PDA

View Full Version : في ذكرى وفاة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله


العازمي
02-03-2006, 11:03 PM
في ذكرى وفاة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله



علي الساير - حائل

سافرت من حائل قاصداً الله ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز في مسألة حيرتني قبل وفاته بعام واحد، ودخلت طابور الانتظار من بين صفوف المسلمين أمام دار القضاء وسط الرياض لا أعرف الحارة التي بها تلك الدار.

دخلت طابور الانتظار الساعة العاشرة ولم يصلني الدور في الدخول على فضيلته الا الساعة الثانية الا ربع، وكان أمامي وسط صالة قضائه يرحمه الله ثمانية من المستفتين، وكان بصالة طويلة عريضة وكان يجلس ومعه ثلاثة من القضاة أحدهم أمامه مسجل، فنهض رأسه يرحمه الله وقال كم الباقين من المستفتين، رد أحد المشائخ تسعة عظم الله أجرك ياشيخ رد قائلا (حنا والله جائعين ولاحنا يم الافتاء!! لكن ادعوهم يتغدون معنا وبعد الغداء نتفرغ لهم ونفتيهم فالتفت علينا ذلك الشيخ الوقور الهين اللين وقال سمعتم قول فضيلته انه يعزمكم على الغداء وسيفتيكم إن شاء الله) خرجنا من صالة دار القضاء وسألت أحد المستفتين تعرف منزل الشيخ قال أعرفه ومعي سيارتي أتيت بها من الدمام اركب معي قلت وأنا معك إن شاء الله.

ونحن بطريقنا لمنزل الشيخ توقعت منزله فلة عادية وبها اما خادم أو أحد أبنائه، فما إن ولجنا مستشفى الشميسي ودخلنا حرم منزله، الا والأمة تطوق منزل الشيخ وكأننا في مسجد لصلاة الجمعة وتهولت جدا وانذهلت الا والحرس ورجال الأمن فدخلت مع صاحبي بعسرة وما ان التفت إلى فناء قصره الا وحوالي ستين أو سبعين امرأة على طول وعرض ذلك الفناء الرحب فسألت نفسي كيف سنتناول؟ وكيف أسأله عن فتواي؟ هل أعذر فضيلته وأنسحب وترددت حتى دخلت سيارته يرحمه الله في الموقف المخصص لها ومعه سائقه. (تذكروا - يقول لا افتاء نحن جائعين وهو بدار القضاء!! وصرنا ننتظره بمجلسه الإيماني ان شاء الله في منزله. لم يدخل، سألت أحد الخدم من عمال قصره أين فضيلته وقد وصل قبل قليل. قال إنه يفتي للنساء!! (تذكر أيها القارئ الكريم يقول لنا وهو بدار الافتاء جائعين لا افتاء مع الجوع!!) وراح يفتي للنساء يرحمه الله. حياء من الله ثم من تلك النسوة المنتظرات، وما هي الا أقل من نصف ساعة حتى دخل علينا يرحمه الله وحين أخذ مجلسه بجانب التليفون طلبه التليفون وكأن هذا التليفون ينتظره ليطلبه، فعجل الخطى أحد أبنائه وعلى كتفه فوطة دليل على أنه هو المشرف على تجهيز الغداء ولمن؟ لمئات من البشر جاءوا من أنحاء العالم فمرت ساعات وأنا في ذهول منقطع النظير، وماهي الا ثوان حتى وقف ابنه بارك الله بذلك الفتى، قائلا وهو على رأس والده ان الغداء جاهز موجها الكلام لوالده فضيلة الشيخ يرحمه الله، فنهضنا جماعات جماعات ودخلت صالة واسعة انتشرت بها الصحون من الرز واللحم المجزأ والصحون بجانب المائدة فيها أكلات لمن لا يأكل الرز واللحم، فسألت الخادم، أين بالعادة يجلس فضيلته للغداء فرد بنقد وقال على أي صحن يقسمه الله له، فصرت الاحظ متى يفد فضيلته لكي أجلس بجانبه وأسأله عن مسألتي ونحن على الغداء بدون تعب طوابير، وأبصرت فضيلته يفتي عند المغاسل، تصوروا اعتذرنا بدار الافتاء لكونه جائع يرحمه الله ما أطيبه ولين جانبه، وحياؤه الايماني الوقور فلما وصل ومعه الخادم وتأكدت على أي الصحون سيجلس استعجلت وجلست فلما ورد الشيخ بالجلوس ضرب كتفي الخادم وسألني؟ هل ستخدم الشيخ بأكله؟ فتعجبت من سؤاله لأنني جاهل جدا، فرد الخادم وقال اعلم ان فضيلته كفيف ولابد من دليل يدله على الطعام، فنزحت قليلا وجلس الخادم يخدم فضيلته بالأكل (تصوروا يقول جائع يرحمه الله وحسبته سيترك الجمع ويلهو بالأكل لأنه جائع.. والله انه يأخذ الطعام بأصابعه الثلاث ولم يصل الطعام لراحة كفه.. ولما بدأنا بالأكل قال يرحمه الله لا افتاء على الأكل ولا سؤال ولا كلام.. فسكت الجمع وأنا معهم، فنطق شيخ جليل من رجاله وصار يعرف الشيخ بتلك الجماعات الاسلامية الوافدة من أرجاء العالم الاسلامي، حتى وصلني الدور وقال هذا سعودي يافضيلة الشيخ فسألني من أين أنت قلت من حائل ايدك الله، فسكت هنيهة، ثم ابتسم وقال عندكم البراد يااهل حائل، فجاملته يرحمه الله وقليل ردي عليه في تلك اللحظات التي أحرجني فيها، ونحن لاهين بتناول وجبة الغداء اطلت علينا امرأة مع النافذة وقالت ياشيخ ما عطيتوني استحقاقي (فكانت اللقمة جاهزة ليرفعها يرحمه الله لفمه فأطلقها ووقعت اللقمة بركنه ونادا (يافلان) فنهض أحد المشايخ مقتضبا (سم ياشيخ) قال ماذا تريد هذه المرأة؟ انظر واخبرني الآن، فماهي الا دقائق حتى عاد ذلك الذي كلفه الشيخ قائلا (رأيت البيان ووجدتها مستلمة حقها ياشيخ، فحمد الله وعاد للقمته وقد بردت وثلجت، ونحن لم نتوقف نأكل بشراهة وهو واقف يحمد الله ويردد لا حول ولا قوة الا بالله، رحم الله المؤمن الورع التقي المعين بعد الله، وخرجنا من قصره العامر ان شاء الله مع اذان العصر، وحين ودعته قال يا بن حائل ترى لدينا سكن ومحاضرات في مسجد كذا بعد صلاة كذا ومحاضرة في كذا بعد صلاة كذا، فلا تكن في حرج فحاولت تقبيل رأسه فرفض وقاومني بيديه الطاهرتين قائلا ما يلزم ما يلزم هداك الله!

