تسجيل الدخول

View Full Version : الرسائل القاتلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


حماس
23-10-2001, 09:14 AM
اجتاح-في الآونة الأخيرة-الرعب من الجمرة الخبيثة عواصم العالم كافة ، وباتت الشركات والمؤسسات التي تعتمد في تعاملاتها على الطرود البريدية والرسائل الورقية تنتظر في كل لحظة بلاغاً عن وصول رسالة يشتبه في احتواءها على مادة قد تتسبب في الإصابة بذلك المرض المميت ، فيفر الموظفون هلعاً خارج الأماكن التي تدخلها تلك الرسائل القاتلة ، وتحشد قوات الأمن والسلطات المحلية وخبراء المواد الكيماوية للتحقق من هوية تلك الرسائل ومعرفة ما إذا كانت تتسبب بالفعل في الإصابة بالجمرة الخبيثة أم لا!.
والتخلص من الجمرة الخبيثة يعد أمراً يسيراً إذا ما تم اكتشاف الإصابة بها مبكراً .. وهي نوع من أنواع البكتيريا الموجود أصلاً في التربة ، وعادة ما يصيب هذا المرض حيوانات المراعي مثل الخيول والأغنام ، لكنه يمكن أن ينتقل إلي الإنسان من خلال أكثر من وسيلة ، إلا أنه لا ينتقل من شخص لآخر.
عن الجمرة الخبيثة:
غالباً ما تنتقل البكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة إلى العمال الزراعيين أو من يتعاملون مع الصوف أو الجلود من خلال الجروح التي يصابون بها ، وهو ما يعرف باسم الجمرة الخبيثة الجلدية ومن السهل علاجها بالمضادات الحيوية ، وتبدأ العدوى خلال ساعات فقط ، لكن ظهور الأعراض قد يستغرق خمسة أيام ، وتبدأ أولاً بورم أحمر على الجلد ثم قروح ونزيف تتشكل بعدها قشرة سوداء مميزة ، ويشعر المريض بألم ويصاب في بعض الأحيان بالصداع والغثيان.
ومن النادر تماماً أن تنتقل الجمرة الخبيثة من إنسان مصاب إلي آخر ، حتى لو قام برعايته أو أقام معه في نفس المنزل ؛ ولذا يعتبر الخوف من انتقال العدوى بين البشر غير مبرر ، على الرغم من عدم وجود لقاح ضد المرض.
وأخطر أنواع الجمرة الخبيثة ذلك الذي يصيب الرئة عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالبكتيريا المسببة له ، ولا يستطيع المريض اكتشاف إصابته به إلا عند ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا بعد أيام وربما أسابيع من التعرض لتلك البكتيريا ، وعادة ما يكون الوقت قد تأخر لعلاج العدوى ، وتتضاءل نسبة الناجين من الموت بسبب هذا النوع ، حيث تصل إلى 2% فقط.
صورة مجهرية لبكتيريا الجمرة الخبيثة

والنوع الثالث من هذا المرض يصيب الجهاز الهضمي وينتج عن تناول اللحوم المصابة ، ويسبب هذا النوع-النادر جداً-اضطرابات معوية ونزيفاً ويمكن أن يقتل المريض إذا انتشر في الدم.
وقد تصبح المضادات الحيوية غير ذات تأثير في مكافحة الجمرة الخبيثة إذا ما تم معالجة البكتيريا المسببة لها وراثياً ، حيث أكد الخبراء أن الاتحاد السوفييتي أول من اكتشف ذلك وأنهم يعتقدون بأن دولاً عدة من بينها العراق لديها بكتيريا معالجة وراثياً ليس من السهل القضاء عليها بالطرق التقليدية.
ويذكر تقرير صدر عام 1991 عن مكتب التقويم التكنولوجي التابع للكونجرس أن إطلاق مائة كيلوجرام من بكتيريا الجمرة الخبـــيثة في أجواء واشنطن يمكن أن يؤدي إلي وفاة ما بين مليون وثلاثة ملايين نسمة.
وقد وقعت حالات الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة في فلوريدا عن طريق الاستنشاق ، وهو ما دفع الاستخبارات الأمريكية "سي. آي. آيه" إلى اتهام العديد من الدول التي من المحتمل تورطها في تلك الأحداث ؛ إذ أن استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي لا يكون فعالاً إلا إذا توفر العدد المناسب من البكتيريا المسببة لها و كذلك الحجم المناسب لتنفسها شهيقاً من خلال تقنية متطورة ، وهو أمر يصعب معه-كما ذكرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية-اتهام أسامة بن لادن بتدبير مثل تلك الهجمات البيولوجية.
متخصص يفحص صندوق بريد في نيويورك


