PDA

View Full Version : من الحكم


الريان
07-12-2003, 11:06 PM
اوصى لقمان إبنه فقال : « يا بنىّ جالس العلماء ، و خالط الفقهاء ، و سائل الحكماء . فإنّ اللّه تعالى يحيى القلب الميّت بنور الحكمة كما يحيى الأرض بوابل المطرة . » و اعلم أنّه إنّما تروّح الحكمة القلوب ، لأنّ الحكيم يشاهد طرائف 4 ارتباط الاسباب بالمسبّبات و عجائب اسرار انضباط نظام الموجودات ، و هذه المشاهدة تروّح قلب الحكيم الالهى . فإنّ اوّل مقام الولاية و التلوين فيه هو مقام التحقّق بمعرفة صدور الحوادث على مقتضى الحكمة البالغة ، و ان لا مندوحة عن وقوعها ، فلا يهتمّ بالنوازل ، و لا يغتمّ بالحوادث اصلا ، و لا يؤثّر فيه . فلا يرى في عين البلايا و الحوادث العظيمة الاّ هشّا بشّاشا مزّاحا ، فإنّ الفكاهة و المزاح دليل على عدم الانفعال عن الحوادث ، كما أنّ خاتم الولاية عليه السلام و التحيّة ما كان يرى قطّ في عين الحوادث و النوازل الهائلة العظيمة الاّ بشّاشا مزّاحا ، حتّى انّه كان يقال فيه : لو لا دعابة فيه ، أى لعب ، و عرّفوا الحكمة بأنّها هى العلم بحقائق الاشياء و اوصافها و خواصّها و احكامها على ما هى عليه ، و ارتباط الاسباب بالمسبّبات ، و اسرار انضباط نظام الموجودات ، و العمل بمقتضاه . فلا يسمّى حكيما الاّ بوجود هذا الاستعمال و هو قوله : 5 أعْطَى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ من اسمه الحكيم . فبإعطاء الذى تعطيه الحكمة يسمّى حكيما ، فهو على تفصيلى عملى ، و ليس هذا الاّ للملامية من اهل اللّه