذا المعنى ويزيده بياناً بإسلوبه السهل الممتنع ، ... وقد بدا وكأنه يجيب عن نفس الجملة التي أوردتها الأخت الكريمة ، ويجلي معناها ويفسرها تفسيراً وافياً ... فسبحان الله العظيم
وإني أرجو من الإخوة الكرام ــ الحريصين على الخير ــ الذين نقلوا هذا الموضوع القيم الذي طرحه أخونا الفاضل بو عبد الرحمن ،
أن ينقلوا هذا التعقيب الهام في المنتديات المختلفة وأن يحتسبوا الأجر عند الملك الوهاب سبحانه وتعالى