ابو الامير
23-09-2003, 11:33 PM
http://www.watan.com/img/1/49.jpg
هذه رسالتي إلى كل إنسان أرهبته قرارات حكام العالم الذين أجمعوا على قتل الأيتام جوعاً في فلسطين والعراق وأفريقيا فتوقف عن دعمهم خوفا ورهباً ...
إلى كل كافل يتيم: بالله لا تتوقف فيدك شريان الحياة له بعد الله
إلى كل فاعل خير : يدك بيضاء فلا تسوّدها بمنع حق اليتيم
إلى كل أب أو أم :تذكر أن ولدك قد يكون يتيماً يوماً ما ، ويدك اليوم هي امتداد يد الله له غداً
كتبت هذه الكلمات قبل أربع سنوات من وحي سؤال ابني "خالد" واليوم أعيدها وسأظل أعيدها لأن الذكرى تنفع المؤمنين
لم يكن يخطر لي يوماً أنني ساكتب هذه الكلمات من وحي طفل لم يجاوز النصف بعد الثانية من عمره، ولكن ها هي من وحي ولدي الذي استقبلني بسؤال عجبت منه أشد العجب، وذلك حينما عدت من المحطة الإذاعية المحلية بعيد منتصف الليل ، وكنت تلك الليلة قد أذعت خبر مقتل شاب عربي يبلغ من العمر ثلاثاً وثلاثين سنة ، وكنت أنا قد تعديت العتبة الثالثة والثلاثين بيوم واحد ، بدرني ذا الطفل باستفهامه العجيب قائلاً: "بابا مش انته متِت" ولعل الذي كان أغرب من سؤاله حيرة عينيه، وشرود ذهنه، وتحامله على الكلمات ، وكأنه عجوز يتوكأ على قدمين مرهقتين قد أنهكتهما الأيام وأتى عليهما الزمان.
وجمت من سؤاله لا جزعاً بل حيرة، ثم تلعثمت أمه بكلمات كأنها تريد القول: إن الطفل يهذي لشدة نعاسه، وما لبثت أن طفقت عليه محتضناً، ألتهمه بالقبلات ، ثم أخذتني رعشة وناجيته، ويحك يا حبيبي: تريني في عينيك معنى اليتم وانا على ظهر هذه الدنيا، ويحك يا بني تؤنبني على شيء حتى وإن حدث لا إرادة لي فيه، ويحك ثم ويحك ثم .... بل ويحي أنا ، أفلا أفقه حكمة الأطفال ، تالله إن للأطفال لحكمة يجريها الله ألفاظاً وأسئلة على ألسنتهم ، يعجز عنها معمر أخذ من الدهر أضعاف ما أخذ الدهر منه.
ويح نفسي ! مالي لا أفقه سؤال طفل ، بل حكمته ، بل موعظته ، فكأنه والله بهذا السؤال يذكرني ، يؤنبني ، يسائلني: هل رأيت يا أبي انكسار قلب طفل ؟! فذاك الذي فقد أباه أو أمه ، أتعرف يا أبي لماذا؟ لأنهما صلة وصله وجذور نبتته، وهل تكبر النبتة وتستقيم نمواً بلا جذور ولا أصول؟!!! أتعرف يا أبي ما تراه اليوم في عيني من ذبول، وتحسه في قلبي من انكسار ، وتظنه في عقلي من ذهول؟!! ذاك الذي يسمونه اليتم، أجل اليتم أيها الأب الحاني ، أصغ إلي يا أبت وتدبر معنى هذه الآية " فأما اليتيم فلا تقهر" أتدري لم امر الله بذلك؟ هل فكرت به ؟ واعجبي !!! تصبحون آباء ولا تدرون معنى ذلك عند الأبناء!! لقد أمر الله أن لا يقهر اليتيم لأنه ليس هنالك قهر أعظم من اليتم ، وكان لحكمة أرادها الله ، فأمر نا بذلك لكي لا تقسو الحياة عليه بقهر آخر ، هو قهر العباد . أعلمت يا أبت ؟! أو تدري أيها الحاني ما قهر العباد للأيتام " المحرومون" قهرهم أن يعرفوا معنى هذه الكلمة " محروم" وقد قهرهم العباد ، فلا هم يحنون عليهم، وإن طعموهم لقمة خجلاًً أو غصباً أذاقوهم معها المن والأذى ، انظر يا أبي هذا طفل عراقي يتيم لم تلمسه يد حانية منذ أن مات أبوه تحت أنقاض منزلهم هدمه القصف، وذا يتيم فلسطيني لم يبقى سواه من كل أفراد أسرته ، احترقوا جميعا تحت نيران القصف ، وذا يتيم نام على وعود أمه الرؤوم، تطهو الحجارة ،يظنها طعامه، وذاك يتيم لم يجد حضناً كالذي تؤويني إليه حينما أحسست انكسار قلبي ، وذاك يتيم لم يزل ينتظر على ناصية الطريق يرتقب أباه الذي لن يعود حيث قضى نحبه في السجن ... وكان أبوه يأتيه بشيء من الحلوى كالذي تأتيني به حين عودتك من العمل، وذا وذاك وهؤلاء وأؤلئك وووووو .... أتدري يا أبي لم وجد الضعف ووجدت القوة ...؟ لأن فيهما كمال بعضهما ... والأب وألأم هما قوة ذلك الطفل الضعيف، وهما كمال معنى الحياة له...وقد ذهبا وأبقيا له معناه هو، اليتم ، القهر ، الحرمان و........ وموت آخر غير الموت، بل هو أشد من الموت أيها الأب الحاني .... أتدري يا أبي وتدري وتدري ؟!!!!!!
