BRABUS
05-12-2001, 07:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرجوع إلى الجزء الاول من سلسلة الدردشات البحرية .. اضغط على الرابط أدناه
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=121444
مرحبا بالجميع من جديد :)
توقفنا في الحلقة الماضية عند فترة قبل أن أرحل للسفينة ... تلك اللحظه المثيرة التي تختلط فيها المشاعر ... مشاعر الحزن على فراق الأهل والأصحاب مع مشاعر الفرحة بالتخرج وبدء أول رحلة كمهندس يمكن الاعتماد عليه ... آه ... هاهي السفينة تظهر على الأفق من بعيد ...
(غشة) هذه السفينة التي بدأت فيها مشوار تدربي العملي شهر مارس من سنة 1998 ها أنا ذا أعود اليها مجددا لأبدأ محطة جديدة من حياتي ...
يا إلهي !! أيتوجب علي في كل مره ألتحق فيها بسفينة أن أتسلق الدرج العملاق الذي يتدلى على جانبها؟!
كم أكره صعود السلالم من الرغم من أني سمعت أن تسلق كل درجة من درجات أي سلم تطيل العمر لا أتذكر كم الفترة بالضبط المهم أنهم يقولون أنا تطيل العمر !! لو العمر يعتمد على تسلق سلالم لقضيت يوم في تسلق درجات بنايتنا ذات الثمانية عشر طابق !!
كح .. إيه ... بح ... هاه ... طيخ ... أخيرا انتهيت من التسلق ووصلت إلى سطح السفينة ... لم يكن الامر متعب بهذا الشكل قبل سنين عندما التحقت بآخر سفينة ...يبدو أن وزني زاد بشكل كبير (الله يخلي الوالدة) جعلت همها الاكبر في تغذيتي وتسميني وكأني خروف ينتظر لحظة ذبحه يوم العيد هههههه :)
أين أنت يا (مايك دورك) – المهندس الثاني على نفس السفينة في المره الأولى- لتراني عائدا إلى هذه السفينة معي شهادتي ؟! كيف لي أن انساه وهو الذي كان مسؤولا عن تدريبي وتعليمي مباديء الهندسة عندما التحقت قبل 3 سنوات ... كثيرا ما كان يستفزني بكلماته الي تثير فيي مشاعر الاحباط والفشل ... حتى كدت أيأس وأنسحب من أكمال مشوار دراستي ... لكني في النهاية صمدت وحاولت بشتى الطرق أن أثبت له عكس ما يقوله عني ... لكن بالرغم من ذلك لا أخفي عليكم أني تعلمت منه الكثير واستفدت استفادة عظيمة من خلال متابعته لي ، لا مجال لمقارنتها مع الايام التي ضيعتها مع ذلك (الخرتيت) الاسترالي الذي قضيت معه أول 4 اسابيع من بداية التحاقي قبل أن يحل محله مايك !
لابد أنه سيفاجأ إذا ما رآني هاهاها ... أذكر أنه عندما ترك السفينة متوجها إلى مكاتب الشركة حيث وجد له فرصة العمل فيها كمسؤول قال لي "مللت من تدريب المهندسين ... ولا أعتقد أني سأتحمل تدريب متدربين أمثالك" هاهاها ... لم أكن أعلم إني بهذه الدرجة من السوء !! :(
عموما ... آخر الاخبار التي سمعتها أنه عاد على احدى السفن لكن بعد أن تمت ترقيته إلى رتبة كبير مهندسين ... إنه فعلا يستحق هذه الترقية التي تأخرت كثيرا !!
أوه ... من هذا ؟! إنه الكابتن (مارك تايلور) أو كما يسميه صديقي أحمد المتواجد على السفينة (مارك ابو كرشة) ههههههه ما زلت أتذكره ... فهو ايضا كان معي في المرة الاولى ... يبدو أنه نسيني فقد سألني عندما قمت بالسلام عليه إن كنت قد التحقت بهذا النوع من السفن من قبل فاجبته (مبتسما كالعادة) : نعم ... على نفس السفينة ... وكنت أنت متواجد ايضا ... فابتسم هو بدوره ... ودلني على مكان غرفتي أو (الكابينة) كما نطلق عليها نحن أهل البحر :)
صعدت للسلام على صديقي متدرب الملاحة أحمد الذي سمعت صوته يناديني من أعلى في برج المراقبة فيبدو أنه وضع في نوبة المساء مع الملاح الثالث (بالعادة تمتد النوبة فترة 4 ساعات يعقبها 8 ساعات راحة وهكذا دواليك) ... لم تتغير السفينة كثيرا بالرغم من مرور كل هذه الفترة فما زالت محتفظه بشكلها المميز
هممم ... لا أدري لماذا ما زالوا يصرون على طلاء سطح السفينة باللون الاخضر الغامق بالرغم من أن لون الخزانات (بيج) ههههه (صاير مهندس ديكور) هاها
أوه ... حمدلله ... المصعد ما زال موجودا ويعمل ... يا سلام ... كم اعشق التكنولوجيا !!
