تسجيل الدخول

View Full Version : قصص رائعة عن طالبان


بن بادي
12-01-2002, 04:59 PM
ورثت الطالبان حماية الأفغان العرب وجوارهم من الأحزاب السابقة لهم ولا سيما حزب يونس خالص وجماعة جلال الدين حقاني حيث كانت بقايا العرب.ـ

ولما جاء الشيخ بن لادن نزل في جوار يونس خالص ثم دخل الطالبان جلال أباد وهو فيها وقد شهدت بنفسي مجلساً وكنت قدراً ضيفاً زائراً للشيخ أبي عبد الله فدخل بعض كبار الطالبان ومنهم وزير ومسؤولون وأسمعوه وأسمعوا العرب الجالسين كلاماً في الجوار والحمية ذرفت له العيون تأثراً فمن قائل أنتم المهاجرون ونحن الأنصار , حتى قال قائل في آخر الجلسة وكان وزيراً : لا نقول أنتم ضيوفنا ولا نقول نحن خدم لكم بل نقول نحن نخدم التراب الذي تمشون عليه .ـ

وسمعت من الشيخ يونس خالص وهو من شيوخهم كلاماً عجيباً في إحدى الجلسات يقول بعربيته الجيدة وبلكنة أعجمية ثقيلة لأبي عبد الله : أنا لا أملك إلا نفسي وهي على عزيز جداً ولكن نفسي دون نفسك ونحري دون نحرك وأنت في ضيافتنا ولا يصل أحد إليك وإذا حصل من الطالبان شيء أخبرني رغم أني إمكانياتي بعد وصولهم قليلة ولكن أبذل وسعي .ـ

وحضرت مجلساً في زيارة لكابل زرنا فيه الشيخ إحسان الله إحسان رحمه الله وكان خطيب الطالبان ومسئول بيت المال وكان ثالث أهم شخصية فيهم بعد ملا عمر وهو ملا كبير وعالم يشار إليه في أفغانستان وكان العدو الأول لأمريكا و السعودية في الطالبان وذلك لما رد عليهم معرضاً بأمريكا مرة بشدة . فأرسل له السفير السعودي سلمان العمري يقول له : إن من يعادي أمريكا في هذا الزمان لا يستطيع العيش في الأرض ، فأجابه إحسان الله في رسالة أرسلها إليه يقول : ( سعادة سفير السعودية لقد قرأت القرأن والحديث الشريف مرات ورأيت كل أفعال الخالق . الرازق . المحي والمميت . الضار النافع منصرفة إليه تعالى وليس لأمريكا ونحن لا نخشى إلا الله)، فكانوا يكنون له عداءً شديداً ، وكنت على إفطار في مكتبه في القصر الجمهوري ذات مرة وكان جالساً على الأرض بين الكتب العلمية الشرعية من تفاسير وسنن وأصول . فحدث أسامة بن لادن حديثاً بكى فيه عدة مرات وأبكى كل الحاضرين وأتذكره – رحمه الله – وقد قتل في مذبحة مزار شريف الشهيرة على يد ميليشيات الأوزبك والشيعة. يقول مذكراً بالمثال يروي كيف قالت أم المؤمنين خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يخزيك الله أبداً لأنك تنصر المظلوم وتطعم المسكين وتعين على نوائب الدهر وقال للشيخ بن لادن : فوالله كذلك لا يخزيك الله إن شاء الله أبداً لأنك نصرت المظلومين وجاهدت مع المستضعفين . ثم وضع يده على ردائه واستعبر وبكى بشدة حتى علا صوته ثم قال الشيخ إحسان للشيخ بن لادن أقول ما قال ورقة بن نوفل للرسول عليه الصلاة والسلام : ياليتني كنت جذعاً إذ يخرجك قومك . قال أو مخرجي هم . قال : لم يأت بمثل ما أتيت به إلا عودي ، يعرض بضعفهم عن إمكانية نصرة بن لادن كما يجب .ـ

