PDA

View Full Version : هل معنى كتابة أي قصيدة غزلية هو بالضرورة تجربة عاطفية لكاتب القصيدة ؟


المجاهد عمر
20-12-2002, 07:30 AM
السـلام عليكـم ورحـمـة الـلـه وبركاتـه ، ، ،

الاخوة والأخوات أعضاء سوالف…..

وأنا بدوري أوجه هذا السؤال لكم……هل معنى كتابة أي قصيدة غزلية هو بالضرورة تجربة عاطفية لكاتب القصيدة ؟ ولأكن صريحاً معكم أكثر ، هناك من استغرب من كتابة (المجاهد عمر) لقصائد غزلية في القسم الأدبي للمنتدى ، وهناك من سأل فيمن كتبت هذه القصائد ، وهناك من غمز وهناك من لمز …وللتوضيح أقول :-

1- عن نفسي لا أرى حرجاً في كتابة الغزل العفيف ، ولا أظنه يخدش المروءة في شيء ، ورأيي غير ملزم فهو خاص بي .
2- كتابتي في القسم الأدبي جاء بطلب من مشرفته ، وتقديراً لها ولأصحاب الموقع شاركت ببعض القصائد .
3- القصائد التي وضعتها ، قصائد قديمة يرجع بعضها إلى 6 أو 7 سنوات وقد انتهت في وقتها .
4- أنا متوقف عن كتابة الشعر منذ ما يقارب الثلاث أو الأربع سنوات ولم أفكر بالعودة لكتابته لانشغالي بأمور أهم وأعظم من ذلك ، لذا فكل ما أضعه قديم بل وقديم جداً .
5- أحياناً نتصنع المعاناة لكتابة قصيدة جيدة ولا يشترط أن تكون هذه المعاناة حقيقية .


والآن هل وصل المعنى والغرض ؟ أتمنى ذلك :)


السؤال الذي أوجهه لجميع الأعضاء ثانية ، وأتمنى أن يجيبوا عليه …

هل معنى كتابة أي قصيدة غزلية هو بالضرورة تجربة عاطفية لكاتب القصيدة ؟



المجــــاهــــد عمـــــر

شعنونة سوالف
20-12-2002, 08:12 AM
الناس ترى ان الشعر هو كلام خارج من القلب....

لازم تشعر بالكلام الي تكتبة...يعني هذه هي مشاعرك و احاسيسك...

فاكيد انها تعبر عن حياتك او ربما عن فترة من حياتك...

لانه صعب الانسان ان يكتب و ان يبدع في الكتابة في شئ لا يشعر به ;)

ولكن الاستغراب هنا, لما الغمز و اللمز؟

هل يحدث هذا الشئ مع كل عضو و عضوة يكتب قصائد غزلية او عاطفيه؟

ام لان الكاتب هذه المرة تعودنا عليه الطابع الديني على مواضيعه فاستغربنا منه هذا الاسلوب !!!

هل من المفروض على المدين ان لايحب؟؟

و خليه يكتب شعر فيمن يحب....نحن اش دخلنا؟

بصراحة هذا تدخل في حياتك الشخصيه....

( ترى انا رديت على موضوعك و سؤالك :) و لكن اسفة اذا تدخلت اكثر بس حبيت ان اوضح هذه النقطه.....كل واحد يخلية بحاله

تحياتي

المجاهد عمر
20-12-2002, 01:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

أنا لم أعمم على الجميع ، طبعاً هناك من يتساءل لغرض معين أقدره وأحترمه ، ولكن هناك من يغمز ويلمز بغرض التشكيك في سلامة نيتي
وأن ما أكتبه يتنافى مع المسلك الديني الذي أتبعه في كتاباتي ، وكأنه
يقول....يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم !!

هذا هو المعنى الذي آلمني حقاً !!


وبعدين وينك غايبة عن المنتدى ، أنا قلت شعنونة ((تتعلم القيادة)) سوت حادث ((الله يحميك من كل شر)) ، وبتبدأ سلسلة جديدة
إسمها ((شعنونة في المستشفى)) وبعدين ((شعنونة في العلاج الطبيعي)) وبعدين ((شعنونة تتعلم قيادة الدراجة أحسن لها)) :D

:D :D
:D

عمــــر

عروبة
20-12-2002, 01:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الغزل غرض من أغراض القصيدة الشعرية، وما هو إلا تعبير عن عواطف إنسان مر بتجربة عاطفية أو لا يمر، لأنه من الممكن أن يتحسس الإنسان العاطفة فيعبر عنها بكلمة أو لوحة أو قصيدة شعرية....

أخي الفاضل:
الأدب العربي لا يخلو من هذا النوع من القصائد ، فهل يعتبر كل شاعر كتب في الغزل قد مر بتجربة عاطفية؟؟!!!!! بالطبع لا..

تبقى الكلمة في متناول الجميع، والأديب هو الذي يحسن التصرف بها كيفما شاء...

تحياتي...

MUSLIMAH
20-12-2002, 03:01 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،،،

أنا عن نفسي ، أرى أن القصيدة إما أن تخرج عندما يكون الشاعر قد عاش تجربة شخصية و تأثر بها ، و إما أن يكون قد سمع قصة أو قرأءها و تأثر بها فسطر شعوره ..

ففي نظري ، الشعر أحاسيس و مشاعر تختلج في نفس الشاعر يترجمها على هيئة أبيات تحكي هذا الشعور ..

