PDA

View Full Version : روائع الإمام مالك


د . إسلام المازني
10-09-2004, 05:24 AM
روائع الإمام مالك


وجهتها لأبناء أختى


ثم رأيت أن نتشارك فيها


لكل إمام فى قلبى رونق خاص و مشهد مميز


لعلى أبينه لو كان فى العمر بقية إن شاء الله

و لكن وقفاتى هنا مع تلك الملاحظات لتشاركونى التأمل و العمل بما يوجبه التدبر إن شاء الله

و تكتبوا تعليقاتكم لنفيد بها الناس


ولكى نعلمها للصغار و الناشئة ليعلموا كم كان سلفنا أبطالا

و للكبار ليخففوا من تربيت و هدهدة الجيل







والد الإمام مالك ( اسمه أنس ) كان رجلا مشلولا مقعدا !

يصنع النبال و يبيعها ليعيش !

و لم يكن عالما !

و كان يشجعه و يثبته للتعلم !


** يعنى والده لم يطلب منه أن يعمل أى مهنة ليريحه ....

** والده لم يقبل الصدقة و هو مقعد ...



** لم يكن والده رجل أعمال و لا موظفا مستقرا

بل كان رجلا فقيرا مشلولا ... و خرج ابنه عالما


** لم يكن يوفر له سيارة للمدرسة ولا اشتراكا فى النادى

و لا مكتبة دسكات كمبيوتر و لا مصروف للحلويات

.. و رغم المعاناة .... كان ما كان ....

فما أروع الأبن و ما أروع الأب ...و ما أروع الأم

الصبورة المربية ( اسمها : الغالية ) ....







** كان الإمام مالك فقيرا أيضا بعد استقلاله فى الحياة


لدرجة أنه ورد فى سيرته أنه :

باع سقف بيته لينفق , حيث نقضه و باع خشبه !



يعنى سقف البيت خشب , لا يحمى من الحرارة تماما و لا من الصقيع !

و لا مراوح و لا دفايات

و لم يترك طلب العلم و ينام من الزهق و القرف



و لم يعرض عن التدريس و يعمل بمهنة تدر دخلا بل تحمل الفقر و زوجته معه ...طلبا للعلم


زوجته كانت من الإماء ( سرية )....

يعنى لم يتزوج بنت عائلة

رغم أنه جلس للفتوى و برز نجمه و هو ابن 17 سنة ...حين شهد له سبعين عالما أنه أهل للتدريس !

** استمر فقره بعد الزواج لدرجة أن المعاصرين قالوا :

أنهم يشهدون أن ابنة الإمام كانت تبكى من شدة الجوع !

*** لم تكن تبكى طلبا للأيس كريم و لا الفسحة

بل من الجوع .....



***فتح الله عليه المال بعدها و ربح فى تجارته !



***مكث يجمع كتاب الموطأ سنوات طويلة

و قال كتبت بيدى مائة ألف حديث !


100000حديث


لم تكن أقلامهم باركر أو شيفر أو بلية دوارة

فتخيل صعوبة الكتابة ..!!

و الكفاح المستمر !!


كانت أقلامهم من الخيزران

تتكسر فيضطر لبرى غيرها

و تؤلم فى مقبضها فليست من البلاستيك الناعم


و الأحبار من الأصباغ الرديئة بمقاييسنا

و الورق من الجلد الجاف و شتى لحاء الأشجار



يعنى مسألة برى الأقلام بالسكين !

و تصبغ اليد من الأحبار !

و رائحتها فى الأنف , كما أنها ليست معالجة ضد التسمم !

و فرد الأوراق قبل الكتابة مهمة سخيفة مملة ! تكلم عنه السلف أنه مهمتهم التقليدية حين يفترون من المطالعة أو يأتى ضيف يشوش عليهم !

فلم يكن يكتب فى دفتر سلس لولبى الكعب
و لا فى الصفحات المصقولة المستوردة

و لا يكتب على الكى بورد الحساس !


ثم مهمة نشر الأوراق لتجف الأحبار بعد الكتابة !

و إيقاد السراج بالزيت المتعب للعين !

فليس هناك أباجورة مكتب و معطر جو !

