View Full Version : حكمة بالغة
سائحة
16-01-2001, 07:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( الايمان بضع وسبعون شعبة ........ ))
قال الصالحون :
بمجرد أن نشهد أن لا إلله إلا الله وأن محمد الله رسول الله ....
ينبغي أن ينبثق عن ايماننا حوالي سبعين خلقا وكلّها عبادة...
فما الحكمة من كثرة العبادات والاعمال الصالحة وتنوعها ؟؟؟
.... فهناك الصلاة والصيام والزكاة و الحج والجهاد والامر
بالمعروف و النهي عن المنكر .... وهناك عبادات مالية
وعبادات لسانية ... فما حكمة ذلك كله ؟؟؟؟
تنويه:
إخوتي في الله لمعرفة الحكمة البالغة من ذلك تابعوا معنا
الردود والحوارات اللاحقة وجزاكم الله خيرا .
[تم تعديل الموضوع بواسطة سائحة يوم 17-01-2001 في 03:39 PM]
يا هلا ويا مرحبا بالسائحة المباركة ..
سبحان الله ( أن ينبثق عن ايماننا حوالي سبعين خلقا وكلّها عبادة ) تعليق رائع أختي ويحوي الكثير من الفتات الايمانية النورانية ..
التنوع هو رحمة وفضل من الله وإحسان .. فلو أقتصرت العبادات وكانت علاقتنا بالله على نوع واحد لأصابنا الملل والتعب ومن بعد ذلك نفقد الروحانية والشعور بحاجتنا لتلك العبادة ..
فكلما تنوعت العبادات أصبحنا نقترب منها ونبتعد حتى نشتاق فنعرف حاجتنا إليها واقعيا ..
الاسلام جاء منهج كامل فتدخل في كل لحظات وأوقات حياة المسلم من الولادة حتى الممات عند التكفين والصلاة عليه ..
وتنوع العبادات خدمت كل أحتياجات النفس وأشبعتها إيماننا ويقينا مثل الصيام إمتناع وصبر عما أحل الله من الطعام والشراب لوقت معين فقوية الإرادة على الحرام أولا قبل الحلال .. وكذلك الصدقة عطاء بجود وكرم ولأن الله خلق الأنفس على الشح : ( وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ ) أصبحت عبادة الصدقة والعطاء تحدث توازن لتلك النفس .. وكثيرا هي تلك العبادات التي تخاطب جزء من نفس البشر فتعالجها مرة وتداويها مرات من الغلة ..
موضوعك اختي من فضل الله هو قريب مما سوف أنزله عن القرآن الكريم الذي يخاطب ملكات خفية من النفس البشرية .. جزاك الله خيرا ..:)
بو عبدالرحمن
16-01-2001, 10:43 PM
سؤال جميل وذكي ..
وموضوع رائع ومفيد ..
وطرح بديع وجيد ..
أقول وبالله وحده التوفيق ، ومنه العون والمدد :
الذي أعرفه جوابا على هذا السؤال :
أن هناك سببان :
أما الأول: فحتى لا يمل الإنسان من عبادة واحدة ، فطبيعة الإنسان أن يداخله الملل إذا دام على عمل واحد ، حتى لو كان يحبه ..
ومن هنا قالوا :
إذا كنت في طاعة ما ، ثم وجدت مللا يتسرب إلى نفسك ، فبادر إلى الانتقال لطاعة أخرى ، ولا تزال كالنحلة تنتقل كم غصن إلى غصن تجمع رحيقها لتصنع _ بإذن ربها _عسلا فيه شفاء للناس .
وأنت أيها المسلم كذلك .. تتنقل بين هذه الطاعات المتنوعة لتجمع في قلبك أنوارها وبركاتها ، فتعود عليك بالخير والبركة في حياتك ..
هذه واحدة ، أما الثانية :
قالوا أن القلب البشري حتى يصلح حاله ، ويستقيم أمره مع الله عز وجل ، فإن شأنه كشأن الجسد ..
ألا يحتاج الجسد إلى ألوان متنوعة من الغذاء _ سكريات ، ونشويات و..و... الخ _ وقد يحتاج إلى فيتامينات أحياناً ؟!
كذلك شأن القلب سواء بسواء ، وهذه الطاعات المتنوعة بمثابة الأغذية المختلفة لهذا القلب ..
هناك إنسان يحتاج جسده إلى سكريات أكثر .. وهناك إنسان يحتاج إلى نشويات أكثر .. الخ الخ
كذلك شأن القلب : قلبك أحيانا يحتاج إلى أنوار الأذكار أكثر .. وأحيانا يحتاج إلى أنوار الصدقة أكثر .. وهكذا ..
