عسل
10-04-2000, 08:55 AM
ألقت بجسدها المرهف في فراشها ، ومالت برأسها فوق وسادتها في اتجاه زوجها الذي نظر إليها نظرة مليئة بالحنان والحب وهو يمسح بإصبعه دمعة صامته انسابت فوق وجنتيها ثم أمسك بيديها ولثمها قائلاً :
- هل هذا وقت الدموع ؟؟! ستشهد عليك الليلة وسادتنا انك بكيت في ليلة عرس ابنتنا الصغرى ، هذه الدموع لا عذر لها ، لقد كان الحفل رائعا ، والعروس وعرسها كان في منتهى السعادة والهناء ، أم العروس فقد كانت أجمل الحاضرات وأكثرهن تألقاً وإشراقاً .
ابتسمت في دلال أنثوي وقاطعته :
- طبعاً في عينيك أنت فقط .
- بل يا سيدتي كل من رأوها وبشهادة كل الحضور ، على كلٍ أنا صاحب الشأن ورأيي هو الأهم – الليلة أشعر أنا أيضا عريس ، ها نحن بعد سبعة وعشرون عاما نعود كما بدأنا معا وحيدين ، كأننا في أول ليلة معا تحت سقف واحد .
تنهدت وأغمضت عينيها وقالت وهي سارحة :
- صحيح .. عمر ، سبعة وعشرون عاما ، بكل ما تحمل من تجارب فرح وترح ، هدوء وصخب
، رخاء وشدة ، سبعة وعشرون عاما بكل ما تحمل من متناقضات مشيناها معا خطوة
..خطوة كزوجين ، كحبيبين ، كصديقين ، الآن تزوج بناؤنا الثلاثة ، كل واحد منهم ...يعيش حياته الخاصة مع رفيق عمره ، لقد انتهى دوري ودورك معهم ، ولم يبق لدينا سوى أن ندعو لهم بالتوفيق ونراقب ثمرة جهدنا وتفاهمنا في تربيتهم ورعايتهم طوال الأعوام الماضية – آه ما أطولها من رحلة – تنهدت تنهيدة طويلة وصمتت . فأكمل حديثها قائلاً :
- - ما أطولها من رحلة وما أسعدها من رحلة وهذا هو المهم يا حبيبتي ، البشر جميعهم يتزوجون وينجبون ، لكن فئة قليلة تعرف معنى السعادة في حياته والسبيل لها ، الحياة الزوجية ارتباط بين رجل وامرأة ، كل واحد منهم له عقليته الخاصة به وشخصيته وكيانه ، وإدراك هذا الواقع من أهم الأسس لبناء حياة زوجية سعيدة ، بعد هذا على الزوجين أن يسعيا مع مرور الأيام أن يندمجا ويصقلا ليصبحا شخصاواحد بفكر واحد وهدف واحد .
- أنا وأنت يا حبيبتي والحمد لله استطعنا أن نصبح روحا وفكرا واحد في جسدين .
- صدقت ، هذه الحقيقة لا نشعر بها أنا وأنت فقط بل يشعر بها كل من يحتك بنا ،
لقد انعكس تفاهمنا وسعادتنا على حياة أبناءنا طيلة السبعة والعشرين عاما تشهد
علينا وسادتنا هذه إننا لم تغمض لنا قط عين ولم تستلم رؤوسنا للنوم فوقها ، قبل
أن نراجع خطوات أمسنا ويومنا وغدنا .
- مد يده وضعها فوق كتفيها وقال :
- - نعم وسادتنا هذه تشهد لنا على عمق تفكيرنا وقوة ارتباطنا معا ، سر نجاحنا
التفاهم في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ، في غرفتنا هذه وفوق وسادتنا كم نقاش دار بيننا ، وكم مشكلة طرحناها خلال السبعة والعشرون عاما كم من أفراح وأحزان ، بشائر وهموم ، آمال والآم ، جميع هذه المتناقضات تطاحنت هنا بيننا ،
لكن لم تغمض لنا عين قبل أن نتفاهم .
- ابتسمت في ارتياح وقالت في شبه مناجاة :
- حقا حديث الوسادة أجمل حديث بين الزوجين ، خاصة في سكون الليل ، والحب والعشرة الطويلة يرفرفان بأجنحتهما على مجلسهما .