و الضوء الخافت البسيط !

فليس هناك مصابيح فلورسنت و لا هالوجين و لا تنجستين !




** ورد فى سيرته الصحيحة أن ابنته فاطمة كانت تحفظ الموطأ !


** منا من لم يقرأه ولا مرة

بل لم ير شكله

و ليس فقط لم يحفظه

و لا يعرف تفسيرا لأحاديثه التى أفنى عمره لتصل لنا !

بل و لا يعرف حتى كم عددها !

و لا لم قالها الرسول صلى الله عليه و سلم

هل قيلت للفقهاء فقط !

أم الفقهاء مهنتهم استنباط الأحكام الدقيقة !


الأحاديث و القراءن قصد بها كل مسلم ..

و المتشابه منها هو ما خص به الفقهاء !
و ليس كل الأحاديث فى الفقه !



*ورد فى سيرته أنه :

كانت ابنته فاطمة تجلس أثناء الدرس خلف الباب ,

فلو أخطأ من يقرأ على أبيها دقت الباب فأمره الإمام

أن يعيد ليتنبه لموطن الخطأ !




** لم تكن سافرة

** و لم تكن تضيع وقتها فى الشبكة العقربية

و لا

و لا

و لا




** فى يوم من الأيام حكى أحد طلابه

أن خادمة الإمام مرت به حين جلس على بابه ينتظره للخروج فجرا , ليصحبه كما يفعل يوميا ,

فنام الطالب من الإرهاق , فلما مرت به سائرة خلف الإمام خارجة معه للصلاة .. قالت : قم يالكع
إن شيخك صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة !!!


يعنى يبيت فى الشارع طلبا للعلم !

و شيخه المسن عابد فتح الله عليه ما لا تعليق عليه !
و بلغ من قلة طعامه و شرابه ما بلغ
!


و الخادمة عابدة خلف مولاها

و ترى الكسل عارا على الشباب !

و تنكر المنكر و تنصح

و هو لم يغضب منها

فهى تحتد فى التربية , ..

و هو يعتبرها كأمه التى تؤدبه


بل اعتبرها أعجوبة و كتب القصة فى تاريخه ليقرأها الأجيال بعده





***
جلس الإمام أبو يوسف علامة الأحناف ثلاثة أعوام على باب الإمام

مالك ليسمع سبعمائة حديث !

و قال : سمعتها من فيه بلا واسطة !

و كان فرحا و يعتبرها مزية و مفخرة و فضلا !


700 فقط فى ثلاثة سنوات لينال شرف سماعها من أصلها فيتجنب الخطأ ..



و منا من لا يحفظ سبعمائة فى ثلاين سنة


فضلا عن فهمها

و ضبط السند

مع سهولة العلم فى زماننا و تيسره لمن طلبه


.....
.....




*** كان يقول لا أدرى فى كثير من الأسئلة !مرة أجاب عن 32 سؤالا من بين 48 سؤالا !



** أنا شخصيا لم أسمع كلمة : لا أدرى من يوم أن وعيت ...

لا فى برنامج تلفزيونى (( للفتوى )) و لا راديوا


و لا فى دروس العامة و لا الخاصة المباشرة !
إلا مرة واحدة حين سأل رجل شيخا فى الكويت عن حديث فقال لا أعرفه و لا أعرف صحيح أم لا !



و قد جلست للعلم فى شتى البلاد !

وقد يكون غيرى سمعها لكنها قليلة و الله أعلم !


و قال لى سائق يوصلنى يوما لما قصصت له الخبر

: لو سأل الناس أحدا اليوم عن 48 لأجاب عن 50 !



***بعد أن جلس مالك رحمه الله للفتيا رجع إليه اثنين من شيوخه للسماع منه و الجلوس أمامه كطالبين للعلم !





يعنى الواقعة دليل تفوقه العجيب .. نعم ...

لكن هناك ملاحظة ثانية

أنه لا استكبار عندهم و هم شيوخه .. فنعم الجو العلمى الخلقى .. إنه - و الله أعلم - الصدق مع الله ...

