PDA

View Full Version : ( انتهى الحج .... وبقيت دروسه .. )


بو عبدالرحمن
02-02-2004, 03:02 PM
عطّر الحجاجُ قلوبَهم بعبير السماء ، في أيامهم المباركة هذه ، وشهدوا مشاهد زاحمتهم فيها الملائكة ، وتباهى بهم الله جل في علاه ، وطابت بتكبيراتهم أنفاس الحياة ..

وانقضت أيام الحج ، ولكن دروسه الرائعة لم تنقضِ ، وما أكثر هذه الدروس ، وما أروعها ، وما أبركها ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
ولقد صدق والله من ذهب إلى أن الحج مدرسة تربوية فريدة متميزة ..

ولسنا هنا بصدد تعداد دروس الحج ، فإنها كثيرة ، لكن _ من وجهة نظري الشخصية _ هناك درس يأتي في مقدمة هذه الدروس ، وهو أقواها وأجلاها وأروعها ، وعنه تتشقق دروس من وراء دروس ..

هذا الدرس الذي سنتوقف عنده اليوم ، يحتاجه كل منا حيث هو ، ويلزم كل منا أينما كان ، ولابد من أن نعززه في قلوبنا ، ونلزم أنفسنا به ، فإنه ( درس القمة ) .. ويلاحظ أن هذا الدرس يتكرر كثيرا في مشاهد الحج المختلفة .. وكأن تكراره يؤكد مدى أهميته ، وضرورة تذكره والتذكير به ..

هذا الدرس هو درس (التسليم المطلق ) لله سبحانه وتعالى ..
وسأسوق الموضوع في صورة مشاهد ... واسأل الله أن يعين ويوفق ويبارك ..
فلنتابع القصة من أولها .. وعلى بركة الله نمضي .. وبه نستعين :

= =

المشهد الأول :
هذا إبراهيمُ الخليل عليه السلام ، يرزقه اللهُ بطفلٍ بعد أن تجاوز الثمانين _ كما روي _ جاءه على شوق ، اشد من شوق الأرض العطشى لقطر السماء ، وتعلق قلب الأب الشيخ بفلذة كبده ، وهفت إليه نفسه الظمأى ، وحنت روحه إلى أن يضم صغيره إليه ، ليلقنه أنوار السماء التي يتلقاه هو عن طريق الوحي ..
لكن الفرحة لم تتم ..!!

وجاء في أعقاب المسرة لون من البلاء ، لا يطيقه إلا أمثال هذا الجبل الشامخ ، إبراهيم عليه السلام ، جاءه وحي السماء أن يحمل هذا الرضيع الحبيب ، فلذة الكبد ، وحبة الفؤاد ، هو وأمه إلى خارج بلده الذي هو فيه ؟؟
إلى أين يا رب ..!؟

إلى وادٍ غير ذي زرعٍ !!! أرض جرداء ، لا زرع فيها ولا ماء ..!! رمال يبتلع بعضها بعضا ..!!
فلم يجزع القلب الكبير ، ولم يتلجج ، ولم يتردد ، ولم يراجع ، ولم يتوقف ، ولم يحاجج ، ولم يُعمِل عقله ، لأن إعمال العقل هنا لا مكان له ، إعمال العقل أمام الوحي الصريح ، إعمال في غير المكان الصحيح ..!!
بل لبى طائعاً ، ونفذ مستسلماً ، لسبب بسيط ، لكنه أعمق من غور البحر ..

لم يجد بد من أن يكون في دائرة ( التسليم المطلق ) لله الآمر .. بلا كلام ، ولا جدال ، ولا تردد ، ولا تحرج ، ولا تلعثم ، ولا شيء من حرج في الصدر ..
السبب ... أنه على تمام الثقة أن ربه هو الأعلم بما يصلح وما لا يصلح ، وهو الحكيم الذي يضع كل شيء في مكانه دون أي خلل مهما دق ..

ولذا لم يفكر حتى أن يسأل :
لماذا يا رب ؟؟ وكيف ؟؟ وهل ؟؟ وهلا ؟؟ وما الحكمة ؟؟
لا مكان لهذه الأسئلة في هذا القلب الكبير ، المشتعل بمحبة الله ، المستضيئ بنور الله .
هذه الأسئلة وأمثالها قد تجد لها موضعا في قلوب أخرى غير قلب إبراهيم وأمثاله ممن أضاء الله بصيرتهم ..

وحمل الشيخ الكبير صاحب القلب الكبير فلذة كبده الرضيع في حضنه ، وإلى جانبه تسير زوجه الحبيبة ، وعلى ظهره زاد الرحلة الطويلة الشاقة ، وأخذ يقطع القفار ، ويطوي الأرض ، ويمضي الأيام والليالي ، والأسابيع ، وهو ماضٍ حيث رسم الله له أن يمضي ، وسط هذه الرمال الصفراء التي تغطي الأفق من حوله في جميع الجهات ..

حتى إذا وصل إلى المكان المقصود ، التفت هنا وهاهنا ، فلم ير سوى رمال تشهد لله بالوحدانية ، لا نبتة فيها ، ولا قطرة ماء ، ولا أنيس ، ولا جليس ، وليس سوى وحشةٍ ، وصمت كصمت المقبرة ..!
المشهد الثاني :
........................................يتبع :

بو عبدالرحمن
02-02-2004, 03:03 PM
المشهد الثاني :
فلما أدار الشيخ الجليل ظهره ، وولى وجهه شطر بلده الذي جاء منه ، وقد تقاطرت دموعه ، إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، ولكنا لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه ..

