PDA

View Full Version : اين آداب الحوار بين الصوفية والسلفية


ABOUROUA
16-12-2004, 12:34 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
اسمحوا لي اخوتي المشرفين على هذا المنتدى ان اذكر بعض الملاحظات التي حضرتني عندما شاهدت برنامج : الصوفية والمتصوفة في ميزان الشريعة الذي بثته" قناة المستقلة "
*- وأول ما شد انتباهي هو غياب الصدق والإنصاف والموضوعية بين الأطراف المتحاورة فالشيخ الفاضل: عرعور -مع خالص تقديري له - بدا ينافح عن الشريعة بأسلوب فيه كثير من التشدد والسطحية في فهم نصوص الشريعة الإسلامية ( القران والسنة النبوية الشريفة ) مغيبا الأبعاد السلوكية التي تنشأ عند ممارسة العبادات والقروبات من الله العزيز القدير فضلا عن الوثوقية المبالغ فيها ... والحرص على إفحام الأخر - طريقة السؤال والجواب - وتعمد إقصاء محاوريه من اهل السنة والجماعة واختصار هذا الانتساب على شخصه او من نهج منهجه وهو ما لا يمكن ان يكون أسلوبا فعالا ومفيدا داخل البيت الإسلامي .فالقرآن معجزة العصر وسيرة النبئ عليه الصلاة والسلام معين لا ينضب ابدا ، لا يمكن أن ندعي أننا أحطنا بها وبكتاب الله في يوم من الأيام مهما بلغنا من العلم والمعرفة " وما أوتيتم من العلم الا قليلا " فكيف يكون الأمر اذا سولت لنا أنفسنا ان فهمنا هو الفهم الصحيح والأوحد ؟ وان نضع كل من يخالفنا في خانة لا اريد ان اذكرها في هذا المنتدى المتميز؟؟
*- عدم اعتبار ان المسلم مهما بلغ من العلم والعمل فهو لا يرتقي الى درجة الكمال فالكمال لصاحب الكمال جل شأنه والعصمة لا تكون الا لنبينا عليه الصلاة والسلام وهو ما يبدو في دفاع البعض عن ابن عربي او الحلاج فهؤلاء الشيوخ قالوا كلاما بدا في فهم بعض" السلفيين " لا يتوافق مع ظاهر الشريعة الاسلامية خاصة في عصرنا وهو رأي نحترمه ونقدره لانه وليد طريقة في التفكير والتعامل مع نصوص الشريعة الاسلامية ولكن هذا لا يمنعنا ان نناقش هذا المنهج -منهج بعض السلفيين -في ركن مجاهدة النفس : الجهاد الاكبر وطريقة الارتقاء بها وتطهيرها من شتى اشكال الشرك الخفي (كالاعجاب بالنفس والرياء والحسد ... ) حتى تكون راضية مرضية مستحضرة طاعة الرحمان في كل وقت وحين " ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك " هل من اليسير تحويل معاني الطاعة والاستقامة التي جاء بها شرع الله في - القران والسنة النبوية المطهرة - الى ممارسة عملية وسلوك جوهره الصدق والوفاء والإخلاص بدون حاجة الى شيخ تربية يكون عارفا عالما مخلصا عاملا تكون أسوته في ذلك سيد الأولين والآخرين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ؟ وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن مدى صحة و صلوحية أقوال بعض السلفيين في فهم واستيعاب أبعاد عقيدة المؤمن وخاصة الجوانب السلوكية والعملية منها ؟
الا يجوز ان نقول ان نهج بعض السلفيين كان قاصرا في الإلمام بالحياة العملية والسلوكية ؟ للمؤمن الذاكر ؟ بل سار مع سيولة العقل المغرية في شتى استنتاجاتها من جهة من جهة أخرى مغيبة لعديد الجوانب الروحانية والرقائق في حياة المؤمن الذاكر والمتذاكر؟
*- عدم اقرار بعض المدافعين عن التصوف بشطحات بعض رجال التصوف وهي احوال ذوقية ذاتية لا تلزم الا أصاحبها ، وقد تستعصي عن افهامنا لانها ليست سليلة العقل والمنطق المتعارف عليه لدينا أوالفهم العقلاني للشريعة الاسلامية ..
*- عدم إقرار المدافعين عن التصوف ان التصوف قد تسربت اليه عديد البدع والشعوذات وهو نتيجة عدم التزام بنهج شيوخ التربية اهل السند الصحيح وبالتالي نهج الشريعة الاسلامية وسيرة النبئ عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا.
*- انتساب بعض الصوفية الى طرق التبرك " القادرية - النقشبندية -البرهانية ... مع إجلالنا لمشايخها الا انها ليست لهذا الزمان فشيخ الطريق والتربية لا يمكن يكون الا شيخا واحدا لكل زمان فهل يمكن ان يربي ميت حيا ؟ وهل ممكن لمريد اليوم ان يلتزم " بالطريقة القادرية" التي نشأت في غير هذا الزمان ؟ ذلك غير ممكن لان تربية المريد عمل يومي مرتبط ارتباطا عضويا بالحياة وشتى تلوناتها وسلم تدرجه في تطهير النفس والسمو بها نحو الله جل شأنه وان محاولة الالتزام بأقوال الشيخ الميت من خلال ما كتبه يبقى عملا ذهنيا لا عملا سلوكيا لا يضمن ارتقاء المؤمن في عقيدته نحو الله تعالى بل سيسقط المريد في خانة ترديد المفاهيم والمقولات دون ان يعيشها ويتذوق معانيها عملا وممارسة ... والله اعلم

الى مصافحة اخرى