دكتور_احمد
15-10-2002, 12:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-أنا الطفل الفلسطيني الحي الذي لم يرزقني ربي الشهادة كما رزق آخي محمد الدرة وكما رزق أختي إيمان حجو
وكما رزق بقية أخوتي الأطفال الشهداء !! أنا الذي قد اخطأتني رصاصات قناصة الاحتلال عشرات المرات بينما كنت أنام على فراشي في بيتي ، وبينما كنت قائما في غرفتي خلف الشباك أراقب الدبابات وهي تسحق أشجار الزيتون ، وبينما كنت في طريقي إلي الدكان كي اشتري لأخي الرضيع علبة حليب ، وبينما كنت على مقعدي في مدرستي ، وبينما كنت قائما لله تعالى في صلاتي !! نعم لقد اخطأتني رصاصة قناص الاحتلال قبل أيام حين مرت قرب أذني ، واخطأتني رصاصة أخرى مسحت شعر رأسي ، واخطأتني رصاصة ثالثة اندفعت بلهيبها بين قدمي ، واخطأتني رصاصات ورصاصات تراكضت تحمل الموت عبرت تؤُزّ عن يميني وعن يساري ومن فوقي ومن تحتي !! أنا الطفل الفلسطيني الذي اخطأتني قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ وقنابل الطائرات وقذائف مروحيات الأباتشي الأمريكية !! فلا نامت أعين الجبناء!!
2-أنا الطفل الفلسطيني الذي قد هدموا بيتي فوق رأسي وفوق رأس أمي وأبى واخوتي في مخيم جنين ومخيم بلاطة ونور شمس وفي سائر مخيماتنا وقرانا ومدننا في الضفة الغربية وقطاع غزة !! فاستشهد أبى تحت ردم بيتنا الذي تحول إلى رجم حجارة ، واستشهدت أمي وهي تحمل أرغفة خبز فوق رأسها جاءت مسرعة بها لتطعمنا ، واستشهد اخوتي وهم في مواقف المواجهة لدحر الاحتلال !! أنا الذي ودعت بيتي المهدوم ولم أعد إليه حتى الآن ، فاقمت أياما عند خالتي فهدموا بيتها ، ثم أقمت أياماً عند عمتي فهدموا بيتها ، ثم أقمت أياما جوالا متنقلا عند القريب والبعيد ، وها آنذا طفل يتيم بلا أم ولا أب ولا اخوة !! ها آنذا طفل يتيم بلا بيت !! فهل تحملون جرحي ؟! وهل تجبرون كسري ؟! وهل تغيثونني لأبني بيتي من جديد ؟! الست طفلا غاليا عليكم وكريما على نفوسكم ؟ الست طفلا معتبرا من عالم الطفولة الإسلامية والعربية ؟! الست كذلك ؟! لا تغفلوا عني ولا تهملوني ولا تتركوني وحيدا .
3-أنا الطفل الفلسطيني الذي خرجت بحفظ الله تعالى من تحت ركام بيتي حيا ،
ثم طفقت اركض وسط الدمار في مخيمنا ومن فوق رأسي الطائرات تطاردني وتطارد بقية أهلي الهائمين على وجوههم والصارخين ، فمررت وأنا اركض في شوارع المخيم المجروفة وأزقته المحروقة ، مررت بجارنا (أبو محمود) شهيدا عند أعتاب بيته المهدوم ، ومررت بجارنا (أبو سعيد) جسدا بلا رأس ورأسه على بعد متر من جثمانه الغارق بالدماء ، ومررت بعشرات الأيدي المبعثرة هنا وهناك ، والتي لم أعرف أصحابها ، رغم إنني عرفت أن بعض هذه الأيدي الصغيرة كانت لأطفال صغار لعلي كنت قد تعلمت معهم في مدرسة واحدة ، ولعلي كنت قد لعبت معهم في حقل زيتون واحد ، ولعلي كنت قد ركضت معهم في بيارة البرتقال الواحدة ، والآن اصبحوا شهداء ممزقين