النحاسي الأصفر
13-03-2001, 04:05 PM
الحمد لله العظيم القهار ، مكور الليل على النهار، يخلق مايشاء ويختار،
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك الله ، لا معقب لحكمه ولا راد لفضله،
وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد عباد الله
فموضوع هذه الخطبة عشاق الموت
أيها المسلمون
لنا تاريخ أبيض الصفحات ناصع الكل
سطوره مجد يتكلم،
وحروفه عز يتبسم
تاريخ وأي تاريخ ، وسير ,أي سير
أحداث يتحدث عنها المتكلم فلا تسعفه العبارات،ويقرؤها القارئ فتهمي على الورق الدمعات ، أنه تاريخ الغطارفة الأماجد ، أصحاب الرسول ، صلى الله عليه وسلم
القمم ينظر إلى شموخها الأقزام.
سير لا تحتاج إلى تعليق ، وتراجم لا تفتقر إلى مدح أو تنميق ، شذرات من التبر الأحمر
بمن أبدا وعمن أتحدث عن أبي بكر وعمر، أما سائر العشرة، وأما المبايعون تحت الشجرة،
كل واحد منهم سفر من أسفار البطولة ، وعلم من أعلام العزة
كلهم من عشاق الشهادة، أرخص شئ عندهم الأرواح
أسهل شئ عليهم أن يموتوا في سبيل الله
أسعد اللحظات في تاريخهم تلك اللحظات التي تسيل فيها الروح على حد سيف أو نصل سنان قال eيوم بدر ]قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض والله لا يقاتلهم اليوم فيقتل مقبلا غير مدبر إلا دخل ا لجنة [
فسرت كلماته كالتيار في أجسادهم فهبوا كاللهيب فما هي إلا ساعة وإذا الألف يفرون من الثلاثمائة
لله درهم من جيل ، ورضي الله عنهم من رعيل
نبدأ بسابقهم أبي بكر
قال ضبة الغنوي قلت لعمر : أنت خير من أبي بكر رضي الله عنه قال فبكى عمر ، وقال ((والله لليلة من أبي بكر خير من عمر عمر))
لا، يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل
ليلة من أبي بكر خير من عمر عمر ، لله درك يا أبا حفص وليلة منك خير من عمر أمة
ترتد قبائل العرب ، وينجم النفاق، وتموج الفتن، وتنكس القلوب، ويثببت الصديق النحيل الجسم، معروق الجبين، فيصرخ (( والله لومنعوني عقالا لقاتلتهم عليه، والله لأجاهدنهم ما استمسكت السيف في يدي،
ويقول خالد بن الوليد سيف الله ، أبو سليمان ، ما ليلة تهدي إلى بيتي فيها عروس أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو
لله درك من إمام قاد الكتيبة في الزحام
لما ثوي في قبره ألو الكميت على اللجام
ومضى وحمم ساعة يبكي على البطل الهمام
أما سيد الشهداء فقال صلى الله عليه وسلم في ما ثبت عنه
((سيد الشهداء حمزة)) كان في يوم بدر معلما بريشة نعامة قال رجل من المشركين من رجل أعلم بريشة نعامة قيل ((حمزة بن عبدالمطلب )) قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
يختالون نعم، ويفتخرون ويتيهون
ولكن فقط إذا حمي الوطيس وعلا القتال، واحمرت الحدق، وتلونت الأرض بلون الدماء
فيختالون لفرط شجاعتهم، وعظيم بأسهم ، كأنهم في حفلة عرس، أو مجلس لهو
يقول أبو دجانة وهو يتيه في معركة أحد :
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
في أحد استشهد حمزة ويسأل عنه الرسول بعد انكشاف المعركة فيقال عند تلك الشجرة ويسير الحبيب إلىحبيبه يلقي عليه نظرة الوداع ، وياله من منظر بطن مبقور وجسد ممثل به فيتيغظ الرسول وتدمع عينه وقال(( ما وقفت موقفا هو أغيظ على من هذا الموقف))
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ))
رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره إنه إمام الفدائيين، وبطل الطوارئ، البراء بن مالك أما ثيابه فأطمار باليه وأما لونه فأشعث أغبر .