ها هو أحمد لم ولن يتغير ... كنت أعتقد أنه مع وجوده على ظهر السفينة سيفقد قليلا من وزنه الثقيل أو على الاقل عدة (جرامات) لكن يبدو أنه يسير في الاتجاه العكسي :) سلمنا على بعض بحرارة حيث لم نلتقي منذ أن أوصلته للمطار عائدا إلى الامارات في شهر ابريل الماضي ... لابد أنه قد تشاجر مع نصف من في السفينة كعادته عندما يلتحق بأي سفينة فهو حساس جدا وعصبي في نفس الوقت ... سأجلس معه لبعض الوقت ريثما ينتهي البحارة من رفع حاجياتي إلى سطح السفينة.
توجهت إلى الدور الارضي وهو الطابق المتساوي مع سطح السفينة لآخذ أغراضي (المتلتلة :)) إلى غرفتي بعد أن أخبرني أحمد بتقرير مفصل عن جميع أفراد السفينة من فيهم الطيب ومن منهم (شرشبيل) أقصد شرير ... وتصادف أن رأيت كبير المهندسين واسمه (برايان) فسلمت عليه وعرفت نفسي له ... ومن خلال حواري السابق مع أحمد علمت أنه شخص غير مرغوب به من الكل ... فالجميع في هذه السفينة اتفقوا على مسألة كرهه ... وهذا بالفعل أمر غريب ... عموما أن أفضل أن أحكم عليه بنفسي ... والايام ستكشف عن معدن هذا الـ (chief) !!
عموما قمت بنقل أغراضي إلى الكابينة الخاصة بي ... وهي كابينة مؤقتة علمت من الكابتن أنه سيتوجب علي أن أنتقل إلى كابينة المهندس المتدرب (J/E) عندما نصل إلى سنغافورة ويرحل المهندس الرابع وتحدث عدة تبديلات سأحكي لكم عنها فيما بعد :)
أجمل مافي هذه الكابينة انها واسعة بعض الشيء وكأنهم يعلمون أنني سأجلب (بقالة) معي هاهاها
أمضيت وقتا غير بسيط في ترتيب حاجياتي إلى أن أصبت بالملل ، فلو جعلت همي أن أفرغ حقائبي في وقت واحد لما فرغت إلا في منتصف الليل :) ... لذلك أجلت بعض الامور إلى ما بعد ... وخرجت أحاول أن أتذكر الطريق إلى المطبخ بعد أن أحسست بجوع شديد خصوصا ما بعد المجهود والغير عادي الذي بذلته في عملية تبديل إطار التاكسي سامحه الله :( ... آه ... من هناك ؟! إنه رمزي سيستخدم المصعد ... هو أيضا لم أره منذ فترة طويلة فسلمنا على بعض ثم ذهبت برفقته إلى برج المراقبة وهناك قابلنا الملاح الثاني الذي طلب مني ومن عامر الذي تواجد هناك أيضا أن نكون في نفس المكان تمام الساعه الثامنة صباحا كي يأخذنا في جولة أمنية تفقدية في أنحاء السفينة المختلفة كجزء من الروتين المعتاد عندنا يلتحق أي فرد جديد بالسفينة ... وطلب من رمزي أن يصطحبنا لأخذ ما يناسبنا من أدوات وملابس العمل توفيرا للوقت ... نزلنا نحن الثلاثة إلى الطابق ما قبل الاخير حيث تتواجد أجهزة التحكم بالحمولة (cargo control room) لأخذ مفتاح المخزن من كبير الملاحين (تحت القبطان مباشرة) ... فسلم علينا ببرود ... إلا أنني لم أكترث به فلم أعد متدربا بعد الآن احم احم ههههههه
وكمهندس أخذت ما أحتاجه من أدوات على رأسها طبعا الـ (overall) أو لباس الميكانيكية الأزرق (أبو سحاب) هاهاها ... وزوج من الاحذية الخاصة (safety shoes) ... وواقي الاذن ... الاشبه بسماعات الاذن الخاصة بأجهزة الووكمان قبل 10 سنين ههههههه ... وأمضيت باقي اليوم في حجرتي قبل أن أخلد إلى النوم الساعه العاشرة والنصف لأول مره منذ شهور ... وفي الحلقة القادمة نكمل ... :)
مدردش متقاعد :)
للرجوع إلى الجزء الاول من سلسلة الدردشات البحرية .. اضغط على الرابط أدناه
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=121444
مرحبا بالجميع من جديد :)
توقفنا في الحلقة الماضية عند فترة قبل أن أرحل للسفينة ... تلك اللحظه المثيرة التي تختلط فيها المشاعر ... مشاعر الحزن على فراق الأهل والأصحاب مع مشاعر الفرحة بالتخرج وبدء أول رحلة كمهندس يمكن الاعتماد عليه ... آه ... هاهي السفينة تظهر على الأفق من بعيد ...
