النعمان
06-01-2002, 01:54 AM
الصحابة الكرام بين أهل البيت والمستشرقين !!
لقد صور القرآن الكريم التربية النبوية والتأثير الثوري الجذري الذي يَتمُّ على يد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في سور كثيرة, فقال تعالى في سورة الحجرات : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) الحجرات : 7
ويقول عز وجل : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ) الفتح : 26
وكذلك يقول : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) الفتح : 29
وفي سورة التوبة يقول : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) التوبة : 100
ويقول عز وجل : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) الفتح : 18
والآيات في فضائل الصحابة الكرام كثيرة جداً ومعلومة, وظهور معجزة التأثير والهداية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وظهور الثورة في الأخلاق والعقائد وبروز نماذج إنسانية علمية من أروع ما شاهد التاريخ من نماذج وأجملها يشق الطريق للإسلام, وتترامى بفضله وتأثيره أممً وأقطار في أحضان الإسلام, ويتكون مجتمع كامل حي يعتبر مجتمعاً مثالياً من كل جهة .
سيدنا علي رضى الله عنه ينعت الصحابة الكرام رضي الله عنهم ويصفهم :
حيث قال في خطبة له في نهج البلاغة : ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, فما أرى أحداً يشبههم منكم, لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً, وقد باتوا سُجداً وقياماً, يراوحون بين جباههم وخدودهم, ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم, كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم, إذا ذُكر الله همَلت أعينهم حتى تبتل جيوبهم, ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف, خوفاً من العقاب, ورجـاءً للثواب ) نهج البلاغة ص: 143 طبعة دار الكتب اللبناني
ويقول في خطبة ثانية : ( أين القوم الذين دعوا إلي الإسلام فقبلوه, وقرؤوا القرآن فأحكموه, وهِيجوا إلي القتـال فولهوا وله اللقاح إلي أولادها, وسَلبوا السيوف أغمادها, وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً, بعض هلك وبعض نجا, لا يُبشّرون بالأحياء ولا يعزون بالموتى, مُره العيون من البكاء, خُمص البطون من الصيام, ذُبل الشفاه من الدعاء, صُفر الألوان من السَّهر, على وجوههم غبرة الخاشعين, أولئك إخواني الذاهبون, فحُق لنا أن نظمأ إليهم ونعصّ الأيادي على فراقهم ) نهج البلاغة ص: 177, 178
رأي علماء الشيعة السابقين في الصحابة الكرام :
نقدم فيما يلي مقتطفات عديدة من " كتاب مختصر تاريخ العرب " للكاتب الإسلامي الأكبر السيد أمير علي - وهو من سليل أسرة شيعية من السادة, ترك مذهب الشيعة وأنتقل لمذهب أهل السنة, وانظر ترجمته في كتاب علماء الإصلاح في العصر الحديث للدكتور أحمد أمين ص: 140 - يقول السيد أمير علي في كتابه ص: 278 ( إذا قمنا باستعراض الواقع السياسي الذي عاشه المسلمون في عهود الخلفاء الراشدين تمثل أمام الأعين مشهد مثير لحكومة الجماهير, التي كان رئيسها خليفة انتخبه الناس, لم يكن يتمتع إلا بسلطة محدودة, فقد كانت سلطته الخاصة تدور حول نطاق الشؤون الإدارية, أما سيادة القانون فكانت تعم الجميع, غنياً كان أو فقيراً, رئيساً كان أو عاملاً في المزارع ) .
ويقول أيضاً ص: 280 ( لقد كان الخلفاء الراشدون قد وهبوا حياتهم لصالح عامة المسلمين بشيء كثير من الشدة والحيطة, وكانوا يعيشون في غاية من السذاجة بحيث إن ذلك كان تقليداً كاملاً للنموذج الذي ورثوه من النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, إنهم حكموا قلوب الناس بحسن سلوكهم ومكارم سيرتهم, مع الابتعاد التام عن الخدم والحشم والفخفخة الظاهرة ) .