تعلقت به المرأة الصالحة النقية التقية ، والزوجة المحبة ، والأم الوالهة ، تعلقت به تسأله في جزع : لمن تتركنا هاهنا يا إبراهيم !؟ وكأني بكلماتها ترتجف على شفتيها كما يرتجف جسدها ..!

فلم يجب ، لأن الأمر فوق وصف الواصف ، وكررت السؤال ، وكرر الصمت ، وكأنما انتبهت للخطأ الذي وقعت فيه ، فبادرت إلى تغيير السؤال بالكلية ، فإذا هو سؤال واضح محدد مبين : أالله أمرك بهذا ؟
هنا المحك ..!! هنا بيت القصيد ..!!

سؤال يفصل في القضية فصلا نهائياً .. ويضع نقطة الخاتمة في نهاية القصة ..!
هل ما تفعله يا إبراهيم وحي من الله أمرك به ..؟
فهز الشيخ رأسه بالإيجاب ، وقلبه يعتمل بألوان من المشاعر لا يعلمها إلا الله ،
فلما أيقنت أنه الوحي ... رفعت راية ( التسليم المطلق ) ... وقالت في ثقة عجيبة مبهرة : إذن ... امضِ فإن الله لن يضيعنا ...!!

ما دمت تنفذ وحي السماء ، فقد نفضتُ يدي منك ، ولا مكان للتعلق بك ، ولا محل لسؤالك لمَ ، وكيف ، وهل ، وهلا ، وما الحكمة ، ولماذا ؟؟ الخ
أمثال هذه الأسئلة لا تجد لها محلا أمام نص وحي صريح ..
ليس سوى التسليم المطلق .. حتى لو كرهت النفس وشق عليها ذلك ..

لكن هؤلاء المتميزين يسلمون تسليما ، ولا يجدون في قلوبهم أدنى حرج .. كل ذلك لثقتهم العظيمة والقوية بالله جل جلاله ..

( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً. ) ...

لم تصرخ المرأة الصالحة في وجه زوجها الحبيب ، وهي تراه يرميها في وسط صحراء قاحلة ، ليس فيها بصيص لحياة ، لم تولول ، لم تسب ، لم تلعن اليوم الذي والذي ..!!
لم تتهم زوجته الأخرى أنها وراء هذا كله ، لم تسمح لدموعها أن تجري شلالات استرحاماً واستعطافاً .لم . ولم , ولم ...

بل هو التسليم المطلق الذي يهز القلب هزاً عنيفاً ..
فلله درها .. !! أية امرأة عظيمة هذه ..!!

المشهد الثالث :

ويمضي القلب الكبير المكلوم ، واثقاً بالله أنه لن يضيع أمانته التي استودعه إياها، حتى إذا توارى خلال تلك التلال ، أخذ يلهج بالدعاء والابتهال في ضرعة ، فأمره ربه سبحانه أن يؤذن في الناس بالحج ..!!!

ولكن .. أين الناس حتى يؤذن فيهم ؟! وما مدى صوته ؟ وكيف ، وهل ، وما الحكمة ، ومتى ....الخ .
أسئلة لا مكان لها ، إنما هو التسليم المطلق . افعل كذا .. لبيك وسعديك ..
وارتفع على ربوة صغيرة .. وأخذ يرفع عقيرته بملء صوته : ايها الناس أن الله يأمرك أن تحجوا ... !!

هكذا .. ينادي في صحراء قاحلة ، ويهتف بملء صوته ، ولا يعنيه كيف سيصل صوته إلى الناس ...!!

إنما يعنيه شيء واحد ، وهاجس واحد ، هو الذي يحتل بؤروة الشعور عنده ، أن الله أمر .. وعليّ التنفيذ ، بلا مماحكة ، ولا جدال ، ولا فلسفة خائبة !!
إنه التسليم المطلق .. وما أروع التسليم لله ، وما أكثر ثمراته ، وما أعظم بركته !

المشهد الرابع ..

ويكبر الصبي الصغير ، فإذا هو غلام أريب نجيب ، متألق ذكي الفؤاد ، ولا أحسبه إلا قد عرف قصته من أمه ، غير أنه لم يسخط على أبيه ، كيف فعل بهما هذا ، وما الذي جنياه ، ولماذا ، وهلا ...الخ الخ..

لقد شب الصغير على روعة التسليم التي رضعها من ثدي أمه !!
لقد غذت أمه روحه بحب الله سبحانه ، والتعلق به ، وحب والده ، والبر به ، حتى روي أن إبراهيم عليه السلام أتى يوماً وكان إسماعيل عليه السلام في المرعى ، فدار حوار بين إبراهيم وزوجة اسماعيل ، وطلب منها أن تبلغ ولده رسالة قصيرة ، أن يغير عتبة بابه !!

ولما عاد إسماعيل وعرف القصة وسمع رسالة والده ، قال لها : ذاك الشيخ أبي .. وفحوى رسالته أن أفارقك ... فارجعي إلى أهلك بسلام..!!!
هكذا .... تسليم مطلق عجيب مبهر ..

