dbooor
15-02-2005, 09:08 AM
بقلم: يونان عزيز
يوم سقوط النظام السابق كانت فرحة غالبية شعبنا العراقي لا توصف كونه خرج من الظلم و المعاناة التي كانت على رأسه ، لأن الشعب كان عطشاً لأيام الحريّة و الديمقراطية ، و كانت أقلامنا نحن الكتّاب و الأدباء تكتب بلا توقّف و كانت أفواه الشعب تندّد به ، و من خلال مطاليب شعبنا العراقي إستغلّت الكيانات السياسية القديمة و الجديدة هذه الفرصة و بدأت بالحديث عن حقوق الإنسان و القوميات الصغيرة و حقوق المرأة و رفعت شعارات رنانة بإسم الديمقراطية و الحرية و العدالة و المساواة و القانون ….الخ . و بعد سقوط النظام السابق و إلى يوم الإنتخابات في الثلاثين من كانون الثاني فإن كل كيان سياسي مهما كان ( إقطاعي ، محافظ ، عرقي ، شوفيني ، قومي ، ليبرالي ، علماني ، ديمقراطي ، وطني ) طالب بالديمقراطية و الحريّة ، حتى و إن كانت حقيقة قسم منها غير ذلك فانها رفعت هذه الشعارات لأن الشعب طالب بها ، طبعاً هذه الشعارات الرنانة كانت تدخل الآذان بسلاسة ، و تأثر على الأحاسيس و المشاعر و خاصة وعود الأحزاب المسيطرة منها على الساحة السياسية حتى الأحزاب الشوفينية و العرقية فإنها كانت تتقبل فكرة العراق المشكّل من عدة قوميات و كانت تطالب بحقوق كلّ قومية و طائفة في العراق ، و خلال ( 22 ) شهراً سمعنا شعارات الحرية و الديمقراطية و العدالة و التساوي أكثر من سماعنا لأغاني ( كاظم الساهر ، نانسي عجرم ، أليسا ، أصالة نصري ) هذه الشعارات التي كانت مليئة بالأكاذيب و الحيل ، و في الحقيقة كانت مزيّنة بالكثير من الألاعيب و كانت هذه الألاعيب كالمقبّلات مع الطعام ، و بصراحة فأنا أحترم هؤلاء الساسة لأنهم كانوا فعلاً ذو معرفة واسعة جدّاً بالطبخ و خاصة طبخ الألاعيب و الحيل !!
في يوم الإنتخابات بالتحديد تكشَّف لنا و من كلّ النواحي نوعية السياسة التي كانت سائرة في العراق ( سياسة الحيل و الأكاذيب ) و في هذا اليوم بالذات توضحت هذه السياسة و مثال على ذلك إدعاء المفوضية العليا للإنتخابات في بغداد بأن المناطق التي لم تصلها صناديق الإقتراع كانت مناطق ساخنة و غير آمنة فهل مناطق مثل (قضاء الحمدانية - بخديدا ، برطلة ، ناحية بعشيقة ، و قرى كرمليس و بحزاني و عين سفني و بعض القرى و المجمعات في سنجار ) كانت غير آمنة رغم أن هذه المناطق كانت معروفة في العراق بأمنها المتميز على باقي أقضية و قرى العراق !!