ولكن ما قيمة الثياب ، وما ما معنى الأجساد إذا كانت بلا قلوب البراء نسيج وحده ،
حملوا جسمه النحيل على ترس ، ثم قذفوه في حديقة الكذاب مسيلمة،
فنزل الصاعقة بأرض الحديقة فقطفت مائة رأس
لله تلك اليد السمراء
لنحن أسمح أن نقبل في يديك السيف يا بطل في يوم شديد ينكشف الناس ،والصحابة لا ينكشفون، حرام عندهم أن يرى العدو ظهورهم
ظهورهم عورة لا يحل لكافر أن ينظر إليها في ميدان الوغى،
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أ قدامنا تقطر الدما
فيأتي الناس إلى البراء
فيقولون له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((رب أشعث أغبر ذي طمرين لو أ قسم على ا لله لأبره منهم البراء بن مالك))
فبالله لما أقسمت على ربك أن ينصرنا فتوجه الفدائي الأشعث الأغبر،
فقال( يارب أقسمت عليك لما فتحت لنا وألحقتني بنبيك)
ما أجمل الطموح ، وما أغلى الأمل ،
وحمحمة وما أدرك من هو حمحمة
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال حرم بن حيان بت عند حمحمة فرأيته يبكي الليل أجمع يقول وقد حضر المعركة
((اللهم إن حمحمة _ يعنى نفسه _ يزعم أنه يحب لقاءك اللهم إن كان صادقا فأعزم له بصدقه، وإن كان كاذبا فاحمل عليه وإن كره ))
فقتل رضي الله عنه شهيداً
ويدخل عمر المسجد فيرى النعمان بن مقرن يصلي والصلاة أول مميزات القائد عند عمر
فالسجادون هم أول الكتائب وأهل القيام ، هم حملة الألوية وأوائل الصفوف فيقول له:إني أريد أن أستعملك قال : أما جابيا أي جامعا للصدقة فلا، ولكن غازياً قال :فأنت غاز
فوجهه إلى أصبهان وفي نهاوند دارت رحي الحرب في معركة كبرى من معارك الإسلام ،
وحرب عالمية بين عالمي الإيمان والكفر،
قال المغيرة، :للنعمان لقد أسرع القتل في الناس فاحمل
فقال : والله إنك لذو مناقب ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال وكان إذ لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر
الله أكبر السنة مهما عظمت الأهوال ،
ثم خطب خطبة مدوية في مسمع التاريخ
وقال : إني هاز لوائي ثلاث مرات، فأما الهزة الأولى فقضي رجل حاجته وتوضأ
وأما الثانية فنظر رجل في سلاحه وفي شسعه فأصلحه، وأما الثالثة فاحملوا ولا يلوين أ حد على أحد ،وإن قتل النعمان _ يعنى نفسه _ فلا يلو عليه أحد ، فإني أدعو الله عز وجل بدعوة فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها،
((اللهم أعط اليوم النعمان الشهادة في نصر المسلمين وافتح عليهم )فأمنوا وهم يبكون ،
وزالت الشمس وهبت الريح وهز النعمان اللواء الأولى فتوضأ الراغبون في القدوم على ربهم ليقدموا عليه وهم متوضئون ، وهز الثانية فتهيأ الشجعان، وهز الثالثة فحملوا
وحمل الشهيد النعمان فكان أول صريع وحمل الصحابة فكانوا كالبحر المائج ، لايقف لهم أحد، وتقطفوا رؤوس عباد النار، واقتلعوا صفوفهم ومزقوا ظهورهم المدبرة،
أوما كنت إذا البغي اعتدى موجة من لهب أو من دم
أتلقاك وطرفي مطرق أسفا من أمسك المنصرم
وسقط النعمان ، فمروا عليه فتذكروا وصيته ، فلم يقترب منه أحد
جراحه تنزف
ودماؤه تسقى الأرض دما
ويأبى على الناس أن ينشغلوا بجراحاته