لا أرى عيونهم ولا وجوههم ولا ابتسامتهم ، بل أرى منهم الطفل الفلسطيني الذي رأى كل ذلك ، ورأيت الأرجل المبعثرة ومن حولها قطع لحم وبقع دماء تحيط بها كما يحيط الأسور بالمعصم !! فَلِمن هذه الأرجل يا ترى ؟! هل هي لأخي الذي استشهد عند بوابات المخيم ولم أره بعد ذلك ؟! هل هي لعمي (صابر) الذي قيل لي عنه انه قد تصدى لدبابة ففجّرها بعد إذ فجر نفسه بلا تردد؟! هل هذه الأرجل لخالي (حمزة) الذي قيل لي عنه انه وقف يدافع عن حرمة مسجد المخيم حتى مزقته قذيفة دبابات الاحتلال ؟! رباه ارحم نكبتي !! رباه ارحم غربتي !! رباه ارحم حسرتي !! لمن هذه الأيدي المبعثرة ؟! لمن هذه الأرجل المتناثرة ؟! لمن هذه الأجساد الممثل بها ؟! لمن هذه الوجوه المسمّلة العيون ؟! أنا الطفل الفلسطيني الذي رأيت كل ذلك وما زلت أراه ماثلا أمام عيني طوال الوقت!! نعم ما زالت كل هذه المشاهد ماثلة أمام عيني رغم مرور أسابيع على دمار مخيمنا !! نعم ما زلت أرى كل هذه المشاهد وأنا آكل واشرب ، وأنا اركع واسجد ، وأنا في الشارع والمدرسة !! ما زلت أراها تلازمني ملازمة الروح للجسد في النهار ، وما زلت أراها أحلاما تقتحم عليّ نومي كل ليلة !! فهل لي أن أنسى هذه المشاهد ؟متى وكيف ؟! هل لي أن أرجوها كي تغيب عني للحظات رأفة بي حتى استريح ؟! هل لهذه المشاهد ان تشفق عليّ وان ترحمني وان تودعني ولا تعود ؟!! رباه يا ارحم الراحمين !! نهاري عذاب وليلي هموم ، ودمعي سكيب وجسمي كلوم.. يا رب يا الله .
4-أنا الطفل الفلسطيني الذي رأى سيارات الإسعاف وهي تنقل مئات الجرحى من مخيمنا !! ، يا ويلتي... إني أراهم الآن ماثلين أمام عينيّ !! ها هم أمامي... صدقوني إنني أراهم يتعثرون بدمائهم فيسقطون على الأرض !! صدقوني إنني أراهم يتمرغون بالتراب صارخين وناعبين أَلَماً ودماء !! صدقوني إنني أراهم وقد تدلت أيديهم والتوت أرجلهم وبُقرت بطونهم وتكسرت عظامهم وشجت رؤوسهم !! يا ويلتي انهم يزحفون رغم الجراح والدماء والآلام !! انظروا إليهم... انهم يزحفون في كل اتجاه على بطونهم وعلى ظهورهم وعلى جنوبهم !! بل انهم يصرخون!! ألا تسمعونهم؟ إنهم يطلبون النجدة!! انهم يصيحون قائلين : النجدة … النجدة .. النجدة .. واسلاماه واعرباه!! وامعتصماه!! وإصلاح الدين !! ألا تسمعونهم؟ إنهم يصيحون متألمين وينادون : إسعاف ... إسعاف إسعاف ... أيها المسلمون إسعاف !! أيها العرب إسعاف !! أيها العلماء والأئمة والدعاة والمصلحون إسعاف !! أيها الملوك والحكام والرؤساء والزعماء إسعاف !! أيها المؤتمر الإسلامي إسعاف !! أيتها الجامعة العربية إسعاف !! يا لصرخاتهم تدوي في صدري وتسبح في قلبي وتدوي في أذني !! إنهم أهلي وأهلكم يصرخون !! لا تقولوا لي : وكيف تراهم وقد مضت الأسابيع على مجزرة مخيمكم وتم دفن كل الشهداء، وتم نقل كل الجرحى؟!! أرجوكم لا تقولوا لي ذلك فالمأساة ما زالت تزداد بعد مرور أسابيع على مجزرة مخيمنا!!