قصائدك جميلة ما شاء الله :)

يعطيك العافية مجاهدنا :)

شعنونة سوالف
20-12-2002, 10:39 PM
رد مقتبس من شعنونة سوالف
[B
ولكن الاستغراب هنا, لما الغمز و اللمز؟

هل يحدث هذا الشئ مع كل عضو و عضوة يكتب قصائد غزلية او عاطفيه؟

ام لان الكاتب هذه المرة تعودنا عليه الطابع الديني على مواضيعه فاستغربنا منه هذا الاسلوب !!!

هل من المفروض على المدين ان لايحب؟؟

تحياتي [/B]

هذا ما قصدته انا في ردي. الناس مستغربة منك انت بالذات لان مواضيعك يغلب عليها الطابع الديني...
فكيف دين و قصائد غزل :rolleyes:
خليهم يتعلموا لدين احسن لهم....اصلا دينا قائم على حب الله..

غيابي :rolleyes:
لا تذكرني بخيبتي :(
لم اكن اقدر ان اقراء او اكتب بالعربي. اذا دخلت سوالف كانت الكتابة تكون بحروف و رموز غريبة و لك ان تتخيل حالتي :(
لكن الحمد الله...كمبيوتري هو الذي راح المستشفى و تعالج :p

تحياتي :)

الرميصاء
21-12-2002, 04:00 PM
الشاعر سمي شاعر لأنه يتكلم بالمشاعر
وفي غالب الشعر يكون للقصيدة سبب
ولكن ليس كل ما يكتبه الشعراء قد عاشوه
بل فيه الكثير من المبالغة والكذب
وقد وصف الله الشعراء بقوله
: " والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون ، إلا الذين أمنوا "

وهذا دليل على أن كلمات الشاعر فيها الصدق وفيها الكذب
وقد منحه الله القدرة على التعبير حتى يجعلك تبكي وفي الحقيقة
يكون كل ما كتبه وقاله إنما هو من خيالة 0000

هذا رأيي والله أعلم 0000

بشاير
22-12-2002, 10:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي المجاهد عمر

يقال ما يخرج من القلب يصل إلى القلب وما يخرج من اللسان لا يتعدى الآذان

وكذلك الشعر أخي الفاضل إذا لم يكن من القلب فلن يصل إلى القلب ... فالشعر كما هو معروف مجموعة من المشاعر والأحاسيس التي تختلج في صدر الواحد وتنظم على شكل جمل فيها من السجع والإبداع ما يجملها في آذان المتلقين

وبصراحة أخي الفاضل من ناحيتي إذا لم اتفاعل مع الشئ وأعيشه فلن أعطي فيه

جوابي على سؤالك بشكل عام ولا أقصدك فيه .... فأختك ليست ممن يهوى الشعر وقرأته إلا في النادر وأنت يا أخ عمر كما عهدك الجميع تراعي الله في كل ما تكتب وتخط يمينك ... نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحد

ARAE
22-12-2002, 12:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم المجاهد عمر .. حاولت أن ابتعد قدر الإمكان عن التعقيب على هذه الموضوع ..لكن ما باليد حيله ..
أخي الكريم ..
لن أقول لك أنني شاعر .. لكنني منذ الصغر اكتب الشعر .. وإن لم أنشر هنا .. إلا قليلا قليلا .. ولا يكاد يذكر .. .. هذا أولا:)
أخي الكريم ..
الشعر لا يفقد المرؤه ابدا كما ذكرت خصوصا إن كان .. في في المدح الصادق .. او الفخر .. أو هجاء الاعداء .. وسأتوقف قليلا عند الغزل ..
أخي المجاهد .. عمر ..
إن شاء الله نكون كلنا متبعين للإسلام الحق ونتبع ما يصلح لنا .. أخي الكريم ..
لكن هل يصلح .. مثلا أحد المشائخ مثلا .. يقول شعر الغزل .. أو يقوله أحد طلاب العلم .. أو المحسوبين على كبار رجال العلم .. ومثلا أئمة المساجد ..
فأنت أخي الكريم .. معروف بمواضيعك الدينيه ... ومواضيعك التي تدافع .. فيه عن الإسلام والتي هي دائما محط توقف الكثير من القراء .. والذين يستمتعون بالرد على مواضيعك .. الشيقه ..
فنحن نعتبرك من مشائخ هذا القسم الذي نستفيد منهم في أمورنا الدينيه .. بقوة الحجه .. وووووووووووو ..
لكن أن يظهر شيخنا ومعه قصيده غزليه .. هنا هو التوقف ...!!!!

أما أن قصائدك قديمه .. فالأولى عدم تذكر .. هذه المرحله .. خصوصا إن كان الرجل عرف طريق الحق .. فيبعد نفسه عن هذا النوع من الشعر ....



أما بالنسبه لسؤالك .. عن القصيده ... وهل هي تعبر عن موقف .. أنا سأقول لك أخي الكريم ..
من الممكن أن تكون هذه القصيده لموقف لك .. في سنين ماضيه .. لكن مستحيل تكتب قصيده .. غزليه بدون .. رؤيتك .. شي .. وبعدها أنت تتخيل .. وتصطنع الخيال .. والمغامرات .. أرجو إنني .. أفتك .. و
وشكرا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


وتقبل فائق إحترامي .. اخوك فهد:)

من الممكن أن تكتب قصيده غزليه .. وفي الاخر تعتبر غزلا مثل في الجهاد أوووووووووو أي شي إسلامي أو في الوطن .. أو في طيرك .. او سيارتك ..... إلخ

المجاهد عمر
22-12-2002, 06:03 PM
عروبة ، مسلمة ، الرميصاء ، بشاير ....

أشكركم على ردودكم بمختلف أفكارها واطروحاتها .


