نبع بن ماء
23-10-2007, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني يقول جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)
والعاقل يعلم أن تربية الأبناء والأهل مسؤولية عظيمة وخطيرة قد يدخل المرء بها الجنة أو النار،ومن أسس السعادة للمرء التربية السليمة.
فإذا كان الأساس سليماً كان البناء متيناً وإذا كان الأساس مهترئاً سقط البناء وانهار وخسر صاحبه ومن حوله.
إخواني إن ما يلاحظ اليوم من انحراف في التربية عند كثير من أولياء الأمور لهو نذير شؤم وباب من أبواب انحطاط المجتمع والأمة،ولاشك أن كثيراً من حالات العقوق التي تظهر يكون للوالدين فيها نصيب قل أو كثر.
وهذه نصائح أوجهها إلى أولياء الأمور والأباء لعلها تثمر بإذن الله تعالى
فأقول مستعيناً بالله
أخي الأب احرص على أن تجعل عملك خالصاً لله ، فأنت تربي ابنك لوجه الله جل وعلا ولكي تقيم ذرية صالحة عابدة موحدة لله جل وعلا تخلفك من بعدك وتوحد الله جل وعلا
قال تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون)
ومن استحضر الاخلاص لله في تربيته لأولاده ارتفعت همته وسمت نفسه وتاقت إلى معالي الأمور ، وكان في عبادة عظيمة جليلة وهي إنشاء الجيل المسلم.
أخي الأب احرص على أن تتبع السنة في تربية ابنك وأكثر من قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية واستفد مما فيهما من الآيات والعبر والمواعظ والتوجيهات ووسع مداركك بكثرة الإطلاع على الكتاب والسنة وخاصة في باب التربية فهذا من أعظم ما يعينك على تربية ابنك.
أخي الأب احذر أن يخالف قولك فعلك فتأمر ابنك بأمر ولا تأتيه وتنهاه عن فعل وتأتيه،فهذا أس من أساسات الدمار في التربية فما دمت لا تحترم كلمتك أمام ابنك فإن هيبتك ستموت لا محالة لأن الضعيف والكاذب لا يُحترم أبداً.
أخي الأب إياك والكسب الخبيث فإنه أس من أساسات الدمار والفساد في التربية،فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ، فاتق الله ولا تكن جامعاً لكسبك من الحدائق والمزابل ولا تخلط الحلال بالحرام،بل اجعل كل كسبك حلالاً طيباً حتى ينبت لحمك ولحم ابناءك على الخير ويتعوده
أخي الأب اعن ولدك بالدعاء وإياك وأن تدعو عليه فيستجيب الله دعاءك وينقلب ابنك عليك فيكون نقمة وبلاء بسببك أنت، ولا تنسى بأن دعوة الوالد على ولده مستجابة.
أخي الأب علم ولدك تقديس دين الله واحترامه والنظر إليه بكل خضوع وذلة وعلمه توحيد الله جل وعلا وأنه هو جل وعلا خالقنا ورازقنا وخالق كل شئ ومليكه وأنه جل وعلا المستحق للعبادة وحده دون من سواه،وإياك وإهمال تربية جانب التوحيد وتعظيم جنابه في نفس الولد فإن ذلك من أعظم أنواع الجناية على الولد.
أخي الأب علم ابنك الصلاة وحببها له بمختلف الأساليب المتنوعة ابتداءاً من الكلمة الطيبة وانتهاءاً بالحوافز المادية مثل الهدايا والاعطيات والقبلات والمعانقات والابتسامات ونحو ذلك.
احذر ثم احذر ثم احذر أن تربي بابنك بالقهر والضرب والتجبر فهذا أول السبل لعقوق الابن وتجبره وانقلابه عليك،واجعل للضرب مكانه ولا تستخدمه إلا في حالات الضرورة القصوى والتي لا ينفع معها ولا يجدي إلا الضرب.
وإن اضطر إلى الضرب فيكون ضرباً غير مبرح ولا مهين،لأن الضرب إنما هو وسيلة وليست غاية، وكم أفسد الضرب عندما صار غاية يتلذذ بها الأب بجلد الابن وركله وإهانته.
والضرب يكون بلسع الكتف أو ضربها أو بضرب الكف أو القدم أو الفخذ وبدون أي حمل للضغينة أو الحقد.