إذا كان هذا تسليمه لأبيه ، فكيف يمكن أن يكون التسليم لله جل في علاه ، فيما يأمر وينهى !!؟
لم يناقش المسألة بعقله .. لم يحرك عقله في المكان الخطأ . لأن هذا سيترتب عليه سلسلة من الأخطاء !!!

لم يقل : لقد كبر الشيخ وهرم !!! ما ذنب زوجتي الحبيبة !! ..الخ الخ
ويتكرر نفس المشهد مع زوجته الجديدة _ بعد زمن _ فيدور حوار بين الشيخ الكبير ، وهذه الزوجة ، في غياب إسماعيل ، ثم يحملها رسالة إلى زوجها ، أن امسك عليك عتبة بابك ..

ولما عاد إسماعيل عليه السلام قال لها_ بعد أن عرف القصة وسمع الرسالة _ : ذاك الشيخ أبي .. وهو يأمرني أن أحتفظ بك ...!!
وقد كان ..!..
يا لله ! يا لروعة هذه الأسرة العظيمة !!
يتجلى خلق ( التسليم ) في جميع تصرفات أفرادها ..

المشهد الخامس :

ويهتز قلب الشيخ الجليل لولده حين يراه غلاماً يافعاً ، تلوح على محياه البهي أمارات الفطنة والحنكة والحكمة ، فيتعلق به قلبه مجددا ، ربما أشد مما كان متعلقا يوم كان رضيعاً ..!
ولكن الفرحة أيضاً لم تتم ..!

يرى رؤيا أنه يذبح بيده هذا الغلام الرائع ، والأمل المشرق ، فلم يجزع ، ولم يضطرب ، ولم يتلجلج ، ولم يتلعثم ، ولم يتوقف ، ولم يتساءل : لمَ ، وكيف ؟ وما السبب ، وما الحكمة من ذبح إنسان ، ولماذا بيدي أنا ؟ ولماذا لا يكون شيء آخر غير الذبح كالنفي مثلاً ..الخ الخ

ليس شيء من ذلك ابداً ..
مثل هذا القلب الكبير المتوهج بنور السماء لا يعرف مثل هذه الأسئلة وأخواتها وبنات عمها ..!!
بل هو ( التسليم المطلق ) لوحي السماء ...
انتهت في ذهنه القضية من جذورها ، ما دام الأمر أمر الله والحكم حكمه !!
ليكن ما يكون .. !!
ولتعج النفس بالصراخ وتولول ، ولكن لا سبيل سوى التنفيذ ( برضى وفي تسليم ) شعار المسلم الحق : أمام النص الصريح : عقلي تحت نعلي !!
ويمضي الشيخ الجليل وقد عزم النية على أن يذبح ولده الحبيب بيده !!!!
المشهد السادس :
......................................يتبع :

بو عبدالرحمن
02-02-2004, 03:06 PM
المشهد السادس :
ويتجلى ( التسليم المطلق ) كذلك من جديد ، لدى الولد المتألق النجيب .. قال لأبيه في ثقة عجيبة اهتزت لها الملائكة :
( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ..!!

ما تؤمر .. هنا المحك .. !! هنا بيت القصيد ..
الأمر أمر الله ، ولا مكان للتردد ، ولا حتى لمجرد التوقف ، ولا محل للتحرج .. امضِ لشأنك ، واشحذ سكينك ، وهذه رقبتي بين يديك ...!!
يا إلهي .. أي قمة هذه القمة التي ارتقت إليها هذه الأسرة الكريمة ..!!

المشهد السابع :

ويجمع الشيخ الكبير صاحب القلب الكبير ، عدة ( الذبح ) ويحملها في يده ، ويمضي في طريقه ، غير متردد ولا متلكئ ، ومن ورائه يسير الابن الحبيب بخطى واثقة ، وهو يعلم أنه يمضي إلى المنحر ، حيث سيتم ذبحه على يد أبيه !!

فيتصدى الشيطان للشيخ الجليل ، محاولا أن يصرفه عما أُمِرَ به ..
فيرميه إبراهيم بحصيات وهو يؤكد له أنه سينفذ ما أمره الله به ..!
ثم تعرض الشيطان للغلام محاولاً أن يصرفه عن هذا الطريق ..
فرماه هو الآخر وقال له : إن كان الله تعالى ، قد أمره بذلك ، فليطع أمره !

ولما يئس منهما برز للمرأة الصالحة ، والأم الوالهة ، ليحرشها ، ويؤزها لتعمل على صرف إبراهيم عن تنفيذ الأمر الإلهي ، وقالها : إن إبراهيم يزعم أن الله أمره بذلك ..
فصاحت به ورجمته وهي تقول : إن كان الله تعالى ، قد أمره بذلك ، فليطع أمره !

يا إلهي .. !!
أية نفوس عظيمة هي هذه النفوس التي يصنعها الإيمان العميق ، فيغرس فيها حب الله حباً ، تهون معه كل شدة ، وتحلو معه كل مشقة ، ويطيب معه التسليم المطلق التام لله سبحانه

قالوا وصدقوا :
إذا عُرفَ الآمر ... سهلت الأوامر ..!

نعم .. المصيبة تتجلى في منازعة النفس لأمر الله ، والتحرج من بعض أحكامه .. تلك كارثة قد يقع فيها بعض الطيبين من حيث لا يحتسبون ..!

