PDA

View Full Version : حينما يُمتطى ذلك الغالى


افكر كثير
09-04-2006, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


احدثكم اليوم عن اشياء تعود الأنسان امتطائها امثال الخيل والبغال والحمير . فبعضها يمتطى للعمل والبعض الأخر يمتطى للزينه . كما ان بعضها تخطى العمل والزينه واصبح لمقامات اعلى . فاصبح المركوب اشهر من الراكب . اعني هنا الخيل الأصيلة والهجن اللتي تصل اسعارها إلى مئات الألوف بل قد تصبح بالملايين . وهذا ليس بحديث عهد فقد ورد في تاريخ العرب على وجه الخصوص ان الحروب قد قامت بسبب الخيل كقصة داحس والغبراء . وكما نعرف الحرب الشهيرة اللتي استمرت لما يقارب الأربعين عاما بسبب ناقة البسوس. فنحن نقدر ما نمتطي وما نملك من الدواب.

اما اليوم اخواني الأعزاء فقد ذهب العصر الذهبي لتلك الركائب فاستُبدلت بالسيارات . ولو انه مازال هنالك صفوة من القوم يحملون إرث الخيل والأبل . اما في عالم السيارات فإن القصه تتكرر فاصبحنا نعرف السيارة اكثر من معرفتنا بسائقها . بل ان البعض يشتهر ويعرف بين الناس انه من علية القوم اذا ما امتلك السيارة الفارهه من النوع المعروف في اوساطنا . اصبح الإمتطاء للخيل معروفاً اليوم بمسمى ركوب السياره.

ليس كل ماذكرت مسبقاً هو ما يهمني في موضوعي هذا, بل ان مايهمني هو ادهى وامر . فالسابقات كلها مراكب لبني البشر حلال عليهم إمتطائها . فالله قد كفل هذا الحق في كتابه العزيز .

قال تعالى :

( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

ما قصدته في عنواني للموضوع هو العلم . هل تخيلتم ان احداً يمتطي العلم . قد يكون حديثاً غريباً عليكم . ولكنه الواقع المرير اللذي نعيشه ايامنا هذه . فبعد ان كان العلم يُحمل اصبح يُمتطى . فاصبح اكثر الباحثين عن العلم هذه الأيام يهدفون للحصول على شهاده لكي يحصلون على وظيفه ياكلون ويشربون منها . واذا سئلت احدهم عما تعلمه او درسه في جامعه او مدرسه اجابك بكل بساطه نسيته . ولكن هذا النوع يعتبر اقل سوء من غيره . فهنالك نوع اخر يهدف للحصول على الشهادات المميزه في عصرنا هذا كالطب والهندسه لكي يناديه الناس بلقب مهندس او بلقب دكتور. وهو لا يمانع في الغش اثناء دراسته للحصول على تلك الشهاده المرموقه . فيحصل على اللقب المرجو ولكنه ويا للأسف لا يفقه شيئاً لا في طب ولا في هندسه . تتدرج خطورة التعلم بالترقي في الدرجه التعليميه المتعارف عليها ويزداد حجم الكارثه حينما يحصل احدهم على شهادة الدكتوراه. تخيل اخي الكريم احدهم يدرس اكثر من 25 عاما في سبيل الحصول على لقب . وماذا بعد حصوله على اللقب هل ذهب ليعلم الناس ذلك العلم اللذي انعم الله به عليه . لا بل انه اصبح يستخدم هذا اللقب الجديد في مآرب اخرى فهو يهدف إلى منصب كبير يستحوذ فيه على سلطات اعلى من غيره. فحسبنا الله ونعم الوكيل .

اتطرق هنا لأخطر طلبة العلم وهم من اتخذوا العلم الديني سلعه يكتسبون منها رزقهم . تعلمون مدى احترامنا لهذا الدين وتمسكنا به فمع الأسف هنالك من يسعى حثيثاً للحصول على هذا العلم . هل يسعى لهذا العلم بهدف نشره بين الناس والدعوه والإرشاد؟ ليته فعل ذلك لكنا له من الشاكرين . بل انه والعياذ بالله اتخذ دين الله وسيله ليصل بها إلى اهداف حقيره . منها تبجيل الناس له فهو يعاني من نقص عدم التبجيل والإحترام . يهدف إلى انه إذا جلس في مجلس ان يجلسوه في منتصف المجلس وان لم يفعلو بدى عليه الغضب وذلك لما تحمله النفس اللتي يعلم الله خباياها . يتعلم لكي يرد على اهل العلم فذلك يزيده رفعه وتبجيل فهو اسكت الشيخ المعروف بصلاحه لأن حجته ابلغ. هم اهل الفتنه يوغرون صدور الحكام على اهل العلم الحق ولعل في قصة خلق القرآن ابلغ الأثر .

الطرف الثالث في هذا الموضوع هم اللذين تعلموا ليحصلوا على العلم لا على الدرجه العلميه. وهنا اقول لكم اخوتي الكرام هؤلاء هم اللذين يصلون في نهاية الطريق إلى القمه سواءً في علوم الدنيا او في علوم الدين . فكل عباقرة الزمان في شتى العلوم واللذين خُلّدت اسمائهم في التاريخ . تجدهم حملوا العلم على ضهورهم فكانوا هم المطايا لذلك العلم . خلّدهم التاريخ لانهم علموا مقدار العلم ورفعته . لا تجدهم طلاب دنيا بل أن الدنيا تقف عند اقدامهم فيركلوها . لن اضرب لكم امثلة هؤلاء الصفوه لكم ان تبحثوا ما شئتم في كتب التاريخ القديم والحديث . فستجدونهم قصصهم عجيبه كلها تعب وجهد , هم قدروا العلم فقدرهم الخلق .كم هم اللذين بيننا على هذا الحال ابحث عنهم وابداء بتقديرهم لا تنتظر حتى يذهبوا وتذهب بعدهم . فيأتي بعدكم من يعلم من كان بالتبجيل اولى .


لا تمتطي العلم ابداً فما انت له إلا مطيه . ان لم تكن اهلا لحمله فدعه لمن استطاع له حملا.


مشكلتي افكر كثير.

زمردة
12-04-2006, 01:13 AM
جزاك الله خيراً ..