أي احمل في نفسك أيها الأب وأنت تضرب الغيرة والغضب من هذا الفعل والاحتجاج عليه ومحبة الخير والتذكير به وتنبيه الابن حتى يرجع إلى الحق.
تجنب أيها الأب المزاح الكثير فإنه مسقط للهيبة ولا تكن أبلهاً ساذجاً فاقداً لكرامتك أمام ابنك،بل كن متزناً هادئاً حكيماً مائلاً إلى الهدوء والسكوت والصمت حتى تعم السكينة أرجاء بيتك وينشئ الولد في هذا البيت وهو سليم العقل صافي البال والتفكير.
حاول أن تبعد التشويش عن منـزلك وحاول أن تنتقي مسكنك واحذر أن تسكن بين الفجار والأشرار والسقطة فإن الجوهرة لا ترمي بين المزابل، واحرص على انتقاء الجيران ولا تكثر من الدخول والخروج عند الناس وخاصة الجيران فإن ذلك فتح لباب من أبواب الشر.
واحرص على أن تعلم أهلك القرار في البيت فإن الشوارع تحمل في حناياها الصور السلبية التي تخالف ما يتعلمه الابن في صغره، وخروج الابن إلى الشارع يكون في وقت بلوغه وادراكه وتمييزه بين الحق والباطل أما وقت الصغر فهو وقت القرار في البيت ووقت تلقي التربية الصحيحة،وحينما يتلقاها الابن سليمة صحيحة يصعب عليه الانحراف وقت تمييزه ورشده،لأن من شب عليه شاب عليه.
لا تبخل على ابنك في العلم ووفر له الوسائل كلها في سبيل العلم والتعلم وليكن أول ما تعلمه إياه (كتاب الله) فاحرص على أن تبدأ معه في حفظ كلام الله من أول ما يبدو لك بزوغ عقله وبداية حفظه وكلما بدأ الطفل في الحفظ مبكراً كلما كان ذلك خيراً له وأقوم.
وإياك وحرمان الابن من فوائد التنقية الحديثة كالكمبيوتر وما يحمله من فوائد لا يحصيها إلا الله، فعلمه استخدام الكمبيوتر وتقنيات العصر مثل الانترنت فإن الأمي اليوم هو الأمي في جانب التنقيات لا في جانب القراءة والكتابة.
عامل ابنك نفسياً وتقرب منه بدواخلك ومشاعرك وأحاسيسك وبذا يكون ابنك مثل الخاتم في يدك متعلقاً بك محباً وخادماً لك ودعاياً لك في حياتك ومماتك، وإياك وأن توحي إليه أو تشير إلى أنك تريده كتابع لك أو عبد، بل احترم عقله وادراكه وفهمه واعطه أوسع مجالات الحرية بما لا يخالف شرع الله تعالى.
عود ابنك على التفكير والنظر والتأمل وتوسيع الفهم وحل الأمور بنفسه والاعتماد على نفسه.
علم ابنك التواضع لله جل وعلا ثم لعباده وعلمه التأدب مع الله جل وعلا ثم عباده وعلمه الكرامة وحب العزة والترفع عن سفاسف الأمور.
علم ابنك مجالسة العلماء والنبهاء وأهل العقول الراشدة وجنبه أهل الفسق والمجون وبغضهم إليه وحذرهم منه.
لا مانع من أن تمازح ابنك وتضاحكه وتسليه وتلاعبه بما لا يسقط هيبتك،فجفاف المشاعر وذهاب روح المتعة والعطف والحنان سبيل لانفلات الابن وانفصاله عنك.
أيها الأب احذر أن تفرق بين ابناءك في كل الشؤون،فإن أعطيت أحدهم مائة ريال فأعطي الآخرين مثلها وإن اعطيت أحدهم قبلة فأعطي الباقين مثلها وإياك وأن تظهر التفرقة بين الأبناء فإن هذا زارع للحقد والغل بين أفراد الأسرة.
أيها الأب احترم زوجتك وأم ابناءك ولا تهنها أمام ابناءها فإن ذلك يسقط هيبتك أمام ابناءك.
اخوتي هذه كلمات بسيطة ورؤوس أقلام كتبتها على عجالة، لاشك أنها متفرقة ولكن أرجو من الله أن تكون خيراً وبركة على من يقرأها واسأل الله أن ينفعي بها وأن يرزقني تطبيقها والسير عليها إنه جواد كريم
نبع بن ماء
nb3.sa#hotmail.com
إخواني يقول جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)
والعاقل يعلم أن تربية الأبناء والأهل مسؤولية عظيمة وخطيرة قد يدخل المرء بها الجنة أو النار،ومن أسس السعادة للمرء التربية السليمة.
