PDA

View Full Version : الشيخ سعيد آل زعير....


3e6r
01-01-2001, 06:09 PM
***** حياة الشيخ ونشأته ...

ولد الشيخ في مدينة ليلى بمنطقة الأفلاج جنوب مدينة الرياض عاصمة السعودية ، وذلك عام 1370هـ .
في تلك المدينة نشأ الشيخ حياته الأولى . وفي مرحلة مبكرة من حياته توفيت والدة الشيخ رحمها الله ، وكان لا يتجاوز الثانية من عمره . فعاش يتيم الأم. تربى الشيخ في كنف والده -رحمه الله- تربية حازمة ، حيث كان والده معروفاً بالحزم والصرامة في الأمور، لا يعرف التهاون في شؤونه، وكان ذلك مؤثراً لا ينكر في شخصية الشيخ التي عرفت الصرامة والصلابة والثبات على المبدأ نهجاً في حياته .

***** سيرة الشيخ العلمية والوظيفية ...

انتقلت أسرة الشيخ إلى الرياض ، وفيها درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، كان فيها الشيخ معروفاً بالجد والحرص في الدراسة وطلب العلم، وفي المرحلة الثانوية حصل الشيخ على المركز الثاني على مستوى طلاب منطقة الرياض . حينما تخرج الشيخ من المرحلة الثانوية عيّن مدرساً ، وظل كذلك قرابة أربع سنوات ، لكن الحرص على طلب العلم أعاد الشيخ إلى مقاعد الدراسة والتحصيل في كلية الشريعة بالرياض ، وفيها تخرج سنة 1393هـ . واصل الشيخ مسيرته في التعليم ، ثم عيّن مديراً لإحدى مدارس المرحلة الثانوية، أظهر فيها الشيخ كفاءة إدارية أهلته لكي يختار مديراً لمعهد إعداد المعلمين بالخرج ، واستمر هناك حتى تم تعيينه مديراً للتعليم بمنطقة الحوطة والحريق جنوب الرياض . في عام 1399هـ قرر الشيخ مواصلة دراساته العليا، في تخصص جديد قلما التفت إليه أصحاب التخصصات الشرعية وهو جانب الدراسات الإعلامية ، وبمشورة من الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، سجل الشيخ سعيد بن زعير في برنامج الماجستير بكلية الدعوة والإعلام، وقدم رسالة الماجستير بعنوان ( إذاعة المملكة العربية السعودية دراسة ميدانية . تحليل وتقويم ) بالاشتراك مع زملاء له، نالوا على إثرها درجة الماجستير بامتياز . وفور إنهائه للماجستير عين محاضراً بالكلية ، فسجل رسالة الدكتوراة بعنوان ( التلفزيون ودوره في عملية التغيير الاجتماعي ) وعليها نال درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى عام 1406هـ . عيّن الدكتور سعيد أستاذاً مساعداً بقسم الإعلام ، ثم وكيلاً للقسم ، بعدها عيّن وكيلاً للكلية ، ومسؤولاً عن برامج دورات المبتعثين التي تنظمها جامعة الإمام بالتعاون مع الجامعات والدوائر الحكومية التي تبتعث موظفيها للدراسة خارج المملكة .
استمر الدكتور سعيد عضواً في هيئة التدريس بالكلية حتى تم اعتقاله يوم الأحد الموافق 4/10/1415هـ .