وهكذا نرى درس ( التسليم المطلق ) يتجلى في مشاهد قصة إبراهيم عليه السلام كلها ..

وهي المشاهد التي يحييها الحجاج وهم يتنقلون في مناسكهم ، هنا وهاهنا ، ولكن كم هم الذين ينتبهون لمثل هذه الدروس الكبيرة ، ثم يترجمونها عمليا في واقع حياتهم ؟؟

ما أكثر الذين تتلجج نفوسهم وهم يواجهون بعض نصوص الوحي ، ويودون لو تغير الحكم إلى كذا ، وكذا ...!!

( أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ..!؟ )
( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ..

بل إن المتأمل في مناسك الحج كلها ، يجدها تجسيدا عمليا واضحا ، لهذا الدرس الكبير العظيم .. درس التسليم المطلق لله ..

هنا عليك أن تتلفظ بالنية : لبيك اللهم بحجة .. وهناك في الصلاة مثلا .. لتكن نيتك محلها القلب .. سمعاً وطاعة ..!
هنا عليك أن تلبس ملابس معينة بطريقة معينة ... لبيك وسعديك ..!
هنا عليك أن لا تلمس طيبا ، ولا تغشى نساء ، ولا تحلق شعرا.. سمعا وطاعة !
هنا عليك أن تطوف سبعة أشواط ولا تزيد ، وبالطريقة المحددة .. سمعا وطاعة!
هنا عليك أن تُقبّل حجرا _ إن استطعت _ في المقابل عليك أن ترمي حجراً بحجر في مكان آخر .. سمعا وطاعة ..!!
هنا عليك أن تبيت بمنى ، وهنا عليك أن تقف طوال النهار في عرفة .. وهناك عليك تبيت في مزدلفة .. وهنا ...وهنا .. وهنا ... الخ الخ

كلها لا يملك الحاج معها إلا التسليم المطلق ..والتنفيذ في رضى .. إنه درس القمة ..
الدرس الذي نحتاجه دائما كلما واجهنا نصا من نصوص الوحي ، فيه حكماً من أحكام الله ، أو أمرا أو نهياً ..

لا تلجج ، لا تلعثم ، لا توقف ، لا محاكمة للنص ، لا شبهة فيه ، لا تعقيب عليه ، لا محاولة للزوغان عنه .. ليس أمامنا سوى التسليم المطلق التام لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ..والرضى التام .. شعارنا :

( سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ،، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)

وكل محاولة للشيطان ليصرفنا عن هذا المقام الرفيع ، علينا أن نحذرها ونحذر منها ..

( قُتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)
( وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) .. ويجادل من؟؟؟ !!



ولقد استوعب الصحابة رضوان الله عليهم من خلال هذا الدرس الكبير الذي يتكرر في سائر العبادات .. أن الإسلام الحقيقي هو التسليم لله ، والتنفيذ الفوري لما يأمر به أن أو ينهى عنه ، والتقبل بالرضى لكل ما يحكم به ..ولو كرهت النفس ، ولو شق على القلب ..!

والأمثلة من حياة الصحابة كثيرة جداً ..
ولعل هذا يحتاج لمقال آخر نفرده له ، فقد طال هذا الموضوع وتشعب ، ولكن الدرس الذي نريد أن نقرره يستحق مثل هذه الإطالة ..
وبالله التوفيق .. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ..

MUSLIMAH
02-02-2004, 05:52 PM
الله أكبر !!!!
الله أكبر !!!!
الله أكبر !!!!

أحسنت و بارك الله فيك على ما سردت من مشاهد تكرر نفس المعنى ( التسليم ) ذلك المعنى الذي نفتقده و بشدة هذه الأيام ، فأين نحن من هذا الدرس العظيم ؟!

لله درها من قلوب ضربت أروع مثل في ذلك !

اسأل الله العلي القدير أن يربط على قلوبنا بالايمان و يرزقنا الرضى بما كتب و التسليم لما أمر ..

و الله لقد أثلج صدري هذا الموضوع بشكل كبير جدًا جدًا ..
جزاك الله عني خيرًا .. و حسبي أن أشكرك بدعوة في ظهر الغيب

وفقك المولى لما يحب و يرضى

أسير الليل
02-02-2004, 07:52 PM
أستاذنا الفاضل ابو عبدالرحمن
السلام عليكم
وكل عام وأنت بصحة وعافيه

مشاهد رائعة .. يعجز القلم عن الرد
مشاهد جسدت التسليم في أروع صوره
مشاهد جسدت من خلاله ذلك الإيمان بالإمتثال للأمر الالهي
أمتثال مطلق برغم فقر البيئه
إمتثال ضد كل المشاعر الأبويه

شيخنا الفاضل أسأل الله أن ينير قلبك بالايمان ويوفقك لصالح الاعمال
وتقبل خالص تحياتي

بشاير
05-02-2004, 04:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله أن يرزقنا الإستسلام الذي يرضيه عنا

أصبت فيما قلت أخي أبوعبدالرحمن

لماذا نفعل هذا ولماذا نرمي هنا ولماذا نطوف ونسعى

لاجدال ولانقاش بل استسلام وتسليم لما أمر الله به

بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك الله عنا كل خير

نسأل الله أن يرزقنا حجات كثيرة يرضى بها عنا

اشراقه
05-02-2004, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا المبارك :
أحسن الله اليك وجزاك خير الجزاء
على هذه الكلمات العجيبه
التي ايقظت في القلب معاني رائعه
و مشاعر فريده
جعلت الروح تطير شوقا لجنة الله في الدنيا - وهي التسليم المطلق له جل جلاله والرضا بقدره الذي قدر -
كشوقها العارم لجنته في الاخره ......
فيا حي يا قيوم امنن علينا بالجنتين ........