مهلاًً يا بني ، ارفق بي يا صغيري ، نظراتك تدمي قلبي ، عيناك تفيضان بموعظة لم أسمعها من شيخ قط ، وطفولتك تريني حكمة الدهر كله !!! أأنت طفلي؟! أم ملك جاء يذكرني ، يعلمني ، يحدثني ، كصدق الأنبياء؟!! كلا يا ولدي ... بل زدني معرفة فقد جهلت ، وذكرني فقد نسيت ، واتل علي حكمة الأطفال ، يا لها من حكمة تخلو من ذنوب الكهول!! ويحك يا ولدي علمني ولكن لا تقسو على أبيك بهذه النظرات .
أويت إلى فراشي منهكاً أعياني دهري مرة وسؤال طفلي ألف مرة ، وحضنت أجفاني النوم مرهقة مرهفة بتلك المشاعر ثم أفقت من صبيحة غدي لتطلع شمس يوم جديد ، وقد توشحت بالدموع حيث كانت تقول:
هذه دموع أطفال خلفتهم الحروب بلا آباء!!!!
هذه دموع زهرات ذبلت بموت الأمهات !!!!!
هذه دموع إنسان يعيش بلا إنسان!!!!
هذه دموع أيتام فلسطين والعراق ، هذه دموع ضحايا الجوع والمرض في القارة المستنزفة " أفريقيا" هذه دموع أيتام الأرض !! من يجففها وله الجنة؟ ... من يجففها وله مقعد بجوار محمد نبي الرحمة ، من يجففها لتكون له شفيعة يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .... ثم علا صوت يدوي في الآفاق يهز الإنسانية يقول:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى" اللهم صلي على النبي الإنسان.
وغداً ستشرق شمس يوم جديد.
الوطن
هذه رسالتي إلى كل إنسان أرهبته قرارات حكام العالم الذين أجمعوا على قتل الأيتام جوعاً في فلسطين والعراق وأفريقيا فتوقف عن دعمهم خوفا ورهباً ...
إلى كل كافل يتيم: بالله لا تتوقف فيدك شريان الحياة له بعد الله
إلى كل فاعل خير : يدك بيضاء فلا تسوّدها بمنع حق اليتيم
إلى كل أب أو أم :تذكر أن ولدك قد يكون يتيماً يوماً ما ، ويدك اليوم هي امتداد يد الله له غداً
كتبت هذه الكلمات قبل أربع سنوات من وحي سؤال ابني "خالد" واليوم أعيدها وسأظل أعيدها لأن الذكرى تنفع المؤمنين
لم يكن يخطر لي يوماً أنني ساكتب هذه الكلمات من وحي طفل لم يجاوز النصف بعد الثانية من عمره، ولكن ها هي من وحي ولدي الذي استقبلني بسؤال عجبت منه أشد العجب، وذلك حينما عدت من المحطة الإذاعية المحلية بعيد منتصف الليل ، وكنت تلك الليلة قد أذعت خبر مقتل شاب عربي يبلغ من العمر ثلاثاً وثلاثين سنة ، وكنت أنا قد تعديت العتبة الثالثة والثلاثين بيوم واحد ، بدرني ذا الطفل باستفهامه العجيب قائلاً: "بابا مش انته متِت" ولعل الذي كان أغرب من سؤاله حيرة عينيه، وشرود ذهنه، وتحامله على الكلمات ، وكأنه عجوز يتوكأ على قدمين مرهقتين قد أنهكتهما الأيام وأتى عليهما الزمان.
وجمت من سؤاله لا جزعاً بل حيرة، ثم تلعثمت أمه بكلمات كأنها تريد القول: إن الطفل يهذي لشدة نعاسه، وما لبثت أن طفقت عليه محتضناً، ألتهمه بالقبلات ، ثم أخذتني رعشة وناجيته، ويحك يا حبيبي: تريني في عينيك معنى اليتم وانا على ظهر هذه الدنيا، ويحك يا بني تؤنبني على شيء حتى وإن حدث لا إرادة لي فيه، ويحك ثم ويحك ثم .... بل ويحي أنا ، أفلا أفقه حكمة الأطفال ، تالله إن للأطفال لحكمة يجريها الله ألفاظاً وأسئلة على ألسنتهم ، يعجز عنها معمر أخذ من الدهر أضعاف ما أخذ الدهر منه.
