PDA

View Full Version : يوميات طفل - من وحي الواقع (1)


سردال
15-12-2001, 01:44 AM
في الحي الذي أعيش فيه، ظاهرة عجيبة، وهي انتشار الدراجات الهوائية بين الأطفال، ومن يستطيع شراء هذه الدرجات، يذهب إلى السوق مع أبيه، ويطلب هذه الدراجة أو تلك، ويلح في طلبه، فإن رفض أبوه فيحتال عليه بحيلة معروفة بيننا نحن معشر الأطفال، وهي الصياح بأعلى صوت وسكب دموع التماسيح أنهاراً حتى يرضخ الأب للطلب، وإن وافق طرنا فرحاً وسعدنا بهذه اللعبة المسلية، وطبعاً تنهال علينا النصائح المملة المعتادة، لا تذهب إلى الشارع، احترس من السيارات، لا تسر بها في الليل . . . . الخ!

ومن لم يستطع شرائها أو كان والده من النوع الحازم (كأبي مثلاً) الذي لا تنطلي عليه حيلنا، فإن الحل الوحيد هو أن يبحث في الحي، في كل زاوية وعند كل قمامة، لعله يجد إطاراً هنا وهيكلاً هناك، وهكذا يجمع أجزاء مبعثرة ويركبها لتصبح دراجة كاملة الأوصاف، وينضم إلى ركب أصحاب الدراجات الهوائية.

وقد كان الأطفال يتباهون أمام بعضهم البعض بمهاراتهم في قيادة هذه الدراجات، وكنت أفعل مثلهم تماماً مع أنني لا أحسن قيادتها بمهارة، بل إنني احتجت لضعف الوقت الذي يحتاجه غيري من الأطفال لأعتاد على قيادة دراجتي الهوائية، ولكن عناد الطفولة يدفع أي طفل لكي يتباهى أمام الغير ليكسب إعجابهم، وحتى أصدقكم القول، فإنني لا أحسن سوى المهارات الأساسية فقط لا غير، وبسبب عنادي ورغبتي في إثبات نفسي وإثبات مهارتي المزعومة في قيادة هذه الدراجات، فقد تسببت لنفسي بعدة حوادث خطيرة كاد أحدها أن يودي بحياتي!

وحدث هذا عندما أردت أن أعبر الشارع، فوقفت في على طرف الرصيف ونظرت في الشارع، فإذا فيه سيارة واحدة فقط مسرعة، ولكن لتهوري وحمقي أفلت يدي عن المكابح فانزلقت السيارة نحو الشارع ولم أدري كيف أفعل أو أتصرف، ونظرت نحو السيارة فإذا بالموت منطلقاً نحوي على عجلات أربع!

والحمدلله أن السائق تنبه لحماقتي فابتعد عني قليلاً، فمرت السيارة من أمامي مسرعة وصوت المنبه يزمجر في أذني، ومع ذلك عناد الطفولة لا يتزحزح أبداً، فرحت أصرخ عليه معبراً عن غضبي، وكأنه هو المخطأ لا أنا! لا بأس المهم أنني بخير، ولكن كان عليه أن يتنبه أكثر!!!

وذات مرة، تحداني أحد الأصدقاء أن أقوم بقفزة على إحدى المطبات التي تملء طرق الحي، وقد فعلها أمامي ورأيته يقفز عالياً بدراجته، ثم يهبط بسلام على الأرض، فقلت له بشيء من الغرور: أنا أستطيع أن أقوم بهذه القفزة! ذهبت بعيداً بدراجتي ثم عدت مسرعاً وانطلقت بأسرع ما أستطيع، وقفزت فعلاً بشكل جميل، ولكن قمت بحماقة أفقدتني توازني فسقطت على وجهي، وتدحرجت مع دراجتي على الشارع ولكم أن تتخيلوا ما حدث لي عندها! والمؤلم أن الخبر انتشر بين أطفال الحي!

ألقاكم في حماقات أخرى!..... أقصد حلقات أخرى.

الطارق
15-12-2001, 03:15 AM
سردال :)

لا أنس أبدا أول يوم عندما بدات تعلم الدراجة وسرت بها
في الطريق !!