والعاقل هو الذي يحاول أن يجمع من هذه وهذه وتلك ..
هذا ما يحضرني .. فإن أصبت فما توفيقي إلا بالله وحده ..
وإن كانت الأخرى . فإني أستغفر الله ، وحسبي أنني أجتهدت ..
والآن بقيت كلمة لو تفضلت ..
طرح السؤال بهذا الشكل عليه ملاحظة كبيرة ..
ولهذ بادرت إلى أن أكتب إجابتي على الفور ..
فمن يدري ربما يقرأ إنسان السؤال فيعلق في ذهنه ، ولا يجد عليه إجابة ، فيداخله الشك ويتلاعب به الشيطان يمنة ويسرة ..
في مثل هذه الأسئلة :
الأفضل إن كنت أعرف الجواب .. أعرض السؤال ..
ثم أعرض الإجابة .. وأطالب الآخرين بالإضافة عليها - مثلاً _
وإن كنت فعلا لا أعرف الجواب ، فمن الخير أن أتوجه بالسؤال إلى أهل العلم 0 فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
كل ذلك حرصا على إخواننا وأخواتنا أن يلتقط بعضهم السؤال ولا يعرف له إجابة ، فيكون سببا في توليد شبهة تنسف عليه دينه ، ونكون نحن السبب من حيث لا نعلم ..
معذرة على هذا التعقيب .. ولكنه واجب النصح ، وواجب التواصي ..
وبارك الله فيك .. ونفع بك .
السلام عليكم والرحمه
الموضوع ايماني ويباله ناس شرعيين عشان يفتونه
وماشالله جيون وبوعبد الرحمن ماقصرو.
عاد انا بحط بس رايي الشخصي للاجابه.
تعدد العبادات هو اعجاز اللهي من الله للانسان حتي يقهر النفس البشريه حيث يضع لها الكثير من العبادات حتي لايكون لها حجه من ان لم تستطيع علي عباده معينه فتختار العباده التي تناسبها وتقوم بالتعبد بها لله.
ونحن نشاهد ليس كل الناس يتعبدون بنفس الطريق ولكن الاختلاف يصل بين الناس الي اكثر من 95 بالمائه حيث يتعبد هذا بهذه العباده وهذا بتلك.
كذلك تنوع التعبد واختلاف العبادات بين الناس يشيع جو في الارض جو عبودي لله تعالي حيث تختلف الطرق ولكن الهدف منها واحد وهو عبادة لله تعالي.
حرف
سائحة
17-01-2001, 08:16 AM
حفظك الله يا جيون الخير ..:)
وبارك فيك على هذه الاضافة الرائعة ..
ومثلما ذكرت في ردّك ...
إن لكل نوع من العبادات تأثيرا خاصا على القلب وكل عبادة
تغطي جانب من جوانب القلب ... والقلب بحاجة الى مجموع هذه
التأثيرات ليصل الى النتيجة المرجوّة ...
فعبادة الصلاة مثلا ... تخرج مرض الكبر من نفس الانسان
بالخضوع و التذلل لله تعالى ..
وكذلك عبادة الزكاةالتي تزكّي النفس وتطهرها من الشح الذي
هو حاضر في كل نفس .. وبالمثل الصيام وما له من تأثير في
تقوية الارادة و زرع الصبر في القلب ... وهكذا مع بقية العبادات
والنتيجة هي ........
الوصول الى القلب السليم .
(( إلا من أتى الله بقلب سليم )).
سائحة
17-01-2001, 08:33 AM
أستاذي الكريم بو عبد الرحمن ... حفظك الله وبارك فيك ..
وجزاك الله خير الجزاء على هذا البيان الواضح والشرح الكافي
فقد أوضحت و شرحت ونفعت بإذن الله ....
فقلوبنا بحاجة الى ان تشرق فيها الانوار الربانية لتصل الى
النتيجة المرجوة (( القلب السليم ))
وأما عن تعليقك الاخر أستاذي الكريم ... فشكر الله لك هذا الحرص
في التوجيه والتوضيح .. فلو علمت أخي الكريم أن طرحي للموضوع
بهذا الاسلوب قد يحدث بلبلة أو يشوش فكرا ما طرحته أصلا ...
ولكني أحببت أن أوجد جوا حواريا نقاشيا ليستفيد بعضنا من
بعض ولم أشأ أن أسرد الموضوع سردا .... وايضا لعلك لاحظت
أن عنوان الموضوع هو (( حكمة بالغة )) إذن هناك حكمة
والهدف هو الوصول الى هذه الحكمة من خلال الحوار ...
