Um-Shahad
20-03-2004, 04:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المسيح أحيا بعض الموتى بإذن الله
انتشرت رسالة عيسى عليه السلام، فكان الحق مغزاها، وشاع نور
دعوته كالفلك والنجم السائر، يضيء ويشرق نوره وبريقه في شتى الأنحاء.
عيسى بن مريم نبي أيده الله بالمعجزات قبل ولادته وحتى رفع إلى
السماء. ومن أعظم ما أيده به الله إحياء الموتى بإذنه تعالى، ففي
مدينة تدعى نابين في فلسطين وعند باب المدينة وجد عيسى عليه السلام ميتا محمولاً، تتبعه أمه ومعها جمع كبير من المدينة، فتقدم ولمس النعش فوقف الحاملون، فأقام الميت من كفنه و أجلسه ودفعه إلى أمه. وفي بلدة أخرى اسمها ( كورة الجد ربين) وهي مقابل الجليل في فلسطين، كان رئيس المجمع هناك له بنت وحيدة عمرها اثنا عشر عاما، وقد ماتت لتوها، فكان الجميع يبكونها، فدخل المسيح فأخرج الجميع وأمسك بيدها ونادى قائلا: يا صبية قومي، فرجعت روحها وقامت في الحال، فأمر أن تعطى فتأكل.
وفي قرية بيت عنبا القريبة من القدس تجمع كثير من اليهود للتعزية في موت لعازر، الذي مات ودفن منذ أربعة أيام مضت وكان المسيح يحبه، ولما رأى المسيح الجموع تبكي، فرفع عيسى عليه السلام الحجر عن القبر وكلمه وقال لعازر هلم خارجا، فخرج الميت من قبره.
وقيل لعيسى عليه السلام أن سام بن نوح مدفون هنا فنادى عليه فخرج مذهولا يحسب أنها صيحة البعث، ثم مات. وذكر أيضا القرطبي أن عيسى عليه السلام أحيا أربعة أنفس: عازر وكان صديقا له وابن العجوز قد مات وكفن وحمل إلى قبره، أما عازر فقد مات ودفن من أربعة أيام، وسام بن نوح قد مضى على موته زمن طويل، ولكن قدرة الله التي أيد بها المسيح احيتهم جميعا على يديه بإذنه.
طيور من طين
كان عيسى عليه السلام يصنع من الطين على شكل الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله. وكان يحيي بعض الموتى ويشفي الأكمه والأبرص بإذن الله، ويقر بأن كل ما وهبه الله من معجزات خارقة هي من عند الله وأن العبادة لا تكون إلا لله وحده وقد جاء ذلك في قوله تعالى" ومصدقا لما بين يديّ من التوراة و لأحل لكم بعض الذي حرّم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم".
ولو لم يكن هناك إذن من الله وتأييد، لا يستطع أي بشر أن يبقى الروح في الجسد أو يمد في أجل أو يعيد روح إلى جسد مرة أخرى، إلا بمشيئته سبحانه وتعالى. فتحدى الله في قرآنه البشر جميعا أن يردوا الروح التي وصلت الحلقوم إلى باقي الجسد في قوله " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون* ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون* فلولا أن كنتم غير مدينين* ترجعونها أن كنتم صادقين".
كل ما فعله عيسى عليه السلام تبادر إلى مسامع الكهنة كثيرا مما يقوم به، فروّعهم ما سمعوا ورأوا، وأيقنوا أن عيسى إذا ظل على هذه الحال فلسوف يجهل آراءهم ويسفهها، وان وجوده يمثل خطورة على حياتهم وكيانهم، فتنادوا بينهم على العزم في تمكينهم من عيسى والقضاء عليه، ولم يجدوا إلا أن يحكموا مكيدة يدبرونها له، ويتحسسوا مكانه ويرصدوه ليتأكدوا من وجوده فيه، حتى يتمكنوا أن ينالوا منه. ولكي يحثوا على السعي بالبحث عنه، وعدوا من ينال منه بالأموال والثروات الكثيرة ليقوموا بما يقضي عليه نهائيا.
كان الناس في غمرة الإيمان مع عيسى يقبلون على الدعوة ويتلقون علمه، وكان الكهنة في بيت المقدس يخططون للقضاء عليه. وبينما هم مجتمعون جاءهم أحد تلاميذه بالخبر اليقين عن مكان تواجده، ففي هذه الليلة كان عيسى يقيم سريا مع تلاميذه في أحد بيوت الله، وأخذ هذا الرجل بعد وعود طائلة يقودهم إلى مكانه. فذهب أولا بمفرده ليحضر الجمع الذي فيه عيسى، لأنه يتلقى من علمه، وما أن دخل عليهم فوجدهم مجتمعين للعشاء فجلس معهم، وبعد الانتهاء من العشاء نظر عيسى إلى هذا الرجل الذي وشى به وقال لهم:" لقد أراد الله أن ينشر الدين القويم وان يثبت الإيمان في النفوس وعليكم من بعدي تقع المهمة الجسيمة والمسؤولية الكبرى، فتابعوا الرسالة ولا تحيدوا عن طريق الحق والصواب.