***** أنشطة الشيخ العلمية و الدعوية ...

شارك الشيخ الدكتور سعيد في عدد من البرامج والندوات والمؤتمرات في داخل المملكة وخارجها ؛ ففي المملكة كان الشيخ سعيد واحداً من أهم المشاركين النشاط الثقافي بمهرجان الجنادرية منذ بداياته الأولى ، وحتى سنة اعتقاله فرج الله عنه . وكان الدور الواضح للشيخ في مشاركاته هو وقوفه وصدامه مع أصحاب الاتجاهات الثقافية والفكرية المنحرفة من يسارية واشتراكية وشيوعية وقومية عربية وغيرها ، وكانت معارك شديدة تجري بينه وبينهم كالتي جرت بينه وبين الدكتور محمد عابد الجابري ، والدكتور تركي الحمد ، والدكتور محمد عمارة الذي مثل دور المفكر الإسلامي ، معتمداً على رصيده السابق من التجارب الشيوعية واليسارية والناصرية وغيرها !!! وفي الرياض شارك الدكتور سعيد في ندوة البرامج الدينية في تلفزيونات الخليج عام 1407هـ وقدم ورقة عمل بعنوان ( دور البرامج في إبراز خصائص شعوب الخليج والتذكير بدورها في خدمة الإسلام ، وتقديم العطاء الفكري ) . وفي أبها كان للشيخ سعيد حضور في الملتقى الثقافي الذي عقد هناك ، و دعي الدكتور سعيد لتقديم ورقة عمل حول الأدب العربي والتيارات الفكرية المؤثرة في نتاج مبدعيه ، وكان ذلك عام 1410هـ . وفي خارج المملكة كان للدكتور سعيد عدد من المشاركات ؛ ففي الإمارات العربية المتحدة نظمت جامعة الخليج مؤتمراً عام 1405هـ دعي إليه الدكتور سعيد ممثلاً لجامعة الإمام وألقى ورقة عمل بعنوان ( التكامل بين أقسام الإعلام ومعاهد التدريب والمؤسسات الإعلامية ). كما اشترك الدكتور في عدد من المؤتمرات والدورات التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أمريكا وذلك في عامي 87 و 98 م. أما فيما يخص جانب المحاضرات الشرعية والدعوية؛ فقد كان الشيخ من المشاركين في نشاط الإفتاء في موسم الحج لسنوات عديدة وللشيخ محاضرات متخصصة. وللشيخ سعيد قائمة طويلة من المحاضرات الدعوية، والتي كان لها دور واضح ، وأثر بارز في إبراز تيار الإصلاح .

***** مسيرة الشيخ في تيار الإصلاح ...

كان للشيخ نشاط أكثر فاعلية في تيار الإصلاح الذي تنامى في المملكة العربية السعودية ، فقد كان الشيخ سعيد من ضمن الموقعين على خطاب المطالب الموجه للملك فهد بن عبد العزيز عام 1411هـ و كان من ضمن الوفد الذي سلم الخطاب للديوان الملكي، وكذلك كان من الموقعين على مذكرة النصيحة التي رفعت للملك فهد في نفس العام .
وللشيخ مواقف أخرى ناصعة ، فحين تأزمت الأحوال في الجزائر كان للمشايخ وقفة لتصحيح الوضع كتبوا خلالها مرئيات وخطوات إجرائية ينبغي أن تتبع حتى تزول الغمة عن الأخوة المسلمين في الجزائر، وكان للشيخ سعيد دوره في ذلك الحدث .

وتأتي قضية الصلح مع اليهود والتي كثر حولها النقاش والبحث على جميع المستويات الشرعية من حكام وعلماء شرع، فكان للشيخ سعيد حينذاك وقفة لا تنسى؛ حينما نظم ومعه عدد من المشايخ لقاءً مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رفع الله درجته وأجزل مثوبته - وتناولوا في ذلك اللقاء الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يحتوي عليها الصلح بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل ، والتي كانت دونما شك هزيمة فاضحة لكل مسلم ، وقد تمخض هذا اللقاء أن أصدر سماحة الشيخ عبدا لعزيز- رحمه الله- فتوى تقضي بحرمة الصلح مع إسرائيل وتحذير المسلمين من مغبة هذا الصلح الاستسلامي .
وبعد هذا اللقاء صدر أمر من وزارة الداخلية بإيقاف الشيخ الدكتور سعيد بن زعير عن الخطابة والمحاضرات ، ولكن الشيخ أشار إلى أن الدعوة لا تنحصر في مجرد التحدث في مكبر الصوت ، وهكذا واصل الشيخ مسيرته الدعوية ، فأصدرت وزارة الداخلية أمراً باعتقال الشيخ سعيد بن زعير، وتم اعتقاله في4/10/1415هـ .