ويح نفسي ! مالي لا أفقه سؤال طفل ، بل حكمته ، بل موعظته ، فكأنه والله بهذا السؤال يذكرني ، يؤنبني ، يسائلني: هل رأيت يا أبي انكسار قلب طفل ؟! فذاك الذي فقد أباه أو أمه ، أتعرف يا أبي لماذا؟ لأنهما صلة وصله وجذور نبتته، وهل تكبر النبتة وتستقيم نمواً بلا جذور ولا أصول؟!!! أتعرف يا أبي ما تراه اليوم في عيني من ذبول، وتحسه في قلبي من انكسار ، وتظنه في عقلي من ذهول؟!! ذاك الذي يسمونه اليتم، أجل اليتم أيها الأب الحاني ، أصغ إلي يا أبت وتدبر معنى هذه الآية " فأما اليتيم فلا تقهر" أتدري لم امر الله بذلك؟ هل فكرت به ؟ واعجبي !!! تصبحون آباء ولا تدرون معنى ذلك عند الأبناء!! لقد أمر الله أن لا يقهر اليتيم لأنه ليس هنالك قهر أعظم من اليتم ، وكان لحكمة أرادها الله ، فأمر نا بذلك لكي لا تقسو الحياة عليه بقهر آخر ، هو قهر العباد . أعلمت يا أبت ؟! أو تدري أيها الحاني ما قهر العباد للأيتام " المحرومون" قهرهم أن يعرفوا معنى هذه الكلمة " محروم" وقد قهرهم العباد ، فلا هم يحنون عليهم، وإن طعموهم لقمة خجلاًً أو غصباً أذاقوهم معها المن والأذى ، انظر يا أبي هذا طفل عراقي يتيم لم تلمسه يد حانية منذ أن مات أبوه تحت أنقاض منزلهم هدمه القصف، وذا يتيم فلسطيني لم يبقى سواه من كل أفراد أسرته ، احترقوا جميعا تحت نيران القصف ، وذا يتيم نام على وعود أمه الرؤوم، تطهو الحجارة ،يظنها طعامه، وذاك يتيم لم يجد حضناً كالذي تؤويني إليه حينما أحسست انكسار قلبي ، وذاك يتيم لم يزل ينتظر على ناصية الطريق يرتقب أباه الذي لن يعود حيث قضى نحبه في السجن ... وكان أبوه يأتيه بشيء من الحلوى كالذي تأتيني به حين عودتك من العمل، وذا وذاك وهؤلاء وأؤلئك وووووو .... أتدري يا أبي لم وجد الضعف ووجدت القوة ...؟ لأن فيهما كمال بعضهما ... والأب وألأم هما قوة ذلك الطفل الضعيف، وهما كمال معنى الحياة له...وقد ذهبا وأبقيا له معناه هو، اليتم ، القهر ، الحرمان و........ وموت آخر غير الموت، بل هو أشد من الموت أيها الأب الحاني .... أتدري يا أبي وتدري وتدري ؟!!!!!!
مهلاًً يا بني ، ارفق بي يا صغيري ، نظراتك تدمي قلبي ، عيناك تفيضان بموعظة لم أسمعها من شيخ قط ، وطفولتك تريني حكمة الدهر كله !!! أأنت طفلي؟! أم ملك جاء يذكرني ، يعلمني ، يحدثني ، كصدق الأنبياء؟!! كلا يا ولدي ... بل زدني معرفة فقد جهلت ، وذكرني فقد نسيت ، واتل علي حكمة الأطفال ، يا لها من حكمة تخلو من ذنوب الكهول!! ويحك يا ولدي علمني ولكن لا تقسو على أبيك بهذه النظرات .
أويت إلى فراشي منهكاً أعياني دهري مرة وسؤال طفلي ألف مرة ، وحضنت أجفاني النوم مرهقة مرهفة بتلك المشاعر ثم أفقت من صبيحة غدي لتطلع شمس يوم جديد ، وقد توشحت بالدموع حيث كانت تقول:
هذه دموع أطفال خلفتهم الحروب بلا آباء!!!!
هذه دموع زهرات ذبلت بموت الأمهات !!!!!
هذه دموع إنسان يعيش بلا إنسان!!!!
هذه دموع أيتام فلسطين والعراق ، هذه دموع ضحايا الجوع والمرض في القارة المستنزفة " أفريقيا" هذه دموع أيتام الأرض !! من يجففها وله الجنة؟ ... من يجففها وله مقعد بجوار محمد نبي الرحمة ، من يجففها لتكون له شفيعة يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .... ثم علا صوت يدوي في الآفاق يهز الإنسانية يقول:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى" اللهم صلي على النبي الإنسان.
وغداً ستشرق شمس يوم جديد.
الوطن