في المناطق الساخنة جدّاً من العراق مثل ( بغداد ، الموصل ، الرمادي ، الفلوجة ) و التي ذهب فيها مئات الضحايا وصلت صناديق الإقتراع إليها و مع وجود بعض التهديدات فإن أبناء شعبنا العراقي أدلوا بأصواتهم في صناديق الإقتراع أما في المناطق الآمنة و التي لم يكن فيها أي خطورة و التي يسكن فيها غالبيتها من أبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) لم تصل إليها صناديق الإقتراع .فإذا لم تكن هذه المسألة لعبة سياسية فما هي إذن ؟ ، من المؤكد وجود من يقف خلف هذه العملية و مستفيد منها بشكل كبير ، فعدم وصول صناديق الإقتراع إلى هذه المناطق مهما كانت الأسباب ليس شيء عفوي أو خطأ معين إن هذه العملية هي تهميش و مصادرة حقوق شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) و الوقوف ضد إرادته و آرائه ، و الدليل على ذلك تصريحات الناطق الرسمي بإسم المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات الذي قال بأن عدم حصول الإنتخابات في هذه المناطق كان خارج إرادتنا و معنى ذلك وجود إرادة أخرى أقوى من إرادة المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات منعت وصول صناديق الإقتراع إلى هذه المناطق فهل كانت هذه هي الديمقراطية التي كنّا ننتظرها و التي أُبقي فيها شعبنا بعيداً عن إرادته السياسية و بعيداً عن الجمعية الوطنية العراقية التي ستشكل الدستور العراقي الجديد ؟. هذه الأعمال كلها كانت بإسم الديمقراطية ويجب على جميع الجهات السياسية و الإدارية أن تعرف جيداً بأن عدم إشراك أبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) في بناء العراق الجديد لا يمكن للديمقراطية التي ننادي بها أن تكون حقيقية لكن هذه الألاعيب ليست فقط إستهدافاً لشعبنا بل هي لعبة تاريخية ولعبة ديمقراطية تستهدف ديمقراطية العراق أجمعه ، فشعب مثل شعبنا له تاريخ عريق و دور حضاري مهم في حضارة العراق يكون محروماً من حقه الديمقراطي معناه بأن العراق كله سيكون محروماً من الديمقراطية . فتباً للأصابع القذرة التي طبخت ألاعيبها و صادرت إرادة شعبنا و حقوقه و التاريخ لا يرحم أحداً و سيكون شاهداً على ديمقراطية العراق الجديد بمصادرة إرادة شعبنا و حقوقه القومية و الوطنية ، هذه هي ديمقراطيتنا الجديدة بتهميش الآخرين ، فالصورة الواضحة التي خرجت من هذه الإنتخابات لم تكن لها أي علاقة بالديمقراطية لا من قريب و لا من بعيد ، قد تكون هنا (الحيلاكراتية ) و إذا أردنا بناء العراق الجديد فإننا لا نريد بناءه على (الحيلاكراتية ) بل من الأحسن أن يبقى على ما هو عليه .
منقول
يوم سقوط النظام السابق كانت فرحة غالبية شعبنا العراقي لا توصف كونه خرج من الظلم و المعاناة التي كانت على رأسه ، لأن الشعب كان عطشاً لأيام الحريّة و الديمقراطية ، و كانت أقلامنا نحن الكتّاب و الأدباء تكتب بلا توقّف و كانت أفواه الشعب تندّد به ، و من خلال مطاليب شعبنا العراقي إستغلّت الكيانات السياسية القديمة و الجديدة هذه الفرصة و بدأت بالحديث عن حقوق الإنسان و القوميات الصغيرة و حقوق المرأة و رفعت شعارات رنانة بإسم الديمقراطية و الحرية و العدالة و المساواة و القانون ….الخ . و بعد سقوط النظام السابق و إلى يوم الإنتخابات في الثلاثين من كانون الثاني فإن كل كيان سياسي مهما كان ( إقطاعي ، محافظ ، عرقي ، شوفيني ، قومي ، ليبرالي ، علماني ، ديمقراطي ، وطني ) طالب بالديمقراطية و الحريّة ، حتى و إن كانت حقيقة قسم منها غير ذلك فانها رفعت هذه الشعارات لأن الشعب طالب بها ، طبعاً هذه الشعارات الرنانة كانت تدخل الآذان بسلاسة ، و تأثر على الأحاسيس و المشاعر و خاصة وعود الأحزاب المسيطرة منها على الساحة السياسية حتى الأحزاب الشوفينية و العرقية فإنها كانت تتقبل فكرة العراق المشكّل من عدة قوميات و كانت تطالب بحقوق كلّ قومية و طائفة في العراق ، و خلال ( 22 ) شهراً سمعنا شعارات الحرية و الديمقراطية و العدالة و التساوي أكثر من سماعنا لأغاني ( كاظم الساهر ، نانسي عجرم ، أليسا ، أصالة نصري ) هذه الشعارات التي كانت مليئة بالأكاذيب و الحيل ، و في الحقيقة كانت مزيّنة بالكثير من الألاعيب و كانت هذه الألاعيب كالمقبّلات مع الطعام ، و بصراحة فأنا أحترم هؤلاء الساسة لأنهم كانوا فعلاً ذو معرفة واسعة جدّاً بالطبخ و خاصة طبخ الألاعيب و الحيل !!