اشراقه ..

بو عبدالرحمن
06-02-2004, 03:37 AM
الأخت الفاضلة / مسلمة
............. سلم الله قلبك ورفع الله قدرك

لله الحمد أن لقي هذا الموضوع قبولا طيبا وصدى رائعا ، سوى من خلال التعقيبات أو من خلال بعض الرسائل التي وصلتني ..
فلله الحمد كله ، وله المنة والفضل ..

ونسأله سبحانه أن يمن علينا ويرزقنا شدة التسليم له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،
وحسن الإقبال عليه ،وحسن الأدب معه ، وحسن التوجه إليه جل جلاله

كم اسعدني قولك : (و حسبي أن أشكرك بدعوة في ظهر الغيب )
فهذا ما أبحث عنه ، واتلهف عليه ..

وجميلة جدا بل رائعة دعوتك هذه .. فأكثري منها ، وألحي بها :
( وفقك المولى لما يحب و يرضى )

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في حياتك

بو عبدالرحمن
06-02-2004, 04:19 AM
أخي الحبيب / أسير الليل ..
............. رحم الله والديك ورفع الله قدرك

كل عام وكل شهر ويوم وساعة ولحظة وأنت من الله أقرب وإليه أحب وله أتقى وقلبك أنقى
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الرائعة الواعية
واسأل المولى الكريم أن يبارك في أنفاس حياتك حيثما كنت
وأن يجعلك مباركاً يجد صدى بركتك آخرون وآخرون ..

نعم أخي ..
إنها مشاهد تجسد درسا كبيرا ورائعا :
درس التسليم المطلق لله جل في علاه
الذي يتشقق عنه : حسن الأدب معه وبين يديه ..
وتتجلى فيه : حقيقة العبودية له جل شأنه ..

نسأل الله أن يرزقنا هذا الخلق الرفيع .. وأن يحققنا بهذا الدرس العظيم
حتى نلقاه وهو راضٍ عنا ..,.
اللهم آمين

أعطر تحية ، وأزكى سلام
ولا تنسني يا أخي ما دعائك .. اشركني معك في مناجاتك ..لعل الله ينفعني لك

نور بوظبي
06-02-2004, 01:52 PM
1^

أخي الفاضل ..

لا نجد ما نعلق .. غير جزاكم الله كل خير ..

سمعنا و أطعنا ..

هذا هو شعار المسلم الصادق

بعكس اليهود و النصارى ، كان شعارهم سمعنا وعصينا ..

في هذا الدرس تتجلى أمور كثيرة ..

منها كيف الله يريد لعبده الخير ، قد يضيق الأمر على الإنسان لما يصيبه ، و لكن هو خالقه يريد له خيراً ، سبحان الله ..

و كما قال تعالى ( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا )

و منها إن الله متكفل بأمور العبد إذا صدقه و توكل عليه حق التوكل و اتقاه و أطاعه ..
كما قال تعالى ( و من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )

قد تجد البعض يتعامل مع الأحداث تعامل مادي بحت .


مرة أخرى جزاك الله خير على هذا الدرس الطيب

شروق
06-02-2004, 07:00 PM
موسم الحـج ، مـوسم من أفـضل المـواسم الربـانية .... تتـوحـد فـيه القـلوب على إختـلاف الـبـقـاع التي وفـدت منهـا ، وتـرتـجـف الأفـئدة تستـظل بمـظلة الإسلام ، تـفِـدُ إلى البيت العـتيق ، تـُـلبي وتكبـِّر، تحمد وتشكر تسأل الله : العـودة العـودة والقـلب يهفو للعـودة مرات ومرات

قصص القـرآن : وصـفٌ حيٌّ لأحداث ترتـجـف القـلوب بكل حـرف وحـدَث ، لطالما ارتجـف قـلبي لرؤية الأضحية لحـظة نحـرها ، وأنا يخـالجني صـورة لوصـف القرآن لسيدنا إبراهيـم و ولده اسماعيل عليهما السلام في لحـظة إتخاذ قـرار : " يابني إني أرى في المنام أني أذبحـك ، فانـظر مـاذا تـرى ؟ " كيـف لـقـلب أبٍ أن يذبح إبنه ، إلا أن يكون قـد غمره حب ومحبة لمن أمـره ، ورضـا بالتـسليم للآمِـر دون تـردد !؟

ويكون رجـع صدى الإبن في الطاعة والبـِر والتسليم : يا أبتِ افـعـل ما تـؤمَـر ستجدني إن شاء الله مـن الصـابرين "

مـن الصابرين !! عظـَمة الرضـا بالتسليم .. يخـالجـه الصبر على أمـر الله تعـالى دون تـردد !!