فإذا كان الأساس سليماً كان البناء متيناً وإذا كان الأساس مهترئاً سقط البناء وانهار وخسر صاحبه ومن حوله.
إخواني إن ما يلاحظ اليوم من انحراف في التربية عند كثير من أولياء الأمور لهو نذير شؤم وباب من أبواب انحطاط المجتمع والأمة،ولاشك أن كثيراً من حالات العقوق التي تظهر يكون للوالدين فيها نصيب قل أو كثر.
وهذه نصائح أوجهها إلى أولياء الأمور والأباء لعلها تثمر بإذن الله تعالى
فأقول مستعيناً بالله
أخي الأب احرص على أن تجعل عملك خالصاً لله ، فأنت تربي ابنك لوجه الله جل وعلا ولكي تقيم ذرية صالحة عابدة موحدة لله جل وعلا تخلفك من بعدك وتوحد الله جل وعلا
قال تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون)
ومن استحضر الاخلاص لله في تربيته لأولاده ارتفعت همته وسمت نفسه وتاقت إلى معالي الأمور ، وكان في عبادة عظيمة جليلة وهي إنشاء الجيل المسلم.
أخي الأب احرص على أن تتبع السنة في تربية ابنك وأكثر من قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية واستفد مما فيهما من الآيات والعبر والمواعظ والتوجيهات ووسع مداركك بكثرة الإطلاع على الكتاب والسنة وخاصة في باب التربية فهذا من أعظم ما يعينك على تربية ابنك.
أخي الأب احذر أن يخالف قولك فعلك فتأمر ابنك بأمر ولا تأتيه وتنهاه عن فعل وتأتيه،فهذا أس من أساسات الدمار في التربية فما دمت لا تحترم كلمتك أمام ابنك فإن هيبتك ستموت لا محالة لأن الضعيف والكاذب لا يُحترم أبداً.
أخي الأب إياك والكسب الخبيث فإنه أس من أساسات الدمار والفساد في التربية،فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ، فاتق الله ولا تكن جامعاً لكسبك من الحدائق والمزابل ولا تخلط الحلال بالحرام،بل اجعل كل كسبك حلالاً طيباً حتى ينبت لحمك ولحم ابناءك على الخير ويتعوده
أخي الأب اعن ولدك بالدعاء وإياك وأن تدعو عليه فيستجيب الله دعاءك وينقلب ابنك عليك فيكون نقمة وبلاء بسببك أنت، ولا تنسى بأن دعوة الوالد على ولده مستجابة.
أخي الأب علم ولدك تقديس دين الله واحترامه والنظر إليه بكل خضوع وذلة وعلمه توحيد الله جل وعلا وأنه هو جل وعلا خالقنا ورازقنا وخالق كل شئ ومليكه وأنه جل وعلا المستحق للعبادة وحده دون من سواه،وإياك وإهمال تربية جانب التوحيد وتعظيم جنابه في نفس الولد فإن ذلك من أعظم أنواع الجناية على الولد.
أخي الأب علم ابنك الصلاة وحببها له بمختلف الأساليب المتنوعة ابتداءاً من الكلمة الطيبة وانتهاءاً بالحوافز المادية مثل الهدايا والاعطيات والقبلات والمعانقات والابتسامات ونحو ذلك.
احذر ثم احذر ثم احذر أن تربي بابنك بالقهر والضرب والتجبر فهذا أول السبل لعقوق الابن وتجبره وانقلابه عليك،واجعل للضرب مكانه ولا تستخدمه إلا في حالات الضرورة القصوى والتي لا ينفع معها ولا يجدي إلا الضرب.
وإن اضطر إلى الضرب فيكون ضرباً غير مبرح ولا مهين،لأن الضرب إنما هو وسيلة وليست غاية، وكم أفسد الضرب عندما صار غاية يتلذذ بها الأب بجلد الابن وركله وإهانته.
والضرب يكون بلسع الكتف أو ضربها أو بضرب الكف أو القدم أو الفخذ وبدون أي حمل للضغينة أو الحقد.