عمر

المجاهد عمر
22-12-2002, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

ولماذا الإبتعاد عن التعقيب يا أخي ؟؟ بل أعطنا رأيك وكلنا آذانٌ صاغية
وشكراً لإطراءك الذي بالغت به جداً جداً .

على العموم....

هل أنت متأكد بأن علماءنا لم يتطرقوا لشعر الغزل ؟؟ أرجو الإجابة...

فأنا أجر رجليك قليلاً قليلاً حتى أفاجئك بما لا تعرفه :)


ثم تريدني أن أكتب قصيدة عن طيري ؟ أنا فاضي الله يهديك ، يعني وجهي يوحي لك إني راعي طيور ، وكل يوم رايح للمدعى ، وهاد الطير
وملوح له ، وسالفة....

الله يهديك بس...ترى سالفة الطيور سالفة !!

ذكرتني بقصيدة..

مع هدة الطير فل القلب جنحانه !!


تخيل عاد....الصقار ((المجاهد عمر)) :D

أقول خلنا على المنتدى أحسن :)



عمر

ابن الرومي
22-12-2002, 09:19 PM
أخي المجاهد عمر :)

حمي الوطيس كما أرى ..

وأود أن أنقل ردي عليك في قسم الأدب هنا نظرا لأن القسم هناك جثة هامدة :)

الرد :


((أخي الحبيب المجاهد عمر ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



دعوتك كثيرا يا رجل حتى مللت

بالكاد لبيت الدعوات

لاشك أخي الكريم أن ما طرحته هنا يعتبر موضوعا قيماً ويحفل بدراسات كثيرة في الأدب .

فهو يعني بدراسة الأطوار النفسية لدى الشعراء ...
فليس شرطا كما قلت في كتابة قصيدة غزلية أن كاتبها وناسجها يعيش هذه التجربة وإن كنا نستطيع أن نقول أنه يعيشها فعلاً لما ركب الله سبحانه في النفوس من إلف النساء والغزل والميل إليه ..

خصوصا في الغزل المركب في النفوس البشرية وما أودعه الله في الإنسان من الغريزة والميل الطبيعي ..

في دراسة طريفة لأحد النقاد عن معلقة امرئ القيس وذكره فيها لقصة مجونه مع إحدى عشيقاته .
شكك أحد النقاد في القصة وأنها مختلقة منه لما كان يعرف عن إمرئ القيس في كتب الأدب من أنه كان مفركاً من النساء أي يكرهونه ويبغضونه ...

فكأن الناقد هنا يشير إلى عقدة نقص لدى امرئ القيس حاول أن ينفس عنها في شعره بادعائه أنه محبوب دخل على عشيقته في خدرها ونال منها ما يحب

وبغض النظر عن صدق هذه التجربة من عدمها فإن مما لاشك فيه أن مثل هذه الدراسات والأفكار والرؤى تثري الأدب وتفتح آفاقاً واسعة للنقد بشتى ميوله الأدبية ..



وأذكر موضوعا قيما يؤكد ما قلته بخصوص القدرة الطبيعية على التغزل حيث وجه سؤال لأحد الأدباء لم كثير من الشعراء كانت لهم إجادة في الغزل وهو في سن متقدمة لا يستطيع شاعر شاب أن يجاريه فيه ...

كما نرى في شعر جرير مثلا العفيف نسيبا الذي كان يتغزل وهو شيخ ولا أريد الإطالة في هذه النقطة وشرح الأسباب فكل ما كنت أرمي إليه هو تبيان أن الغزل من الأمور المركبة في النفوس بإمكان أي شاعر أن يقوله دون ما حاجة لعيش تجربة عاطفية كما أشرت أخي الفاضل

ونستطيع أخي الكريم أن نعمم الموضوع ولا نقصره فقط على الغزل

بل في مواضيع أخرى غيره خذ مثلا في الحكمة في الحث على فضيلة ما أو خلق قويم ...إلخ

لو أن شاعرا ما تحدث عن البطولة والجهاد في سبيل الله هل هذا يعني أنه بطل أو من المجاهدين... ؟

لا .. لا يلزم هذا فقد يكون شاعر ما يتحدث عن البطولات وهو من أجبن خلق الله
كل ما هناك أن الشاعر يحث على شحذ الهمم واستثارة النفوس في القتال .. أو تسخيتها في العطاء أو أو أو ... فيكون حينها قد أدى الدور المنوط به وهو الكلمة الصادقة الهادفة المعبرة ويصبح حينها من المجاهدين بألسنتهم ...

ولا نريد أن نقلل هنا من شأن صدق التجربة في العملية الشعرية فهذا أمر لا يختلف عليه أحد ..
فليس الشاعر الحكيم الذي ينثر لك درر الحكمة كغيره ممن يلتقطون الكلمات ويلصقونها أو يعيدون صياغتها وفي كل خير

وليس العاشق الذي يذوب حنينا ويتفطر أسى ولوعة كالمنمق للكلمات المزوق لها

وليس من جرب كمن لم يجرب في أي موضوع ولا أقتصر هنا على الغزل فقط ..