في يوم الإنتخابات بالتحديد تكشَّف لنا و من كلّ النواحي نوعية السياسة التي كانت سائرة في العراق ( سياسة الحيل و الأكاذيب ) و في هذا اليوم بالذات توضحت هذه السياسة و مثال على ذلك إدعاء المفوضية العليا للإنتخابات في بغداد بأن المناطق التي لم تصلها صناديق الإقتراع كانت مناطق ساخنة و غير آمنة فهل مناطق مثل (قضاء الحمدانية - بخديدا ، برطلة ، ناحية بعشيقة ، و قرى كرمليس و بحزاني و عين سفني و بعض القرى و المجمعات في سنجار ) كانت غير آمنة رغم أن هذه المناطق كانت معروفة في العراق بأمنها المتميز على باقي أقضية و قرى العراق !!
في المناطق الساخنة جدّاً من العراق مثل ( بغداد ، الموصل ، الرمادي ، الفلوجة ) و التي ذهب فيها مئات الضحايا وصلت صناديق الإقتراع إليها و مع وجود بعض التهديدات فإن أبناء شعبنا العراقي أدلوا بأصواتهم في صناديق الإقتراع أما في المناطق الآمنة و التي لم يكن فيها أي خطورة و التي يسكن فيها غالبيتها من أبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) لم تصل إليها صناديق الإقتراع .فإذا لم تكن هذه المسألة لعبة سياسية فما هي إذن ؟ ، من المؤكد وجود من يقف خلف هذه العملية و مستفيد منها بشكل كبير ، فعدم وصول صناديق الإقتراع إلى هذه المناطق مهما كانت الأسباب ليس شيء عفوي أو خطأ معين إن هذه العملية هي تهميش و مصادرة حقوق شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) و الوقوف ضد إرادته و آرائه ، و الدليل على ذلك تصريحات الناطق الرسمي بإسم المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات الذي قال بأن عدم حصول الإنتخابات في هذه المناطق كان خارج إرادتنا و معنى ذلك وجود إرادة أخرى أقوى من إرادة المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات منعت وصول صناديق الإقتراع إلى هذه المناطق فهل كانت هذه هي الديمقراطية التي كنّا ننتظرها و التي أُبقي فيها شعبنا بعيداً عن إرادته السياسية و بعيداً عن الجمعية الوطنية العراقية التي ستشكل الدستور العراقي الجديد ؟. هذه الأعمال كلها كانت بإسم الديمقراطية ويجب على جميع الجهات السياسية و الإدارية أن تعرف جيداً بأن عدم إشراك أبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) في بناء العراق الجديد لا يمكن للديمقراطية التي ننادي بها أن تكون حقيقية لكن هذه الألاعيب ليست فقط إستهدافاً لشعبنا بل هي لعبة تاريخية ولعبة ديمقراطية تستهدف ديمقراطية العراق أجمعه ، فشعب مثل شعبنا له تاريخ عريق و دور حضاري مهم في حضارة العراق يكون محروماً من حقه الديمقراطي معناه بأن العراق كله سيكون محروماً من الديمقراطية . فتباً للأصابع القذرة التي طبخت ألاعيبها و صادرت إرادة شعبنا و حقوقه و التاريخ لا يرحم أحداً و سيكون شاهداً على ديمقراطية العراق الجديد بمصادرة إرادة شعبنا و حقوقه القومية و الوطنية ، هذه هي ديمقراطيتنا الجديدة بتهميش الآخرين ، فالصورة الواضحة التي خرجت من هذه الإنتخابات لم تكن لها أي علاقة بالديمقراطية لا من قريب و لا من بعيد ، قد تكون هنا (الحيلاكراتية ) و إذا أردنا بناء العراق الجديد فإننا لا نريد بناءه على (الحيلاكراتية ) بل من الأحسن أن يبقى على ما هو عليه .
منقول