وأطال عيسى عليه السلام وأكثر في حديثه من النصائح والإرشادات حتى منتصف الليل. وقبل أن يلقي على تلاميذه التحية قال لهم:" لن يجيء الصبح إلا وأحدكم قد وقع في سوء خيانته وشر ضغينته. وصدق عيسى فيما قال، وقبيل الفجر سمع الجمع جلبة وضوضاء في الخارج، فنظروا إلى ما يدور حولهم، فإذا بالجند يحيطون بالمكان ويشرعون أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم، فانفض الجمع وتفرقوا كل من ناحية، وكان عيسى عليه السلام يعلم ما فعله تلميذه به، لكنه على يقين بأن الله الذي اختاره واصطفاه لن يدعه إلى أعدائه. في تلك الساعة تتجلى قدرة الله وعظمته فتمتد يده لعبده ويرفع عيسى عليه السلام إلى السماء ويخفيه عن عيون الناظرين.
يدخل الجند وتقع أبصارهم على رجل شديد الشبه به ويحسبونه عيسى فينقضوا عليه ويأخذونه فيسوقونه إلى المكان الموعود على رأس الجبل، ويقيمون خشبة الصليب ليربطوه بعدما عذبوه عذابا شديدا، وكان هذا هو الرجل الذي وشى به وأحد تلاميذه. أخذ يدافع عن نفسه ولكنهم لم يسمعوا له، فكان جزاؤه التعذيب والصلب والتمثيل بجسده، وظن الكهنة والحكام انه المسيح عيسى بن مريم، ولم يدروا أن الله رفعه إلى السماء. وقال تعالى:" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم * وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه * ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما".
حقا أن الله الحي القيوم هو القادر على إحياء الموتى وبعث من في القبور، وإذن للمسيح في إحياء بعض الموتى. ولمست الجموع ممن حوله قدرة الله ووجوده من أفعاله المعجزة التي لا يقدر عليها بشر بدون تأييد الله له. لقد كان للمسيح عيسى بن مريم منزلة سامية عند الله، حيث شكلت حياته منذ ولادته بدون أب وحين رفعه الله إليه، ليكون وجيها في الدنيا والآخرة وعند الله من المقربين.
المسيح أحيا بعض الموتى بإذن الله
انتشرت رسالة عيسى عليه السلام، فكان الحق مغزاها، وشاع نور
دعوته كالفلك والنجم السائر، يضيء ويشرق نوره وبريقه في شتى الأنحاء.
عيسى بن مريم نبي أيده الله بالمعجزات قبل ولادته وحتى رفع إلى
السماء. ومن أعظم ما أيده به الله إحياء الموتى بإذنه تعالى، ففي
مدينة تدعى نابين في فلسطين وعند باب المدينة وجد عيسى عليه السلام ميتا محمولاً، تتبعه أمه ومعها جمع كبير من المدينة، فتقدم ولمس النعش فوقف الحاملون، فأقام الميت من كفنه و أجلسه ودفعه إلى أمه. وفي بلدة أخرى اسمها ( كورة الجد ربين) وهي مقابل الجليل في فلسطين، كان رئيس المجمع هناك له بنت وحيدة عمرها اثنا عشر عاما، وقد ماتت لتوها، فكان الجميع يبكونها، فدخل المسيح فأخرج الجميع وأمسك بيدها ونادى قائلا: يا صبية قومي، فرجعت روحها وقامت في الحال، فأمر أن تعطى فتأكل.
وفي قرية بيت عنبا القريبة من القدس تجمع كثير من اليهود للتعزية في موت لعازر، الذي مات ودفن منذ أربعة أيام مضت وكان المسيح يحبه، ولما رأى المسيح الجموع تبكي، فرفع عيسى عليه السلام الحجر عن القبر وكلمه وقال لعازر هلم خارجا، فخرج الميت من قبره.
وقيل لعيسى عليه السلام أن سام بن نوح مدفون هنا فنادى عليه فخرج مذهولا يحسب أنها صيحة البعث، ثم مات. وذكر أيضا القرطبي أن عيسى عليه السلام أحيا أربعة أنفس: عازر وكان صديقا له وابن العجوز قد مات وكفن وحمل إلى قبره، أما عازر فقد مات ودفن من أربعة أيام، وسام بن نوح قد مضى على موته زمن طويل، ولكن قدرة الله التي أيد بها المسيح احيتهم جميعا على يديه بإذنه.
