PDA

View Full Version : آيات ... ( قصة واقعية )


روتي
22-01-2003, 09:25 PM
يكفيك ما أمضيت من الوقت في مذاكرة الدروس , لابد انك متعبة!
أحب أن أحلم يا أمي ..
نامي إذن!
تبتسم آيات ذات السبعة عشر ربيعا : أجمل الأحلام ما ينسجه صحونا يا أمي
حركت أمها رأسها باستغراب بينما تطوي آيات كتبها وهي تسحب نفساً عميقا من الهواء ثم قالت برضا : لكي يتحقق حلمي يجب أن أظل متيقظة بل أكثر يقظة من أي وقت مضى
- أحتاج إلى دعاءك يا أمي
- وتحتاجين إلى النوم
أطفأت الأم نور الغرفة .. ولم تنتبه إلى النور الذي أطل من صدر آيات وهي تحرك شفتيها بكلمات لم تسمعها ..
تفكر آيات وهي مغمضة العينين .. بصديقاتها .. ومدرستها .. وتقاوم دموعا تكاد تنساب من عينيها حينما ترتسم صورة شادي ( خطيبها ) في مخيلتها ..
تتلو آيات من القرآن ... وتستسلم للنوم.
في الصباح ..
ارتدت آيات الزي المدرسي .. تلون وجه أمها بالدهشة : اليوم إجازة!
- تحت رصاص الاحتلال ربما علينا أن ننسى أمر الأجازات يا أمي .. ثم تبتسم في سخرية مريرة
- يكفينا الاجازات الجبرية التي يفرضونها علينا .. على الذهاب إلى المدرسة لمذاكرة بعض الدروس مع زميلاتي ( لم تكذب لتخرج مع صديقها إلى الكوفي شوب )
احتارت الأم لكنها لم تجد بدا من الموافقة ..
طوقتها آيات بذراعيها .. وقالت : أحتاج إلى دعائك يا أمي .. هذا أهم يوم بالنسبة لي.
رافقت آيات إلى المدرسة أختها سماح .. وتبادلا الأحاديث طوال الطريق .. لم تكن سماح تدري أنها آخر مرة ترى فيها آيات .. وافترقتا
عادت سماح إلى المنزل بكتبها المدرسية .. ولم تعد آيات
القلق يلف المنزل .. والترقب على الوجوه
تدور أمها على نفسها والقلق مسيطر على كل مشاعرها ..
سماح تحاول أن تتذكر ما دار بينها وبين آيات من حديث في الطريق إلى المدرسة عن الشهادة ..
وفي مكان آخر بعيدا عن مخيمها .. وبالتحديد في القدس الغربية .. كانت آيات
وقفت أمام المتجر المكتظ بالصهاينة .. تذكرت ضحكات أختها سماح .. تذكرت خطيبها الذي بعثت له برسالتها الأخيرة ( لعلنا نلتقي في الجنة ) ..
تقدمت نحو المتجر بهدوء وسكينة .. وكان الانفجار ..

(( هذه قصة الفدائية آيات الأخرس ))
- أسفرت العملية عن وقوع 6 قتلى وعشرات الجرحى
- تقول شاهدة عيان من الاسرائيليات " اتجهت الفتاة إلى امرأتين عربيتين في طرف الشارع .. تحدثت معهن فقاما على الفور .. اتجهت بخطوات ثابتة نحو المتجر .. وكان الانفجار "

أين نحن منها؟:rolleyes:

أسير الليل
25-01-2003, 01:26 AM
أهلين روتي

هذا هو حالنا المزري ..

لا نملك الا الدعاء على اخوة القردة والخنازيز ..

والدعاء لها بأن يتقبلها برحمته ومغفرته ..

تحيااااتي لك

روتي
25-01-2003, 02:31 AM
أهلا بك ..
بل نملك يا اخي ما هو أكثر من ذلك .. لكننا لا نريد أن نفعل :rolleyes: