PDA

View Full Version : الخداع الإعلامي الممارس حاليا في انتخابات العراق


غير شكل
30-01-2005, 04:10 PM
هذه مقالة تم نشرها في صحيفة 'آي إيه آر نوتيثياس' الأرجنتينية منددة بالانتخابات التي تتم تحت سطوة قوات الاحتلال وكاشفة للخداع الإعلامي الأمريكي المثار حولها للتغطية على واقع الخوف وعدم الأمن اللذان يسودان الدولة ولبث وهم نجاح استراتيجية إدارة جورج دبليو بوش 'الحرب الوقائية'.

المقال: بينما أسفرت هجمات المقاومة العراقية، خلال 48 ساعة، عن مصرع أكثر من 40 جنديا من مشاة البحرية الأمريكية وبينما يتنبأ كل المراقبين والمراسلين الموجودين ببغداد 'ببحر من الدماء' ليوم الانتخابات، قرر البيت الأبيض 'قلب ما هو سلبي إلى إيجابي'.

وعليه بدأ كبار المسؤولين- ومن بينهم وزير ة الخارجية الجديدة، كوندوليزا رايس- في الاتفاق مع جميع البرامج القومية الإعلامية الإذاعية والتليفزيونية لربط العملية الانتخابية في العراق بشعار أطلقه بوش في إحدى المؤتمرات الصحفية: 'مجرد أنهم يصوتون فذلك في حد ذاته يعد نجاحا'.

وكانت الفكرة الرئيسية التي فرضها مستشارو بوش في هذا الانتخاب تتمحور حول أن العراق يتقدم نحو الاستقرار وأن الغزو الأمريكي الدامي من أجل دعم 'الديمقراطية' في العراق والشرق الأوسط 'يأتي ثماره'، متجاهلين الانتقادات ضد إدارة بوش للاحتلال العسكري، تلك الانتقادات الموجهة من قبل مشرعين وزعماء سياسيون مشهورون تحدثوا بالفعل بلا مورابة عن 'متلازمة فيتنام'، مثل السناتور كيندي.



وأخرج الداهية 'العقل الانتخابي' لبوش، كارل روف، من تحت عبائته خطة أخرى من 'خطته' التقليدية حتى يجعل من مذبحة العراق عملا يدعم 'الديمقراطية'.



وتحاول الرسالة الرسمية لواشنطن- التي تداوم القنوات التليفزيونية الرئيسية على نشرها- ترسيخ فكرة أنه بالرغم من 'العنف الثائر' وبالرغم من أن التنظيم والمشاركة الانتخابية تبعد عن كونها 'كاملة'، فإن 'النجاح' العظيم يكمن في أن العراق يعقد أول انتخابات له عقب 'دكتاتورية صدام حسين' التي أسقطتها القوات الأمريكية.

وتسيطر هذه الفكرة، الحمقاء التي تفتقر إلى المنطق بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بالفطنة والإدراك العام، على القطاعات الأصولية والمحافظة وعلى ناخبي بوش الذين منحوه فترة رئاسة ثانية في نوفمبر الماضي.

فقد كانت نفس الفكرة التي تبناها بوش في حملته، مع اختلاف أن قطاعا كبيرا من وسائل الإعلام الكبرى كان يرتاب في الأمر ويناقشه آنذاك في حين يخضع اليوم للاستراتيجية الرسمية دون أي انتقاد، مؤيدا المهزلة الانتخابية التي يديرها البيت الأبيض في الدولة المحتلة.



وتبنت قنوات ووسائل الإعلام الأمريكية، خاصة التليفزيونية، هذه الاستراتيجية الرسمية حيث ركزت اهتمامها حول الحدث الانتخابي، بينما تركت الأنباء حول الهجوم المميت والمتصاعد من قبل المقاومة العراقية للمستوى التالي، تلك الهجمات التي تهدد بتخضيب يوم عقد الانتخابات بالدماء.

فبينما على مراسليهم أن يغطوا التصويت في ظل حراسة الجيش الغازي، تركز وسائل الإعلام الكبرى على التصويت وتسويق حملة المرشحين، متجاهلة العنف والموت والشك الذين يخيمون على العمل الانتخابي والذي تعتبره معظم المنظمات القانونية يفتقر إلى كل شرعية.



وبعيدا عن بانوراما 'الحرب الأهلية' الضمنية التي يصفها مراسلوهم أنفسهم، تغطي المؤسسات الإعلامية الكبرى، حتى تلك التي تُعرف 'بالمعارضة لبوش'، الانتخابات في العراق كما لو كانت عملا انتخابيا في دولة دون احتلال عسكري.



وتتعارض هذه الرؤية 'المتفائلة' للقنوات الإخبارية الكبرى، المطابقة لاستراتيجية بوش، مع التقارير التي يرسلها الصحفيون والمراسلون بالأرض المحتلة، والذين عليهم يوم الأحد تغطية الانتخابات التي سوف تكون تحت حراسة مشددة من قبل قوات الشرطة وقوات الاحتلال.

وكتب المراسل الخاص لصحيفة كلارين الأرجنتينية في بغداد يقول: 'لدى الخروج ينبغي أن تأخذ جولة حتى تتأكد من أنه لا يتبعك أحد وأن تذهب فقط إلى الأماكن المعروفة جيدا وحيث يوجد من ينتظرك وأن ترتدي قميصا مضادا للرصاص بينما الخوذة في يدك وأن تتحرك دائما مع سائق ومترجم موثوق بهما تمام الثقة وأن تخفي أوراقك وألا تتحدث بكلمة واحدة ليست عربية'.



وأضاف مراسل كلارين قائلا 'دون هذه الإجراءات الأمنية الدنيا لا يمكننا نحن الصحفيون التحرك. إن بغداد تعد اليوم أخطر الأماكن في العالم للعمل، كما تم ابتكار طريقة جديدة لممارسة المهنة: فهناك تتم 'صحافة الفنادق' '.

ومن جانب آخر، أشارت قناة بي بي سي البريطانية إلى أن عدم الأمن السائد يعمل على تزايد اعتماد الصحفيين على التقارير التي يقدمها العسكريون الأمريكيون والبريطانيون.

وأوضح مراسل صحفي للبي بي سي، باول وود، قائلا 'لقد كان بإمكاني العام الماضي السير في طرق بغداد والتحدث مع الناس، أما الآن فيعد ذلك أمرا لا معقولا... لقد عملت بالشيشان وكوسوفو والجزائر، والوضع هنا يعد أخطرهم على الإطلاق'.



وحملت القيود في بغداد الصحفي البريطاني المحنك روبرت فيسك، مراسل صحيفة ذا إندبندنت في بغداد، على وصف تغطية الوضع في العراق ب'صحافة الفنادق'.

ولا يتم نشر أيا من هذه الأنباء عبر القنوات التليفزيونية الكبرى، فكما يقول مراسل صحيفة لا خورنادا المكسيكية في واشنطن 'إن الانتخابات في العراق تعد حدثا سياسيا كذلك داخل الولايات المتحدة، حيث أنه يتم إثارتها كأكبر دليل على أن استراتيجية حكومة جورج دبليو بوش 'لنشر الديمقراطية' في العالم تسير على ما يرام'.

ويروي مراسل لا خورنادا، ديفيد بروكس، أن شبكة 'سي بي إس نيوز' التليفزيونية الأمريكية قد عرضت منذ بضعة أيام لقطة دعائية للحكومة المؤقتة من أجل الحث على التصويت في العراق، بدا فيها كما لو أن رجلا كبير السن يتخطى الخوف ويخرج من منزله ليشارك في 'مستقبل دولته'، إلا أن سي بي إس قد أوضحت أن إنتاج الفيديو قد تم في لبنان، نظرا لأن المسؤولين عن إنتاجه قد اعتبروا أن القيام بذلك في العراق يعد خطرا كبيرا!

ومن ناحية أخرى، لا يتم في تغطيات القنوات الكبرى ذكر أن الحكومة العراقية المؤقتة قد أعلنت حالة الطواريء منذ 11 نوفمبر الماضي وأنها قد أمرت وسائل الإعلام لمدة 60 يوما على الأقل خلال تلك الفترة 'بحفظ مكان' للخط الرسمي للحكومة، الأمر الذي كشفته صحيفة كولومبيا جورناليزم ريفيو.



وبعيدا عن كشف المزيد حول تواطؤ القنوات الإخبارية الكبرى مع استراتيجية واشنطن، يتفق معظم الخبراء والمراقبون على أنه عقب الانتخابات في العراق، أيا كانت النتيجة، لن يتغير شيء.

ومن وجهة نظر محلل الوكالة الكوبية برينسا لاتينا، لويس بيتون، فإن 'مناخ عدم الاستقرار الذي يسبق الانتخابات البرلمانية والإقليمية ل 30 يناير يثبت أن الدولة العربية تعيش حربا أهلية غير معلنة. وبانتهاء الانتخابات، التي من المنتظر أن تسودها أعمال العنف، لن يتغير شيء'.

ويضيف المحلل قائلا 'يبدو الخبراء حذرون لدى التكهن بحل، إلا أنهم يخشون أن يغرق كل من العراقيين والمحتلين في بحر من الدماء'.



وفي تجاهل لهذه الحقائق، فإن ما تحاول القنوات الإخبارية الأمريكية الكبرى إظهاره على شاشاتها هو بانوراما لعراق يسوده 'حفل ديمقراطي متفائل' [وسط الرصاص والقنابل].



ترجمته إلى العربية : مروة عامر

روتي
31-01-2005, 11:02 AM
:D

حدثت أم لم تحدث ... الامر واحد

والعمر واحد

والرب واحد

:D