هـا هـو الابن يحذو حذو أبيه في التسليم لأمـر الله أولاً و طاعـة أبيه ثانيـًا

أنقل صورة قـرأتهـا لهذا المشهد من كتاب " قـصص القرآن " .. أتمنى ان يجد القـاريء أثرهـا في نـفسه

هذه الكلمات جاءت تتحدث عن سيدنا اسماعيل في لحظة ذبحـه ووصيته ، وهي إضاءة على التسليم بأمر الله ، و البـر بالوالدين


بادر الغلام بالطاعة ، وأسرع إلى الإجـابة ، فـقال : يا أبت افـعل ما تـؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين

برٌ عظيم ، وتوفـيقٌ من الله أعظم ، وإيمانٌ وثيـق ، ونـفسٌ راضية بما أراد الله وقـدّر . ثم أراد أن يخفـف عن أبيه لوعـة الثـكل ، ويرشده إلى أقـرب السبل إلى قـصده ، فـقال : يا أبتِ اشدد وثاقـي ، واحكم رباطي حتى لا أضطرب ، واكشف عني ثيابي حتى لا ينتـضح عليها شيء من دمي ، ، فينـقص أجـري ، وتراه أمي فيشتد حـزنهـا ، وتـفيض شئونهـا ، واشحذ شفرتـك ، واسرع إمرارهـا على حـلقي ليكون أهـون علي ، ، فإن المـوت شديد ، ووقـعـه أليم ، وأقـِر أمي السلام ، وإن أردت أن ترد قـميصي عليها فـافـعـل - فإن ذلك فـيه تسرية لهمـِّهـا وسَـلـوة لهـا في مصابهـا ، وهـو ذكرى لولـيدهـا ، تشتم منه عبيره ، وتتنسم منـه أريجه ، وتعـود إليه حين تبحث حـولهـا فـلا تجدني ، وتـفتش عني فلا تراني

قـال إبراهيم عليه السلام : نِـعمَ العَـون أنت يا بُـني على أمر الله ! ثم ضمه إلى صدره وأخذه يـقـبـله ، وتباكيا وانتحبا ثم أسلم إبراهيم ابنه ليذبحه ...

وتتبع القصة إلى نهـايتهـا حيث فـدى الله اسماعيل بذبح عظيم

تلك مشاعـر تختلج في القلب والخاطر على عدة مسائل من الطاعة التامة لأوامر الله سواء من الأب ( إبراهـيم ) أو الابن ( اسماعيل ) عليهمـا السلام ، والتسليم المطلق دون نقـاش أو تردد أو خـوف أو تراجـع !


أعـود للقضية الأساسية في الموضوع : التسليم بما أمر الله ، تعـالى ورسولًـه - صلى الله عليه وسلم

من معـان الإسلام : التسليم المطلق لأوامر الله ، ورسوله ، فإن أمرَنـا اللهُ أطعـنـاه ، وإن دعـانا رسولُ الله إتبـعـنـاه

وما قول عمـر رضي الله عنه عنـا ببعـيد بحديثه عن الحجر الأسود : " إني لأعلم أنك حـجر ،لا تضـر ولا تنـفـع ، ولولا أني رأيت رسول الله يـقبـلك ماقـبلتـك "

هـذا نهـج الصحابة ، وهـذا نهـج التـابعـين : التسليم المطلق لجميع أوامر الله وطـاعة رسـول الله - صلى الله عليه وسلم

لا أعلـَمَ بحاجة النفس ، ومـا يناسبها وما يلزمهـا إلا خالـقـُهـا ؛ فلا أمـرٌ في كتابه إلا و لـَه سر لا يعـرف كنهه إلا الله تـعـالى، قـد يخفى على النفس البشرية ، وقـد يجدهـا الإنسان - مـع قـصر معرفـته الإنسانية - أنهـا لا تناسبه ، وقـد يكابر بأعـذار واهـية ، لكنهـا بأي حال أمـرٌ من علام النفـوس ، وهـو الأعلم بهـا ، وهي في النهـاية أمـرٌ وقـضـاء وطـاعة و تسليم

.. ..

الأستاذ الفـاضل .. أبو عبدالرحمن

مشـاهـدٌ رائـعـة هيّـجَـت شغـاف القـلب بحنين إلى تلك الديـار
أسأل الله تـعـالى أن يكتب لنـا ولكم وللـقـاريء رحـلة ربـانية إلى هذه الديـار .. ملبين طـائـعـين مستسلمين

مشـاهِـدٌ رائـعـة .. ووقـفـات أروع .. وتسليم مطلق !


جزاك الله خيرًا .. وطيّب الله ذِكـرك في الدنيـا والآخـرة

بو عبدالرحمن
09-02-2004, 10:10 PM
الأخت الفاضلة / بشاير
.......... بشرك الله بالجنة

شكر الله لك هذه المتابعة الرائعة الواعية
واسأل الله أن ينفعك وينفع بك حيثما كنتِ

نعم ..صدقت والله :
لاجدال ولانقاش بل استسلام وتسليم لما أمر الله به

وهذه هي حقيقة الإسلام في الصميم
بل وهي حقيقة العبودية لله جل جلاله

نسأل الله أن يحققنا بآداب العبودية

جزاك الله خير الجزاء ، وبارك الله فيك

بو عبدالرحمن
09-02-2004, 10:16 PM
الأخت الفاضلة / إشراقة
...... ملأ الله قلبك بإشراقة الإيمان واليقين