كل ما نريد قوله هو أن الشعر يعتمد على (التخييل)
الخيال هو لب الشعر وصميمه وروحه

وهذه المفردة لم تكن ترد عند العرب قديما ولم تستخدم إلا في عصور تلت ..
فلا يجب أن نقحم الصدق أو الكذب في كل شعر وكل قصيدة وبيت ولا نشير هنا إلى الكذب في الحقائق أو تلبيس الحق بالباطل فهذا أمر آخر تماماً
لكننا لا نريد أن نقصر الشعر على موضوع واحد أو نطلب الصدق في كل شيئ أو الكذب في كل شيئ ((الكذب الشعري)) كما حدث منذ القديم في ظهور تيارات كل منها لا تريد الشعر إلا وفق ما تقبله نفوسهم فقط ...
فمن قائل أن أعذب الشعر أكذبه ...
وقائل أعذب الشعر أصدقه..
ثم ظهرت طائفة أخرى فقالت أعذب الشعر أقصده

فلنبحث عن الشعر الجميل المبدع الرائع العذب ولا نطالب الشاعر أو نقول له كذبت إذا سمعنا منه أبيات حكمة مثلا ونقول لم نعهدك حكيما وأنى لك هذا
فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها
ولا نقول له كذبت في أمر جرى فيه خياله فأبدع لأنك لم تعش التجربة لأن الكذب هذا لا يدخل في الخيال فهو خيال لا يمت للحقيقة ولا للواقع فما شأن الصدق والكذب هاهنا ؟ ...

أخي الحبيب المجاهد عمر
عد إلى الشعر ولا تهتم بما يقال وتغزل طالما لم تتعد المحظور
فقد تغزل من كانوا خيرا مني ومنك
ولا تظن أن الشعر يزري بالرجل الفاضل فقد كان في الصحابة شعراء بقوا كذلك حتى وفاتهم رضوان الله عليهم...
وقد كان من الشعراء علماء وفقهاء وقضاة مشهود لهم بالفضل والصلاح قالوا الشعر في فنون كثيرة وقصائدهم مشهورة معروفة مدونة في بطون الكتب والدواوين ...

وأقول لك لا نريد قديماً فقط بل جديداً
وسأطالبك من اليوم أن تذيل قصائدك القادمة بإذن الله بتاريخ جديد فهنا يقحم الصدق والكذب


تحياتي لك وأعتذر عن التوسع والإطالة فموضوعك مهم يستحق أكثر من هذا


أخوك المحب
ابن الرومي.))

تحياتي للجميع:)

aziz2000
22-12-2002, 09:27 PM
الله أكبر .. ابن الرومي في الأصدقاء .. يامرحبا يامرحبا بالشاعر الذائع الصيت :)

نوّر القسم أيها الناقد الداهية ;)

.

المجاهد عمر .. اسمح لي بصراحة ماأفهم شئ في الشعر إلا سماعه وقراءته :D

أقرأ لإبن الرومي .. وأستمع إلى عائض القرني :)

ابن الرومي
22-12-2002, 10:17 PM
الأخت شعنونة :)

أولا أشكر لك مساهمتك في الموضوع :)
في قولك:
((هل من المفروض على المدين ان لايحب؟؟

و خليه يكتب شعر فيمن يحب....نحن اش دخلنا؟

بصراحة هذا تدخل في حياتك الشخصيه....))

أنا أقول ليس للأمر علاقة بالطبع في الشؤون الشخصية ولا شك في هذا :)

إنما جوهر الأمر الاستنكار والعجب لورود قصيدة غزلية من رجل متدين وكأن هذا الأمر فيه أمر مشين أو ما يخجل منه وهل هذا لائق أم لا وهل فيه إثم أو غضاضة أو خطأ ؟!

حينها لن ننظر هل الأمر من قبيل الشؤون الشخصية أم لا بل سيكون واجبنا التنبيه على هذا الخطأ

كذلك لي ملاحظة في قولك ((خليهم يتعلموا الدين احسن لهم....اصلا دينا قائم على حب الله..))

هناك شدة واتهام لا داعي لها أختي هنا حقا قد نجد هناك من يكره ويعارض ويستنكر هذا لكن لا يعني أن نوجه اتهاما قاسيا لهذه الدرجة أنهم يجهلون الدين :)
كذلك شتان بين الحب في الشعر سواء أكان حلالا أم حراما وبين حب الله فرق كبير جدا
هذا مع مراعاة الفرق بين الحب والغزل :) فليسا شيئا واحدا


الأخت الفاضلة الرميصاء :)

في حقيقة الأمر سمي الشاعر بهذا لفطنته :)
ومن ذلك قولهم ليت شعري أي فطنتي

وليس شرطا كذلك الحديث في الشعر عن المشاعر فقط :)

واتفق معك ليس كل ما يقوله الشاعر قد عايشه وأن المبالغة تدخل فيه والكذب كثيرا كل هذا صحيح

لكن لا يشترط أن لا نكتب إلا فيما عايشناه وقد تتفق المشاعر وتتأثر وتتحرك بواعث القول للشعر لأمور لم نعايشها أبدا :)

أما المبالغة في الشعر رغم كثرة الخلاف فيها بين مؤيد ومعارض فليست مما يعيب الشعر أو ينقص من قدره أو من قدر قائله لأن المبالغة
تنقسم لأقسام كثيرة منها ما هو معقول وممكن ومنها ما هو مستحيل ولهذا تفصيل طويل :)

كذلك يجب أن ندقق في لفظة الكذب في الشعر لأن الكثير يربط بينها وبين الكذب الأخلاقي تلك الصفة الذميمة :)

لكن لأن الشعر يعتمد على التخييل والتخييل أصلا كذب كله لأنه لا يمت للواقع من هنا قيل له كذب وليس المقصود فيه بالكذب الذي يلبس الحق بالباطل أو يدلس الأمور أو يشوه الحقائق

والتخييل هو ما أشرت إليه وكنت فيه مصيبة تماما في قولك ((وقد منحه الله القدرة على التعبير حتى يجعلك تبكي وفي الحقيقة
يكون كل ما كتبه وقاله إنما هو من خيالة 0000))

وهذا هو فعلا ما يطالب به الشعر وهو تحريك المشاعر والبواعث النفسية ..