اللهم يارب الأحياء والأموات ياباعث الأولين والآخرين، يامالك يوم الدين ياذا الجلال والإكرام، اغفر لوالدينا وللشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز واخواني المسلمين ذكورا واناثا الأولين والآخرين واجمعنا واياهم بدار كرامتك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وخلف علينا بمن ينهج نهج بن باز في الافتاء واللين والتواضع والرقة وهم المسلمين، انك سميع مجيب الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

http://www.alriyadh.com/2006/03/02/article134861.html

أبوعبيدة
05-03-2006, 08:46 AM
جزاك الله خير

الشبابي
10-03-2006, 07:35 PM
الله يرحمه ...
كان لديه من الحكمة والتواضع الشئ الكثير ووجود مثله في هذا الزمان نادر ...
اذكر ان والدي اخذ خاله لزيارة الشيخ بن باز رحمه الله و كان يريد ان يسأله بعض الاسئلة ، وكان له ما اراد وسأل ... بعد اكثر من 10 سنين اخذ والدي خاله للشيخ مرة ثانية واول ما سلم عليه على طول قال له : وينك عنا من زمان يا عساف ... فتفاجأ والدي من الذاكرة القوية له على الرغم انه اعمى ... اعمي بصر ولكن لديه بصيره لانمتلكها نحن المبصرون ........










اخوكم الشبابي

العازمي
29-05-2006, 01:42 PM
جزاكما الله خيرا .........

dbooor
29-05-2006, 11:47 PM
ما شاء الله ... جزاك الله خير اخوي العازمي