ابتداء .. أحييك كضيفة متميزة في منتدى طيب يملأه عبق ذكر الله
فحياك الله وبياكِ وجعل الجنة مأواك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب ..
واسأله سبحانه أن يفيض على قلبك من أنوار محبته
وأن تنتفعي معنا ، وتنفعي ...
واسأل الله أن تطيب لك الإقامة في هذه الأجواء الطيبة
وتجدين صدى ذلك في قلبك بوضوح ..
اللهم آمين

سرتني متابعتك الطيبة ..
وأسأل الله أن يبارك فيك حيثما كنتِ

لا تنسي أخاك من دعائك الطيب

هايدي
10-02-2004, 05:32 AM
أخي وأستاذي الفاضل ... بو عبد الرحمن


لم يكن للحج درس واحد وإنما دروس وتربية ..

وقد ذكرت من هذه الدروس ( التسليم المطلق ) لله تعالى ..


ولكن من عاش الحج ولحظاته تربى على هذه المعاني ..



تخيل معي التدرج في هذه الصور ..

تذهب في يوم التروية لمنى تترك خلفك بيتك .. أهلك .. وظيفتك ...

وكل ما يتعلق بحياة الملهيات عن ذكر الله ..


وتعيش وسط أناس تجردو ا مثلك من هموم الدنيا وتركوها خلفهم ..

أناس لم يسبق لك التعرف بهم .. بل ولا حتى النظر إلى وجوههم من قبل ..


تكون معهم أسرة إيمانية تحت سقف خيمة تحوط بها الأقمشة من كل جانب ...!!!


تستعد في اليوم التالي لرحلة أخرى تختلف عما أنت فيه ..

يوم عرفة .. يوم يقول الله تعالى أشهد بأني قد غفرت لهم ..

تعيش في خيمة أقل مستوى من الخيمة السابقة .. ولمدة محدودة !!


حتى تعلن الشمس رحيلها في ذلك اليوم المبارك ..


ثم تنتقل لمستوى أقل بمزدلفة ..

تفترش الأرض .. تمد ناظريك الأفق .. تحوطك الجبال من كل جانب ..


تجد كل مخلوق حولك يسبح الله ..
عندها كم يستصغر المرء نفسه لكثرة تفريطه وقله عمله ..!!


ثم ..!!

لم يحن الوقت بعد للعودة للديار ..

بل نعود إلى منى .. حتى يراجع المسلم نفسه ويستوعب الدرس ..!!

ويكرر في نفسه أنه مغفور له .. وأنه خلق كخلق جديد ..

فيعلن التوبة النصوحة ..


لم تنتهي التربية بعد ...!!


ولم ينتهي درس التسليم المطلق لله ..

بل نعيشها بأيام التشريق ...


نعادي الشيطان ونستعيذ منه .. نطرده بذكر الله حتى يتصاغر .. قولاً!!

فكان رمي الجمار فرصة حتى يكون العداء فعلياً .. !!!


منظر الحجيج وهم يرمون الحصوات مهيب ..

لم تشعر أن أكفهم هي من يقذف بالحجر ..

بل قلوبهم ..!!!




وبعد ..!!

هل انتهى درس التسليم المطلق .. ؟!!

لا ...!!

بل كان التسليم المطلق لله بالطواف حول حجر .. والسلام على حجر والمسح بالآخر ..

ومنذ أيام ..

كنا نقذف حجراً قائماً بأحجار صغيرة ...!!!

لما كل هذا .. ؟!!

إنه إعلان صريح ..
وتسليم مطلق لله وحده ..


ويبقى هو ذا ..

امتداداً من موسم الحج ..


------------

عذراً للإطالة ..

وجزاك الله خيراً ...


أختك وتلميذتك ..
هايدي

بو عبدالرحمن
11-02-2004, 10:15 PM
الأخت الفاضلة / نور .. أنار الله قلبك وبصيرتك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية ، التي اسأل الله سبحانه أن تجدي صداها بوضوح في قلبك وحياتك ..
نعم .. صدقت ..
هذا هو شعار المسلم الصادق :
التسليم المطلق لله ، والثقة التامة به جل جلاله ..

وبدون هذا وهذا ماذا يبقى من حقيقة العبودية ..؟!
نسأل الله سبحانه أن يحققنا بآداب العبودية له على الوجه الذي يحب ويرضى
حتى نلقاه يوم نلقاه وهو راضٍ منا ..

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
لا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة

زمردة
11-02-2004, 10:57 PM
شيخنا وأستاذنا الفاضل / بوعبدالرحمن ..

جزاك الله خيراً على هذا الطرح والبيان ..

وللعلم ..

فقد قرأت الموضوع أول ما طرح في هذا المكان ..

فلم أجد رداً يرقى إليه مع أني قرأته دون نقصان ..

وحين عدت إلى قراءته والتعقيبات في هذا الأوان ..

قلت : لابد من إعلامك بهذا في التو والحين والآن ..

لأنه لابد أن هناك من قرأه معي في نفس الزمان ..

ولكنه عجز من أن يجد رداً يليق فانصرف غير خسران ..