********************************************************
********************************************************
********************أخبار الشيخ**************************
********************************************************
********************************************************

***** أنهى الشيخ السنة السادسة في السجن ودخل في السنة السابعة في شوال من هذا لعام زاده الله أجرا وفضلا ورفعة ومكانة .


***** أنهى الشيخ داخل السجن كتاب نلسون مانديلا "الطريق الطويل إلى الحرية" والذي قرأه بعناية وعلق عليه تعليقات خاصة .

***** حاولت سلطات السجن إخضاع الشيخ من خلال تقديم تبعض التسهيلات له حيث قدم له جهاز هاتف جوال فلم يتردد الشيخ في رده فورا حتى لا يكون تفضلا عليه .

***** حضر لمقابلة الشيخ أثنين من الشخصيات المحسوبة على أهل العلم لإقناعه بكتابة شيء لوزارة الداخلية فرفض . قالوا ليس المطلوب كتابة تعهد ولا اعتذار بل شرح لوضعك حتى يدرسه وزير الداخلية، فرد بأن وزير الداخلية هو المسؤول عن هذا الوضع ويعلم أنه ظلم .

***** قررت سلطات السجن إعادة الشيخ إلى الزنزانة الصغيرة وكان قد نقل إلى زنزانة كبيرة . وكان هذا القرار بأمر من الداخلية ، رداً على ما أظهره الشيخ من رفض متواصل لمحاولات ثني الشيخ عن موقفه المتمسك بحقه المشروع . وعندما نقل الشيخ إلى الزنزانة ضحك وقال للحراس: بقي شيء لم تبتزوني فيه : المكالمات الأسبوعية وأنا أهبها لكم، فلن أتصل بعد اليوم .


********************************************************
********************************************************
****محاضرات وخُطب الشيخ سعيد آل زعير - فك الله أسره******
********************************************************
********************************************************


***** وسائل الدعوة - محاضرة

***** نظام الإسلام الشامل

***** مسؤولية الأمة تجاه الأحداث

***** الدين النصيحة

***** مصدر تلقي العقيدة عند بعض الاتجاهات الفكرية

***** قضايا تهم المرأة

***** الانتماء الثقافي - محاضرة

***** أهمية العلم الشرعي - خطبه

***** التطرف

***** نظام الاسلام وحال المسلمين - خطبة

***** البث المباشر - محاضرة

***** مسؤولية الدعوة - محاضرة

***** من للدعوة؟ - محاضرة

***** سنة المدافعة - خطبة

***** قوة الأمة وأسبابها - محاضرة

***** الانتماء - محاضرة

***** الاجازة الصيفية - ولا تتبعوا خطوات الشيطان

***** مسؤولية المسلم تجاه نفسه وأمته

***** العبادة

***** حقوق العلماء والدعاة على الأمة

***** قضايا تهم الدعوة

***** منهجية الاصلاح

***** المسلم ومصدر التلقي

***** ماذا نريد من شباب الصحوة

***** الاعلام والصحوة

***** استجيبوا لله وللرسول

***** العلاقة من التربية والاعلام



********************************************************
********************************************************
*******خطابات دعم الشيخ سعيد آل زعير - فك الله أسره********
********************************************************
********************************************************

خطابات الدعم(1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الكرام

حل علينا عيد الفطر المبارك ، والشيخ سعيد بن مبارك آل زعير لا يزال حبيساً في معتقله في مدينة الرياض ، وذلك للعام الخامس على التوالي.

وكان الشيخ سعيد قد اعتقل في يوم الأحد الموافق4/10/1415هـ في ذلك اليوم تم اعتقال الشيخ ومعه المشايخ ناصر العمر وبشر البشر ومحمد بن سعيد القحطاني ، وقد من الله على الثلاثة بالفرج فضلاً منه ورحمة .

بينما بقي الشيخ سعيد بن زعير في الأسر الانفرادي ، ومن المعلوم أن اعتقال الشيخ يعود إلى مشاركته الفعالة في الدعوة والإصلاح في المملكة العربية السعودية ؛ ففضلاً عن قائمة المحاضرات الدعوية التي ألقاها الشيخ سعيد بن زعير منذ عام 1406 هـ فقد كان للشيخ نشاط أكثر فاعلية في تيار الإصلاح الذي تنامى في المملكة العربية السعودية ، فقد كان الشيخ سعيد من ضمن الموقعين على خطاب المطالب الموجه للملك فهد بن عبد العزيز عام 1411هـ و كان من ضمن الوفد الذي سلم الخطاب للديوان الملكي، وكذلك كان من الموقعين على مذكرة النصيحة التي رفعت للملك فهد في نفس العام .