وقيمة التخييل في الشعر كالبرهان في العلم

وسأناقش الأمر في رد مستقل لتببين الأمر .


أخي الكريم arae
لدي بعض الملاحظات في قولك :
((لكن هل يصلح .. مثلا أحد المشائخ مثلا .. يقول شعر الغزل .. أو يقوله أحد طلاب العلم .. أو المحسوبين على كبار رجال العلم .. ومثلا أئمة المساجد ..))

ونحصر الأمر في الغزل كما قلت :)
أخي الكريم لا أدري إن كنت مخطئا في ظني لكن يتبين لي من كلامك أن الغزل لا يحسن من أمثال هؤلاء وأنه بالتالي ينزل من منزلتهم في النفوس :)
ويرد علي سؤال هنا :)
إن لم يكن يحسن منهم أو من غيرهم القول فهل يحسن الإستماع ؟

أنا شخصيا لا أظن ذلك لأنه إن كان في الغزل غضاضة أو عيبا أو أي ملاحظة كانت ستدخل حينها فيمن يقوله أو يستمعه لابد فما الفرق؟

وهنا أود التذكير يا إخواني بأمر لا أظن أن أحداً يجهله

وهو استماع الرسول صلى الله عليه وسلم لكعب بن زهير في قصيدته المشهورة التي افتتحها بالنسيب على عادة الشعر القديم

وفيها تحدث الشاعر ما يعانيه من محبوبته ووعودها الكاذبة بل وذكرها اسما :) وإن كان ليس شرطا أن يكون اسمها الحقيقي كعادة كثير من الشعراء الذين كانوا يموهون بأسماء أخرى غير صحيحة:)

بل وشبه فيه ثغر حبيبته بالخمرة كذلك :)

فكيف حسن بالرسول صلى الله عليه وسلم الاستماع لمثل هذا ؟ :)

فلا أرى أخي الفاضل سببا للتوقف في هذه النقطة أبداً الشعر الغزلي العفيف معروف مستمر منذ قديم الزمان لم ينكره أحد فما وجه الإنكار هنا ؟؟

وأتمنى أن تطلع على ردي على المجاهد عمر علنا نستفيد منك بتعقيبات ووجهات نظر :)

كذلك أخي قول غريب منك جدا هذا ((من الممكن أن تكون هذه القصيده لموقف لك .. في سنين ماضيه .. لكن مستحيل تكتب قصيده .. غزليه بدون .. رؤيتك .. شي ))

أو ربما هو سوء فهم ؟

لا حاجة للرؤية أخي أصلا في مثل هذه الأمور فهي فطرة أودعها الله في الانسان ولا أشير هنا إلى أمر محرم معاذ الله بل أقصد الميل الطبيعي للجنس الآخر ...

إن الميل إلى النساء أمر فطري طبيعي هل يعقل أن يقال لا يميل أحد إلا إذا رأى شيئ؟

لا بل سيميل كذلك حتى إن لم ير :)

وما قيمة الخيال إذن في الشعر إن كان الشاعر لن يقول إلا ما رآه فقط ؟ حينها لن يكون هناك شعر أصلا ..

ابن الرومي
22-12-2002, 10:22 PM
هههه

كيف حالك وما هذا الغياب والإختفاء :)

اقرأ لابن الرومي قصيدته الهجائية فيك ;)


تحياتي.

ARAE
23-12-2002, 11:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أعلم أخي الكريم إن كان أحد الأئمه أو المشائخ كتب قصيده غزل وهو في وضعه الحالي أو مركزه الديني أبدا لا أعلم. لكن ما أعلمه أخي الكريم أن اكثر الناس الذين أعرفهم أو قل جميعهم ولن أبالغ كثيرا وهم قريبون لي جدا وأعرف تقريبا ماعندهم . تركوا شعر الغزل ولم يعودوا يكتبون أي قصيده في الغزل أبدا إن لم يكن تركوا الشعر أساسا . وإن قلت له يا فلان وراء ما تكتب لك قصيده كذا كذا . تجده يندم على وقت أمضاه في الشعر.
أعلم أن الشافعي كان يقول أو فيما أذكر من بعض كلامه أنه لو تفرغ لشعر لكان أشعر أهل زمانه.
أخي الكريم الغزل العفيف فعلا ليس فيه شي ويمكن أنا سويت (( كونفيوز)) ما أدري لكن أحد يمدح مثلا إمرأته .
أعرف شخصا توني تذكرته وهو طالب علم قال قصيده غزليه يتغزل فيها بالحور العين. إيش رأيك.
أخوي عمر;) وأنا تصدق خفت إنك تمسكني وتكفخني;) بس الحمد لله جت سليمه أبشرك;)


وتقبل فائق إحترامي
أخوك فهد..

ARAE
23-12-2002, 12:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن تكون هذه المره الأولى منذ سنتين وانا أتخاطب معك فإن شاء الله تكون خيرا قل آمين (( اللهم أنصر الإسلام والمسلمين)). أخي الكريم إبن الرومي . كعب بن زهير كان مهدورا دمه وقال هذه القصيده.طبقا لثقافته ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أعتقد. على العموم راجع ما قلته للأخ العزيز عمر .. وسترى ما كنت أقصده أخي الكريم .
أما بالنسبه للموقف لا يذهب خيالك اخي الكريم بعيدا .فأنا لا أقصد هذا . وأحيانا تأتي مثل هذه المواقف والذي كنت اقصده والله يعلمه مثلا إمرأه كانت تمشي بالشارع مثلا وسقطت أو نظره أتت من غير قصد .. إلخ إلخ ................... أو حتى حلما أخي الكريم .. على العموم .. شكرا لكم .. وسلامتكم

ابن الرومي
23-12-2002, 09:20 PM
أخي الكريم arae
:)

اللهم آمين ..