يتبع
د.أحمد
1-أنا الطفل الفلسطيني الحي الذي لم يرزقني ربي الشهادة كما رزق آخي محمد الدرة وكما رزق أختي إيمان حجو
وكما رزق بقية أخوتي الأطفال الشهداء !! أنا الذي قد اخطأتني رصاصات قناصة الاحتلال عشرات المرات بينما كنت أنام على فراشي في بيتي ، وبينما كنت قائما في غرفتي خلف الشباك أراقب الدبابات وهي تسحق أشجار الزيتون ، وبينما كنت في طريقي إلي الدكان كي اشتري لأخي الرضيع علبة حليب ، وبينما كنت على مقعدي في مدرستي ، وبينما كنت قائما لله تعالى في صلاتي !! نعم لقد اخطأتني رصاصة قناص الاحتلال قبل أيام حين مرت قرب أذني ، واخطأتني رصاصة أخرى مسحت شعر رأسي ، واخطأتني رصاصة ثالثة اندفعت بلهيبها بين قدمي ، واخطأتني رصاصات ورصاصات تراكضت تحمل الموت عبرت تؤُزّ عن يميني وعن يساري ومن فوقي ومن تحتي !! أنا الطفل الفلسطيني الذي اخطأتني قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ وقنابل الطائرات وقذائف مروحيات الأباتشي الأمريكية !! فلا نامت أعين الجبناء!!
2-أنا الطفل الفلسطيني الذي قد هدموا بيتي فوق رأسي وفوق رأس أمي وأبى واخوتي في مخيم جنين ومخيم بلاطة ونور شمس وفي سائر مخيماتنا وقرانا ومدننا في الضفة الغربية وقطاع غزة !! فاستشهد أبى تحت ردم بيتنا الذي تحول إلى رجم حجارة ، واستشهدت أمي وهي تحمل أرغفة خبز فوق رأسها جاءت مسرعة بها لتطعمنا ، واستشهد اخوتي وهم في مواقف المواجهة لدحر الاحتلال !! أنا الذي ودعت بيتي المهدوم ولم أعد إليه حتى الآن ، فاقمت أياما عند خالتي فهدموا بيتها ، ثم أقمت أياماً عند عمتي فهدموا بيتها ، ثم أقمت أياما جوالا متنقلا عند القريب والبعيد ، وها آنذا طفل يتيم بلا أم ولا أب ولا اخوة !! ها آنذا طفل يتيم بلا بيت !! فهل تحملون جرحي ؟! وهل تجبرون كسري ؟! وهل تغيثونني لأبني بيتي من جديد ؟! الست طفلا غاليا عليكم وكريما على نفوسكم ؟ الست طفلا معتبرا من عالم الطفولة الإسلامية والعربية ؟! الست كذلك ؟! لا تغفلوا عني ولا تهملوني ولا تتركوني وحيدا .
3-أنا الطفل الفلسطيني الذي خرجت بحفظ الله تعالى من تحت ركام بيتي حيا ،
ثم طفقت اركض وسط الدمار في مخيمنا ومن فوق رأسي الطائرات تطاردني وتطارد بقية أهلي الهائمين على وجوههم والصارخين ، فمررت وأنا اركض في شوارع المخيم المجروفة وأزقته المحروقة ، مررت بجارنا (أبو محمود) شهيدا عند أعتاب بيته المهدوم ، ومررت بجارنا (أبو سعيد) جسدا بلا رأس ورأسه على بعد متر من جثمانه الغارق بالدماء ، ومررت بعشرات الأيدي المبعثرة هنا وهناك ، والتي لم أعرف أصحابها ، رغم إنني عرفت أن بعض هذه الأيدي الصغيرة كانت لأطفال صغار لعلي كنت قد تعلمت معهم في مدرسة واحدة ، ولعلي كنت قد لعبت معهم في حقل زيتون واحد ، ولعلي كنت قد ركضت معهم في بيارة البرتقال الواحدة ، والآن اصبحوا شهداء ممزقين لا أرى عيونهم ولا وجوههم ولا ابتسامتهم ، بل أرى منهم الطفل الفلسطيني الذي رأى كل ذلك ، ورأيت الأرجل المبعثرة ومن حولها قطع لحم وبقع دماء تحيط بها كما يحيط الأسور بالمعصم !! فَلِمن هذه الأرجل يا ترى ؟! هل هي لأخي الذي استشهد عند بوابات المخيم ولم أره بعد ذلك ؟! هل هي لعمي (صابر) الذي قيل لي عنه انه قد تصدى لدبابة ففجّرها بعد إذ فجر نفسه بلا تردد؟! هل هذه الأرجل لخالي (حمزة) الذي قيل لي عنه انه وقف يدافع عن حرمة مسجد المخيم حتى مزقته قذيفة دبابات الاحتلال ؟! رباه ارحم نكبتي !! رباه ارحم غربتي !! رباه ارحم حسرتي !! لمن هذه الأيدي المبعثرة ؟! لمن هذه الأرجل المتناثرة ؟! لمن هذه الأجساد الممثل بها ؟! لمن هذه الوجوه المسمّلة العيون ؟! أنا الطفل الفلسطيني الذي رأيت كل ذلك وما زلت أراه ماثلا أمام عيني طوال الوقت!! نعم ما زالت كل هذه المشاهد ماثلة أمام عيني رغم مرور أسابيع على دمار مخيمنا !! نعم ما زلت أرى كل هذه المشاهد وأنا آكل واشرب ، وأنا اركع واسجد ، وأنا في الشارع والمدرسة !! ما زلت أراها تلازمني ملازمة الروح للجسد في النهار ، وما زلت أراها أحلاما تقتحم عليّ نومي كل ليلة !! فهل لي أن أنسى هذه المشاهد ؟متى وكيف ؟! هل لي أن أرجوها كي تغيب عني للحظات رأفة بي حتى استريح ؟! هل لهذه المشاهد ان تشفق عليّ وان ترحمني وان تودعني ولا تعود ؟!! رباه يا ارحم الراحمين !! نهاري عذاب وليلي هموم ، ودمعي سكيب وجسمي كلوم.. يا رب يا الله .
4-أنا الطفل الفلسطيني الذي رأى سيارات الإسعاف وهي تنقل مئات الجرحى من مخيمنا !! ، يا ويلتي... إني أراهم الآن ماثلين أمام عينيّ !! ها هم أمامي... صدقوني إنني أراهم يتعثرون بدمائهم فيسقطون على الأرض !! صدقوني إنني أراهم يتمرغون بالتراب صارخين وناعبين أَلَماً ودماء !! صدقوني إنني أراهم وقد تدلت أيديهم والتوت أرجلهم وبُقرت بطونهم وتكسرت عظامهم وشجت رؤوسهم !! يا ويلتي انهم يزحفون رغم الجراح والدماء والآلام !! انظروا إليهم... انهم يزحفون في كل اتجاه على بطونهم وعلى ظهورهم وعلى جنوبهم !! بل انهم يصرخون!! ألا تسمعونهم؟ إنهم يطلبون النجدة!! انهم يصيحون قائلين : النجدة … النجدة .. النجدة .. واسلاماه واعرباه!! وامعتصماه!! وإصلاح الدين !! ألا تسمعونهم؟ إنهم يصيحون متألمين وينادون : إسعاف ... إسعاف إسعاف ... أيها المسلمون إسعاف !! أيها العرب إسعاف !! أيها العلماء والأئمة والدعاة والمصلحون إسعاف !! أيها الملوك والحكام والرؤساء والزعماء إسعاف !! أيها المؤتمر الإسلامي إسعاف !! أيتها الجامعة العربية إسعاف !! يا لصرخاتهم تدوي في صدري وتسبح في قلبي وتدوي في أذني !! إنهم أهلي وأهلكم يصرخون !! لا تقولوا لي : وكيف تراهم وقد مضت الأسابيع على مجزرة مخيمكم وتم دفن كل الشهداء، وتم نقل كل الجرحى؟!! أرجوكم لا تقولوا لي ذلك فالمأساة ما زالت تزداد بعد مرور أسابيع على مجزرة مخيمنا!!
يتبع
د.أحمد