بنت الأحزان
08-10-2000, 08:21 AM
قرأتها في مجلة منذ أيام مضت..
------------------------
وعاد الخبيث..
وعاد ثانية.. عاد الخبيث يتلوى كأفعى مسمومة تتفاخر بزي مبهرج الألوان.. عاد يتراقص أمامي على صارخ الأنغام، بقهقهة ساخرة تصم الآذان..هب أمامي بغطرسة لا تعرف الحياء ولا الوجدان.. تنحنح وإليّ أشار، ثم قال: ها أنا ثانية إليك أعود فقد مكنت نفسي بمستعمرة لا يزحزحها إنسان.. ولن يعرف أن يستأصلها جراح فنان.. ولكم ضيعتِ من السنين وأنتِ تطاردينني في الصحارى والمرتفعات والوديان.. كنتِ تلاحقينني بمعولٍ لقلع فروعي والأغصان، طمحتِ لبتر جذوري وقطع الأساس مني والأوصال.. وكم أعلنتِ الحرب عليّ والعصيان.. وأخذتِ حيطةً وحذراً تبحثين لي عن آثارِ أقدام..خدعتك أنا حين منحتكِ سلاماً لحين حال.. حتى أجمع جيوشي لأغزوك متوغلاً تحت الجلد بين الأعصاب ملتفاً على الشرايين والعظام.. فمثلي لا يختار إلا الثنايا والزوايا وما لا تبصره الأبصار.. أنا الذي لا أموت وإن غفوت لأزمان.. أنا السوس أنخر بروحك آتياً لك بكل الآلام.. أنا الذي لا يقتلني سمٌ ولا يطولني شرار.. كالثعلب أحسن التواري في مكان.. سأقلع إحدى عينيك فلن تبصري غدا النهار.. وعاد إلى قهقهته الساخرة المغرورة وتعالى الصدى وفي الروح هاتف ثانٍ..
سبح قلبي لمن جعل الخبيث خبيثا والطيب طيباً.. فإذا بالخبيث يبرع بالنطق والكلام، فيطغى وينسى القواعد والأحكام.. قلتُ له: يا هذا، لا تظن أن دمعي خذلان وانكسار، ففي جوفي نارٌ لا يطفئها كل ما بالدنيا من مياه وبحار.. فكيف بآهات من رحمها لي أول الأوطان؟ كيف آهات من رحمها ليأمن الأوطان.. يا هذا: لستُ معك في حرب سجالٍ.. ما بحثتُ عنك إلا ليقيني بخالق خلق الأخيار والأشرار..لا قادر سبحانه حين يشاء أن يقلب الأحوال.. فوقه لا يوجد متعال ولا جبار.وحده يدرك ما لا تدركه الأبصار.. حيٌّ واحدُ لا يموت وهو القهار.. وكل ما دونه فان.. أخرَجَ الحمم من البركان.. وإذا أراد جاء سيل الأمطار والأنهار في فيضان أوَ تعلن عليَّ الدمار وأنا في قلبي إيمان برافع السماء من دون عماد فإذا بالأرض والسماء لا ينطويان.. إلا من ناداه بقلبٍ محزون حيران.. لا يرد دعوة الداعي وبه المستعان.. حمداً لله على مصابٍ تجلت فيه إرادة العليُّ الجبار.. أنتَ يا هذا لا تقوى على رب العرش بالعصيان.. كل لإرادته مسخر.. الإنس والجان،، ما عُدْتُ منكَ أخاف ولا أحسبُ لك الحسبان.. فقد تعطفَ عليّ الرحمن.. فوجدته بلاءً هيناً مهما كان.. فأينــا الضعيف يا هذا، وأينــا الجاهل الجبان ..؟!!
بقلم … رغد السهيل- العراق.
=====================
تحياتي لكم..
------------------------
وعاد الخبيث..
وعاد ثانية.. عاد الخبيث يتلوى كأفعى مسمومة تتفاخر بزي مبهرج الألوان.. عاد يتراقص أمامي على صارخ الأنغام، بقهقهة ساخرة تصم الآذان..هب أمامي بغطرسة لا تعرف الحياء ولا الوجدان.. تنحنح وإليّ أشار، ثم قال: ها أنا ثانية إليك أعود فقد مكنت نفسي بمستعمرة لا يزحزحها إنسان.. ولن يعرف أن يستأصلها جراح فنان.. ولكم ضيعتِ من السنين وأنتِ تطاردينني في الصحارى والمرتفعات والوديان.. كنتِ تلاحقينني بمعولٍ لقلع فروعي والأغصان، طمحتِ لبتر جذوري وقطع الأساس مني والأوصال.. وكم أعلنتِ الحرب عليّ والعصيان.. وأخذتِ حيطةً وحذراً تبحثين لي عن آثارِ أقدام..خدعتك أنا حين منحتكِ سلاماً لحين حال.. حتى أجمع جيوشي لأغزوك متوغلاً تحت الجلد بين الأعصاب ملتفاً على الشرايين والعظام.. فمثلي لا يختار إلا الثنايا والزوايا وما لا تبصره الأبصار.. أنا الذي لا أموت وإن غفوت لأزمان.. أنا السوس أنخر بروحك آتياً لك بكل الآلام.. أنا الذي لا يقتلني سمٌ ولا يطولني شرار.. كالثعلب أحسن التواري في مكان.. سأقلع إحدى عينيك فلن تبصري غدا النهار.. وعاد إلى قهقهته الساخرة المغرورة وتعالى الصدى وفي الروح هاتف ثانٍ..
سبح قلبي لمن جعل الخبيث خبيثا والطيب طيباً.. فإذا بالخبيث يبرع بالنطق والكلام، فيطغى وينسى القواعد والأحكام.. قلتُ له: يا هذا، لا تظن أن دمعي خذلان وانكسار، ففي جوفي نارٌ لا يطفئها كل ما بالدنيا من مياه وبحار.. فكيف بآهات من رحمها لي أول الأوطان؟ كيف آهات من رحمها ليأمن الأوطان.. يا هذا: لستُ معك في حرب سجالٍ.. ما بحثتُ عنك إلا ليقيني بخالق خلق الأخيار والأشرار..لا قادر سبحانه حين يشاء أن يقلب الأحوال.. فوقه لا يوجد متعال ولا جبار.وحده يدرك ما لا تدركه الأبصار.. حيٌّ واحدُ لا يموت وهو القهار.. وكل ما دونه فان.. أخرَجَ الحمم من البركان.. وإذا أراد جاء سيل الأمطار والأنهار في فيضان أوَ تعلن عليَّ الدمار وأنا في قلبي إيمان برافع السماء من دون عماد فإذا بالأرض والسماء لا ينطويان.. إلا من ناداه بقلبٍ محزون حيران.. لا يرد دعوة الداعي وبه المستعان.. حمداً لله على مصابٍ تجلت فيه إرادة العليُّ الجبار.. أنتَ يا هذا لا تقوى على رب العرش بالعصيان.. كل لإرادته مسخر.. الإنس والجان،، ما عُدْتُ منكَ أخاف ولا أحسبُ لك الحسبان.. فقد تعطفَ عليّ الرحمن.. فوجدته بلاءً هيناً مهما كان.. فأينــا الضعيف يا هذا، وأينــا الجاهل الجبان ..؟!!
بقلم … رغد السهيل- العراق.
=====================
تحياتي لكم..