قال هامساً :
- في سكون الليل وبعد يوم حافل بالحركة حينما يلجأ المرء إلى فراشه ويضع رأسه
فوق وسادته ، يكون الإنسان اكثر استعدادا لتقبل النقاش المنطقي ، ويكون إيجابيا
في أيجاد الحلول لكل مشكلاته .
- ضحكت بخبث :
- - ويكون في عالم برزخي ، كمن خدر ، غير قادر على الكذب والمراوغة فعقله الباطن هو الذي يتحدث .
- قهقه ضاحكة وقال:
- أشهد أن لك أسلوب المحققين ، لقد سخرت هذه الأحاديث دائما لصالحك فقد كانت تأتيك اعترافاتي بكل سهولة بدون أي جهد منك ، فأنت أذكى من يعرف اختيار الوقت المناسب للحصول على أي جوانب لأي سؤال .
قالت بثقة :
- على كل كان الهدف أن أعرف ما يدور في أعماقك ، فأنت تحتك بالكثيرين ومعرفتي بتجاربك تساعدني أن أعرف ما تحب وما لا تحب ، سعادتنا كانت هدفي لم أحاول قط أن أجعل من اعترافاتك ممسكا عليك .
- يا عيوني لم أندم أبدا على أي اعتراف أو سر بحتة لك ، كنت دائما عملاقا في حبك وتفهمك وحنانك .
- وأنت كنت تستحق كل هذا وأكثر فإيجابيتك في النقاش وفي حل المشاكل واتخاذ رأى بعين الاعتبار والأهمية لم يجعلني أشعر أني أحيا حياة مكبلة مشلولة ، لم يكن قط حديث الليل يمحوه النهار كما هو معتاد بين الكثيرين ، احترامك لقراراتناالمشتركة جعل حياتنا تتخذ طابع الثقة والأمان والعطاء من أفضل إلى أفضل …
- قال بحنان وجدية :
- أنت امرأة عظيمة متجددة في كل شيء ، في تفكيرك في مظهرك – العالم الخارجي بكل أغراء ته لم يستطع أن يأخذني قط بعيد عنك .
أجابته بعتاب يميل للغضب المدلل .
جدث بعض الأحيان أن أغراك – أتذكر ؟
فقاطعها ليعيد الحديث الرومانسي :
لكن دفئك وحكمتك وحبك أعادوني لصوابي ، لجنتي … ثم همس لها بحنان :
من معه القمر لا ينظر إلى النجوم ..
تنهدت في ارتياح وقالت :
بكلماتك المعسولة هذه تعيد لي حيوتي وأنوثتي وشبابي رغم أن أيام العمر تجري بي
…
وضع إصبعه على فمها وقال :
- ستظلين في عيوني يا عيوني أحلى الحلوات وأجمل الجميلات .
فقالت بصوت منخفض جدا لا يكاد يسمع :
- عيون الرجل مرآة المرأة ، وغبي الرجل الذي يغمض عيونه عن امرأته ، إذ لابدللمرأة أن تبحث لها عن مرآة أخرى لترى ذاتها ، نظر إليها بعمق وقال :
- إني أجد فيك يوما الزوجة ويوما الأم ويوما الصديقة ويوما الحبيبة ويوما الابنة ، صلتي بك حسب احتياجي لك ، أنت لست امرأة واحدة ، بل أنت ألف امرأة في امرأة و احده ..
وضعت رأسها فوق صدره وقالت :
وأنا أيضا طوال رحلتي معك في كل يوم كنت الجأ إليك يوما كزوج ويوما كأب ويوماكصديق ويما كحبيب ، أنت كل الرجال في رجل واحد .
أطربه جوابها فضمها إلى صدره بشدة وقال :
- إذن اتفقنا ، سر نجاحنا هو تجددنا من خلال عظمة الحب المشيدة حياتنا فوق أعمدته .
فقاطعته بدلال وحب :
- بل السر الأعظم هو حديث الوسادة الذي ما انتهى قط بيننا إلا ونحن نحلق معا في سماء الرضا والحب والهناء .