ويقول في ص: 21 ( لقد كان أبو بكر رضى الله عنه يتميز خصيصاً بالحكمة والاعتدال, وأقر علي رضى الله عنه بانتخابه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وكذلك أهل بيت النبوة, بإخلاصهم المتوارث ووفائهم وولائهم للإسلام ) .
وقد قال في ص: 21 ( وافق على خلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, عل بن أبي طالب وأعضاء أسرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, برحابة صدر ) .
وكذلك تحدث الأستاذ عسكري جعفري في ترجمة الإنجيلزية لكتاب " نهج البلاغة " التي نشرتها الجمعية الإسلامية العالمية للشيعة, أنّ عمر كان يستشير علياً ويقبل آراءه, وحينما استشاره عمر بمناسبة الحرب ضد الإمبراطورية الرومية, أشار عليه ببقائه هناك وأرسل ضابط محنك آخر لقيادة الجيش, وكذلك خالف علي أن يتجه عمر إلي ميدان القتال بمناسبة معركة حاسمة ضد القوات الفارسية, ونهاه عن ذلك, ولكي نجد تصديقاً لهذا الجانب المهم نستطيع أن نراجع نهج البلاغة في خطبتي علي رضى الله عنه, رقم 137 - 149 .
ويقول السيد محسن الملك – وهو من أفاضل هذا العصر ونوابغه, ولد في بيت شيعي وتركه وتمسَّك بمذهب أهل السنة اختير سكرتيراً لمؤتمر التعليم الإسلامي, وأميناً عاماً لكلية العلوم بعلكيراه وظل على هذا المنصب إلي آخر حياته, راجع لترجمته كتاب " نزهة الخواطر " للسيد عبد الحي الحسيني ج:8 – يقول في كتابه " الآيات البينات " : ( الحقيقة أن ما يعتقده الشيعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم يسببُ توجيه التهمة إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ويثير الشبهات حول الإسلام في نفوس المطّلعين على هذه المعتقدات, ذلك لأن من يعتقد في الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم لم يكونوا صادقين في إيمانهم إلا في ظاهر الأمر, إما في باطنه فكانوا كافرين – والعياذ بالله – حتى إنهم ارتدوا عن الإسلام على إثر وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, لا يستطيع أن يصدق نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل يقول : لو أن النبي كان صادقاً في نبوته لكانت تعليماته ذات تأثير, ووجد هناك من يكون قد آمن به بعض المئات الذين ثبتوا على الإيمان, فإذا كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم ناقصين في إيمانهم وإسلامهم – كما يزعمون – فمن هم أولئك الذين تأثروا بهداية النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وإلي كم يبلغ عدد الذين استفادوا من نبوته, فإن كان أصحابه سوى بضعة رجال منهم منافقين ومرتدين فيما يزعمون والعياذ بالله, فمن دان بالإسلام؟! ومن انتفع بتعليم الرسول عليه الصلاة السلام وتربيته ؟! ) .
ويقول الدكتور أمير حداد وهو أيضاً شيعي سابق تحول إلي مذهب أهل السنة : ( كيف يقترن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برجل يرتد بعد موته .. أم أنه كان يجهل كل هذه المساوئ في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .. وعلمهما غيره من البشر .. ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة أن دخلا الجنة ) ويضيف قائلاً (فمن نقل لنا القرآن . ومن نقل لنا السنة .. إننا إن قلنا أن الصحابة كفروا أو ارتدوا فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين أيدينا . وقد طعن كثيرون في صحته في أمهات الكتب المعتمدة عندهم. فكل ما نعتقده باطل لأن الكافر ليس أهلا بنقل شيء من الأخبار ) كلمات في العقيدة ص: 158