وكل الخير أخي إن شاء الله فما نحن هنا إلا إخوة في الله :)

وكل منا له رأيه والاختلاف وارد طبعاً ونحن نحسن بك الظن يعلم الله وما كنت أقصد لحظة أنك كنت تعني ما يسوء ..

كل ما في الأمر أني وجدت هناك شبه أو فهم خاطئ لبعض الأمور أحببت فقط تصحيحها من وجهة نظري طبعا وفيما أراه :)

ولا تنس أخي الكريم أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية :)

ومحادثة الرجال تلقيح للعقول :)

فلنبدأ على بركة الله;)


أولا أود أن أشير أخي الفاضل لأمر مهم وهو أن هناك فرق بين ما تعرفه عن أناس أفاضل تركوا الغزل أو الشعر برمته وبين لب الأمر هل الغزل أمر لا حرج فيه أم لا ؟ ...

كذلك بالنسبة لقولك أن كعب بن زهير كان مهدور الدم وأنه قال قصيدته معتذار للرسول صلى الله عليه وسلم فهذا أمر مشهور معروف معلوم لا ينكره أحد :)

لكن الاحتجاج فيها خاطئ :)

إذ لا يصح أن نقول أن كعب قالها وفقا لثقافته ونسكت وكأن هذا كل ما في الأمر ...

ودعني أفصل الأمر قليلا :)

صحيح أن كعب بن زهير كان مهدور الدم فقال هذه القصيدة معتذرا فيها للرسول صلى الله عليه وسلم...

موضوع القصيدة اذن أو ركيزتها الأساسية هي الإعتذار ولكنها بدأت بمطلع غزلي تقليدي لا غرابة فيه فقد كان هذا تقليدا معروفا منذ العهد الجاهلي في بناء القصيدة العربية سواء بمطلع غزلي أو طللي بينما موضوعها الرئيسي قد يكون مدحاً أو فخراً أو هجاءً ...

لكن النقطة المهمة أنها بدأت بمطلع تقليدي ((كلاسيكي)) وهو الغزل وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم استمع لها بل وأشار لأصحابه بالإستماع استحساناً لها .

فهل وهنا جوهر الأمر إذا كان في الغزل حرج أو إثم أو غضاضة سواء أكان هذا مستمداً من ثقافة الشاعر نفسه أو من البيئة التي يعيشها أو أيا كان الأمر ...

هل يصح لنا أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم استمع للباطل أو الإثم أو أمر لا يجوز ثم سكت من غير أن يبين الخطأ للناس ؟

بل ويكافئ الشاعر حتى وإن كان كما تقول معذورا إذ أن هذه هي ثقافته ولم يتعلم الدين بعد بأن يخلع عليه بردته الشريفة ؟؟؟

لا أظن هذا أخي الكريم لأن فيه سوء أدب مع مقامه عليه السلام واتهامه بأنه سكت على الباطل واللغو (( مع علمي أنك لا تقصد هذا ولا تشير إليه )) إنما للتوضيح حتى لا تكون هناك شبهه .

فلا يصح أن يقال أنها قصيدة لشاعر كان مهدور الدم فجاء خائفاً متنصلاً معتذراً وهذه هي ثقافته المستمدة من بيئته الجاهلية لأنه وإن كان كل هذا صحيحاً فهو أمر يعود للشاعر بينما مناط الأمر وجوهره هو هل أنكر صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الغير جائز إن كان كذلك أم لا ؟

لا كما هو معلوم مشهور بل استمع إليها مستحسنا وطلب من أصحابه الإصغاء لها بل وخلع عليه بردته الشريفة التي ظل الخلفاء يتوارثونها طويلاً :)

أما بالنسبة للرد السابق حين قلت أنه لا يمكن أن يقال الغزل مهما كان إلا وقد رأى صاحبه شئ :)

فلم يكن سوء ظن أو ذهاب بخيالي إلى مدى بعيد أبداً فقد فهمت ما تعنيه إنما أحببت التوضيح أن هذه فطرة في الإنسان أخي الفاضل موجودة فيه رأى أم لم ير كلاهما سيان :)


أشكرك وحبذا مثل هذا التواصل في طرح وجهات النظر ففيه ما فيه من الفائدة والمعرفة وإثراء العقول :)

تحياتي لك :)

ابن الرومي
23-12-2002, 09:48 PM
أحببت هنا أن أورد تفصيلا للمبالغة التي أرى البعض يظنها كلها نوعا من الكذب المذموم ...


فنون البديع

المبالغة بأنواعها المقبول منها والمردود



المبالغة:

هي أحد فنون علم البديع الذي يرجع الفضل في إنشائه لعبد الله بن المعتز خليفة يوم وليلة.

وفنون البديع هي محسنات يقصد بها تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال، ورعاية وضوح الدلالة بخلوها من التعقيد المعنوي.

والمحسنات البديعية نوعان: معنوي يرجع إلى تحسين المعنى أولاً ، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضاً.

ونوع لفظي يرجع إلى تحسين اللفظ أصلاً، وإن تبع ذلك تحسين المعنى لأن المعنى إن عبر عنه بلفظ حسن استتبع ذلك زيادة في تحسين المعنى.