أحاطها بذراعية القويتين ليكملا معا مشوار سعادة مؤبدة في حياة زوجيه هي حلم من الأحلام فوق سحاب الخيال . بس .. لا تقولون لي كمل …
هاهاهاههاهاههاهاهاهاهها.!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---------------------------------------------
عســــــ ياشين الواحد لابعثر اوراقه ــــــل
- هل هذا وقت الدموع ؟؟! ستشهد عليك الليلة وسادتنا انك بكيت في ليلة عرس ابنتنا الصغرى ، هذه الدموع لا عذر لها ، لقد كان الحفل رائعا ، والعروس وعرسها كان في منتهى السعادة والهناء ، أم العروس فقد كانت أجمل الحاضرات وأكثرهن تألقاً وإشراقاً .
ابتسمت في دلال أنثوي وقاطعته :
- طبعاً في عينيك أنت فقط .
- بل يا سيدتي كل من رأوها وبشهادة كل الحضور ، على كلٍ أنا صاحب الشأن ورأيي هو الأهم – الليلة أشعر أنا أيضا عريس ، ها نحن بعد سبعة وعشرون عاما نعود كما بدأنا معا وحيدين ، كأننا في أول ليلة معا تحت سقف واحد .
تنهدت وأغمضت عينيها وقالت وهي سارحة :
- صحيح .. عمر ، سبعة وعشرون عاما ، بكل ما تحمل من تجارب فرح وترح ، هدوء وصخب
، رخاء وشدة ، سبعة وعشرون عاما بكل ما تحمل من متناقضات مشيناها معا خطوة
..خطوة كزوجين ، كحبيبين ، كصديقين ، الآن تزوج بناؤنا الثلاثة ، كل واحد منهم ...يعيش حياته الخاصة مع رفيق عمره ، لقد انتهى دوري ودورك معهم ، ولم يبق لدينا سوى أن ندعو لهم بالتوفيق ونراقب ثمرة جهدنا وتفاهمنا في تربيتهم ورعايتهم طوال الأعوام الماضية – آه ما أطولها من رحلة – تنهدت تنهيدة طويلة وصمتت . فأكمل حديثها قائلاً :
- - ما أطولها من رحلة وما أسعدها من رحلة وهذا هو المهم يا حبيبتي ، البشر جميعهم يتزوجون وينجبون ، لكن فئة قليلة تعرف معنى السعادة في حياته والسبيل لها ، الحياة الزوجية ارتباط بين رجل وامرأة ، كل واحد منهم له عقليته الخاصة به وشخصيته وكيانه ، وإدراك هذا الواقع من أهم الأسس لبناء حياة زوجية سعيدة ، بعد هذا على الزوجين أن يسعيا مع مرور الأيام أن يندمجا ويصقلا ليصبحا شخصاواحد بفكر واحد وهدف واحد .
- أنا وأنت يا حبيبتي والحمد لله استطعنا أن نصبح روحا وفكرا واحد في جسدين .
- صدقت ، هذه الحقيقة لا نشعر بها أنا وأنت فقط بل يشعر بها كل من يحتك بنا ،
لقد انعكس تفاهمنا وسعادتنا على حياة أبناءنا طيلة السبعة والعشرين عاما تشهد
علينا وسادتنا هذه إننا لم تغمض لنا قط عين ولم تستلم رؤوسنا للنوم فوقها ، قبل
أن نراجع خطوات أمسنا ويومنا وغدنا .
- مد يده وضعها فوق كتفيها وقال :
- - نعم وسادتنا هذه تشهد لنا على عمق تفكيرنا وقوة ارتباطنا معا ، سر نجاحنا
التفاهم في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ، في غرفتنا هذه وفوق وسادتنا كم نقاش دار بيننا ، وكم مشكلة طرحناها خلال السبعة والعشرون عاما كم من أفراح وأحزان ، بشائر وهموم ، آمال والآم ، جميع هذه المتناقضات تطاحنت هنا بيننا ،
لكن لم تغمض لنا عين قبل أن نتفاهم .
- ابتسمت في ارتياح وقالت في شبه مناجاة :
- حقا حديث الوسادة أجمل حديث بين الزوجين ، خاصة في سكون الليل ، والحب والعشرة الطويلة يرفرفان بأجنحتهما على مجلسهما .