الصحابة الكرام رضي الله عنهم في نظر المستشرقين :
يقول العالم الألماني كيتاني ( Caetani ) في كتابه " سنين الإسلام" ما يلي : ( لقد كان هؤلاء الصحابة الكرام ممثلين صادقين لتراث رسول الله الخلقي, ودعاة الإسلام في المستقبل, وحملة تعاليم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) التي بلغها إلي أهل التقوى والورع, لقد رفع بهم اتصالهم المستمر برسول الله وحبهم الخالص له, إلي عالم من الفكر والعواطف لم يشهد محيط أسمى منه وأرقى مدينة واجتماعاً, والواقع أن هؤلاء الصحابة كان قد حدثت فيهم تحولات ذات قيمة كبيرة من كل زاوية, وأثبتوا فيما بعد في أصعب مناسبات الحروب أن مبادئ محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إنما بذرت في أخصب أرض أنبتت نباتاً حسناً, وذلك عن طريق أناس ذوي كفاءات عالية جداً, كانوا حفظة الصحيفة المقدسة وأمناءها, وكانوا محافظين على كل ما تلقوه من رسول الله من كلام أو أمر, لقد كان هؤلاء قادة الإسلام السابقين الكرام الذين أنجبوا فقهاء المجتمع الإسلامي وعلماءه ومحدثيه الأولين )Caetani ( annali dell islam ) vol. 11 . p. 429
ويقول المؤلف الفرنسي الشهير الدكتور غوستاف ( Leban Gustave ) في كتابه " حضارة العرب" : ( وبالجملة فإنَّ هذا الدين الجديد كان يواجه مناسبات وفرصاً كثيرة, وأنَّ فراسة الصحابة وحسن تدبيرهم قد جعلهم ينجحون لدى كل فرصة ومناسبة, لقد وقع الاختيار للخلافة في العهد الأول على أناس, كان جل غرضهم نشر الدين المحمدي ) مقتطف من ( حضارة العرب ) ص: 134 ترجمة د. السيد علي البلكرامي
ويقول المؤلف الإنجليزي الشهير جيبون ( Edward Gibbon ) عن الخلفاء الراشدين في كتابه " انقراض وسقوط المملكة الرومية " : ( لقد كانت أخلاق الخفاء الأربعة الأولين وتصرفاتهم نزيهة مضرب المثل, إن نشاطهم وتفانيهم إنما كان بإخلاص تام, ورغم التمكن من الثراء والسلطة, فقد أفنـوا أعمارهم في أداء المسؤوليات الخلقية والدينية ) Edward Gibbon The History of the Decline and Fall of the Roman Empire, 1911 pp. 384 - 85
لقد صور القرآن الكريم التربية النبوية والتأثير الثوري الجذري الذي يَتمُّ على يد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في سور كثيرة, فقال تعالى في سورة الحجرات : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) الحجرات : 7
ويقول عز وجل : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ) الفتح : 26
وكذلك يقول : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) الفتح : 29
وفي سورة التوبة يقول : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) التوبة : 100
ويقول عز وجل : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) الفتح : 18
والآيات في فضائل الصحابة الكرام كثيرة جداً ومعلومة, وظهور معجزة التأثير والهداية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وظهور الثورة في الأخلاق والعقائد وبروز نماذج إنسانية علمية من أروع ما شاهد التاريخ من نماذج وأجملها يشق الطريق للإسلام, وتترامى بفضله وتأثيره أممً وأقطار في أحضان الإسلام, ويتكون مجتمع كامل حي يعتبر مجتمعاً مثالياً من كل جهة .
