عابر99
17-04-2000, 04:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقد علم الباحثون في طبائع البشر و دلتهم التجارب و صروف الحياة أن الصديق و لو بلغت صداقته المنتهى قد يظهر من أمره ما لا يلائم صلة الصداقة .
فلو أخذت تهجر من إخوانك كل من صدرت منه هفوة أو بدرت منه زلة لم تلبث أن تفقدهم جميعاً ، و لا يبقى لك على ظهر الأرض صديق غير نفسك التي بين جنبيك ، بل لعلك أن تتبرم منها و تضيق .
و من ذهب يتتبع عثرات إخوانه فسوف يجدها ، و لن يسلم له بذلك في دهره صاحب .
و لكن عليك ألا يكن حبك كلفاً ، و لا غضبك تلفاً ، فشرط دوام الألفة ترك التشدد و الكلفة ، فلا تقطع أخاك على ارتياب ، و لا تهجره دون استعتاب .
و قد سئل معاوية رضي الله عنه : ما النذالة ؟
قال : الجرأة على الصديق و النكول عن العدو .
و قال الأحنف بن قيس : حق الصديق أن تحتمل له ثلاث ظلامات : ظلم الغضب ، و ظلم الدالة ، و ظلم الهفوة .
و من تناسى مساوىء الإخوان دام له ودهم .
و كثرة العتاب تورث البغضاء .
على أن من المعلوم أن المعاتبة الرفيقة خير من خسران الأصدقاء فظاهر العتاب خير من باطن الحقد .
ولن يعرف الفتى جميل مواهب الأصحاب إلا بسلوك طرائق المروءة .
و علاقات الأصحاب لا يحفظها و لا يوثقها إلا الأمانة و تبادل الثقة و سمو الخلق .
و الأصحاب لا ينالون ما يحبون إلا بالصبر على ما يكرهون ، و لا يبلغون ما يهوون إلا بترك ما يشتهون .
فأحبوا هوناً ، و أبغضوا هوناً ، فقد فرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ، و أفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا .
و الناس أشكال ، و كل مع شاكلته ، فالحمام مع الحمام ، و الغربان مع الغربان ، و الأصدقاء يعرفون من نظرات العيون و أساليب الخطاب و حروف الرسائل .
لقد علم الباحثون في طبائع البشر و دلتهم التجارب و صروف الحياة أن الصديق و لو بلغت صداقته المنتهى قد يظهر من أمره ما لا يلائم صلة الصداقة .
فلو أخذت تهجر من إخوانك كل من صدرت منه هفوة أو بدرت منه زلة لم تلبث أن تفقدهم جميعاً ، و لا يبقى لك على ظهر الأرض صديق غير نفسك التي بين جنبيك ، بل لعلك أن تتبرم منها و تضيق .
و من ذهب يتتبع عثرات إخوانه فسوف يجدها ، و لن يسلم له بذلك في دهره صاحب .
و لكن عليك ألا يكن حبك كلفاً ، و لا غضبك تلفاً ، فشرط دوام الألفة ترك التشدد و الكلفة ، فلا تقطع أخاك على ارتياب ، و لا تهجره دون استعتاب .
و قد سئل معاوية رضي الله عنه : ما النذالة ؟
قال : الجرأة على الصديق و النكول عن العدو .
و قال الأحنف بن قيس : حق الصديق أن تحتمل له ثلاث ظلامات : ظلم الغضب ، و ظلم الدالة ، و ظلم الهفوة .
و من تناسى مساوىء الإخوان دام له ودهم .
و كثرة العتاب تورث البغضاء .
على أن من المعلوم أن المعاتبة الرفيقة خير من خسران الأصدقاء فظاهر العتاب خير من باطن الحقد .
ولن يعرف الفتى جميل مواهب الأصحاب إلا بسلوك طرائق المروءة .
و علاقات الأصحاب لا يحفظها و لا يوثقها إلا الأمانة و تبادل الثقة و سمو الخلق .
و الأصحاب لا ينالون ما يحبون إلا بالصبر على ما يكرهون ، و لا يبلغون ما يهوون إلا بترك ما يشتهون .
فأحبوا هوناً ، و أبغضوا هوناً ، فقد فرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ، و أفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا .
و الناس أشكال ، و كل مع شاكلته ، فالحمام مع الحمام ، و الغربان مع الغربان ، و الأصدقاء يعرفون من نظرات العيون و أساليب الخطاب و حروف الرسائل .