وللشيخ مواقف أخرى ناصعة ، فحين تأزمت الأحوال في الجزائر كان للمشايخ وقفة لتصحيح الوضع كتبوا خلالها مرئيات وخطوات إجرائية ينبغي أن تتبع حتى تزول الغمة عن الأخوة المسلمين في الجزائر، وكان للشيخ سعيد دوره في ذلك الحدث .

وتأتي قضية الصلح مع اليهود والتي كثر حولها النقاش والبحث على جميع المستويات الشرعية من حكام وعلماء شرع، فكان للشيخ سعيد حينذاك وقفة لا تنسى؛ حينما نظم ومعه عدد من المشايخ لقاءً مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رفع الله درجته وأجزل مثوبته - وتناولوا في ذلك اللقاء الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يحتوي عليها الصلح بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل ، والتي كانت دونما شك هزيمة فاضحة لكل مسلم ، وقد تمخض هذا اللقاء أن أصدر سماحة الشيخ عبدا لعزيز- رحمه الله-فتوى تقضي بحرمة الصلح مع إسرائيل وتحذير المسلمين من مغبة هذا الصلح الاستسلامي .

وبعد هذا اللقاء صدر أمر من وزارة الداخلية بإيقاف الشيخ الدكتور سعيد بن زعير عن الخطابة والمحاضرات ، ولكن الشيخ أشار إلى أن الدعوة لا تنحصر في مجرد التحدث في مكبر الصوت ، وهكذا واصل الشيخ مسيرته الدعوية ، فأصدرت وزارة الداخلية أمراً باعتقال الشيخ سعيد بن زعير، وتم اعتقاله في4/10/1415هـ .

وكان الدكتور سعيد بن زعير يعمل عضواً في هيئة التدريس بكلية الدعوة والإعلام بقسم الإعلام،وله بحوث متفرقة في قضايا الاتصال والإعلام والتخطيط والتنمية، والعلاقات العامة، والتغير الاجتماعي .

أما عن مسيرته في الخطابة فقد اعتلى الشيخ منبر الخطابة الرسمي عام 1412هـ وظل يسهم في تيار الدعوة والإصلاح من على منبره حتى تم إيقافه عام 1415هـ .

نسأل الله أن يفرج عن الشيخ سعيد كربته ، وأن يعيده إلى الدعوة والإصلاح .. وبالمناسبة فإن ما يقوم به الشيخ سعيد بن زعير من رفض الإذعان والرضوخ لمطالب السجان لهو في الحقيقة درس دعوي عملي في وجوب الصبر والتحمل ، وهو درس لمن تقاعس بأن الذلة والهوان حرام على من حمل إرث محمد صلى الله عليه وسلم ؛؛فرج الله عن الشيخ آمين آمين .

**********************************
**********************************
**********************************

خطابات الدعم(2)


الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين فإن غياب القدوة في عالمنا المعاصر قد أوجد أناسا (وهم من الطيبين) ليس لهم من التربية نصيب، ذلك بأن التضحية في سبيل المبدأ أصبح لها شأنا آخر .

لهذا كانت القدوة ملحة جدا في ظل عالم انتهج منهج المنفعة الشخصية المقدمة على الأمور الدينية، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد استخدم هذا الأسلوب الذي تأثر به صحابته الكرام أيما تأثر، فكانت نتيجة ذلك أن تربى الصحابة وربوا من بعدهم من التابعين على الإيثار والتضحية في سبيل هذا الدين فكان بحق جيلا قرآنيا نبويا فريدا من نوعه، وقد تأثرت القرون التالية بهذا المنهج الذي تخرج منه دعاة تعلموا فنون الصبر والتضحية في سبيل المبدأ والقيم فضحوا بأنفسهم وأموالهم وأهليهم وكل ما عندهم… فلله درهم ما أحسن صنيعهم وما أجمل بضاعتهم.

وفي زماننا هذا كان هناك من الدعاة العاملين من اقتدى بسلف هذه الأمة ومن اقتدى بالأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، فكانوا جبالا لا يتزحزحون، تعلمنا منهم معنى هذه الحياة …وحقيقة هذه الدنيا …وتهافت (بعض الطيبين) عليها . حتى أصبح بعض مجالسهم تتحدث عن أفضل المطاعم والملابس ، وهم قد غفلوا عن أولئك القدوات من أمثال فضيلة الشيخ/سعيد آل زعير فك الله أسره..