أي احمل في نفسك أيها الأب وأنت تضرب الغيرة والغضب من هذا الفعل والاحتجاج عليه ومحبة الخير والتذكير به وتنبيه الابن حتى يرجع إلى الحق.
تجنب أيها الأب المزاح الكثير فإنه مسقط للهيبة ولا تكن أبلهاً ساذجاً فاقداً لكرامتك أمام ابنك،بل كن متزناً هادئاً حكيماً مائلاً إلى الهدوء والسكوت والصمت حتى تعم السكينة أرجاء بيتك وينشئ الولد في هذا البيت وهو سليم العقل صافي البال والتفكير.
حاول أن تبعد التشويش عن منـزلك وحاول أن تنتقي مسكنك واحذر أن تسكن بين الفجار والأشرار والسقطة فإن الجوهرة لا ترمي بين المزابل، واحرص على انتقاء الجيران ولا تكثر من الدخول والخروج عند الناس وخاصة الجيران فإن ذلك فتح لباب من أبواب الشر.
واحرص على أن تعلم أهلك القرار في البيت فإن الشوارع تحمل في حناياها الصور السلبية التي تخالف ما يتعلمه الابن في صغره، وخروج الابن إلى الشارع يكون في وقت بلوغه وادراكه وتمييزه بين الحق والباطل أما وقت الصغر فهو وقت القرار في البيت ووقت تلقي التربية الصحيحة،وحينما يتلقاها الابن سليمة صحيحة يصعب عليه الانحراف وقت تمييزه ورشده،لأن من شب عليه شاب عليه.
لا تبخل على ابنك في العلم ووفر له الوسائل كلها في سبيل العلم والتعلم وليكن أول ما تعلمه إياه (كتاب الله) فاحرص على أن تبدأ معه في حفظ كلام الله من أول ما يبدو لك بزوغ عقله وبداية حفظه وكلما بدأ الطفل في الحفظ مبكراً كلما كان ذلك خيراً له وأقوم.
وإياك وحرمان الابن من فوائد التنقية الحديثة كالكمبيوتر وما يحمله من فوائد لا يحصيها إلا الله، فعلمه استخدام الكمبيوتر وتقنيات العصر مثل الانترنت فإن الأمي اليوم هو الأمي في جانب التنقيات لا في جانب القراءة والكتابة.
عامل ابنك نفسياً وتقرب منه بدواخلك ومشاعرك وأحاسيسك وبذا يكون ابنك مثل الخاتم في يدك متعلقاً بك محباً وخادماً لك ودعاياً لك في حياتك ومماتك، وإياك وأن توحي إليه أو تشير إلى أنك تريده كتابع لك أو عبد، بل احترم عقله وادراكه وفهمه واعطه أوسع مجالات الحرية بما لا يخالف شرع الله تعالى.
عود ابنك على التفكير والنظر والتأمل وتوسيع الفهم وحل الأمور بنفسه والاعتماد على نفسه.
علم ابنك التواضع لله جل وعلا ثم لعباده وعلمه التأدب مع الله جل وعلا ثم عباده وعلمه الكرامة وحب العزة والترفع عن سفاسف الأمور.
علم ابنك مجالسة العلماء والنبهاء وأهل العقول الراشدة وجنبه أهل الفسق والمجون وبغضهم إليه وحذرهم منه.
لا مانع من أن تمازح ابنك وتضاحكه وتسليه وتلاعبه بما لا يسقط هيبتك،فجفاف المشاعر وذهاب روح المتعة والعطف والحنان سبيل لانفلات الابن وانفصاله عنك.
أيها الأب احذر أن تفرق بين ابناءك في كل الشؤون،فإن أعطيت أحدهم مائة ريال فأعطي الآخرين مثلها وإن اعطيت أحدهم قبلة فأعطي الباقين مثلها وإياك وأن تظهر التفرقة بين الأبناء فإن هذا زارع للحقد والغل بين أفراد الأسرة.
أيها الأب احترم زوجتك وأم ابناءك ولا تهنها أمام ابناءها فإن ذلك يسقط هيبتك أمام ابناءك.
اخوتي هذه كلمات بسيطة ورؤوس أقلام كتبتها على عجالة، لاشك أنها متفرقة ولكن أرجو من الله أن تكون خيراً وبركة على من يقرأها واسأل الله أن ينفعي بها وأن يرزقني تطبيقها والسير عليها إنه جواد كريم
نبع بن ماء
nb3.sa#hotmail.com