(غشة) هذه السفينة التي بدأت فيها مشوار تدربي العملي شهر مارس من سنة 1998 ها أنا ذا أعود اليها مجددا لأبدأ محطة جديدة من حياتي ...
يا إلهي !! أيتوجب علي في كل مره ألتحق فيها بسفينة أن أتسلق الدرج العملاق الذي يتدلى على جانبها؟!
كم أكره صعود السلالم من الرغم من أني سمعت أن تسلق كل درجة من درجات أي سلم تطيل العمر لا أتذكر كم الفترة بالضبط المهم أنهم يقولون أنا تطيل العمر !! لو العمر يعتمد على تسلق سلالم لقضيت يوم في تسلق درجات بنايتنا ذات الثمانية عشر طابق !!
كح .. إيه ... بح ... هاه ... طيخ ... أخيرا انتهيت من التسلق ووصلت إلى سطح السفينة ... لم يكن الامر متعب بهذا الشكل قبل سنين عندما التحقت بآخر سفينة ...يبدو أن وزني زاد بشكل كبير (الله يخلي الوالدة) جعلت همها الاكبر في تغذيتي وتسميني وكأني خروف ينتظر لحظة ذبحه يوم العيد هههههه :)
أين أنت يا (مايك دورك) – المهندس الثاني على نفس السفينة في المره الأولى- لتراني عائدا إلى هذه السفينة معي شهادتي ؟! كيف لي أن انساه وهو الذي كان مسؤولا عن تدريبي وتعليمي مباديء الهندسة عندما التحقت قبل 3 سنوات ... كثيرا ما كان يستفزني بكلماته الي تثير فيي مشاعر الاحباط والفشل ... حتى كدت أيأس وأنسحب من أكمال مشوار دراستي ... لكني في النهاية صمدت وحاولت بشتى الطرق أن أثبت له عكس ما يقوله عني ... لكن بالرغم من ذلك لا أخفي عليكم أني تعلمت منه الكثير واستفدت استفادة عظيمة من خلال متابعته لي ، لا مجال لمقارنتها مع الايام التي ضيعتها مع ذلك (الخرتيت) الاسترالي الذي قضيت معه أول 4 اسابيع من بداية التحاقي قبل أن يحل محله مايك !
لابد أنه سيفاجأ إذا ما رآني هاهاها ... أذكر أنه عندما ترك السفينة متوجها إلى مكاتب الشركة حيث وجد له فرصة العمل فيها كمسؤول قال لي "مللت من تدريب المهندسين ... ولا أعتقد أني سأتحمل تدريب متدربين أمثالك" هاهاها ... لم أكن أعلم إني بهذه الدرجة من السوء !! :(
عموما ... آخر الاخبار التي سمعتها أنه عاد على احدى السفن لكن بعد أن تمت ترقيته إلى رتبة كبير مهندسين ... إنه فعلا يستحق هذه الترقية التي تأخرت كثيرا !!
أوه ... من هذا ؟! إنه الكابتن (مارك تايلور) أو كما يسميه صديقي أحمد المتواجد على السفينة (مارك ابو كرشة) ههههههه ما زلت أتذكره ... فهو ايضا كان معي في المرة الاولى ... يبدو أنه نسيني فقد سألني عندما قمت بالسلام عليه إن كنت قد التحقت بهذا النوع من السفن من قبل فاجبته (مبتسما كالعادة) : نعم ... على نفس السفينة ... وكنت أنت متواجد ايضا ... فابتسم هو بدوره ... ودلني على مكان غرفتي أو (الكابينة) كما نطلق عليها نحن أهل البحر :)
صعدت للسلام على صديقي متدرب الملاحة أحمد الذي سمعت صوته يناديني من أعلى في برج المراقبة فيبدو أنه وضع في نوبة المساء مع الملاح الثالث (بالعادة تمتد النوبة فترة 4 ساعات يعقبها 8 ساعات راحة وهكذا دواليك) ... لم تتغير السفينة كثيرا بالرغم من مرور كل هذه الفترة فما زالت محتفظه بشكلها المميز
هممم ... لا أدري لماذا ما زالوا يصرون على طلاء سطح السفينة باللون الاخضر الغامق بالرغم من أن لون الخزانات (بيج) ههههه (صاير مهندس ديكور) هاها
أوه ... حمدلله ... المصعد ما زال موجودا ويعمل ... يا سلام ... كم اعشق التكنولوجيا !!