وتنتهي المعركة قال معقل بن يسار (( فأتيته ومعي أداوة من ماء فغسلت عن وجهه التراب ، فقال من أنت قلت معقل بن يسار قال ما فعل الناس: قلت فتح الله عليهم قال لي الحمد لله اكتبوا بذلك إلىعمر وفاضت نفسه
طلحة بن عبيد الله واحد من العشرة المشهود لهم بالجنة
يمشى على الأرض وقد شهد له رسول الله بأنه في الجنة
يحضر أحد فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد أوجب طلحة) ويحوط الرسول ببدنه حتى تمزق جسده، وشلت كفه، من وقع النبال يقول حسان فيه وقد صدق
وطلحة يوم الشعب آسى محمد على ساعة ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه السلاح وأسلمت أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان أمام الناس إلا محمدا أقام رحى الإسلام حتى استقلت
أيها المسلمون
إن أمة ولدت أولئك الأبطال ما عقمت يوما عن أن تلد من أحفادهم من يسير على طريقهم وينسج على منوالهم، فهاهي الأخبار من الشيشان تحدثك عن قوم آمنوا بربهم وتوكلوا عليه، فما خيبهم، هذه الأخبار تحدثك عن فئة قليلة أقضت مضاجع الروس
هذه الأخبار تحدثك أن الأمة لن تموت أبدا، صور من البطولات والتضحيات، وحب الشهادة، يذكرك والله بالرعيل الأول،
شباب يقومون الليل ودموعهم تتحدر على اللحى ،جل دعائهم : رب لا تردني خائبا،
ولئن أحزنك شباب همهم الرقص والغناء والفيلم والمسلسل، فوالله إن هناك شباب همهم أن يموتوا في سبيل الله ، وأن يقطعوا ابتغاء مرضات الله .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك الله ، لا معقب لحكمه ولا راد لفضله،
وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد عباد الله
فموضوع هذه الخطبة عشاق الموت
أيها المسلمون
لنا تاريخ أبيض الصفحات ناصع الكل
سطوره مجد يتكلم،
وحروفه عز يتبسم
تاريخ وأي تاريخ ، وسير ,أي سير
أحداث يتحدث عنها المتكلم فلا تسعفه العبارات،ويقرؤها القارئ فتهمي على الورق الدمعات ، أنه تاريخ الغطارفة الأماجد ، أصحاب الرسول ، صلى الله عليه وسلم
القمم ينظر إلى شموخها الأقزام.
سير لا تحتاج إلى تعليق ، وتراجم لا تفتقر إلى مدح أو تنميق ، شذرات من التبر الأحمر
بمن أبدا وعمن أتحدث عن أبي بكر وعمر، أما سائر العشرة، وأما المبايعون تحت الشجرة،
كل واحد منهم سفر من أسفار البطولة ، وعلم من أعلام العزة
كلهم من عشاق الشهادة، أرخص شئ عندهم الأرواح
أسهل شئ عليهم أن يموتوا في سبيل الله
أسعد اللحظات في تاريخهم تلك اللحظات التي تسيل فيها الروح على حد سيف أو نصل سنان قال eيوم بدر ]قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض والله لا يقاتلهم اليوم فيقتل مقبلا غير مدبر إلا دخل ا لجنة [
فسرت كلماته كالتيار في أجسادهم فهبوا كاللهيب فما هي إلا ساعة وإذا الألف يفرون من الثلاثمائة
لله درهم من جيل ، ورضي الله عنهم من رعيل
نبدأ بسابقهم أبي بكر
قال ضبة الغنوي قلت لعمر : أنت خير من أبي بكر رضي الله عنه قال فبكى عمر ، وقال ((والله لليلة من أبي بكر خير من عمر عمر))
لا، يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل
ليلة من أبي بكر خير من عمر عمر ، لله درك يا أبا حفص وليلة منك خير من عمر أمة