:)

بو عبدالرحمن
13-02-2004, 05:38 AM
الأخت الفاضلة / شروق
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

يسعدني أن أرى متابعتك الواعية ، وبأسلوبك المتميز ..
وهذا مما يعزز الفكرة ، ويقويها ، لا سيما إذا كان التعقيب يصب في الجوهر ، وهذا ما أراه هاهنا في كلماتك بارك الله فيك .
ومن هنا ، ومن هاهنا ، وباسلوب ن وبآخر ، تتغلغل الفكرة ، وتصل الرسالة إلى قلب القارئ الكريم ، فعل الله ينفع بهذه الكلمة أو تلك ..

التعقيب إجمالا لا يقل روعة عن أصل الموضوع ..
ولكني أقتطف من كلامك الطيب هذه الفقرة لأني أعتقد أنها هي الجوهر واللب والدرس الذي نريد أن نؤصله ونوصله إلى القلوب :

(لا أعلـَمَ بحاجة النفس ، ومـا يناسبها وما يلزمهـا إلا خالـقـُهـا ؛
فلا أمـرٌ في كتابه إلا و لـَه سر لا يعـرف كنهه إلا الله تـعـالى، قـد يخفى على النفس البشرية ،
وقـد يجدهـا الإنسان - مـع قـصر معرفـته الإنسانية - أنهـا لا تناسبه ، وقـد يكابر بأعـذار واهـية ،
لكنهـا بأي حال أمـرٌ من علام النفـوس ، وهـو الأعلم بهـا ، وهي في النهـاية أمـرٌ وقـضـاء وطـاعة و تسليم ..)

نعم .. هذا هو مختصر القصة كلها ..

وللأسف الشديد أن نجد بعض الطيبين يتوقف أمام نص ، ويتحرج ـ ويحاول أن يمر به سريعا حتى لا تتولد في نفسه منه شيء :confused:
سبحان الله .. ثم سبحان الله .. ثم ايضا سبحاااااااااااااان الله ..

ما هكذا الأدب مع الله .. ولا هكذا حقيقة العبودية لله سبحانه ..

على كل منا أن يراجع نفسه كثيرا وطويلا أمام هذه القضية .. فإن رأى في نفسه شيئا أمام نص من كلام الله ، أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليعلم أنه على خطير عظيم ...
فليبادر بالتوبة ، ومراجعة العيادات الربانية ، وتناول الأدوية اللازمة .. والصبر على ذلك ..
وبالله التوفيق ..

جزاك الله خير الجزاء ، وبارك الله فيك ..
ولا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة ..

زمردة
13-02-2004, 06:59 AM
أرجو نسخ الرابط .. وانتظر قليلاً :

pnm://www.fanateq.com/audio/tap/rm/1573.rm

بو عبدالرحمن
18-02-2004, 10:13 PM
الأخت الفاضلة / هايدي ..
..... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

نعم صدقتِ .. لم يكن الحج درساً واحداً بل دروس كثيرة ..
ولكن هل قلت أنا ذلك ..
الذي أعلمه أني أشرت أن في الحج دروساً كثيرة
بل إن الحج مدرسة تربوية فريدة ..لو عقل الناس ما يقولون ويفعلون خلال هذه الرحلة ..

ثم توالى تعقيبك الطيب الرائع ، ليعزز الفكرة .. ويضيف عليها
وجدير بكل من قرأ اصل الموضوع أن يقرأ أمثال هذه التعقيبات الطيبة
فبارك الله فيك حيثما كنتِ ..

أما اعتذارك عن الإطالة فهو غير مقبول .. لأنها إطالة مطلوبة وطيبة
اسأل الله أن يتقبل منا ومنكم .. وأن يرضى عنا وعنكم ..

ولا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة

بو عبدالرحمن
21-02-2004, 10:56 PM
الأخت الفاضلة / زمردة ..
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
كلام مرصع بعد ...:D
باقي شوي ويصير شعر ..:rolleyes:
وهو على كل حال خير مليون مرة من هذا العك الذي يسمونه شعرا والشعر منه بريء ..

جزاك الله خير الجزاء ، وبارك الله في أنفاس حياتك حيثما كنتِ
واسأله سبحانه أن يجعلك مباركة ..

ولا تنسي أخاك من دعواتك المباركة

هايدي
25-01-2005, 04:43 PM
للرفع وللفائدة ..

محب الشيخ العثيمين
27-01-2005, 09:17 PM
جزاكم الله خيرا يا أخانا الحبيب الفاضل ،

وإني أستأذنك في نقل هذا الموضوع ليكون مكملا لملف الحج في الصفحة الإسلامية ,

... بارك الله في جهودك وجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة .

بو عبدالرحمن
10-02-2005, 02:58 PM
الأخت الفاضلة / هايدي
..... رحم الله والديك الكريمين

جزاك الله خير الجزاء وضاعف الله لك الأجر
هكذا العهد بك ..

واسأل الله أن يبارك في جهودك الطيبة
ويضع لها ولك القبول في قلوب الخلق
اللهم آمين

بو عبدالرحمن
10-02-2005, 03:00 PM
أخي الحبيب / محب الشيخ العثيمين
...... رعاك الله وبارك فيك ..

ما تفعله خيرا ، ونشر للخير ،
ولا يزال الخير بخير ما دام وراءه أبناء وبنات يحملون همه ، قبل كل هم ..
نسأل الله أن يجعلنا وإياك من هؤلاء الصفوة التميمزين الذين يرضى عنهم سبحانه

بورك فيك حيثما كنت