ها هو أحمد لم ولن يتغير ... كنت أعتقد أنه مع وجوده على ظهر السفينة سيفقد قليلا من وزنه الثقيل أو على الاقل عدة (جرامات) لكن يبدو أنه يسير في الاتجاه العكسي :) سلمنا على بعض بحرارة حيث لم نلتقي منذ أن أوصلته للمطار عائدا إلى الامارات في شهر ابريل الماضي ... لابد أنه قد تشاجر مع نصف من في السفينة كعادته عندما يلتحق بأي سفينة فهو حساس جدا وعصبي في نفس الوقت ... سأجلس معه لبعض الوقت ريثما ينتهي البحارة من رفع حاجياتي إلى سطح السفينة.
توجهت إلى الدور الارضي وهو الطابق المتساوي مع سطح السفينة لآخذ أغراضي (المتلتلة :)) إلى غرفتي بعد أن أخبرني أحمد بتقرير مفصل عن جميع أفراد السفينة من فيهم الطيب ومن منهم (شرشبيل) أقصد شرير ... وتصادف أن رأيت كبير المهندسين واسمه (برايان) فسلمت عليه وعرفت نفسي له ... ومن خلال حواري السابق مع أحمد علمت أنه شخص غير مرغوب به من الكل ... فالجميع في هذه السفينة اتفقوا على مسألة كرهه ... وهذا بالفعل أمر غريب ... عموما أن أفضل أن أحكم عليه بنفسي ... والايام ستكشف عن معدن هذا الـ (chief) !!
عموما قمت بنقل أغراضي إلى الكابينة الخاصة بي ... وهي كابينة مؤقتة علمت من الكابتن أنه سيتوجب علي أن أنتقل إلى كابينة المهندس المتدرب (J/E) عندما نصل إلى سنغافورة ويرحل المهندس الرابع وتحدث عدة تبديلات سأحكي لكم عنها فيما بعد :)
أجمل مافي هذه الكابينة انها واسعة بعض الشيء وكأنهم يعلمون أنني سأجلب (بقالة) معي هاهاها
أمضيت وقتا غير بسيط في ترتيب حاجياتي إلى أن أصبت بالملل ، فلو جعلت همي أن أفرغ حقائبي في وقت واحد لما فرغت إلا في منتصف الليل :) ... لذلك أجلت بعض الامور إلى ما بعد ... وخرجت أحاول أن أتذكر الطريق إلى المطبخ بعد أن أحسست بجوع شديد خصوصا ما بعد المجهود والغير عادي الذي بذلته في عملية تبديل إطار التاكسي سامحه الله :( ... آه ... من هناك ؟! إنه رمزي سيستخدم المصعد ... هو أيضا لم أره منذ فترة طويلة فسلمنا على بعض ثم ذهبت برفقته إلى برج المراقبة وهناك قابلنا الملاح الثاني الذي طلب مني ومن عامر الذي تواجد هناك أيضا أن نكون في نفس المكان تمام الساعه الثامنة صباحا كي يأخذنا في جولة أمنية تفقدية في أنحاء السفينة المختلفة كجزء من الروتين المعتاد عندنا يلتحق أي فرد جديد بالسفينة ... وطلب من رمزي أن يصطحبنا لأخذ ما يناسبنا من أدوات وملابس العمل توفيرا للوقت ... نزلنا نحن الثلاثة إلى الطابق ما قبل الاخير حيث تتواجد أجهزة التحكم بالحمولة (cargo control room) لأخذ مفتاح المخزن من كبير الملاحين (تحت القبطان مباشرة) ... فسلم علينا ببرود ... إلا أنني لم أكترث به فلم أعد متدربا بعد الآن احم احم ههههههه
وكمهندس أخذت ما أحتاجه من أدوات على رأسها طبعا الـ (overall) أو لباس الميكانيكية الأزرق (أبو سحاب) هاهاها ... وزوج من الاحذية الخاصة (safety shoes) ... وواقي الاذن ... الاشبه بسماعات الاذن الخاصة بأجهزة الووكمان قبل 10 سنين ههههههه ... وأمضيت باقي اليوم في حجرتي قبل أن أخلد إلى النوم الساعه العاشرة والنصف لأول مره منذ شهور ... وفي الحلقة القادمة نكمل ... :)
مدردش متقاعد :)