فأسأل الله أن يغفر لي زللي وجهلي وأن يعاملني بنيتي ...
والحمد لله الذي يسر لي من يرشدني إلى سواء السبيل ...
فلا تحرمنا أخي الكريم من علمك و مناصحتك بارك الله فيك .
سائحة
17-01-2001, 08:41 AM
حيّاك الله و بيّاك أخي حرف ...
وكما قلت أخي الكريم أن تعدد العبادات وتنوعها إعجاز إلهي
ولكن ليس لقهر النفس النفس بل هو من باب رحمة الله بهذه
النفس التي خلقها وعلم ضعفها فكلما تسرب إليها الملل من
عبادة فتح لها باب عبادة أخرى لتتنقّل بين هذه العبادات دون
كلل أو ملل ... فسبحانه الرحمن الرحيم ....
وايضا كما أوردت في إضافتك الطيبة فإن تنوع العبادات يوجد جوّا
تعبديا متنوعا لله تعالى والهدف هو عبادة الله على كل حال .
بو عبدالرحمن
17-01-2001, 03:17 PM
-
أكثر ما يثلج صدري ، وتقر به عيني
حين أجد أخا أوأختا يتقبل النصيحة بصدر رحب
فإذا تقبلها بفرح وسرور وشكر للناصح
فتلك هي الذروة التي يعجز عنها أكثر الخلق
وإني لأراك من هؤلاء الصفوة الذي يفرحون بالنصح ويشكرون عليه
بارك الله فيك ، وملأ الله قلبك بنور الإيمان واليقين ..
لقد كان عمر الفاروق رضي الله عنه لا ينتظر أن ينصحه ناصح
ولكنه هو الذي يهيج الآخرين إلى عملية نصحه _ وهو من هو رضي الله عن الفاروق عمر _ فما بال أكثرنا لا يتعلم هذا الدرس العمري الرائع
كان رضي الله عنه يقول :
رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي ...!
كلمته هذه كأنما كان ينحتها نحتاً قبل أن ينطق بها .!
هكذا كانوا ، فأين صرنا ..!؟
على كل حال نسأل الله أن يجعلنا مما يفرح بالنصيحة ويشكر عليها ، ويشجع عليها أيضا..
- -
لقد علمت من سياق كلامك أنك ترغبين في إثارة الحوار حول هذا الطرح ... بارك الله فيك
لكن ملاحظتي كانت من باب الاحتياط حتى لا يقع عابر ينظر إلى الموضوع ثم لا يتابع الحوار ،
فنكون سببافي التشويش على إنسان ..
ولهذا فأني أقترح هنا اقتراحا عسى أن يحل هذا الإشكال ..
نفس العرض الذي جاء بقلمك .
ولكن نضيف عليه سطرا واضحاًممكن أن يكون على النحو التالي :
تنويه ..او تنبيه :
إجابة هذه الإسئلة تجدونها وافية _ بعون الله _ في الحلقات التالية ..تابعونا !!!
أو نحو هذا .. فمن مر بهذه الأسئلة ، يعرف أنه سيجد لها حلا.. وعليه أن يتابع إذن ..
بارك الله فيك ، ونفع بك .
- --
سائحة
18-01-2001, 02:10 PM
الاستاذ الفاضل بو عبد الرحمن
شكر الله لك ...
وجزاك الله خيرا ..
ودعواتك .
شيروود
18-01-2001, 04:53 PM
ورحمة الله وبركاته...؛
أحييك لطرح موضوع عن الإرشاد لخطر [التدين بلا خلق الدين ]
وهذا ما يخرج به الإنسان من دراستك المطروحة أعلاه..وتعليقات الأفاضل الذين شاركوك بالنقاش..ولي كلمة إن سمحت لي..
*إن من كان مسلماً ولم يستشعر أثر ذلك بسلوكه(ليعفُ الله عَّنا..وهو يعفو عن كثير)...أقول إن لم يستشعر ذلك الأثر فليراجع..نفسه.. ربما .. وربما.. وربما.. كما في لغة الكمبيوتر اليوم..ركََّّب البرنامج ولم يعمل له تشغيل..[انستليشن]..وهذا هو الآيمان مع وقف التنفيذ..
وتـشـغيل خصائص الإيمان من مقتضي حقيقة التدين..