رسالة مشبوهة:

يعد نقل الجمرة الخبيثة عن طريق المواد السائلة أمراً عديم الفاعلية أيضاً ، بسبب فقدانها القدرة على الانتشار في الهواء ومن ثم تضاءل احتمالات الإصابة بها ، أما إعدادها في شكل مسحوق ، وهو ما تم إرساله لأشخاص في نيويورك عن طريق الطرود البريدية ، فإنه يستدعي غسل المسحوق مراراً وتكراراً ، ثم تجفيفه بصورة فعالة في وسط مغلق ، وتتكلف التقنية اللازمة لذلك ملايين الدولارات.
والتقنية التي تحتاجها الجمرة الخبيثة كي يمكن إعدادها في شكل مسحوق ، هي تقنية متطورة أيضاً يستبعد وجودها بأفغانستان ، وهذا ما ذكره مصدر في "سي. آي. أيه" قائلاً: "إنهم لا يصنعون هذا (المسحوق) في كهوف".
وعلى الرغم من زيف معظم البلاغات في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الجمرة الخبيثة التي وصل عددها 2300 بلاغاً حتى بداية أكتوبر ، إلا أن أن الرعب من الرسائل البريدية واحتمال أن يستخدمها إرهابيون لنشر هذا المرض يجبر السلطات الأمريكية على التحقيق في كل حالة يتم الإبلاغ عنها.
الجمرة الخبيثة غزت الكونجرس

وفيما يتعلق بالرسائل التي يشتبه في احتواءها على مواد تسبب الجمرة الخبيثة ، فقد تنبه إليها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف. بي. آي" عندما تلقى أول بلاغ بشأن إصابة إحدى مراسلات شبكة "إن. بي. سي" التليفزيونية بهذا المرض بعد أن تفقدت مظروفاً مثيراً للريبة ، بيد أنها لم تكن الحالة الأولى التي تصاب بالجمرة الخبيثة ، ففي فلوريدا أصيب ثلاثة أشخاص بها عن طريق الاستنشاق-وتلك هي أخطر الأنواع-ولقي أحدهم حتفه.
وتوالى مسلسل الرسائل المشبوهة ليشمل أيضاً بعض الدول الأوروبية ، حيث تم نقل خمسة أشخاص إلى إحدى المستشفيات في مدينة جنوة لإجراء اختبارات بعدما تعاملوا مع رسالة من هذا القبيل تحتوي على مسحوق أبيض.
وكانت آخر حالات الإصابة عن طريق الرسائل البريدية تلك التي حدثت في مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونجرس" ، حيث ارتفع عدد المصابين إلى 33 مصاباً في أعقاب التعامل مع رسالة مشبوهة لا يعرف مصدرها وصلت مكتب أحد أعضاء المجلس ويدعى توم داشيل ، بالإضافة إلى إصابة إحدى مراسلات صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
ووسط تزايد الشكوك بشأن إمكانية تنظيم هجمات إرهابية بيولوجية عن طريق الرسائل البريدية فقد لجأت المؤسسات والشركات التي تتعامل في مجال المراسلات إلى فرض رقابة مشددة على الرسائل التي ترد إليها ، كما أصدرت بعض المؤسسات العاملة في هذا المجال-ومنها مؤسسة خدمات بريد الولايات المتحدة-بعض التعليمات حول كيفية التعرف على الرسالة أو الطرد المشبوه وأهمها: الخطأ في بعض الكلمات الواردة بالرسالة ، ثقل غير عادي بالرسالة ، ووجود بعض الإشارات إلى الخصوصية أو السرية ، وظهور بعض النتوءات أو أجزاء مبللة أو رائحة غريبة .. كما أشارت إلى بعض السلوكيات التي يجب اتباعها عند الشك في رسالة أو طرد بريدي ما ، وأهمها: الابتعاد تماماً عن الطرد ، وغلق المكان الموجود به إن أمكن لمنع وصول أشخاص آخرين إليه، ثم إبلاغ الجهات الأمنية المختصة لاتخاذ اللازم..
وهكذا ، فإن حالة من الذعر تسود الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إن لم يكن جميعها ؛ بسبب تلك الرسائل القاتلة .. وإذا كان إعداد تلك الرسائل المشبوهة-بما تحتوية من مسحوق يتسبب في الإصابة بالجمرة الخبيثة-يحتاج إلى تقنية متطورة لا تمتلكها أفغانستان ، ومن ثم يستبعد بن لادن من قائمة المتهمين بتدبير تلك الهجمات .