كنت أسير بدراجتي وإذ بسيارة ونيت تسير في اتجاهي :eek:
أنا من الغشامة أصبحت كاني أرغب في مناطحتها :mad:
لولا أن أنحرف عني ساقها الذي توقف وهو غاضب
أما أنا فقذفت بدراجتي وهربت جريا على قدمي من الفزع !! :(
وكاد أن يحمل دراجتي في سيارته لكن من حسن الحظ أنه كان
يعرف والدي فتركها وهو يهددني ويتوعدني ( وأنا لا أدري ماالسبب :confused: )

عن الصياح وسكب الدموع فحدث ولا حرج :)
لكن الغريب أنه وإلا الأن الأطفال يستعملون هذه
الحيلة في بداية شهر رمضان أتانا أبن أخي وأخذ يتباكى
أمام والده ويتصايح حتى أجبر أخي على أن يأتي له بدراجة !!
ويبدوا أن الحيلة لا زالت تطبق وحتى الآن :)



تحياتي سردال :)

سردال
15-12-2001, 02:54 PM
الطارق: يعني مو أنا بس اللي أسوي هذي البلاوي؟ :) لا وأنت بعد ما تدري ليش الريال يتوعد ويهدد؟! والله أن الأطفال نكت ورى بعض ;) بس الحمدلله أن الله سلم، ولا يمكن ما عرفنا الطارق في منتدانا هذا.

لكن، لم تخبرني، كم كان عمرك آنذاك؟

أما الحيلة، فهي معروفة لدى الأطفال، تجد الطفل يقف في منصف الدار ثم يرفع رأسه قليلاً، ويفتح فمه على أقصى اتساع ويخرج من جوف جوفه صوت حاداً أخبروني بأنه البكاء، ثم تجري الأنهار من العين، ويظل على هذا الحال، حتى يحصل على ما يريد، وللأسف القصة تتكرر بدون أي حل من قبل الآباء!! :)

تحياتي

متشيم
15-12-2001, 04:16 PM
إذا كان الطفل يستخدم البكاء للابتزاز (وهو الغالب) فإن تركه يبكي هو الأفضل ، سيبكي إلى أن يتعب ثم يسكت ، الطفل يعرف أن بدموعه قد يؤثر وإذا لم يؤثر بدموعه يؤثر بصوته المزعج.

Shamma
15-12-2001, 11:23 PM
رديت كذيه لأن القصيدة غطت عليه الإضافة :(

السلام عليكم ورحمة الله
هذه السلسلة ستكون مميزة .... لأنها من الواقع وعن فئة رائعة :)

أخي الكريم سردال
بداية سلامات ولو أن الموضوع ظني مر عليه سنين :)
بس سالفة الحوادث ما زالت تتكرر يوما وأصبحت مألوفة جدا
والغريب من تبدأ الإجازة الصيفية بدا معاها موال " الدرجات الهوائية " :)
والأهل خلاص تعودوا على هذا الطلب :) حتى لو الولد ما طلب
هم بيشترون له ...

اللي يعجبني بحق في هذة اللعبة أن الطفل يشعر بالحرية والإنطلاق والقدرة على التحدى .... رغم خطورتها التي لا تخفى على أحد

بالنسبة لسالفة البكاء لتحقيق المطالب
تعتمد أولا وأخيرا على شخصية الوالدين ...
وسبحان الله دائما البكاء والصراخ يكون على الوالدة فقط لأنها حنونه وتستجيب بسرعة ولا تبغي تصدع راسها :):)

تحياتي لك ... وفي انتطار رقم " 2 "

سردال
16-12-2001, 12:18 AM
متشيم: أتمنى لو يفهم هذا بعض الآباء، الذين يرضخون للبكاء مباشرة، ولذلك يتعلم الطفل أن هذه الحيلة يمكن تكرارها كلما اقتضت الحاجة، ولو أنهم لم يرضخوا له لتعلم أن البكاء لا ينفع.


Shamma: وعليكم السلام والرحمة، والله يسلمك، مر على هذا الموضوع تقريباً 10 سنوات!! :) أما الحوادث التي تحدث الآن فهي حقيقة مشكلة، لأن الصحف تتكلم منذ زمن عن هذه الحوادث ولا زال الأطفال ضحية تهورهم أو إهمال وتدليل الأسرة، وكل أسبوع نقرأ عن دهس طفل أو طفلين.

أما الحرية، فصدقيني لولا كلام الناس، لاشتريت واحدة خاصة، وذهبت بها، أولاً رياضة، ثانياً اقتصادية، ثالثاً وكما قلت حرية ومتعة لا تجدينها حتى في السيارة، لكن أدري، الناس راح تقول: عيب وما يصير أنت مب ياهل!

وبإذن الله الرقم "2" في الطريق.

وشكراً على الرد :)

متشيم
16-12-2001, 01:26 AM
:)

ما أقدر إلا أضحك وأنا أتذكر والدي الرجل الرزين الحصيف ، والله لو نصيح صياح اليهد بو لبلاس ويمكن يزيدنا ... حتى أصبحنا نخاف نصيح قدامه.

أتذكر قصة حدثت لأحد الزملاء المتميزين في التلاعب بالدراجة الهوائية ، والشباب عاملين رفعة لتقفز من فوقها الدراجات ، فجاء البطل المغوار وقفز بدراجته فانفصل الإطار الأمامي والحبيب في الهواء فوقت الدراجة على مثبت الإطار ونشبت في الأرض بقوة فانقلب وانخلع له ظرس.