لكن يجب أن نرجع لمفهوم (( لا أعرف إلى اليوم حقيقةً.. سبب تجاهل الكثيرين له وعدم طرحهم لمفهومه على أهميته ..ولعل لذلك سبباًً خفيَ على بصري الكليل..)..وهذا الأمر هو الفرق بين الإيمان و...الإسلام...نعم نطق الشهادتين ..تصديقاً بها..واعتقاداً
هو ..(إســــلام)...و نـضـج العقيدة..والتلبس بأثواب الدين قولاً وسلوكاً..هو ( إيمان) ولذلك قال الحق تعالى..( قالت الأعراب آمنَّا..قل لم تؤمنوا .. ولكن قولوا أسلمنا ولمَّا يدخل الإيمان بعد في قلوبكم)..وكثير من الحديث النبوي..على نبينا أفضل الصلاة والتسليم يدور حول [والله لا يؤمن..] وليس لم يسلم ...
ودعاوى التفسيق والتبديع تخلط.. بين كمال التدين وهو الإيمان.. ومجرد الدين وهو الإسلام..ولذلك ..أختي السائحة ..بارك الله فيك.. نرى أن مظاهر الإيمان وهي (البضـع والسبعون) شعبة..تبدأ من مجرد الإسلام ... ولكنها ..تنتقل عبر درجات الإيمان ..فمن عرف إن لا إله إلا الله ..دخل الجنَّة..ولكن الإيمان الفاعل في الحياة والمصلح لشئونها..هو ما نسعى إليه كمسلمين..
وبمعنى آخر الأسلام مدرسة..من سجَّل فيها له حقُّ الدخول لإمتحاناتها
وله الدرجة الدنيا بمجرَّد الإنتظام فيها[أفلح إن صدق]..لكن التقدُّم والتخصـص والاستفادة من علومها قصر على المجدِّين فيها.. وهم من يحصل على الدرجات العُلىَ.. لذا لا نتوقَّع كل خصائص الإيمان من كلِّ مسلم..ولكن نعم من كلِّ مؤمن...
هل أخطأت..ذاك من نفسي..أو أصبت فمن الله...وله الحمد...ولكِ أختي السائحة والله دعواتٌ من القلب أن يسدد الله خُـطاكِ ويدرأ خَطأكِ..ويجزيك الخير كُلَّه.. ونسأله أن يوفق الجميع لما يُحب ويرضى...؛
ولكم جميعاً...تحيات أخوكم...؛والسلام.عليكم ورحمة الله.
َ
سائحة
21-01-2001, 09:37 AM
أخي الكريم شيروود .... شكر الله لك هذا الجهد المتميز
وبارك الله لك في هذا الفكر الراشد .
آذاه جرح أوجعه *** فبكى وأبكى من معه
جرح قديم راعف *** أحيا القصيد ورجّعه
أحببت أن أبدأ ردّي بهذين البيتين لانّ ردك أثار شؤون وشجون
في النفس ....
فحق ما قلت أخي الكريم ...
فمن آفات هذا العصر الخلط بين مفهوم الاسلام و الايمان ، فالاسلام
هو بوابة الدخول لهذا الدين العظيم ... ثم يأتي بعد ذلك الترقي
والصعود لمن آمن قولا و عملا .. فالايمان متى خالط القلب أثمر
واينع ونبتت في القلب أشجار الايمان وأخرجت ثمارها ناضرة يانعة
نرى أثرها الفاعل في حياتنا ليس لصاحبها فقط وانما لمن حوله
أجمع .
... ومن المؤسف أخي حكم الآخرين على هذا الدين العظيم بالنظر
الى حال من أسلم بلسانه ولم يؤمن قلبه ولم تنضج هذه العقيدة
في نفسه لتتحول الى واقع ملموس يظهر أثره على السلوك ...
لذلك نعود الى لب الموضوع ألا وهو أنه حتى ينضج هذا الايمان
وتخالط بشاشته القلب ليسمو و يرتقي أتت حكمة المولى عزّ وجلّ
بتنويع هذه العبادات و الاعمال الصالحة لتصل بالقلب الى درجة
الايمان الفاعل المؤثر في سلوك الانسان أثرا يتعداه الى غيره
ولا يقتصر على ذاته فقط ... ويتحقق بذلك مفهوم العبادة الشامل
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))
**** وأعود فأقول عذرا أخي شيروود على الاطالة ...
ولا تحرمنا من علمك وفكرك المتميز ... وأخرج زكاة هذه العقلية
النيّرة لتزداد نورا :)
وجزاك الله خيرا .
.. جزاكم الله الخير وحفظكم المولى ورعاكم من أخوة خير جميعا
أخي شيروود بوركت واحسن الله إليك .. أردت أن أسجل رأيي على تعليقك النيّر كما وصفته أختنا سائحة ..
لقد سرت بنا في طريق جديد نافع نفع الله بك وأكرمك ..
الاسلام والايمان .. :)