لذى كان من المهم جدا أن تطرح قضية الشيخ، وان تدرس لتكون نبراسا لمن أراد أن ينتهج منهج الأنبياء والدعاة المخلصين الصادقين،

ولنا في نبي الله يوسف عليه السلام أسوة عندما أذن له بالخروج ولم يقبل بذلك وقد مكث في السجن بضع سنين عانى منها ما عانى، وكانت هناك كلمات من تأليف محمد أحمد العدوي من كتابه "دعوة الرسل" في حق يوسف عليه السلام ما أن وقعت عيناي عليها حتى تذكرت الشيخ الأسير فك الله أسره فتيقنت أن له في ذلك قدوة وأنه قام بتطبيقها عمليا محققا بذلك ما تعلمه من علم نافع لحقه بعمل صالح.

يقول محمد أحمد العدوي : وتأمل ذلك الصبر البالغ، وهذه الإرادة الحديدية التي تجلت في يوسف، يطلبه الملك من السجن لحاجته إليه، ومعنى ذلك أن مدة المحنة قد انتهت، وآذنت بالخروج، وكان المنتظر أن يتلقى يوسف ذلك الأمر بفارغ الصبر، فيهرول إلى الخروج، ولكن يوسف الصديق، يوسف المعد لأن يكون رسولا، يوسف الذي امتحن بامرأة العزيز، يوسف صاحب الخلق المتين لم يكن همه أن يخرج من السجن فحسب، وإنما همه أن يخرج ظافرا منتصرا، همه أن يخرج من هذه الفتنة كالإبريز الخالص، وأن يظهر للجماهير أنه قدوة حسنة، ومثال صالح في الخلق وحسن السيرة .

ولو تصور الإنسان ما يقاسيه السجين، وما يلقي من شظف العيش، وأن يوسف قد لبث فيه بضع سنين بسبب نسيان صاحبه أن يذكره عند ربه وقد أوصاه بذلك.

لو تصور الإنسان ذلك كله لعلم مقدار التضحية التي ضحى بها يوسف الصديق في رده رسول الملك، ومعنى ذلك أنه لا يريد أن يخرج من السجن إلا حيث ثبتت براءته، وعلم الناس جميعا أن صحيفته بيضاء نقيه، لم تتدنس بشيء من الغبار، وذلك حزم وعزم من يوسف يحفظه له التاريخ، وحسبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" رواه البخاري.
وهي شهادة لها قيمتها ومنقبة ما أعظمها من منقبة تعلمنا كيف يستهين الإنسان بالشدائد في سبيل طهارة النفس وبراءة العرض، وترينا أن عذاب الجسم وإن عظم دون عذاب الروح، فإن عذاب الجسم إلى زوال، أما عذاب الروح، وألم الضمير ووخزه فهو عذاب الأبد فلا يوازيه شيء من عذاب الجسم ألا ترى إلى المؤمنين في كل زمان يستهينون بعذاب أجسامهم في الجهاد والحروب في سبيل راحة قلوبهم، وقيامهم بواجبهم نحو دينهم وربهم. وقد ترى الرجل في ما لا يحصى من الضربات والطعنات ويبلغ به الألم الجسماني ما يبلغ، وهو راض مطمئن، لأنه في سبيل راحة قلبه واطمئنان نفسه، ولا عجب فهو ألم مؤقت في سبيل نعيم دائم، وهو كما يتلقى الرجل العمليات الجراحية وفيها شق بطن أو بتر عضو من أعضائه برباطة جأش وقلب راض في سبيل أن يعيش بعد ذلك عيشة مريحة ويحيا حياة هادئة مطمئنة.

ويقول أيضا : فنبي الله يوسف يضرب لنا ذلك المثل وهو رضاه بالسجن حتى تظهر براءته ليرينا أن شظف العيش، وخشونة الحياة، وحرمان الرجل من ذلك النعيم الذي نرى : سهل وهين في سبيل السيرة الطيبة، وراحة القلب، وأن تعلم الناس أن السجين بريء مما نسب إليه، بعيد مما رمي به.