ثم زرته رحمه الله في مكتبه في القصر الجمهوري، من أجل الحديث معه حول قضية الأمم المتحدة وكنت وحدي وأبو خالد صاحبي ومعه بعض المسؤولين والموظفين في نفس المكتب جالساً على الارض (وهي عادة يلتزم بها أمراء الطالبان ووزراؤهم كي لا يجلسوا على كراسي الكفرة والظلمة السابقين ببل يتركون المكاتب الفاخرة خلفهم مهجورة ، وهي لفتة رائعة منهم ) وأخذنا الحديث وكنت أجمع مادة لتقريري الأول عن الطالبان فاشار إلى كرسي وراء مكتب قديم خشبي فاخر ولم أره جلس عليه فقال لي : انظر هذا الكرسي جلس عليه الملك ظاهر شاه ثم أخرجه الله مهاناً مخلوعاً لما لم يقم بأمره ثم جلس عليه داود ونزع من عليه مقتولاً ثم حفيظ الله ثم بابراك ( وعدهم واحداً واحداً يذكر مصارعهم ونهايتهم) إلى نجيب الله الذي خرج على أيدينا مشنوقاً بعد حين ثم جلس عليه رباني زعيم المجاهدين ثم هرب ذليلاً مخلوعاً ، وها نحن دخلنا الحجرة وجلسنا عليه ووالله إن لم نقم بحق الله ليخرجنا الله كذلك إما مقتولين أو أذلاء مخلوعين وبكى بكاءً شديداً رحمه الله .. ثم علمنا بعد ذلك بمقتله في مزار شريف على يد الشيعة والشيوعيين وقيل أنهم اسروه وأعدموه على قبر أحد زعماء الشيعة الروافض الذين قتلهم طالبان وهو ( مزاري) وقيل أنه قتل أثناء المعركة في مزار فنسأل الله له الشهادة وواسع الرحمة والمغفرة .ـ

ولدي شواهد كثيرة يخرج بنا عن المقام ذكرها إن أطلنا . فلي في أفغانستان نحو عامين قمت بنشاطات عديدة منها فكري وإعلامي ومنها دعوي ومنها للعمل الاقتصادي سوى ذلك . اقتضت أن أحتك بالعديد من مختلف مستويات الطالبان وشهدت وقائع عديدة وسمعت وتوثقت من قصص كثيرة كلها تثبت أن الطالبان قاموا حتى الآن خير قيام بواجب الجار مع المستجير وبواجب الأنصاري نحو المهاجر وكانوا خير جيران. وبلغ الملا عمر أمير المؤمنين وهم الفقراء المعوزون ذات مرة أن يرسل عامله يحمل الفلوس الأفغانية بالشوال ( كيس القمح الكبير ) لأنها كثيرة قليلة القيمة ويضرب الباب على مجمع بعض المهاجرين العرب يقول هذا أرسله أمير المؤمنين من بيت المال للمهاجرين المجاهدين العرب . ومن المؤكد أنهم أحوج إلى هذا المال من حاجة العرب هنا إليه ..ـ

وكما قلت فالقصص والشواهد كثيرة ويكفي آخرها ويعلمه كل الناس ، فقد ضرب الأمريكان معسكرات العرب وأحد معسكرات الأفغان بصواريخ الكروز واهتز العالم رعباً لعربدة أمريكا . وصرح الملا عمر لو لم يبق في أفغانستان إلا دمي لمنعت أسامة بن لادن والمجاهدين العرب وما أسلمتهم وهددت أمريكا بعد ذلك باستخدام السلاح النووي والجرثومي واجتمع كل وزراء الطالبان عند ملا عمر ثلاثة أيام ليتخذ قراراً وتوقعنا كلنا إن يطلب من أبي عبد الله والعرب تجميد نشاطهم وإغلاق معسكراتهم . وهرعت لأسمع عن بعض الوزراء نتيجة الإجتماع . فعلمت عجباً ، قال أحدهم : لم يزد أمير المؤمنين على أن وبخ بعضنا ممن اعتراهم الخوف والتردد وأعطاهم درساً في التوكل على الله وعدم الخوف من أمريكا بعد أن هزم الله على أيديهم من هو أقوى من أمريكا وأقرب إليهم جيرة من أمريكا وهم الروس وأزال دولتهم . أقول وما زال بنا الحال في أحسن حال عند خير جيران ، نسأل الله لهم الثبات ولو أردت لسجلت عشرات الشواهد ولكن الاختصار هنا أولى . ـ

المصدر (http://www.arabforum.net/vb/showthread.php?s=&threadid=25563)