سيدنا علي رضى الله عنه ينعت الصحابة الكرام رضي الله عنهم ويصفهم :
حيث قال في خطبة له في نهج البلاغة : ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, فما أرى أحداً يشبههم منكم, لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً, وقد باتوا سُجداً وقياماً, يراوحون بين جباههم وخدودهم, ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم, كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم, إذا ذُكر الله همَلت أعينهم حتى تبتل جيوبهم, ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف, خوفاً من العقاب, ورجـاءً للثواب ) نهج البلاغة ص: 143 طبعة دار الكتب اللبناني
ويقول في خطبة ثانية : ( أين القوم الذين دعوا إلي الإسلام فقبلوه, وقرؤوا القرآن فأحكموه, وهِيجوا إلي القتـال فولهوا وله اللقاح إلي أولادها, وسَلبوا السيوف أغمادها, وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً, بعض هلك وبعض نجا, لا يُبشّرون بالأحياء ولا يعزون بالموتى, مُره العيون من البكاء, خُمص البطون من الصيام, ذُبل الشفاه من الدعاء, صُفر الألوان من السَّهر, على وجوههم غبرة الخاشعين, أولئك إخواني الذاهبون, فحُق لنا أن نظمأ إليهم ونعصّ الأيادي على فراقهم ) نهج البلاغة ص: 177, 178
رأي علماء الشيعة السابقين في الصحابة الكرام :
نقدم فيما يلي مقتطفات عديدة من " كتاب مختصر تاريخ العرب " للكاتب الإسلامي الأكبر السيد أمير علي - وهو من سليل أسرة شيعية من السادة, ترك مذهب الشيعة وأنتقل لمذهب أهل السنة, وانظر ترجمته في كتاب علماء الإصلاح في العصر الحديث للدكتور أحمد أمين ص: 140 - يقول السيد أمير علي في كتابه ص: 278 ( إذا قمنا باستعراض الواقع السياسي الذي عاشه المسلمون في عهود الخلفاء الراشدين تمثل أمام الأعين مشهد مثير لحكومة الجماهير, التي كان رئيسها خليفة انتخبه الناس, لم يكن يتمتع إلا بسلطة محدودة, فقد كانت سلطته الخاصة تدور حول نطاق الشؤون الإدارية, أما سيادة القانون فكانت تعم الجميع, غنياً كان أو فقيراً, رئيساً كان أو عاملاً في المزارع ) .
ويقول أيضاً ص: 280 ( لقد كان الخلفاء الراشدون قد وهبوا حياتهم لصالح عامة المسلمين بشيء كثير من الشدة والحيطة, وكانوا يعيشون في غاية من السذاجة بحيث إن ذلك كان تقليداً كاملاً للنموذج الذي ورثوه من النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, إنهم حكموا قلوب الناس بحسن سلوكهم ومكارم سيرتهم, مع الابتعاد التام عن الخدم والحشم والفخفخة الظاهرة ) .
ويقول في ص: 21 ( لقد كان أبو بكر رضى الله عنه يتميز خصيصاً بالحكمة والاعتدال, وأقر علي رضى الله عنه بانتخابه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وكذلك أهل بيت النبوة, بإخلاصهم المتوارث ووفائهم وولائهم للإسلام ) .
وقد قال في ص: 21 ( وافق على خلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, عل بن أبي طالب وأعضاء أسرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, برحابة صدر ) .
وكذلك تحدث الأستاذ عسكري جعفري في ترجمة الإنجيلزية لكتاب " نهج البلاغة " التي نشرتها الجمعية الإسلامية العالمية للشيعة, أنّ عمر كان يستشير علياً ويقبل آراءه, وحينما استشاره عمر بمناسبة الحرب ضد الإمبراطورية الرومية, أشار عليه ببقائه هناك وأرسل ضابط محنك آخر لقيادة الجيش, وكذلك خالف علي أن يتجه عمر إلي ميدان القتال بمناسبة معركة حاسمة ضد القوات الفارسية, ونهاه عن ذلك, ولكي نجد تصديقاً لهذا الجانب المهم نستطيع أن نراجع نهج البلاغة في خطبتي علي رضى الله عنه, رقم 137 - 149 .
ويقول السيد محسن الملك – وهو من أفاضل هذا العصر ونوابغه, ولد في بيت شيعي وتركه وتمسَّك بمذهب أهل السنة اختير سكرتيراً لمؤتمر التعليم الإسلامي, وأميناً عاماً لكلية العلوم بعلكيراه وظل على هذا المنصب إلي آخر حياته, راجع لترجمته كتاب " نزهة الخواطر " للسيد عبد الحي الحسيني ج:8 – يقول في كتابه " الآيات البينات " : ( الحقيقة أن ما يعتقده الشيعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم يسببُ توجيه التهمة إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ويثير الشبهات حول الإسلام في نفوس المطّلعين على هذه المعتقدات, ذلك لأن من يعتقد في الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم لم يكونوا صادقين في إيمانهم إلا في ظاهر الأمر, إما في باطنه فكانوا كافرين – والعياذ بالله – حتى إنهم ارتدوا عن الإسلام على إثر وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, لا يستطيع أن يصدق نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل يقول : لو أن النبي كان صادقاً في نبوته لكانت تعليماته ذات تأثير, ووجد هناك من يكون قد آمن به بعض المئات الذين ثبتوا على الإيمان, فإذا كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم ناقصين في إيمانهم وإسلامهم – كما يزعمون – فمن هم أولئك الذين تأثروا بهداية النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وإلي كم يبلغ عدد الذين استفادوا من نبوته, فإن كان أصحابه سوى بضعة رجال منهم منافقين ومرتدين فيما يزعمون والعياذ بالله, فمن دان بالإسلام؟! ومن انتفع بتعليم الرسول عليه الصلاة السلام وتربيته ؟! ) .