قال هامساً :
- في سكون الليل وبعد يوم حافل بالحركة حينما يلجأ المرء إلى فراشه ويضع رأسه
فوق وسادته ، يكون الإنسان اكثر استعدادا لتقبل النقاش المنطقي ، ويكون إيجابيا
في أيجاد الحلول لكل مشكلاته .
- ضحكت بخبث :
- - ويكون في عالم برزخي ، كمن خدر ، غير قادر على الكذب والمراوغة فعقله الباطن هو الذي يتحدث .
- قهقه ضاحكة وقال:
- أشهد أن لك أسلوب المحققين ، لقد سخرت هذه الأحاديث دائما لصالحك فقد كانت تأتيك اعترافاتي بكل سهولة بدون أي جهد منك ، فأنت أذكى من يعرف اختيار الوقت المناسب للحصول على أي جوانب لأي سؤال .
قالت بثقة :
- على كل كان الهدف أن أعرف ما يدور في أعماقك ، فأنت تحتك بالكثيرين ومعرفتي بتجاربك تساعدني أن أعرف ما تحب وما لا تحب ، سعادتنا كانت هدفي لم أحاول قط أن أجعل من اعترافاتك ممسكا عليك .
- يا عيوني لم أندم أبدا على أي اعتراف أو سر بحتة لك ، كنت دائما عملاقا في حبك وتفهمك وحنانك .
- وأنت كنت تستحق كل هذا وأكثر فإيجابيتك في النقاش وفي حل المشاكل واتخاذ رأى بعين الاعتبار والأهمية لم يجعلني أشعر أني أحيا حياة مكبلة مشلولة ، لم يكن قط حديث الليل يمحوه النهار كما هو معتاد بين الكثيرين ، احترامك لقراراتناالمشتركة جعل حياتنا تتخذ طابع الثقة والأمان والعطاء من أفضل إلى أفضل …
- قال بحنان وجدية :
- أنت امرأة عظيمة متجددة في كل شيء ، في تفكيرك في مظهرك – العالم الخارجي بكل أغراء ته لم يستطع أن يأخذني قط بعيد عنك .
أجابته بعتاب يميل للغضب المدلل .
جدث بعض الأحيان أن أغراك – أتذكر ؟
فقاطعها ليعيد الحديث الرومانسي :
لكن دفئك وحكمتك وحبك أعادوني لصوابي ، لجنتي … ثم همس لها بحنان :
من معه القمر لا ينظر إلى النجوم ..
تنهدت في ارتياح وقالت :
بكلماتك المعسولة هذه تعيد لي حيوتي وأنوثتي وشبابي رغم أن أيام العمر تجري بي
…
وضع إصبعه على فمها وقال :
- ستظلين في عيوني يا عيوني أحلى الحلوات وأجمل الجميلات .
فقالت بصوت منخفض جدا لا يكاد يسمع :
- عيون الرجل مرآة المرأة ، وغبي الرجل الذي يغمض عيونه عن امرأته ، إذ لابدللمرأة أن تبحث لها عن مرآة أخرى لترى ذاتها ، نظر إليها بعمق وقال :
- إني أجد فيك يوما الزوجة ويوما الأم ويوما الصديقة ويوما الحبيبة ويوما الابنة ، صلتي بك حسب احتياجي لك ، أنت لست امرأة واحدة ، بل أنت ألف امرأة في امرأة و احده ..
وضعت رأسها فوق صدره وقالت :
وأنا أيضا طوال رحلتي معك في كل يوم كنت الجأ إليك يوما كزوج ويوما كأب ويوماكصديق ويما كحبيب ، أنت كل الرجال في رجل واحد .
أطربه جوابها فضمها إلى صدره بشدة وقال :
- إذن اتفقنا ، سر نجاحنا هو تجددنا من خلال عظمة الحب المشيدة حياتنا فوق أعمدته .
فقاطعته بدلال وحب :
- بل السر الأعظم هو حديث الوسادة الذي ما انتهى قط بيننا إلا ونحن نحلق معا في سماء الرضا والحب والهناء .
أحاطها بذراعية القويتين ليكملا معا مشوار سعادة مؤبدة في حياة زوجيه هي حلم من الأحلام فوق سحاب الخيال . بس .. لا تقولون لي كمل …
هاهاهاههاهاههاهاهاهاهها.!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---------------------------------------------
عســــــ ياشين الواحد لابعثر اوراقه ــــــل