و لا استنكار أن يكون الطالب أعلم و أن يسبق


و أنا لم أر و لم أسمع أستاذا فى جامعة يسأل طالبا , ممن أصبح مدرسا مثله , لا فى الطب و لا فى غيره

و الله يعلم أن من الطلاب من قد يعلم أكثر بكثير

لكنهم يرونها عارا

ويفضلون الجهل ...إلا من رحم الله

ثلة من الأولين و قليل من الأخرين ...



أما أجدادنا فرحمهم الله جميعا ....

ماض على الطريق
10-09-2004, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ . د.إسلام

جزاك الله خير على ماكبته يداك وجعل ذلك في ميزان حسناتك

أبو حمزة الغريب
11-09-2004, 12:57 AM
احسن الله إليك
لطالما أبدع قلمك
وفقك الله لكل خير شيخنا الفاضل

abdulmajeed
11-09-2004, 03:51 AM
جزاك الله خير

المجاهد عمر
12-09-2004, 12:31 AM
د. إسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

الحمدلله الذي شرف القسم الإسلامي بتواجد رجل مثلك بين أعضائه...

أكثر من هذا الطرح بارك الله فيك ، ورحم الله أماً أنجبتك !



المجاهد عمر

ريمى
12-09-2004, 06:40 PM
بارك الله فى يمناك اخى وجعله فى ميزان حسناتك

جزاك الله كل خير

د . إسلام المازني
13-09-2004, 10:23 AM
الأخ الفاضل حمدان
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

أسأل الله لى و لك جواب الدعوة التى حبوتنى بها


شاكرا لك مرورك العطر

و بارك الله فيك

و لعلنا بين أطياف الحروف

نغتسل من مقل العيون

بدموع المعانى الطاهرة فى تلك السير العطرة

فتغير شيئا فى قلوبنا ثم فى أعمالنا و أحوالنا

لتنضب منابع المتاهات....

د . إسلام المازني
13-09-2004, 10:34 AM
أبا حمزة

نتقاسم حلم العز بالطاعة

و نأبى أن نقبع خلف جدران الصمت باكين

بل يحركنا الحنين فنتحدث عن سير الصالحين


و نحاول أن نكون


و لن يتجاهل ضميرنا معنى إن شاء الله



سائلين الله أن يعلمنا ما ينفعنا


و يرزقنا الإخلاص


و الثبات

د . إسلام المازني
13-09-2004, 10:38 AM
الفاضل عبد المجيد

مرحبا بك

و جزاك الله خيرا

نور الله وجهك و نفعك بكل ما علمك

و أشكر تشريفك و دعمك


ورحم الله الإمام مالك

و هى بداية الأمل لنا أن نفيق

و ننظر فى أثر أهل الحق

و نرى طيفاً من الضوء فى سيرتهم

و نكتبها بخيوط من نور


فيزداد حبنا لهم ويتلوه اقتداء


فدليل الحب الإتباع

د . إسلام المازني
13-09-2004, 10:44 AM
المجاهد عمر

بارك الله فيك

و جزاك خيرا على حسن ظنك و على دعائك


و مرحبا بك أخا فاضلا

و ما أطيب التفاعل مع تلك المشاركة

اللهم اجعله متلوا بالعمل الصالح


لعلها بركة سيرة الرجل الصالح نحسبه كان على خير و الله حسيبه و لا نزكيه على الله


و لعلها بركة النية لمن أشارت بوضع المشاركة


و لعله تثبيت من الرحمن لما قصدته به الخير

فالحمد لله

فقد كتبت بأحرف متصلة بالقلب

ما بين حب لدينى وألم يكوينى و عزم يقلقنى

و ها قد نقلتنا سفينة تاريخ مالك بن أنس رحمه الله

بعيدا عن العفن المعاصر

فلله دره طيب يومنا حتى بعد رحيله

نسأل الله له الفردوس الأعلى

د . إسلام المازني
13-09-2004, 10:47 AM
الفاضلة ريمى

بارك الله فيكم

و نفعكم به متدبرين

ثم عاملين مخلصين


ثم نفع بكم معلمين و مرشدين

و أشكر لكم تأييدكم


لا حرمنا الله منكم فى الخير ما حييتم

و بصركم بالحق فى كل ما يأتيكم