PDA

View Full Version : جهل العلماء وجنون العقلاء


سردال
09-12-2001, 10:10 PM
قلت لنفسي، مشكلتنا أخلاقية بالدرجة الأولى، إننا في هذه الأمة نعرف العلاج لمشاكلنا، ولدينا العلم كله، ولدينا من المال ما يكفي، ولدينا من العقول والإبداع الشيء الكثير، ولدينا المنهج والحل، ولكن ضيعنا الأخلاق والمبادئ، فضاع كل شيء.

في جانب اهتمامي الشخصي، وأعني الإدارة، أجد أن التخلف كل التخلف موجود لدينا في إدارة مؤسساتنا، ثم أقرأ في مئات الكتب، فأجد أن التطوير الإداري سهل ميسر، ولا يحتاج المدير إلا لإنفاق بعض المال لشراء هذه الكتب وقراءتها ثم تنفيذ ما فيها، هكذا أرى الحل بكل بساطة، فالعلم موجود وآخر التطورات نستطيع أن نحصل عليها بأي وسيلة متاحة، لكن التطور والتطوير والتغيير لا نراه ولا نسمع عنه بل ويأسنا منه! أليس هذا جهل العلماء؟ ترى أحدهم يحدثك بالساعات والأيام عن أحدث النظريات الإدارية ولكنه لا يطبق منها شيء في مؤسسته.

دعونا ننظر قليلاً للمجال الأسري، شخص ما أراد الزواج، وتم له ذلك، وكون أسرة ورزقه الله بالذرية من بنين وبنات وعاش كما يعيش معظم الناس، لكن أبنائه انحرفوا، وأما زوجته فلم تعد تلك الزوجة التي كان يعرفها في أول حياته الزوجية، وأصبح البيت فندقاً للمأكل والملبس وقضاء الحاجة ثم الخروج أو الهروب منه.

لو أن هذا الرجل علم نفسه وقرأ عن فنون التعامل الزوجي، وعن فنون إدارة المنزل، وتعلم كيفية تربية أبناءه، وطور مهاراته في الاستماع والتحدث والتعامل مع الآخرين، ألن يكون هذا كله مانعاً للكثير من المشاكل التي نراها تتكرر في كل أسرة؟

أعلم أن بعض الناس يقولون: هذا كلام فاضي، نعم هو هذا جنون العقلاء، يعرفون أن العلاج يكمن في العلم والتعلم وتطوير المهارات، لكنهم لا يريدون هذا كله لأنهم يخشون كلام الناس، أو لا يريدون أن يتعبوا قليلاً في سبيل تعليم أنفسهم، والنتيجة هي أن الآباء يتعاملون مع أبنائهم بنفس الطرق القديمة التي تعلموها من الأجداد، وبالتالي لن يكون هناك أي تطوير في المجتمع.

وأخيراً لننظر نظرة أخيرة لظاهرة غريبة، نرى المئات من المقالات يومياً في الصحف والمجلات والشبكة العالمية، وتعقد عشرات المؤتمرات والندوات والمحاضرات يومياً، وتعقد المجالس الشعبية للنقاش، وفي كل هذا يتم نقاش المشاكل ووضع الحلول المناسبة، ولكن وبعد كل هذا المجهود لا نجد تغييراً بحجم كل هذه المقالات والمحاضرات والمؤتمرات، لأننا أصبحنا أمة الكلام لا الأفعال، وهذه مشكلة أخلاقية.

الحديث يطول والتفاصيل كثيرة وهذا قليل من كثير، ونقطة من بحر غزير، فمتى نرى الأفعال قبل الأقول؟

المقالة القادمة: هذا ابن المسؤول...! (مقال سياسي :))

متشيم
10-12-2001, 01:53 AM
قضايا الإدارة ميسرة وسهلة ، ولكن ليس فقط الجهل هو العائق ، لقد لاحظت أن هناك الكثير من المتعلمين من المتقنين في مجال الإدارة يتقصدون وجود هذه الثغرات في أعمالهم إما ليبقى الوضع متسيبا ليحقق أغراضه الشخصية أو لمنع أي شخصية من البروز عليه والشخصيات المتميزة في مجال الإدارة تحارب حرب شعواء من قدامى الموظفين وذوي النفوذ والمصالح.

سردال
10-12-2001, 12:57 PM
لذلك ذكرت في أول الحديث، بأن مشكلتنا في الأساس أخلاقية، وهذا موجود ومعروف، حتى أن من لا يخون، يقال عنه أنه مسكين وعلى نياته أو أهبل أو منافق يسرق لكن على الساكت.

متشيم
10-12-2001, 01:25 PM
البركة في السينما المصرية التي أركبت الشكل الديني على اللصوص ، السنما التي كانت نشئتها ماسونية واستمرت في ماسونيتها ، يأتون بصاحب اللحية والمسبحة والذي يكثر من قول "استغفر الله" و "سبحان الله" ويجعلونه في النهاية لصا مجرما.

طيب ، شخص فاهم في الإدارة وشريف ، كيف يعيش في وسط هذا الخضم ، كيف يعيش في هذه البيئة الفاسدة؟ هل يستمر ويقاتل ام يفر؟