وفنون البديع بنوعيها كثيرة منها:

المحسنات البديعية المعنوية:

1- المطابقة

2- المقابلة

3- المبالغة

4- الإغراق

5- الغلو

6- الإيغال

7- التتميم

8- التورية

9- التقسيم

10- الالتفات

11- الجمع

12- التفريق

13- الجمع مع التقسيم

14- الجمع مع التفريق

15- مراعاة النظير

16- تأكيد المدح بما يشبه الذم

17- تأكيد الذم بما يشبه المدح

18- التجريد

المحسنات البديعية اللفظية:

1- الجناس

2- السجع

3- رد العجز على الصدر

4- لزوم مالا يلزم

5- الموازنة

وهي كثيرة ولا نعمد هنا لحصر جميع فنون البديع، بل قصدنا التكلم عن نوع واحد وهو المبالغة التي أرى من البعض أنهم يعدونها نقيصة ونوعا من الكذب الممقوت .

المبالغة:

إذا نظرنا إلى المبالغة من الناحية التاريخية سنجد أن عبد الله بن المعتز هو أول من تحدث عنها، فقد عدها في كتابه ((البديع)) من محاسن الكلام والشعر، وعرفها بأنها ((الإفراط في الصفة)) ومثل لها بأمثلة.

ثم جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر فتحدث عن إفراط الصفة وعده من نعوت المعاني، وكان أول من أطلق عليه هذا الإسم ((المبالغة)).

وعرفها بقوله: ((المبالغة أن يذكر الشاعر حالاً من الأحوال في شعر، لو وقف عليها لأجزأه ذلك في الغرض الذي قصده، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره من تلك الحال ما يكون أبلغ فيما قصد، وذلك مثل قول عمير التغلبي:

ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا

فإكرامهم للجار ما كان فيهم - أي مدة إقامته بينهم - من الأخلاق الجميلة الموصوفة، واتباعهم الكرامة حيث كانوا من المبالغة ... )).

ومن بعد قدامة جاء أبو هلال العسكري فعرف المبالغة بقوله: ((المبالغة أن تبلغ بالمعنى أقصى غاياته، وأبعد نهاياته، ولا تقتصر في العبارة عنه على أدنى منازله، وأقرب مراتبه، ومثال ذلك من القرآن قول الله تعالى:

((يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى))، ولو قال: تذهل كل امرأة عن ولدها لكان بياناً حسناً وبلاغة كاملة، وإنما خص المرضعة للمبالغة، لأن المرضعة أشفق على ولدها لمعرفتها بحاجته إليها، وأشغف به لقربه منها ولزومها له، لا يفارقها ليلاً ولا نهاراً، وعلى حسب القرب تكون المحبة والإلف...

وقوله تعالى: ((كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء))، لو قال يحسبه الرائي لكان جيداً، ولكن لما أراد المبالغة ذكر الظمآن، لأن حاجته للماء أشد، وهو على الماء أحرص.

كذلك عرض ابن رشيق القيرواني للمبالغة، فذكر أنها ضروب كثيرة، وأن الناس فيها مختلفون: منهم من يؤثرها ويقول بتفضيلها، ويراها الغاية القصوى في الجودة، وذلك مشهور من مذهب نابغة بني ذبيان، القائل: ((أشعر الناس من استجيد كذبه وضحك من رديئه)).

ومنهم من يعيبها وينكرها ويراها عيباً وهجنة في الكلام، وقد قال بعض حذاق نقد الشعر: ((إن المبالغة ربما أحالت المعنى، ولبَّسته على السامع، فليست بذلك من أحسن الكلام ولا أفخره، لأنها تقع موقع القبول كما يقع الاقتصاد وما قاربه، لأنه ينبغي أن يكون من أهم أغراض الشاعر والمتكلم أيضاً الإبانة والإفصاح، وتقريب المعنى على السامع.

فإن العرب إنما فضلت بالبيان والفصاحة، وحلا منطقها في الصدور، وقبلته النفوس لأساليب حسنة، وإشارات لطيفة تكسبه بياناً، وتصوره في القلوب تصويراً.

ولو كان الشعر هو المبالغة لكان المحدثون أشعر من القدماء، وقد رأيناهم احتالوا للكلام حتى قربوه من فهم السامع بالاستعارات والمجازات التي استعملوها وبالتشكيك في الشبهين، كما قال ذو الرمة:

فيا ظبية الوعساء بين جلاجلٍ ... وبين النقا آأنت أم أمُّ سالمِ

فلو قال: أنت أم سالم، على نفي الشك بل لو قال: أنت أحسن من الظبية، لما حل في القلوب محل الشك، وكما قال جرير:

فإنك لو رأيت عبيد تيمِ ... وتيماً قلت أيهم العبيدُ

فلو قال: عبيدهم أو خير منهم لما ظن به الصدق، فاحتال في تقريب المشابهة، لأن في قربها لطافة تقع في القلوب، وتدعو إلى التصديق.))

ويعلق ابن رشيق على الرأي السابق قائلاً: ((وفي هذا الكلام كفاية وبلاغ، إلا أنه فيما يظهر من فحواه لم يرد إلا ما كان فيه بعد، وليس كل مبالغة كذلك.

فالغلو هو الذي ينكره من ينكر المبالغة من سائر أنواعها ويقع فيه الخلاف لا ما سواه... ولو بطلت المبالغة كلها وعيبت لبطل التشبيه وعيبت الاستعارة، إلى كثير من محاسن الكلام...)).