ترتد قبائل العرب ، وينجم النفاق، وتموج الفتن، وتنكس القلوب، ويثببت الصديق النحيل الجسم، معروق الجبين، فيصرخ (( والله لومنعوني عقالا لقاتلتهم عليه، والله لأجاهدنهم ما استمسكت السيف في يدي،
ويقول خالد بن الوليد سيف الله ، أبو سليمان ، ما ليلة تهدي إلى بيتي فيها عروس أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو
لله درك من إمام قاد الكتيبة في الزحام
لما ثوي في قبره ألو الكميت على اللجام
ومضى وحمم ساعة يبكي على البطل الهمام
أما سيد الشهداء فقال صلى الله عليه وسلم في ما ثبت عنه
((سيد الشهداء حمزة)) كان في يوم بدر معلما بريشة نعامة قال رجل من المشركين من رجل أعلم بريشة نعامة قيل ((حمزة بن عبدالمطلب )) قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
يختالون نعم، ويفتخرون ويتيهون
ولكن فقط إذا حمي الوطيس وعلا القتال، واحمرت الحدق، وتلونت الأرض بلون الدماء
فيختالون لفرط شجاعتهم، وعظيم بأسهم ، كأنهم في حفلة عرس، أو مجلس لهو
يقول أبو دجانة وهو يتيه في معركة أحد :
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
في أحد استشهد حمزة ويسأل عنه الرسول بعد انكشاف المعركة فيقال عند تلك الشجرة ويسير الحبيب إلىحبيبه يلقي عليه نظرة الوداع ، وياله من منظر بطن مبقور وجسد ممثل به فيتيغظ الرسول وتدمع عينه وقال(( ما وقفت موقفا هو أغيظ على من هذا الموقف))
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ))
رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره إنه إمام الفدائيين، وبطل الطوارئ، البراء بن مالك أما ثيابه فأطمار باليه وأما لونه فأشعث أغبر .
ولكن ما قيمة الثياب ، وما ما معنى الأجساد إذا كانت بلا قلوب البراء نسيج وحده ،
حملوا جسمه النحيل على ترس ، ثم قذفوه في حديقة الكذاب مسيلمة،
فنزل الصاعقة بأرض الحديقة فقطفت مائة رأس
لله تلك اليد السمراء
لنحن أسمح أن نقبل في يديك السيف يا بطل في يوم شديد ينكشف الناس ،والصحابة لا ينكشفون، حرام عندهم أن يرى العدو ظهورهم
ظهورهم عورة لا يحل لكافر أن ينظر إليها في ميدان الوغى،
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أ قدامنا تقطر الدما
فيأتي الناس إلى البراء
فيقولون له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((رب أشعث أغبر ذي طمرين لو أ قسم على ا لله لأبره منهم البراء بن مالك))
فبالله لما أقسمت على ربك أن ينصرنا فتوجه الفدائي الأشعث الأغبر،
فقال( يارب أقسمت عليك لما فتحت لنا وألحقتني بنبيك)
ما أجمل الطموح ، وما أغلى الأمل ،
وحمحمة وما أدرك من هو حمحمة
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال حرم بن حيان بت عند حمحمة فرأيته يبكي الليل أجمع يقول وقد حضر المعركة
((اللهم إن حمحمة _ يعنى نفسه _ يزعم أنه يحب لقاءك اللهم إن كان صادقا فأعزم له بصدقه، وإن كان كاذبا فاحمل عليه وإن كره ))
فقتل رضي الله عنه شهيداً
ويدخل عمر المسجد فيرى النعمان بن مقرن يصلي والصلاة أول مميزات القائد عند عمر
فالسجادون هم أول الكتائب وأهل القيام ، هم حملة الألوية وأوائل الصفوف فيقول له:إني أريد أن أستعملك قال : أما جابيا أي جامعا للصدقة فلا، ولكن غازياً قال :فأنت غاز