وهكذا يجب أن يضحي الناس براحة أجسامهم في سبيل راحة قلوبهم، وأن يفضلوا الحياة الخشنة التي فيها كرامتهم على الحياة الناعمة إذا كان فيها مساس بخلقهم.

وقد نلمح من خلق يوسف المتين وإرادته الحديدية وصبره على المكاره واحتماله في سبيل الكرامة وحفظ الخلق قد نلمح من ذلك سلوة الزعماء وهم في غيابة السجون ورضاهم وهم مكبلون بالسلاسل والأغلال وطمأنينة نفوسهم وإن كانت أجسامهم في شقاء وثبات أفئدتهم وإن كانت أجسادهم في عناء .

نعم قد يكون ذلك في الزعماء ماداموا مؤمنين بصحة مبادئهم موقنين بأن حقهم سينتصر على باطل غيرهم واثقين بأن الله ناصرهم ومؤيدهم، فإذا جاءهم رسول وهم في السجن يساومهم على بلادهم في سبيل راحة أجسامهم رفضوا ذلك بأباء وشمم، وقالوا للرسول كما قال يوسف ارجع إلى ربك وقل له (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) ولا سبيل إلى المساومة في مصالح البلاد، ونكون خائنين للأمانة التي وضعت في أعناقنا، والعهد الذي أخذناه على أنفسنا، إذا نحن أثرنا راحة أجسامنا على راحة قلوبنا وضمائرنا، ونكون مثلا سيئا وقدوة غير صالحة إذا نحن أجبناه إلى ما طلب، وقديما عذب الناس في سبيل مبادئهم، فكان عذابهم نصرا لها، وتأييدا، وكان سجنهم إطلاقا للبلاد من أغلالها، وفكا لها من قيودها وسلاسلها.

وليقولوا للرسول الغاصب : أن لنا قدوة حسنة في نبي الله يوسف عليه السلام وضعته الشهوة الجامحة في السجن، فلما طلبه الملك لعلمه وفضله، قال لا أخرج من السجن إلا حيث أجيب طلبي، وهو أن تسأل النسوة عن أمري، ليخبرنك أبرئ أنا أم مجرم؟ وهل سجني كان ظلما أم حقا؟

فلتكن إجابتنا لك كإجابة يوسف لرسول الملك : لا نخرج من السجن إلا إذا نظر الذي أرسلك في مطلبنا، واعترف بأننا محقون لا مبطلون، وأننا بريئون لا متهمون، وإذا لم نستطع أن نكون كنبي الله في إيثار السجن إلى أن نجاب إلى ما نطلب فلنكن كنبي الله في أن لا يكون خروجنا من السجن في سبيل عمل هو ضار ببلادنا وله مساس بخلقنا وكرامتنا، فلا اقل من أن نخرج كرماء كما دخلنا، لم نتسبب لأمتنا في ضرر، ولم نخلف لها عارا، وذلك أقل ما تطلبه الزعامة من حق، وما توجبه من تضحية_ أما أن ندخل السجن لأننا نطالب بحق، ونخرج منه لأننا اعترفنا بأننا مخطئون فيما نطالب به فذلك ما لا يليق بزعيم، ولا ينبغي لمن يعرف في نفسه الكرامة.

اللهم إنا نسألك أن تفك اسر هذا الشيخ الجليل وأن تجعل ما قام به في موازين حسناته يوم الدين.
اللهم كن معه وفرج همه ونفس كربه يا أرحم الراحمين.

**********************************
**********************************
**********************************

خطابات الدعم (3)
علماء التوحيد ..إلى متى هذا الصمت ؟؟؟

علماء التوحيد ..
أمناء الله في الأرض ، وخلفاء محمد في أمته ، دعاة الإسلام ، ..
أيسركم ما نراه من صمت مطبق ، وخشوع تام تجاه قضية الشيخ المجاهد د. سعيد بن زعير ؟؟؟
أليس بينكم وبينه رابط الدعوة والإصلاح ، وحمل الرسالة ؟؟
أليست الرابطة بينكم رابطة ربانية ، لها قمتم ، ومنها نبعتم ، وعنها صدرتم ، وإليها نسبتم ؟؟؟
الشيخ سعيد يستمر في سجنه ، وسجانه يستمر في غيه ، وأنتم تستمرون على ماذا ؟؟
بحق الله ، ثم بحق الدين والدعوة ما ذا أنتم فاعلون ؟؟

**********************************
**********************************
**********************************

سر يا ابن الزعير ونحن خلفك سائرون

لإن أرجف المرجفون ونعق المخذِّلون وصاح من لم يستطع أن يفعل أفعالك بأنك مخطئ فاعلم يا رعاك الله أنهم إنما يصنعون ذلك لتبرير عجزهم عن صنيعك فهم لا يستطيعون أن ينسبوا لك البطولة فيلحق بهم التقصير فليس لهم إذ ذاك إلا أن يقولوا هو مخطئ ولم يوافق الجماعة وهو، وهو،... إلى غير ذلك مما ينسبونه لفضيلتكم من التخطئة .
أن عملكم البطولي لا ينكره إلا حاقد أو مكابر فأنتم ياشيخنا كررتم ما صنعه أبطال السلف، كررتم صمود الإمام أحمد وصمود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله.
ووالله يا شيخنا لا نخشى عليكم شيئاً بل أنتم في رعاية الله كما قال شيخ الإسلام: "ماذا يفعل أعدائي بي سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة" وزاد عليها أحد العوام عبارة لطيفة فقال: " أما مطاوعتكم فلا".
لست وحدك يا شيخنا فالكل معك بقلوبهم وفكرهم وسينتج هذا الدرس العملي الذي تقدمه أفراداً على شاكلتك فهذا مما استفدناه من صمودك أن يكون من يصمد أكثر من واحد، قريباً ستخرِّج هذا الجيل بإذن الله أسأل الله أن ينصرك بالدعوة وينصر الدعوة بك.

**********************************
**********************************
**********************************

إلى متى النوم يا أمة الإسلام ؟

ومضى الشهر الأول بعد السنة الخامسة على قضية الشيخ سعيد بن زعير ولا يزال العالم في سبات، لا أحد يثير هذه القضية إثارة جادة تكفل نتيجة أكيدة في صالح الشيخ وفي صالح الدعوة، وقد رأيت أن هذا الموقع منشأ منذ فترة وللأسف لم يتم التفاعل معه بصورة فاعلة، حتى لكأن الناس تبرأوا من هذه القضية،.
والعجيب أنك تسمع من الناس تأييداً لموقف الشيخ ولكن لم نر مواقفاً مؤيدة للشيخ تكون طريقاً لإخراجه على الوجه المشرف له، وهل يعقل أن يبقى علماء التوحيد عاجزين عن قول كلمة الحق التي لا يختلف فيها صاحبا عقل، وهل يعقل أن يكونوا يخشون على مناصبهم؟؟؟ .
والله ما جعل الحكام يتمادون في موقفهم مع الشيخ إلا سكوت العلماء الذين لهم كلمتهم في البلد وإلا فما الذي يضير العلماء أن يقفوا موقفاً حاسماً مع الحكام حتى يحلوا هذه القضية التي أوجدوا هم مشكلتها، ورزقهم عند ربي والأجر قبله .

**********************************
**********************************
**********************************

من هذا المنبر المبارك أدعو على من آذى الشيخ سعيد في دينه وأهله ونفسه، فأمنوا معي:

اللهم عليك بمن آذى الشيخ سعيد في دينه وأهله ونفسه،
اللهم اشدد عليهم وطئتك، اللهم اجعل الموت أغلى أمانيهم،
اللهم أرهم ظلمهم له في أنفسهم وأهليهم ودورهم،
اللهم لا تمتنا حتى نرى عقوبتك لهم على رؤوس الأشهاد،
اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين ممن يحاربون الدعوة والدعاة،
اللهم واجعل خذلانهم على يدي هذا الشيخ الأبي،
اللهم وانصره عليهم،
اللهم أخرس ألسنتهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك،
اللهم إنهم آذوا عبدك المجاهد -نحسبه ولا نزكي عليك أحداً- وقد كتبت عليك حقاً نصر المؤمنين
اللهم فعجل بنصره، اللهم عجل بنصره، اللهم عجل بنصره، يا ذا الجلال والإكرام