أما السكاكي ومن جاراه من امثال الخطيب القزويني فيعدون ((المبالغة المقبولة)) من محاسن الكلام وبديعه، ويعرفونها بقولهم: ((والمبالغة أن يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حداً مستحيلاً أو مستبعداً، لئلا يظن أنه غير متناه فيه))، أي لئلا يتوهم أن أحداً من العقلاء يظن أن الوصف المدعى غير متناه في الشدة والضعف.

والسكاكي إذ يقيد المبالغة ((بالمقبولة)) إنما يشير بهذا القيد إلى الرد على من زعم أن المبالغ مردودة مطلقاً، محتجاً بأن خير الكلام ما خرج مخرج الحق، وكان على منهج الصدق، كقول حسنا بن ثابت:

وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس إن كيساً وإن حُمُقا

وإن أشعر بيتِ أنت قائله ... بيتٌ يقال إذا أنشدته صدقا

وإلى الرد كذلك على من زعم أنها مقبولة مطلقاً، وأن الفضل مقصور عليها، والمحاسن كلها منسوبة إليها، محتجاً بأن أحسن الشعر أكذبه، وخير الكلام ما بولغ فيه.

وتنحصر المبالغة عند السكاكي في التبليغ والإغراق والغلو، لأن الوصف المدعى إن كان ممكناً عقلاً وعادةً سمي تبليغاً كقول امرئ القيس في وصف فرسه:

فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ ... دراكاً ولم ينضح بماءٍ فيُغسلِ

فقد وصف فرسه بأنه طارد ثوراً ونعجة وأنه أدركهما وقتلهما في شوط واحد من غير ن يعرق عرقاً مفرطاً يغسل جسده، أي صادهما دون معاناة مشقة ومقاساة شدة، وذلك أمر ممكن عقلاً وعادةً.

وإن كان الوصف ممكناً عقلاً لا عادةً فهو إغراق، كقول عمير التغلبي الذي ورد سابقاً:

ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا

فالشاعر يدعي أن جاره لا يميل عنه إلى أي جهة إلا ويتبعه الكرامة. وذلك أمر ممكن عقلاً لا عادةً، أي أنه ممتنع عادةً وإن كان غير ممتنع عقلاً.

ونجد عند السكاكي ومدرسته أن هذين النوعين من المبالغة، أي التبليغ والإغراق مقبولان.

أما إذا كان الوصف المدعى غير ممكن عقلاً وعادةً فهو الغلو، كقول أبو نواس:

وأخفت أهل الشرك حتى أنه ... لتخافك النطف التي لم تخلقِ

فالغلو هنا في إسناد الخوف إلى النطف التي لم تخلق، وهو أمر ممتنع عقلاً وعادةً.

ويرى السكاكي أن من الغلو أصنافاً مقبولة، منها ما أدخل عليه ما يقربه من الصحة مثل كلمة ((يكاد)) أو نحوها من الكلمات التي تفيد عدم التصريح بوقوع الأمر المحال، كقوله تعالى: ((يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار))، فإن إضاءة الزيت كإضاءة المصباح من دون أن تمسه النار محال عقلاً، ولكن دخول كلمة ((يكاد)) أفاد أن المحال لم يقع ولكن قرب من الوقوع مبالغةً.

ومن الغلو المقبول عند السكاكي كذلك ما تضمن تخييلاً حسناً، كقول المتنبي:

أقبلت تبسمُ والجياد عوابسٌ ... يخببن بالحلقِ المُضاعفِ والقنا

عقدت سنابكها عليه عثيراً ... لو تبتغي عنقاً عليه لأمكنا

فالمتنبي يقول في البيت الثاني أن الغبار تراكم من فعل سنابك الخيل فوق رؤوسها، وتكاثف بحيث يمكنها أن تسير عليه، وهذا ممتنع عقلاً وعادة، لكنه تخييل حسن.

هذا شرح مجمل للمبالغة أرجو أن يكون فيه كفاية للإخوة الكرام..

وأرجو من الجميع أن يدركوا أن المبالغة ليست كما يتوهم المرء تفيد الكذب المفرط المذموم، بل هي فن من فنون البديع ومحسناته بنوعيها المعنوي واللفظي تزيد الكلام حسناً وحلاوة وأنها عنصر بلاغي هام لا غنى عنه في الشعر والأدب مبينة لعلو كعب اللغة ومدى سعتها وإعجازها .



تحياتي للجميع...

أخوكم

ابن الرومي.

المجاهد عمر
23-12-2002, 09:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

فكرتك التي أعطاك البعض إياها عني صدقني بأنها خاطئة ، فأنت تعتقد
حين كل إنتقاد بأنني سوف أقلب الدنيا وأغتاظ....

أحسن الظن بأخيك ‍!

عمر

المجاهد عمر
23-12-2002, 10:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

بماذا تريدني أن أرد وأعلق ؟؟

أجدني كثيراً أقف إحتراماً أمام هذا الإبداع الأدبي ، فهلا أعفيتني من الرد عليك ؟؟

أنت فعلاً بحرٌ من الأدب من الصعب الخوض فيه....

ويصدق فيك قول الشاعر....

وإذا كانت النفوس كباراً...تعبت في مرادها الأجسام !!


عمر

ابن الرومي
23-12-2002, 11:05 PM
بعضا من القول بارك الله فيك :)

ماذا أقول :)

ألم يقل الشاعر:

من غير ما سببٍ ماضٍ كفى سبباً ... للحر أن يعتفي حراً بلا سببِ


فكيف والأسباب بيننا قوية

;)

تحياتي لك :)