طيور من طين
كان عيسى عليه السلام يصنع من الطين على شكل الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله. وكان يحيي بعض الموتى ويشفي الأكمه والأبرص بإذن الله، ويقر بأن كل ما وهبه الله من معجزات خارقة هي من عند الله وأن العبادة لا تكون إلا لله وحده وقد جاء ذلك في قوله تعالى" ومصدقا لما بين يديّ من التوراة و لأحل لكم بعض الذي حرّم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم".
ولو لم يكن هناك إذن من الله وتأييد، لا يستطع أي بشر أن يبقى الروح في الجسد أو يمد في أجل أو يعيد روح إلى جسد مرة أخرى، إلا بمشيئته سبحانه وتعالى. فتحدى الله في قرآنه البشر جميعا أن يردوا الروح التي وصلت الحلقوم إلى باقي الجسد في قوله " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون* ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون* فلولا أن كنتم غير مدينين* ترجعونها أن كنتم صادقين".
كل ما فعله عيسى عليه السلام تبادر إلى مسامع الكهنة كثيرا مما يقوم به، فروّعهم ما سمعوا ورأوا، وأيقنوا أن عيسى إذا ظل على هذه الحال فلسوف يجهل آراءهم ويسفهها، وان وجوده يمثل خطورة على حياتهم وكيانهم، فتنادوا بينهم على العزم في تمكينهم من عيسى والقضاء عليه، ولم يجدوا إلا أن يحكموا مكيدة يدبرونها له، ويتحسسوا مكانه ويرصدوه ليتأكدوا من وجوده فيه، حتى يتمكنوا أن ينالوا منه. ولكي يحثوا على السعي بالبحث عنه، وعدوا من ينال منه بالأموال والثروات الكثيرة ليقوموا بما يقضي عليه نهائيا.
كان الناس في غمرة الإيمان مع عيسى يقبلون على الدعوة ويتلقون علمه، وكان الكهنة في بيت المقدس يخططون للقضاء عليه. وبينما هم مجتمعون جاءهم أحد تلاميذه بالخبر اليقين عن مكان تواجده، ففي هذه الليلة كان عيسى يقيم سريا مع تلاميذه في أحد بيوت الله، وأخذ هذا الرجل بعد وعود طائلة يقودهم إلى مكانه. فذهب أولا بمفرده ليحضر الجمع الذي فيه عيسى، لأنه يتلقى من علمه، وما أن دخل عليهم فوجدهم مجتمعين للعشاء فجلس معهم، وبعد الانتهاء من العشاء نظر عيسى إلى هذا الرجل الذي وشى به وقال لهم:" لقد أراد الله أن ينشر الدين القويم وان يثبت الإيمان في النفوس وعليكم من بعدي تقع المهمة الجسيمة والمسؤولية الكبرى، فتابعوا الرسالة ولا تحيدوا عن طريق الحق والصواب.
وأطال عيسى عليه السلام وأكثر في حديثه من النصائح والإرشادات حتى منتصف الليل. وقبل أن يلقي على تلاميذه التحية قال لهم:" لن يجيء الصبح إلا وأحدكم قد وقع في سوء خيانته وشر ضغينته. وصدق عيسى فيما قال، وقبيل الفجر سمع الجمع جلبة وضوضاء في الخارج، فنظروا إلى ما يدور حولهم، فإذا بالجند يحيطون بالمكان ويشرعون أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم، فانفض الجمع وتفرقوا كل من ناحية، وكان عيسى عليه السلام يعلم ما فعله تلميذه به، لكنه على يقين بأن الله الذي اختاره واصطفاه لن يدعه إلى أعدائه. في تلك الساعة تتجلى قدرة الله وعظمته فتمتد يده لعبده ويرفع عيسى عليه السلام إلى السماء ويخفيه عن عيون الناظرين.
يدخل الجند وتقع أبصارهم على رجل شديد الشبه به ويحسبونه عيسى فينقضوا عليه ويأخذونه فيسوقونه إلى المكان الموعود على رأس الجبل، ويقيمون خشبة الصليب ليربطوه بعدما عذبوه عذابا شديدا، وكان هذا هو الرجل الذي وشى به وأحد تلاميذه. أخذ يدافع عن نفسه ولكنهم لم يسمعوا له، فكان جزاؤه التعذيب والصلب والتمثيل بجسده، وظن الكهنة والحكام انه المسيح عيسى بن مريم، ولم يدروا أن الله رفعه إلى السماء. وقال تعالى:" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم * وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه * ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما".
حقا أن الله الحي القيوم هو القادر على إحياء الموتى وبعث من في القبور، وإذن للمسيح في إحياء بعض الموتى. ولمست الجموع ممن حوله قدرة الله ووجوده من أفعاله المعجزة التي لا يقدر عليها بشر بدون تأييد الله له. لقد كان للمسيح عيسى بن مريم منزلة سامية عند الله، حيث شكلت حياته منذ ولادته بدون أب وحين رفعه الله إليه، ليكون وجيها في الدنيا والآخرة وعند الله من المقربين.