ويقول الدكتور أمير حداد وهو أيضاً شيعي سابق تحول إلي مذهب أهل السنة : ( كيف يقترن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برجل يرتد بعد موته .. أم أنه كان يجهل كل هذه المساوئ في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .. وعلمهما غيره من البشر .. ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة أن دخلا الجنة ) ويضيف قائلاً (فمن نقل لنا القرآن . ومن نقل لنا السنة .. إننا إن قلنا أن الصحابة كفروا أو ارتدوا فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين أيدينا . وقد طعن كثيرون في صحته في أمهات الكتب المعتمدة عندهم. فكل ما نعتقده باطل لأن الكافر ليس أهلا بنقل شيء من الأخبار ) كلمات في العقيدة ص: 158
الصحابة الكرام رضي الله عنهم في نظر المستشرقين :
يقول العالم الألماني كيتاني ( Caetani ) في كتابه " سنين الإسلام" ما يلي : ( لقد كان هؤلاء الصحابة الكرام ممثلين صادقين لتراث رسول الله الخلقي, ودعاة الإسلام في المستقبل, وحملة تعاليم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) التي بلغها إلي أهل التقوى والورع, لقد رفع بهم اتصالهم المستمر برسول الله وحبهم الخالص له, إلي عالم من الفكر والعواطف لم يشهد محيط أسمى منه وأرقى مدينة واجتماعاً, والواقع أن هؤلاء الصحابة كان قد حدثت فيهم تحولات ذات قيمة كبيرة من كل زاوية, وأثبتوا فيما بعد في أصعب مناسبات الحروب أن مبادئ محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إنما بذرت في أخصب أرض أنبتت نباتاً حسناً, وذلك عن طريق أناس ذوي كفاءات عالية جداً, كانوا حفظة الصحيفة المقدسة وأمناءها, وكانوا محافظين على كل ما تلقوه من رسول الله من كلام أو أمر, لقد كان هؤلاء قادة الإسلام السابقين الكرام الذين أنجبوا فقهاء المجتمع الإسلامي وعلماءه ومحدثيه الأولين )Caetani ( annali dell islam ) vol. 11 . p. 429
ويقول المؤلف الفرنسي الشهير الدكتور غوستاف ( Leban Gustave ) في كتابه " حضارة العرب" : ( وبالجملة فإنَّ هذا الدين الجديد كان يواجه مناسبات وفرصاً كثيرة, وأنَّ فراسة الصحابة وحسن تدبيرهم قد جعلهم ينجحون لدى كل فرصة ومناسبة, لقد وقع الاختيار للخلافة في العهد الأول على أناس, كان جل غرضهم نشر الدين المحمدي ) مقتطف من ( حضارة العرب ) ص: 134 ترجمة د. السيد علي البلكرامي
ويقول المؤلف الإنجليزي الشهير جيبون ( Edward Gibbon ) عن الخلفاء الراشدين في كتابه " انقراض وسقوط المملكة الرومية " : ( لقد كانت أخلاق الخفاء الأربعة الأولين وتصرفاتهم نزيهة مضرب المثل, إن نشاطهم وتفانيهم إنما كان بإخلاص تام, ورغم التمكن من الثراء والسلطة, فقد أفنـوا أعمارهم في أداء المسؤوليات الخلقية والدينية ) Edward Gibbon The History of the Decline and Fall of the Roman Empire, 1911 pp. 384 - 85