فوجهه إلى أصبهان وفي نهاوند دارت رحي الحرب في معركة كبرى من معارك الإسلام ،
وحرب عالمية بين عالمي الإيمان والكفر،
قال المغيرة، :للنعمان لقد أسرع القتل في الناس فاحمل
فقال : والله إنك لذو مناقب ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال وكان إذ لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر
الله أكبر السنة مهما عظمت الأهوال ،
ثم خطب خطبة مدوية في مسمع التاريخ
وقال : إني هاز لوائي ثلاث مرات، فأما الهزة الأولى فقضي رجل حاجته وتوضأ
وأما الثانية فنظر رجل في سلاحه وفي شسعه فأصلحه، وأما الثالثة فاحملوا ولا يلوين أ حد على أحد ،وإن قتل النعمان _ يعنى نفسه _ فلا يلو عليه أحد ، فإني أدعو الله عز وجل بدعوة فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها،
((اللهم أعط اليوم النعمان الشهادة في نصر المسلمين وافتح عليهم )فأمنوا وهم يبكون ،
وزالت الشمس وهبت الريح وهز النعمان اللواء الأولى فتوضأ الراغبون في القدوم على ربهم ليقدموا عليه وهم متوضئون ، وهز الثانية فتهيأ الشجعان، وهز الثالثة فحملوا
وحمل الشهيد النعمان فكان أول صريع وحمل الصحابة فكانوا كالبحر المائج ، لايقف لهم أحد، وتقطفوا رؤوس عباد النار، واقتلعوا صفوفهم ومزقوا ظهورهم المدبرة،
أوما كنت إذا البغي اعتدى موجة من لهب أو من دم
أتلقاك وطرفي مطرق أسفا من أمسك المنصرم
وسقط النعمان ، فمروا عليه فتذكروا وصيته ، فلم يقترب منه أحد
جراحه تنزف
ودماؤه تسقى الأرض دما
ويأبى على الناس أن ينشغلوا بجراحاته
وتنتهي المعركة قال معقل بن يسار (( فأتيته ومعي أداوة من ماء فغسلت عن وجهه التراب ، فقال من أنت قلت معقل بن يسار قال ما فعل الناس: قلت فتح الله عليهم قال لي الحمد لله اكتبوا بذلك إلىعمر وفاضت نفسه
طلحة بن عبيد الله واحد من العشرة المشهود لهم بالجنة
يمشى على الأرض وقد شهد له رسول الله بأنه في الجنة
يحضر أحد فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد أوجب طلحة) ويحوط الرسول ببدنه حتى تمزق جسده، وشلت كفه، من وقع النبال يقول حسان فيه وقد صدق
وطلحة يوم الشعب آسى محمد على ساعة ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه السلاح وأسلمت أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان أمام الناس إلا محمدا أقام رحى الإسلام حتى استقلت
أيها المسلمون
إن أمة ولدت أولئك الأبطال ما عقمت يوما عن أن تلد من أحفادهم من يسير على طريقهم وينسج على منوالهم، فهاهي الأخبار من الشيشان تحدثك عن قوم آمنوا بربهم وتوكلوا عليه، فما خيبهم، هذه الأخبار تحدثك عن فئة قليلة أقضت مضاجع الروس
هذه الأخبار تحدثك أن الأمة لن تموت أبدا، صور من البطولات والتضحيات، وحب الشهادة، يذكرك والله بالرعيل الأول،
شباب يقومون الليل ودموعهم تتحدر على اللحى ،جل دعائهم : رب لا تردني خائبا،
ولئن أحزنك شباب همهم الرقص والغناء والفيلم والمسلسل، فوالله إن هناك شباب همهم أن يموتوا في سبيل الله ، وأن يقطعوا ابتغاء مرضات الله .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر .